الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أقسام الفعل]
قال ابن مالك: (وأقسامه: ماض، وأمر، ومضارع).
ــ
الاسم في الياء بطريق آخر؛ فنقول في عليكني: عليك بي حكاه سيبويه (1).
وكذا يقال في: رويدني رويد لي؛ فعلى هذا لا مندوحة في الفعل عن النون، وأما في اسم الفعل فثم مندوحة.
وفي هذا الجواب نظر: وهو أن يقال: لزوم النون إنما هو مع اتصال الياء بالكلمة. وحيث اتصلت بعليك أو برويد لزمت النون مطلقا.
وأما الثاني: فيجاب عنه بأن المذكور خاصة وليس من شرط الخاصة الانعكاس، أي: لا يلزم من عدمها العدم، فلا يلزم من عدم لزوم النون في فعل التعجب عدم فعليته. وهو ظاهر (2).
ومنها: اتصاله بضمير الرفع البارز:
فقيد الضمير بالرفع احترازا من ضميري النصب والجر؛ لجواز اتصال الاسم والحرف بهما. وقيد بالبارز؛ لأن
المستتر يتصل بالاسم أيضا (3). وأما البارز إذا كان مرفوعا، فمختص بالفعل نحو: قاما ويقومان وقوما.
قال ناظر الجيش: لما فرغ من ذكر علامات الفعل، أراد أن يذكر أقسامه الأولية التي يترتب عليها معرفة ما هو مبني، وما هو معرب، وما هو منها مبهم، وما هو مختص بأحد الأزمنة الثلاثة.
واعلم أن الأفعال في الحقيقة إنما هي المعاني القائمة بالفاعلين، أو الصادرة عنهم.
ولها ألفاظ تدل عليها، كالقعود والضرب مثلا. وهي تستلزم زمانا غير معين.
والأزمنة ثلاثة: متقدم ومنتظر بالنسبة إلى زمن الإخبار: وهما الماضي والمستقبل، -
(1) انظر: الكتاب (1/ 361) بتحقيق الأستاذ عبد السّلام هارون.
(2)
معناه أن وجود النون في الكلمة واتصالها بها، يوجب فعليتها ولا عكس، فقد تكون الكلمة فعلا دون اتصال النون بها، كما مثّل بما أكرمي في التعجب، مع أن هذا التعبير قليل نادر. والصحيح فيه اتصال النون، فتقول: ما أكرمني، وما أحسنني. ولم تقل العرب ما أكرمي وما أحسني (انظر شرح المفصل لابن يعيش: 7/ 143).
(3)
مثال اتصال الضمير المنصوب بالاسم: الضاربك، عند سيبويه. ومثال اتصاله بالحرف: اتصاله بإن وأخواتها، وأما المجرور فيهما فهو كثير. ومثال اتصال الضمير المستتر بالاسم: الضمائر المستترة في الصفات.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وزمن الإخبار [1/ 29] وهو الحال، ولنا حاجة إلى الدلالة على الزمان المعين؛ فاشتق من الألفاظ الدالة على هذه المعاني صيغ تفيد المعنى الذي تفيده تلك. ويفيد مع ذلك زمانا معينا، ولزم أن تكون ثلاثة ألفاظ بحسب الزمان.
وسميت الألفاظ المشتقة أفعالا، وأما الألفاظ المشتق منها فسميت أحداثا ومصادر، وقد تسمى أفعالا باعتبار الأصل.
ولو قيل: إنما انقسمت الأفعال إلى ثلاثة لأن دلالة الكلام منحصرة في الطلب والخبر، فلا بد من صيغ تميز بينهما، فوضعوا للطلب صيغة الأمر، والخبر إما عن ماض أو حال أو مستقبل؛ فوضعوا للأول صيغة الماضي، وللآخرين صيغة واحدة وهي المضارع - لكان أحسن.
وحذا المصنف في ذلك: الماضي أولا ثم الأمر ثم المضارع، حذو سيبويه؛ فإنه قال (1):«وأمّا الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء، فبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، ولما هو كائن لم ينقطع» (2).
ومثل للأول بذهب، والثاني باذهب ويذهب، ثم بيّن أن يذهب وشبهه يراد به الحال أيضا.
وعند الكوفيين أن الأمر مقتطع من المضارع؛ فإذا تكون القسمة ثنائية (4).
(1) انظر: الكتاب (1/ 12)(هارون).
(2)
نص سيبويه: وما هو كائن لم ينقطع. وهو أفضل حتّى يصحّ قوله بعد: ومثّل للأول بذهب والثاني باذهب ويذهب (الكتاب: 1/ 12).
(3)
انظر شرح التسهيل (1/ 15) وقد حذف الشارح الأمثلة لسهولتها.
(4)
انظر المسألة بالتفصيل في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 525) تحت عنوان «فعل الأمر معرب أو مبنيّ» .
فائدة: قال أبو حيان: «والفعل ينقسم انقسامات غير هذا:
منها انقسامه إلى التعدي واللزوم، وإلى التصرف والجمود، وإلى التمام والنّقصان، وإلى الخاصّ والمشترك -