المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الحديث عن الضمير المتصل المرفوع] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ١

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌أما قسم الدراسة فقد جعلناه في: تمهيد وعشرة فصول

- ‌وأما القسم الثاني وهو «التحقيق» فقد سرنا فيه وفق الخطوات التالية:

- ‌تمهيد

- ‌العصر الثقافي أو الحياة العلمية في عصر ناظر الجيش:

- ‌خصائص المدرسة النحوية في عصر «ناظر الجيش»:

- ‌الفصل الأول حديث موجز عن ابن مالك صاحب «التسهيل»

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌كنيته ولقبه:

- ‌مولده وموطن ولادته:

- ‌ثناء الناس على ابن مالك:

- ‌مؤلفات ابن مالك (النحوية فقط):

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثاني حديث عن ناظر الجيش صاحب «شرح التسهيل»

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌لقبه وكنيته:

- ‌مولده وموطن ولادته:

- ‌شيوخه:

- ‌1 - أبو حيان:

- ‌2 - تاج الدين التبريزي:

- ‌3 - التقي السبكي:

- ‌4 - التقي الصائغ:

- ‌5 - الجلال القزويني:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثقافته:

- ‌ مؤلفاته

- ‌صفاته وأخلاقه:

- ‌المناصب التي تولاها:

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثالث كتاب التسهيل لابن مالك وقيمته العلمية

- ‌ قيمة التسهيل العلمية:

- ‌شروح التسهيل:

- ‌أثر التسهيل في المؤلفات النحوية بعده:

- ‌باحث معاصر حقق الكتاب:

- ‌الفصل الرابع كتاب شرح التسهيل لناظر الجيش المسمى «تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد»

- ‌ اسم الكتاب:

- ‌نسبة الكتاب لناظر الجيش:

- ‌الغاية من تأليفه:

- ‌زمن تأليف الكتاب:

- ‌قيمة الكتاب العلمية:

- ‌الفصل الخامس مصادر ومراجع كتاب شرح التسهيل لناظر الجيش

- ‌أما النحاة فنجد من أبرزهم:

- ‌ومن اللّغويين:

- ‌وأما رجال الحديث، والمفسرون، والقراء، والصحابة، فمنهم:

- ‌وأما الشعراء والرجاز:

- ‌الفصل السادس منهج ناظر الجيش في شرحه للتسهيل وأسلوبه فيه

- ‌ أولا: منهجه في التأليف:

- ‌ثانيا: أسلوبه في شرح التسهيل:

- ‌الفصل السابع شخصية ناظر الجيش النحوية

- ‌أولا: ناظر الجيش وسيبويه إمام النحاة:

- ‌ثانيا: ناظر الجيش وأبو علي الفارسي:

- ‌ثالثا: ناظر الجيش وابن جني:

- ‌رابعا: ناظر الجيش والزمخشري:

- ‌خامسا: ناظر الجيش وابن الحاجب:

- ‌سادسا: ناظر الجيش وابن عصفور:

- ‌سابعا: ناظر الجيش وابن مالك:

- ‌ثامنا: ناظر الجيش وأبو حيان:

- ‌الفصل الثامن موقف ناظر الجيش من قضية الاستشهاد والأدلة النحوية

- ‌أولا: القرآن الكريم:

- ‌ثانيا: القراءات القرآنية:

- ‌ثالثا: الحديث الشريف:

- ‌رابعا: الشعر:

- ‌خامسا: النّثر:

- ‌الفصل التاسع ناظر الجيش مذهبه النحوي - بعض اختياراته

- ‌ أولا: مذهبه النحوي:

- ‌ثانيا: اختياراته النحويّة:

- ‌الفصل العاشر شرح ناظر الجيش - بين التأثر والتأثير - ما له وما عليه

- ‌ أولا: التأثر:

- ‌ثانيا: التأثير:

- ‌ميزات الكتاب:

- ‌مآخذ الشرح:

- ‌خاتمة

- ‌وقد خرجنا من البحث بالنتائج التالية:

- ‌منهجنا في التحقيق بإيجاز بعد أن ذكرناه بالتفصيل في المقدمة:

- ‌وصف النسخ التي اعتمدنا عليها في التحقيق:

