الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[إعراب جمع المذكر السالم]
قال ابن مالك: (وإن كان لمذكّر فالمزيد في الرّفع واو بعد ضمّة وفي الجرّ والنّصب ياء بعد كسرة تليهما نون مفتوحة تكسر للضّرورة، وتسقط للإضافة أو للضّرورة أو لتقصير صلة؛ وربّما سقطت اختيارا قبل لام ساكنة غالبا).
ــ
قال: وهذا شيء قد كثر في الأسماء المحذوفة اللام المؤنثة بالهاء؛ لأن هذا الجمع له مزية وبابه ما يعقل فجعل في هذا الباب عوضا من اللام المحذوفة (1).
وأما ابن عصفور فعنده أن سنين ونحوه اسم جمع قال (2): وليس بجمع سلامة لتغير لفظ سنة ولا جمع تكسير لكونه غير مطرد في نظائره نحو هنة وشفة.
فالمذاهب إذا في نحو سنين ثلاثة (3). والظاهر منها ما ذكره ابن الباذش؛ فهو جمع سلامة لما لم يستوف الشروط جمع على غير قياس، وأما التغيير الذي حصل له فمثله محتمل في جمع السلامة بدليل تغيير جفنات وسدرات ونحوهما.
قال ناظر الجيش: تقدم أن جمع التصحيح نوعان، [1/ 92] فها هو يذكر زيادة كل نوع ما هي: -
- والإعراب إمام نحو متقدم أخذ عن أبيه وأكثر الرواية عنه، وشاركه في كثير من شيوخه. قال السيوطي: ألف الإقناع في القراءات لم يؤلف مثاله. لم يتجاوز الخمسين عاما حيث ولد سنة (491) ومات سنة (540 هـ).
انظر: ترجمته في بغية الوعاة (1/ 338)، الأعلام (1/ 167).
(1)
انظر: نصه في التذييل والتكميل (1/ 276). وقال سيبويه في الكتاب: (3/ 598): «وأما ما كان من بنات الحرفين وفيه الهاء للتأنيث فإنك إذا أردت الجمع لم تكسره على بناء يرد ما ذهب منه، وذلك لأنها فعل بها ما لم يفعل بما فيه الهاء مما لم يحذف منه شيء، وذلك أنهم يجمعونها بالتاء والواو والنون كما يجمعون المذكر نحو مسلمين فكأنه عوض فإذا جمعت بالتاء لم يتغير البناء وذلك قولك: هنة وهنات وفئة وفئات وشية وشيات وثبة وثبات وقلة وقلات؛ وربما ردوها إلى الأصل إذا جمعوها بالتاء وذلك قولهم: سنوات وعضوات، وإذا جمعوا بالواو والنون كسروا الحرف الأول وغيروا الاسم. وذلك قولهم: سنون وقلون وثبون ومئون فإنهم غيروا أول هذا لأنهم ألحقوا آخره شيئا ليس هو في الأصل للمؤنث. ولا يلحق شيئا فيه الهاء ليس على حرفين؛ فلما كان كذلك غيروا أول الحرف كراهية أن يكون بمنزلة ما الواو والنون له في الأصل.
(2)
انظر شرح الجمل له: (جـ 1 ص 85).
(3)
أولها - وهو لابن مالك - أنه جمع تكسير جرى في الإعراب مجرى الصحيح.
ثانيها - وهو لابن الباذش - أنه جمع سلامة بالواو والنون وتغييره لحذف اللام منه وتعويض هاء عنها.
ثالثها - وهو لابن عصفور - أنه اسم جمع.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أما كون الزيادة في جمع المذكر واوا بعد ضمة حال الرفع وياء بعد كسرة حال الجر والنصب فواضح. ولا يخرج عن ذلك جمع المقصور نحو: وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ * (1)، وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (2)؛ لأن قبل الواو
والياء ضمة وكسرة مقدرتين في الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين كتقدير الضمة والكسرة الإعرابيتين في نحو: أسنى الحلى العلم.
