الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حكم ضمير الشأن من بروزه أو استتاره]
قال ابن مالك: (ويبرز مبتدأ واسم ما، ومنصوبا في بابي إنّ وظنّ، ويستكنّ في بابي كان وكاد).
ــ
ضمير قصة (1) ويقول العرب: إنّه أمة الله ذاهبة (2).
قال ناظر الجيش: ضمير الشأن لا بد أن يكون معمولا للابتداء، أو أحد نواسخه، وهي كان وإن وظن أو إحدى أخواتهن، والجملة بعده متممة لمقتضى العامل، وهو بمنزلة ضمير غائب تقدم ذكره؛ فلذلك يستتر مرفوعا بكان أو كاد أو إحدى أخواتهما، كما يستتر ما ارتفع بهما من ضمير غائب تقدم ذكره، ويبرز إذا كان مبتدأ أو اسم ما أو منصوبا بإن أو ظن أو إحدى أخواتهما، وبروزه مبتدأ كقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (3).
وذكر صاحب البسيط خلافا في المبتدأ: هل يكون ضمير شأن أو لا؟ وذكر أن الفراء وأبا الحسن منعا ذلك (4). وقد خرج قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ على وجهين:
أحدهما: أنهم كانوا يتكلمون في توحيد الله، فقيل لهم: هو أي التوحيد الله أحد.
الثاني: أن (أحد) بدل من اسم الله تعالى (5). -
(1) القراءة المذكورة وهي قراءة التأنيث ورفع آية هي قراءة ابن عامر، وقد خرجها الشارح. وخرجها بعضهم على غير ذلك، فجعل (أولم تكن لهم آية) جملة تامة، فلهم خبر تكن، وآية اسمها، وأن يعلمه بدل من آية، وعلى هذا التخريج فلا ضمير قصة، وقرأ الباقون غير ابن عامر - بالتذكير، ونصب آية. وعليه فآية خبر ليكن مقدما وأن يعلمه هو الاسم.
(2)
انظر النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري (ص 197)(طبعة دار الشروق) قال أبو زيد: «وقال أبو الحسن: قوله: فليت دفعت الهمّ الأحسن في العربية أن يكون أضمر الهاء، كأنّه قال فليته دفعت يريد فليت الأمر هذا كما تقول: إنّه أمة الله ذاهبة، وإنّ زيد منطلق يريد إنّه الأمر. وأنشد أبو العبّاس المبرّد لعمارة يصف نخلا (من الرجز):
كأنّهنّ الفتيّات اللّعس
…
كأنّ في أطلالهنّ الشّمس»
(3)
سورة الإخلاص: 1.
(4)
التذييل والتكميل (2/ 280)، والهمع (1/ 67).
(5)
التذييل والتكميل (2/ 280).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وبروزه اسما لما كقول الشاعر:
284 -
وما هو من يأسو الكلوم وتتّقى
…
به نائبات الدّهر كالدّائم البخل (1)
وبروزه في باب إن كقوله تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ (2).
وبروزه في باب ظن كقول الشاعر:
285 -
علمته الحقّ لا يخفى على أحد
…
فكن محقّا تنل ما شئت من ظفر (3)
واستكنانه في باب كان كقول الشاعر:
286 -
إذا متّ كان النّاس صنفان شامت
…
وآخر مثن بالّذي كنت أصنع (4)
-
(1) البيت من بحر الطويل، قال صاحب الدرر: لم أقف على قائله (الدرر: 1/ 46).
اللغة: يأسو: يشفي ويذهب. الكلوم: الجروح. نائبات الدّهر: مصائبه وبلاياه.
المعنى: يذكر الشاعر أن هناك فرقا كبيرا بين من يقف بجانب الناس فيساعد المحتاج ويشد أزر الضعيف، وبين هذا البخيل الذي يقف متفرجا على حزن هذا ودموع ذاك.
وشاهده: واضح من الشرح إلا أنه يجب أن يقال: وبروزه اسما لما على رأي من يعمل ما، وهم الحجازيون، وإلا كان ضمير الشأن مبتدأ والجملة بعده الخبر.
والبيت في معجم الشواهد (ص 302)، وفي شرح التسهيل (1/ 184)، وفي التذييل والتكميل (2/ 281).
(2)
سورة الجن: 19.
(3)
البيت من بحر البسيط غير منسوب في مراجعه.
ومعناه: حاول دائما أن تكون على حق، فإنه إذا كان معك الحق فأنت قوي، وستنتصر في النهاية، وأما الباطل فهو ضعيف وصاحبه متعثر، بل إنه لا يستطيع المشي أصلا.
وشاهده واضح: وهو بروز ضمير الشأن في باب ظن في قوله: علمته الحق لا يخفى على أحد.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 165)، وفي التذييل والتكميل (2/ 282)، وفي معجم الشواهد (ص 180).
(4)
البيت من بحر الطويل وهو للعجير بن عبد الله السلولي.
ومعنى البيت: أن الناس ستفترق في شأنه بعد موته إلى فرقتين: واحدة تشمت به لكثرة ما أنزل في قلوبهم من الغيظ، والأخرى ستمدحه لكثرة ما نالها منه من الخير.
وروي البيت: نصفان مكان صنفان.
وشاهده: واضح على رواية رفع صنفان، حيث استتر اسم كان فيها ضمير الشأن، والجملة بعدها خبر لها، وقيل: كان ملغاة والجملة بعدها مبتدأ مؤخر.
وروي البيت بنصب صنفين، وعليه فلا شاهد ولا معركة في البيت.
وقيل: هو منصوب، وهذه الألف جاءت على لغة من يلزم المثنى الألف.
إلا أن بعض هذه التوجيهات لا تأتي في قول الشاعر الآخر، وهو هشام أخو ذي الرمة (من الطويل): -