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌الكلام على خطبة الكتاب

- ‌الباب الأول (*) باب شرح الكلمة والكلام وما يتعلّق به

- ‌[تعريف الكلمة]

- ‌[تقسيم الكلمة]

- ‌[تعريف الكلام]

- ‌[تعريف الاسم]

- ‌[تعريف الفعل]

- ‌[تعريف الحرف]

- ‌[علامات الاسم]

- ‌[علامات الفعل]

- ‌[أقسام الفعل]

- ‌[علامات الفعل الماضي والمضارع]

- ‌[زمن الأمر]

- ‌[زمن الفعل المضارع]

- ‌[ترجح زمن الحال في المضارع]

- ‌[تعيين زمن الحال للمضارع]

- ‌[الأمور التي تخلص المضارع للاستقبال]

- ‌[انصراف الفعل المضارع إلى زمن المضي]

- ‌[صرف الماضي إلى الحال والاستقبال]

- ‌[احتمال الماضي للحال والاستقبال]

- ‌الباب الثاني باب إعراب الصّحيح الآخر

- ‌[تعريف الإعراب]

- ‌[الإعراب أصل في الأسماء فرع في الأفعال]

- ‌[متى يعرب المضارع ومتى يبنى

- ‌[وجوه الشبه بين الاسم والحرف]

- ‌[أنواع الإعراب]

- ‌[علامات الإعراب الأصلية]

- ‌[ما ينوب عن الفتحة]

- ‌[ما ينوب عن الضمة]

- ‌[اللغات في الأسماء الستة]

- ‌[اللغات في: فم]

- ‌[إعراب الأمثلة الخمسة عند الرفع]

- ‌[الأمثلة الخمسة عند النصب والجزم]

- ‌[حد البناء وأنواعه]

- ‌الباب الثالث باب إعراب المعتلّ الآخر

- ‌[كيفية إعراب المضارع المعتل الآخر]

- ‌[بناء حرف العلة مع الجازم للضرورة]

- ‌[الضرورة وإعراب الأفعال والأسماء]

- ‌الباب الرابع باب إعراب المثنّى والمجموع على حده

- ‌[تعريف المثنى وإعرابه]

- ‌[الملحق بالمثنى وأنواعه]

- ‌[حكم العطف دون التثنية]

- ‌[تعريف جمع المذكر السالم]

- ‌[إعراب جمع المذكر السالم]

- ‌[الآراء في إعراب المثنى وجمع المذكر والأسماء الستة]

- ‌[تعريف جمع المؤنث السالم]

- ‌[شروط جمع المذكر السالم]

- ‌[الملحق بجمع المذكر السالم]

- ‌[حكم سنين وبابه]

- ‌[إعراب المعتل اللام من جمع المذكر وجمع المؤنث]

- ‌الباب الخامس باب كيفيّة التّثنية وجمعي التّصحيح

- ‌[تعريف المقصور والمنقوص والممدود]

- ‌[تثنية الاسم غير المقصور والممدود]

- ‌[تثنية المقصور]

- ‌[تثنية الممدود]

- ‌[تثنية خاصة لبعض الأسماء]

- ‌[جمع المقصور والمنقوص الجمع الصحيح]

- ‌[تثنية خاصة لأسماء مخصوصة]

- ‌[جمع بعض الأسماء الجمع الصحيح]

- ‌[جمع فعلة جمعا مؤنثا وحكم العين فيه]

- ‌[تثنية محذوف اللام وحكمه]

- ‌[تثنية اسم الجمع وجمع التكسير]

- ‌[الأوجه الجائزة في المضاف إلى المثنى]

- ‌[الأوجه الجائزة في مثل: عيناه حسنتان]

- ‌[ما يجمع بالألف والتاء]

- ‌الباب السادس باب المعرفة والنّكرة

- ‌[أنواع المعرفة]

- ‌[ترتيب المعارف]

- ‌[تفوق الأقل في التعريف]

- ‌[تعريف النكرة]

- ‌[اختلاف النحويين في ترتيب المعارف]

- ‌الباب السابع باب المضمر

- ‌[تعريف الضمير]

- ‌[مواضع استتار الضمير وجوبا]