وأما حركة النون بالفتح فقال المصنف: «كان السكون أحق بها لأنها بمنزلة التنوين في كونها مسبوقة بالإعراب فحركت لالتقاء السّاكنين، وكان الفتح أولى لأنه أخفّ من الضمّ والكسر، ولأن توالي الأمثال للكسر بعد الياء وللضم بعد الواو لازم، وأمن ذلك في الفتح فتعيّن» انتهى (3).
ولو قيل: إنما حركت بالفتح للفرق بينها وبين نون التثنية لكان أولى.
ومثال كسرها للضرورة قول الشاعر:
120 -
عرين من عرينة ليس منّا
…
برئت إلى عرينة من عرين
عرفنا جعفرا وبني عبيد
…
وأنكرنا زعانف آخرين (4)
وسقوطها إما للإضافة وهو كثير؛ ومنه قوله تعالى: غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ (5). -
(1) سورة آل عمران: 139، سورة محمد:35.
(2)
سورة ص: 47.
(3)
انظر: شرح التسهيل (1/ 72) بنصه.
(4)
البيتان من بحر الوافر وهما مطلع مقطوعة قصيرة لجرير بن عطية الخطفي يخاطب بها فضالة العربي وقد توعده فضالة بالقتل (انظر المقطوعة في ديوان جرير ص 475) والبيتان ليسا متتاليين في الديوان ولكن يفصلهما آخر وهو قوله:
قبيلته أناخ اللّوم فيها
…
فليس اللؤم تاركهم لحين
اللغة: عرين: بفتح فكسر علم وهو عرين بن ثعلبة بن يربوع وهو من آباء فضالة المهجو. عرينة: بطن من بجيلة. جعفر: أخو عرين فهو ابن ثعلبة أيضا. بني عبيد: يروى مكانه: بني أبيه وهم إخوته. زعانف: جمع زعنفة بالكسر والفتح: القصير والقصيرة وطائفة من كل شيء والرذل والقطعة من القبيلة تشذ وتنفر (القاموس المحيط: 3/ 152) وهذه المعاني مقصودة هنا. ويستشهد بالبيت على كسر نون الجمع ضرورة ولا يصح أن يقال إن هذه الكسرة للإعراب؛ لأن الكلمة صفة للمنصوب فهي منصوبة بالياء. وانظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص 407) وهو في شرح التسهيل (1/ 72) وفي التذييل والتكميل (1/ 278).
(5)
سورة المائدة: 1 وسقط قوله: وَأَنْتُمْ حُرُمٌ من نسخة (ب)، (جـ) وهو في الأصل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإما للضرورة كقول الشاعر:
121 -
لو كنتمو منجدي حين استعنتكمو
…
لم تعدموا ساعدا منّي ولا عضدا (1)
وقول الآخر:
122 -
ولسنا إذا تأتون سلما بمذعني
…
لكم غير أنّا إن نسالم نسالم (2)
وإما لتقصير الصلة كقراءة من قرأ: (والمقيمي الصّلاة)(3) بالنصب.
وقال الشاعر:
123 -
الحافظو عورة العشيرة لا
…
يأتيهم من ورائهم وكف (4)
وقال الآخر:
124 -
قتلنا ناجيا بقتيل عمرو
…
وخير الطّالبي التّرة الغشوم (5)
-
(1) البيت من بحر البسيط وهو في العتاب والنصح، وقد ذكر في الدرر (1/ 24)، والهمع (1/ 50)، ومعجم الشواهد (ص 96) والتذييل والتكميل (1/ 282) ولم ينسب في الجميع.
وقد استشهد به هنا على حذف النون دون إضافة وهو ضرورة وأصله أن يكون منجدين.
(2)
البيت من بحر الطويل وقائله مجهول ولكن تبدو فيه روح شر الجاهلية. واستشهد به على ما في البيت قبله من حذف نون الجمع للضرورة.
والبيت ليس في معجم الشواهد وإنما هو في شروح التسهيل لابن مالك (1/ 72)، وللمرادي (1/ 74)، ولأبي حيان (1/ 282).
(3)
سورة الحج: 35، وانظر المحتسب (1/ 80) قال ابن جني: «أراد المقيمين فحذف النّون تخفيفا لا لتعاقبهما الإضافة وشبّه باللذين والذين في قوله: وأنشد:
وإنّ الذي حانت بفلج ......
إلخ كما أنشد:
أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا
…
إلخ».
(4)
البيت من بحر المنسرح مطلع قصيدة سبق الحديث عنها وعن الاختلاف في قائلها، وانظر البيت في ديوان قيس بن الخطيم:(ص 63، 172).
اللغة: العورة: كل مخوف وعورة الرجل في الحرب ظهره، وكف: بفتحتين العيب والإثم ومثله النطف بوزنه ومعناه وقد روي مكانه، كما روي
من ورائها مكان من ورائهم. قال المبرد في البيت: أنشد هذا البيت منصوبا ولم يرد الإضافة ولكنه حذف النون لطول الاسم. إذ صار ما بعد الاسم صلة له (المقتضب 4/ 145).
والبيت في شرح التسهيل (1/ 77) وفي التذييل والتكميل (1/ 283) وفي معجم الشواهد (ص 239).
(5)
البيت من بحر الوافر وهو بهذه الرواية غير منسوب لأحد إلا أن الشطرة الثانية رويت مع أبيات -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أنشده ابن جني بنصب الترة (1).
وأما سقوطها في الاختيار قبل لام ساكنة فكرواية أبي زيد: (واعلموا أنّكم غير معجزي الله)(2) بنصب الجلالة المعظمة، وما حكاه ابن جني من قراءة من قرأ:
(إنّكم لذائقوا العذاب الأليم)(3) بالنصب.
وأنشد ابن جني (4):
125 -
ومساميح بما ضنّ به
…
حابسو الأنفس عن سوء الطّمع (5)
-
- خمسة لصدر آخر في الأمالي لأبي علي: (1/ 316) ثم نسبت الأبيات كلها لعبد الرحمن بن زيد، وقد أوردها أبو علي في معرض حديثه عن الأخذ بالثأر. وهي أبيات جاهلية تدعو إلى الجرأة والشر وطلب الثأر، والترة في البيت معناها الثأر. ويستشهد به على ما في الأبيات قبله من حذف النون دون إضافة ثم نصب الترة على المفعولية. انظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص 352) وهو أيضا في شرح التسهيل (1/ 72)، والتذييل والتكميل (1/ 283).
(1)
انظر المحتسب له: (2/ 80). والفرق بين هذين البيتين وما قبلهما أن هذين الوصف فيهما صلة لأل بخلاف ما قبلهما، ومن هنا حكم الشارح بالضرورة على سقوط النون في الأولين.
(2)
سورة التوبة: 2. وانظر في القراءة المحتسب (2/ 80)، قال ابن جني فيها: «فهذا يكاد يكون لحنا؛ لأنه ليست معه لام التعريف المشابهة للذي ونحوه غير أنه شبه معجزي بالمعجزي».
(3)
سورة الصافات: 38. وانظر المحتسب (1/ 81)، قال ابن جني: ومثله قراءة عمارة: (ولا اللّيل سابق النّهار) [يس: 40] بحذف التنوين والنصب.
(4)
انظر المحتسب له (2/ 80).
(5)
البيت من بحر الرمل من قصيدة طويلة لسويد بن أبي كاهل اليشكري كلها في الحكم والأمثال، وقد فضلها واختارها النقاد (انظر
المفضليات 1/ 700). (الشعر والشعراء 1/ 428) ومطلعها:
بسطت رابعة الخيل لنا
…
فوصلنا الحبل منها ما اتّسع
وبيت الشاهد في المدح وقبله:
لا يخاف الغدر من جاورهم
…
أبدا بل هو لا يخشى الطّبع
اللغة: الطبع: ما يعاب به. مساميح: جمع مسماح وهو الكريم الجواد. الضن: البخل. حابسو الأنفس: مبعدوها عن الطمع وهو خبر لمبتدأ محذوف. وقد استشهد بالبيت على مثل ما قبله، والاستشهاد به إنما يكون على رواية فتح السين وأما على رواية كسرها كما في المفضليات فلا شاهد فيه.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 73)، والتذييل والتكميل (1/ 285) ومعجم الشواهد (ص 208).