- ‌[مواضع استتار الضمير جوازا]

- ‌[الحديث عن الضمير المتصل المرفوع]

- ‌[حكم الفعل الماضي المسند إلى الضمائر]

- ‌[نيابة بعض الضمائر عن بعض]

- ‌[بقية الحديث عن نيابة بعض الضمائر عن بعض]

- ‌[الحديث عن الضمير المتصل المنصوب والمجرور]

- ‌[أحكام ضمائر التثنية والجمع]

- ‌[نون الوقاية وأحكامها وماذا تلحق]

- ‌[الحديث عن ضمائر الرفع المنفصلة]

- ‌[اللغات في هو وهي]

- ‌[الحديث عن ضمائر النصب المنفصلة]

- ‌[مواضع انفصال الضمير]

- ‌[مواضع جواز الاتصال والانفصال]

- ‌[المختار في مواضع جواز الاتصال والانفصال]

- ‌[فصل الضمير الواجب الاتصال]

- ‌[مفسّر ضمير الغائب وتقديمه]

- ‌[مفسّر ضمير الغائب وتأخيره جوازا]

- ‌[مفسّر ضمير الغيبة وتأخره لزوما]

- ‌[ضمير الشأن وأحكامه]

- ‌[أحكام أخرى تخص ضمير الشأن]

- ‌[حكم ضمير الشأن من بروزه أو استتاره]

- ‌[أسباب بناء الضمائر]

- ‌[ضمير الفصل وأحكامه]

- ‌[استثناء من بعض أحكام الضمير]

- ‌[مسائل وأحكام أخرى لضمير الفصل]

الفصل: ‌[الحديث عن الضمير المتصل المرفوع]

[الحديث عن الضمير المتصل المرفوع]

قال ابن مالك: (ومنه بارز متّصل: وهو إن عني به المعنيّ بنفعل «نا» في الإعراب كلّه، وإن رفع بفعل ماض فتاء تضمّ للمتكلّم، وتفتح للمخاطب، وتكسر للمخاطبة، وتوصل مضمومة بميم وألف للمخاطبين والمخاطبتين، وبميم مضمومة ممدودة للمخاطبين، وبنون مشدّدة للمخاطبات. وتسكين ميم الجمع إن لم يلها ضمير متّصل أعرف، وإن وليها لم يجز التّسكين؛ خلافا ليونس).

(وإن رفع بفعل غيره فهو نون مفتوحة للمخاطبات، أو الغائبات، وألف التّثنية في غير المتكلّم، وواو للمخاطبين أو الغائبين، وياء للمخاطبة، وللغائب مطلقا مع الماضي ما له مع المضارع، وربما استغني معه بالضّمّة عن الواو، وليس الأربع علامات، والفاعل مستكنّ خلافا للمازنيّ فيهنّ، وللأخفش في الياء).

ــ

وقد عرفت مما ذكر أن جملة الضمائر المستكنة خمسة، وهي: المدلول عليها بأنا، ونحن، وأنت، وهو، وهي، وكلها في موضع رفع؛ إذ الضمير المستكن لا يكون غير مرفوع.

وأما المدلول عليها بأنت وأنتما وأنتم وأنتن، وهما وهم وهن - ففروع عن الخمسة المذكورة. وقد يجعل كلمة هي من الفروع أيضا؛ فتكون الأصول على هذا أربعة لا غير.

قال ناظر الجيش: الضمير في قوله: ومنه - راجع إلى المضمر، أي: ومن المضمر بارز، والبارز قسيم المستكن، وقال المصنف هنا: البارز ضد المستكن. فدل ذكره المستكن على أن مراده ما تقدمت الإشارة إليه، وهو تقسيم المضمر أولا إلى مستكن وبارز، ثم تقسيم المستكن إلى واجب الخفاء وجائزه.

وقد علمت أن البارز متصل ومنفصل.

فالمتصل: ما لا يقع أولا، ولا يستغني عن مباشرة العامل لفظا وخطّا.

والمنفصل: بخلافه. وسيأتي الكلام عليه في فصل مفرد. -

ص: 452

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم المتصل على أربعة أقسام: إما مرفوع الموضع، وإما منصوبه، وإما مجروره، وإما صالح للثلاثة.