ترجمة الشاعر: هو سويد بن عطيف من بني يشكر شاعر مخضرم عاش في الجاهلية دهرا ومات بعد سنة ستين من الهجرة.
وكانت العرب تسمي قصيدته العينية التي منها الشاهد باليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال.
وقد تمثل الحجاج بأبيات منها في مواقف له وسيأتي منها شاهد آخر. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
بفتح سين الأنفس.
واحترز بقوله: غالبا من سقوطها في الاختيار دون لام ساكنة، كقراءة الأعمش (1):
(وما هم بضارّي به من أحد)(2)، قال المصنف: وهذا في غاية من الشذوذ بخلاف الذي قبله فلا يليق بالاختيار وإنما يليق بالاضطرار نحو: بمذعني لكم. انتهى (3).
وزعم الزمخشري (4): أنّ حذف النون في قراءة الأعمش للإضافة وأنّ (بضارّي) مضاف إلى قوله: (من أحد) بجعل من جزءا من أحد ثم فصل بين المتضايفين بقوله: (به).
كما قال الشاعر:
126 -
هما أخوا في الحرب من لا أخا له
…
[إذا خاف يوما نبوة فدعاهما](5)
-
- وانظر ترجمته وأخباره في الشعر والشعراء (1/ 428)، الخزانة (6/ 125). المفضليات (2/ 732).
(1)
هو أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي بالولاء والملقب بالأعمش، تابعي مشهور أصله من بلاد الري، ولد سنة (61 هـ) من الهجرة بالكوفة
ونشأ بها، كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض، وقد روى نحو ألف وثلاثمائة حديث، قال الذهبي عنه: كان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح، وقال السخاوي:«لم ير السّلاطين والملوك والأغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلس الأعمش مع شدّة حاجته وفقره» .
توفي بالكوفة سنة (148 هـ). انظر ترجمته في وفيات الأعيان (1/ 213)، الأعلام (3/ 198).
غاية النهاية (1/ 315، 316).
(2)
سورة البقرة: 102. وانظر في القراءة المحتسب (1/ 103).
(3)
انظر: شرح التسهيل (1/ 73) وقوله: بمذعني لكم يشير إلى الشاهد السابق وهو قوله:
لو كنتمو منجدي حين استعنتكمو
…
لم تعدموا ساعدا منّي ولا عضدا
(4)
انظر الكشاف (1/ 129) وما قاله الزمخشري سبقه به ابن جني، يقول ابن جني في القراءة المذكورة في الآية:«هذا من أبعد الشّاذ أعني حذف النون ها هنا وأمثل ما يقال فيه: أن يكون أراد: وما هم بضاري أحد ثم فصل بين المضاف والمضاف إليه بحرف الجر. وفيه شيء آخر: وهو أنّ هناك أيضا من في: من أحد غير أنه أجرى الجار مجرى جزء من المجرور فكأنه قال: وما هم بضاري به أحد وفيه ما ذكرنا» (المحتسب: 1/ 103).
(5)
البيت من بحر الطويل وهو من قصيدة لعمرة الخثعمية في رثاء ولدين لها قتلا في بعض الغزوات ومطلعها:
لقد زعموا أني جزعت عليهما
…
وهل جزع إن قلت وا بأباهما
والقصيدة وبيت الشاهد في شرح ديوان الخنساء ومراثي ستين شاعرة من شواعر العرب (ص 167) وهي أيضا في شرح ديوان الحماسة (1/ 1083).
ويستشهد بالبيت على الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالجار والمجرور. وانظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص 333)، وهو في التذييل والتكميل (1/ 286).