أما الصالح لها فكلمة نا خاصة؛ وهي المستعملة إما للمتكلم المعظم نفسه، أو المبين بكونه مشاركا بواحد أو أكثر، وإلى ذلك أشار المصنف بقوله:

وهو إن عني به المعنيّ بنفعل نا في الإعراب كلّه؛ لأنه قد تقدم التنبيه على أن نون نفعل تدل على المتكلم معظما أو مشاركا.

ثم هذا المضمر أعني نا، لا يرفع إلا بالفعل الماضي خاصة، وينصب بالأفعال الثلاثة وبما يعمل عملها من الأسماء والحروف، ويجر بالإضافة وبالحرف.

وأما المنصوب الموضع والمجروره فيأتي الكلام فيه في هذا الفصل.

وأما المرفوع الموضع فاعلم أن أصوله خمسة، وهي: تاء ونون مفتوحة وألف وواو وياء؛ وبضم كلمة نا المرفوعة إليها تصير ستة.

ثم هذه الخمسة منها ما يسند إليه الماضي خاصة، ومنها ما يسند إليه المضارع والأمر، ومنها ما يسند إليه الثلاثة.

فالأول: التّاء: ويشترك فيها المتكلم والمخاطب؛ فضمها دليل [1/ 136] على المتكلم، وفتحها دليل على المخاطب، وكسرها دليل على المخاطبة، وضمها متلوة بـ «ما» دليل على المخاطبين والمخاطبتين، وضمها متلوة بميم مضمومة ممدودة دليل على المخاطبين، وضمها متلوة بنون مشددة دليل على المخاطبات.

وإلى هذا الإشارة بقوله: وإن رفع بفعل ماض فتاء إلى قوله: وبنون مشدّدة للمخاطبات.

والثاني: الياء: وهي للمؤنثة المخاطبة خاصة نحو تفعلين وافعلي، وإلى هذا الإشارة بقوله: وياء للمخاطبة.

والثالث: النون والألف والواو: لكنها مع المضارع والأمر للخطاب أو للغيبة، نحو: تفعلن وافعلن، وهن يفعلن وتفعلان وافعلا ويفعلان ويفعلون وتفعلون وافعلوا ويفعلون؛ وإلى هذا الإشارة بقوله:

وإن رفع بفعل غيره فهو نون إلى والغائبتين أي: وإذا رفع الضمير البارز -

ص: 453

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المتصل بفعل غير الماضي فهو كذا إلى آخره.

وإنما عدل مع ذكر الألف إلى قوله: لتثنية غير المتكلم للاختصار؛ فهو أولى من قوله: للمخاطبين والمخاطبتين والغائبين والغائبتين.

ولما لم يكن للغائبة في الياء نصيب اقتصر على قوله: وياء للمخاطبة، وأما مع الماضي فللغيبة فقط كفعلن وفعلا وفعلوا. وإلى ذلك الإشارة بقوله:

وللغائب مطلقا مع الماضي ما له مع المضارع.

ولا أعرف ماذا أراد بمطلقا لكنه قال في الشرح (1):

«وتسند الماضي في الغيبة إلى ما تسند إليه المضارع فتقول: زيد فعل، وهند فعلت، والزيدان فعلا، والهندان فعلتا، والزيدون فعلوا، والهندات فعلن» ثم قال:

وإلى هذا أشرت بقولي: وللغائب مطلقا مع الماضي ما له مع المضارع، وهو كلام صحيح، غير أن إدخال زيد فعل وهند فعلت هنا ليس بجيد؛ لأن الكلام الآن إنما هو في الضمير البارز لا في المستكن.

على أن الحكم في الضمير المفرد الغائب أو غائبة بالنسبة إلى ما يسند إليه من ماض أو مضارع، قد عرف مما تقدم عند ذكر جائز الخفاء.

وقد عرف مما تقدم: أن أصول المضمر البارز المتصل المرفوع ستة ألفاظ، وتقدم أن أصول المستكن أربعة إذا لم يجعل كلمة هي أصلا بل فرعا لهو، فيكون مجموع أصول المضمر المرفوع من مستكن وبارز متصل عشرة ألفاظ (2).

ثم قد بقي الكلام على ثلاثة مواضع من كلام المصنف في المتن: -

(1) أي شرح التسهيل له: (1/ 122).

(2)

هي كالآتي: أصول المضمر المستكن:

أنا: في فاعل المضارع المبدوء بالهمزة، نحن: في فاعله المبدوء بالنون، أنت: في المبدوء بالتاء أو فاعل فعل الأمر، هو وهي: في فاعل الماضي أو المضارع للمفرد مذكرا أو مؤنثا، ومثله المرفوع باسم فعل أو صفة أو ظرف وشبهه.

وأما أصول البارز المتصل فهي: تاء الفاعل في الماضي، ياء المخاطبة في المضارع والأمر، نون النسوة مع الأفعال الثلاثة، ألف الاثنين معها أيضا، واو الجماعة معها كذلك، كلمة نا الدالة على الفاعلين وتلحق بالماضي.

ص: 454

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

- الأول: ما أشار إليه: وتسكين ميم الجمع إلى آخره.

وحاصله: أن ميم الجمع المتصلة بتاء الضمير لها ثلاثة استعمالات:

التسكين، وضمها باختلاس، وضمها بإشباع، لكن الإسكان أعرف من قسيميه، والإشباع أقيس وهو الأصل (1)، واستعماله أقل من السكون وأكثر من [1/ 137] الاختلاس ولقلة الاختلاس لم يتعرض إليه في المتن.

هذا إذا لم يل الميم ضمير منصوب متصل، فإن وليها الضمير المذكور لزم الإشباع، كقوله تعالى: فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (2)، وأجاز يونس التسكين نحو: رأيتمه (3).

قال المصنف: «ولا أعلم له في ذلك سماعا إلا ما روى ابن الأثير (4) في غريب الحديث (5) من قول عثمان رضي الله عنه: «أراهمني الباطل شيطانا» وقياسه (6): أراهموني ولو جاء هكذا كان أيضا شاذّا مثل الإسكان من وجه آخر:

وهو أنه إذا تعدى الفعل إلى مفعولين وكانا ضميرين، فإن ضمير المتكلم يقدم على ضمير المخاطب وعلى ضمير الغائب، وضمير المخاطب يقدم على ضمير الغائب؛ فكان القياس أن يقال أرانيهم الباطل شيطانا» انتهى. -

(1) إنما كان الإشباع هو الأصل والقياس؛ لأنه قد جيء في المثنى بالميم مفتوحة، وجاء بعدها ألف، فالواجب في الجمع أن يؤتى بالميم مضمومة ومعها واو وهو الإشباع. وإنما كان هذا قليلا في الاستعمال، وكان التسكين أكثر منه؛ لثقله وخفة الآخر.

(2)

سورة آل عمران: 143.

(3)

انظر: شرح الرضي (2/ 8)، والهمع (1/ 58) وقد أسنده لسيبويه مع يونس، والتذييل والتكميل:(1/ 413) وقد أسنده أبو حيان للكسائي والفراء مع يونس، كما سيأتي في الشرح.

(4)

هو المبارك بن محمد الشيباني الجزري المحدث الأصولي ولد سنة 544 هـ وأصيب بمرض النقرس، فلزم بيته، وألف كتبه ومنها: النهاية في غريب الحديث (أربعة أجزاء) وجامع الأصول في حديث الرسول (عشرة أجزاء) توفي سنة (606 هـ) وهو أخو ابن الأثير المؤرخ وابن الأثير الكاتب.

ترجمته في الأعلام: (6/ 152).

(5)

انظر ذلك الكتاب بعنوان: النّهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 178) وهو بنصه.

وقد حكى ابن الأثير الشذوذين اللذين في الشرح.

(6)

من أول: وقياسه إلى قوله: انتهى، سقط من شرح التسهيل لابن مالك، وهو مسند إليه كما ترى.

وانظر شرح التسهيل (1/ 122).

ص: 455

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وناقش الشيخ المصنف في أمرين:

أحدهما: كون قصر الخلاف على يونس؛ لأن الكسائي والفراء يجيزان (1) وقد قرئ: أنلزمكمها (2) بإسكان الميم، قال: وكلام سيبويه يدلّ على أنّه مسموع؛ فإنّه قال (3): وزعم يونس أنّك تقول أعطيتكمه كما تقول في المظهر، والأوّل أكثر وأعرف. يعني بالأول ما قدمه من قوله: أعطيتكموه.

الثاني: قوله: فكان القياس أن يقال: أرانيهم الباطل شيطانا.

قال الشيخ (4): «هذا لا يصح؛ فإن معناه عكس ما أراد عثمان رضي الله عنه؛ لأنه كان يكون هو الذي رآهم شيطانا؛ والمعنى أنهم هم رأوه شيطانا. فالقياس أن يقال في معنى ما أراد عثمان رضي الله عنه: أراهم إيّاي الباطل شيطانا. إذ هم الرّاءون قبل همزة التعدية [لا هو](5) انتهى.

- الموضع الثاني (6): قوله: «وربّما استغني معه بالضّمّة عن الواو» .

والإشارة بذلك إلى أنه قد يقال في نحو فعلوا فعل فالضمير في معه عائد على الماضي.

وأنشد المصنف على ذلك:

183 -

يا ربّ ذي لقح ببابك فاحش

هلع إذا ما النّاس جاع وأجدبوا (7)

-

(1) كلمة يجيزان من النسخة (جـ)، وأما نسخة الأصل ونسخة (ب) فلم توجد فيهما في وسط الكلام، ووجدت فيهما بالهامش من تصرف عالم أو كاتب قال:(لعلّه يجيزان).

(2)

سورة هود: 28. قال الزمخشري: «وحكي عن أبي عمرو إسكان الميم، ووجهه أن الحركة لم تكن إلا خلسة خفيفة، فظنّها الراوي سكونا، والإسكان الصريح لحن عند الخليل وسيبويه وحذاق البصريين؛ لأن الحركة الإعرابيّة لا يسوغ طرحها إلّا في الشّعر» (الكشاف: 2/ 266).

(3)

انظر نصه في كتابه: (2/ 377).

(4)

أي الشيخ أبو حيان، وانظر: التذييل والتكميل (1/ 134).

(5)

ما بين المعقوفين من شرح أبي حيان وهي زيادة موضحة.

(6)

أي من المواضع الثلاثة التي وعد بالحديث عنها ومناقشة المصنف فيها، وذلك عند ما قال: ثم قد بقي الكلام على ثلاثة مواضع من كلام المصنف في المتن.

(7)

البيت من بحر الكامل غير منسوب في مراجعه. وقائله يهجو رجلا بخيلا يخاف سؤال الناس.

اللغة: لقح: بضمتين جمع لقوح وهي الحلوب. هلع: خائف فزع. أجدبوا: من الجدب وهو الفقر.

وشاهده واضح. وانظر البيت في التذييل والتكميل (1/ 415)، وشرح التسهيل (1/ 123)، ومعجم الشواهد (ص 37).

ص: 456

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال: وأنشد السيرافي (1):

184 -

لو أنّ قومي حين أدعوهم حمل

على الجبال الصّمّ لانهدّ الجبل (2)

أراد حملوا فحذف الواو اكتفاء بالضمة ثم وقف فسكن (3).

قال الشيخ (4): «ويجوز أن يكون أخبر عن القوم إخبار المفرد؛ لكونه اسم جمع؛ فراعى اللفظ فيه كما يقال: الرّهط صنع والركب سافر؛ فراعى الشّاعر المعنى في أدعوهم وراعى اللفظ في حمل» .

وأنشد غير المصنف: -

(1) هو القاضي أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي النحوي. ولد بسيراف قبل سنة 207 هـ وفيها ابتدأ طلب العلم وخرج إلى عمان، وتفقه بها ثم انتقل إلى بغداد وظل بها، كان شيخ الشيوخ وإمام الأئمة معرفة بالنحو واللغة والفقه والشعر والعروض والقرآن والحديث والكلام. من أساتذته في اللغة ابن دريد، وفي النحو ابن السراج ومبرمان، وفي القراءة أبو بكر بن مجاهد، والتقى بأبي الفرج الأصفهاني وهجاه أبو الفرج لمناقشة كانت بينهما:

لعن الله كلّ شعر ونحو

وعروض يجيء من سيرافي

وكان الرجل زاهدا عابدا خاشعا ذا دين وورع وتقوى.

من مصنفاته المشهورة: شرح كتاب سيبويه الذي حسده عليه أبو علي الفارسي؛ وهو شرح كبير حققه زملاؤنا بكلية اللغة في عدة رسائل دكتوراه وطبع منه أجزاء بالهيئة العامة للكتاب. وله مؤلفات كثيرة أخرى غير هذا الشرح، توفي أبو سعيد ببغداد سنة (368 هـ).

انظر ترجمته في بغية الوعاة (1/ 507)، معجم الأدباء (8/ 145).

(2)

البيتان من الرجز المشطور وقائلهما مجهول وبعدهما وهو شاهد آخر:

شبّوا على المجد وشابوا واكتهل

أراد: اكتهلوا فحذف الواو اكتفاء بالضمة ثم وقف فسكن.

والشاعر يشكو قومه وتخاذلهم عنه مع أنهم أمجاد أبطال.

والبيت كالذي قبله في الشاهد، وليس في معجم الشواهد، وإنما هو في شرح الكتاب للسيرافي (2/ 162)، وفي التذييل والتكميل (2/ 139)، وفي شرح التسهيل (1/ 123)، وفي شرح المفصل لابن يعيش:(9/ 80).

(3)

انظر شرح السيرافي على كتاب سيبويه (2/ 162) تحقيق د/ رمضان عبد التواب (الهيئة العامة للكتاب).

(4)

التذييل والتكميل (1/ 417).

ص: 457

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

185 -

فلو أنّ الأطبّا كان حولي

وكان مع الأطبّاء الأساة (1)

قال المصنف: وربما فعل مثل هذا مع فعل الأمر، كقول الشاعر:

186 -

إنّ ابن الأحوّص معروف فبلّغه

في ساعديه إذا رام العلا قصر (2)

- الموضع الثالث: قوله: وليس الأربع علامات

إلخ.

اعلم أن المازني (3) زعم أن النون والألف والواو والياء المشار إليها حروف تدل على أحوال الفاعل كالتاء من فعلت. والفاعل مستكن كاستكنانه في زيد فعل وهند فعلت.

قال المصنف: «وما زعمه المازني غير صحيح، وإنما هي أسماء أسند الفعل إليها دلّت على مسمياتها كدلالة نا من فعلنا، والتاء من فعلت (4)؛ لأن المراد مفهوم بها -

(1) البيت من بحر الوافر، وقد ورد في عدة مراجع، ولم ينسب فيها وبعده وهو جواب لو:

إذا ما أذهبوا ألما بقلبي

وإن قيل الأساة هم الشّفاة

اللغة: الأطباء: جمع طبيب وهو الحاذق الماهر. الأساة: جمع آس وهو من يعالج الجرح.

والشاعر يشكو هواه وحبه، وشاهده واضح هنا، كما استشهدوا به في قصر الممدود، وهو من الضرورات الحسنة. والبيت في التذييل والتكميل (1/ 137)، وفي معجم الشواهد (ص 70).

(2)

البيت من بحر البسيط قائله أبو حية النميري (انظر معجم الشواهد ص 196) وقد روي:

الأحوص بالألف واللام كما روي بدونها، والبيت في الهجاء الشنيع.

وشاهده قوله: فبلغه؛ فإنه فعل أمر مسند إلى واو الجماعة؛ وأصله فبلغوه فحذفت الواو واكتفي بالضمة قبلها. قال أبو حيان: «وهذا التّخريج لا يلزم ويحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون أتبع حركة الغين حركة الهاء وهو يريد فبلغه.

الثاني: أن يكون نقل حركة الهاء إلى الغين الساكنة فصار فبلغه ناويا الوقف.

والبيت في التذييل والتكميل (2/ 139)، وفي شرح التسهيل (1/ 123).

وأبو حيّة النّميري: هو الهيثم بن الربيع، كان يروي عن الفرزدق وكان كذابا. انظر أخباره وأخبار كذبه في الشعر والشعراء (2/ 778).

(3)

انظر رأي المازني في: التذييل والتكميل (2/ 140)، والهمع (1/ 57)، وشرح الكافية للرضي (2/ 9).

قال الرضي: «ومذهب المازنيّ أن الحروف الأربعة في المضارع والأمر؛ أعني الألف في المثنيات، والواو في جمعي المذكر، والياء في المخاطبة، والنون في جمعي المؤنّث علامات كألف الصفات وواوها في نحو ضاربان وحسنون؛ وهي كلّها حروف والفاعل مستكنّ عنده؛ ولعل ذلك حملا للمضارع على اسم الفاعل، واستنكارا لوقوع الفاعل بين الكلمة وإعرابها أي النّون» .

(4)

في شرح التسهيل (1/ 134): كالتّاء من فعلت وفعلت وفعلت، وفيه توضيح أكثر.

ص: 458

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والأصل عدم الزيادة؛ لأنها لو كانت حروفا [1/ 138] تدلّ على أحوال الفاعل المستكنّ كالتاء من هي فعلت لجاز حذفها في نحو: الزيدان قاما والزيدون قاموا، كما جاز حذف التاء في نحو:

187 -

[فإمّا تريني ولي لمّة]

فإنّ الحوادث أودى بها (1)

وقول الآخر:

188 -

[فلا مزنه ودقت ودقها]

ولا أرض أبقل إبقالها (2)

بل كانت الألف وأخواتها أحق بجواز الحذف؛ لأن معناه أظهر من معنى التأنيث؛ وذلك أن علامة التأنيث اللاحقة الأسماء لا يوثق بدلالتها على التأنيث؛ إذ قد تلحق المذكرات كثيرا كراوية وعلّامة وهمزة ولمزة؛ فدعت الحاجة إلى التاء التي تلحق الفعل، وليس الأمر كذلك في علامتي التثنية والجمع؛ إذ لا يمكن أن يعتقد فيما اتصلتا به خلوّه من مدلولهما فذكر الفعل على أثر واحدة منهما مغن عن علامة تلحق الفعل، ولما لم يستغنوا بما يلحق الاسم عما يلحق الفعل - علم أن لهم داعيا إلى التزامه غير كونه حرفا، وليس ذلك إلا كونه اسما مسندا إليه الفعل، ولذلك لم يجز حذفه بوجه؛ إذ لو حذف لكان الفعل حديثا من غير محدث عنه وذلك محال. انتهى.

وقد ضعف مذهب المازني بشيء آخر: وهو أنه لو كانت هذه علامات للزم أن -

(1) البيت من قصيدة للأعشى من بحر المتقارب بدأها بالغزل ثم مدح سادة نجران من بني الحرث بن كعب، وبيت الشاهد ثالث أبياتها وقبله (ديوان الأعشى ص 23).

لجارتنا إذ رأت لمّتي

تقول لك الويل أنّى بها

اللغة: اللمة: بالكسر الشعر المجاوز شحمة الأذن. أودى بها: ذهبت بها.

والأعشى يعاتب حبيبته؛ لأنها ذمته بكبر سنه، فذكر أن الحوادث هي التي شيبته.

وشاهده: قوله: فإن الحوادث أودى بها، كان القياس: أودت لأن الفاعل ضمير متصل عائد على مؤنث؛ لكنه حذف التاء.

والبيت في معجم الشواهد (ص 68)، وفي شرح التسهيل (1/ 123)، وفي التذييل والتكميل (1/ 141).

(2)

البيت من بحر المتقارب قائله عامر بن جوين الطائي من كلمة يصف بها أرضا خصبة.

اللغة: المزنة: القطعة من السحاب. ودقت ودقها: أمطرت مطرها. أبقلت: الأرض نبتت بقلها، وأبقل المكان فهو باقل والقياس مبقل. والشاعر يصف سحابة مليئة بالمطر، ويصف أرضا بأنها عظيمة الخضرة.

وشاهده: كالذي قبله أيضا؛ حيث حذف الشاعر التاء ضرورة وكان القياس: ولا أرض أبقلت إبقالها.

والبيت في معجم الشواهد (ص 276)، وهو في شرح التسهيل (1/ 123)، وفي التذييل والتكميل (1/ 141).

ص: 459