الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تعريف الكلام]
قال ابن مالك: (والكلام ما تضمّن من الكلم إسنادا مفيدا مقصودا لذاته).
ــ
واعلم أن الضمير في قولهم: ما دلّ على معنى في نفسه، يرجع إلى معنى أي:
ما دل على معنى كائن في نفسه أي: باعتباره في نفسه وبالنظر إليه في نفسه لا باعتبار أمر خارج.
وكذا الضمير في غيره في حد الحرف أي: ما دل على معنى كائن في غيره أي [1/ 15] باعتبار متعلقه لا باعتباره في نفسه.
وقيل: الضمير في: نفسه يرجع إلى ما دل لا إلى معنى أي: اللفظ الدال على معنى بنفسه من غير ضميمة يحتاج إليها في دلالته الإفرادية؛ بخلاف الحرف؛ فإنه يحتاج إلى ضميمة في دلالته على معنى الإفرادية.
وردّ هذا القول بأمرين:
أحدهما: أن في لا تستعمل بهذا المعنى (1).
الثاني: أن المقابل وهو الحرف لا يجري فيه النقيض؛ إذ يصير المعنى:
الحرف: ما دل على معنى بغيره، أي: بلفظ آخر معه، وإذا جعل في غيره صفة لمعنى، كان المعنى: ما دل على معنى حاصل في غيره، أي: باعتبار متعلقه فيتطابق الحدان في مقصود التقابل (2).
قال ناظر الجيش: اشتمل كلام المصنف في المتن والشرح على خمسة ألفاظ، وهي: اللفظ، والقول، والكلمة، والكلم، والكلام. فلنذكرها أولا ثم نعود إلى تفسير الحد.
أما اللفظ: فهو مصدر في الأصل. وقد تقدم أنه الصوت الذي يعتمد على مقاطع الحروف. وهو أعم الخمسة لصدقه على المستعمل والمهمل. -
(1) وهو الإلصاق، وإنما معناها الظرفية.
(2)
معناه: أن الاسم والفعل مستقلان بالمفهومية غير محتاجين لشيء آخر مطلقا؛ بخلاف الحرف؛ فلا يدل على معنى في نفسه بمفرده أو معه كلمة أخرى، وإنما معناه في غيره دائما، سواء كان ذلك الغير مفردا، كلام التعريف في الرجل، أو جملة كالنفي والاستفهام في قولك: ما قام زيد. وهل قام زيد؟
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أما القول: فهو اللفظ الدال على معنى؛ فهو أخص من اللفظ؛ لصدقه على المستعمل فقط. لكنه أعم من الثلاثة الباقية؛ لصدقه على الكلمة، والكلم، والكلام.
وقد يطلق على ما يفهم من حال الشيء، وعلى الإشارة، وعلى الرأي والاعتقاد.
وكل ذلك على سبيل المجاز.
وأما الكلمة: فقد علمت أنها تطلق لغة على أمرين (1).
وإنما خصت في الاصطلاح بأحدهما. وقد تقدم حدها. وهي أخص من القول؛ لإطلاقها على المفرد خاصة؛ فأخصيتها باعتبار الإطلاق؛ لأنه كلما أطلقت الكلمة أطلق القول، وليس كلما أطلق أطلقت الكلمة.
وأما الكلم: فقد يستعمل في اللغة مرادا به الكلام. قال الله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (2)، وقال تعالى: يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ (3).
وأما في الاصطلاح: فهو عبارة عن ثلاث كلمات، سواء أحصلت فائدة أم لا.
واختلف النحاة فيه: هل هو جمع للكلمة أو اسم جنس لها (4)؟
فذهب جماعة منهم الجرجاني (5): إلى أنه جمع وكذا يقولون في كل ما الفرق بينه وبين واحده التاء كنبق وتمر. -
(1) أحدهما في اللغة: وهو إطلاقها على الكلام المفيد. والثاني في الاصطلاح: وهو أحد مفردات الكلام
…
الاسم أو الفعل أو الحرف. وحدّها: لفظ مستقل دال بالوضع تحقيقا أو تقديرا أو منوي معه كذلك.
(2)
سورة فاطر: 10.
(3)
سورة المائدة: 13.
(4)
الفرق بينهما أن الجمع: ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين بزيادة خاصة في السالم أو بأوزان خاصة في المكسر.
أما اسم الجنس: فهو ما دل على ما يدل عليه الجمع؛ لكن يفرق بينه وبين واحده بالتاء؛ فتكون في المفرد، ثم تجرد من الجمع غالبا، مثل: بلحة وبلح، وليست له أوزان خاصة.
(5)
هو الإمام المشهور أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني والنحوي. واضع أصول البلاغة وكبير أئمة العربية والبيان.
وتصانيفه كثيرة وطويلة: منها في النحو: المغني في شرح الإيضاح، لأبي علي الفارسي، والمقتصد في شرحه أيضا. وهو مشهور، وكتاب الجمل وشرحه، والعوامل المائة، ومنها في البلاغة: دلائل الإعجاز، وأسرار البيان. وأكثر كتبه موجودة. توفي بجرجان التي لم يفارقها سنة (470 هـ).
انظر في ترجمته نزهة الألباء (ص 363)، بغية الوعاة (2/ 106)، الأعلام (4/ 174).
وانظر في رأيه الذي نقله عنه الشارح كتابه المحقق في النحو والمسمى: المقتصد في شرح الإيضاح (1/ 69) طبعة العراق. قال عبد القاهر: الكلم جمع كلمة، والكلمة تقع على كلّ جزء حرفا كان أو اسما أو فعلا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وظاهر كلام ابن جني (1) يقتضي أنه جمع؛ لأنه قال (2):
وذهب الفارسي (4) وغيره من المحققين: إلى أنه اسم جنس، وكذلك كل ما شابهه كنبق وسدر (5).
ويدل على ذلك تصغيرهم إياه على لفظه. ولو كان جمعا لكان للكثرة وجموع الكثرة لا تصغر على لفظها (6). -
(1) هو أبو الفتح عثمان بن جني، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف. وعلمه بالصرف أكثر؛ لأن أبا علي الفارسي عيره بجهله مسألة في الصرف، فلزمه أربعين سنة يتعلم منه، ولما مات أبو علي تصدر مكانه ابن جني في بغداد. لقي المتنبي وكان المتنبي يجله وقد شرح ابن جني ديوانه شرحين.
ومصنفاته كثيرة وعظيمة: أهمها: الخصائص وهو في النحو والصرف واللغة، سر صناعة الإعراب، شرح تصريف المازني، اللمع في النحو، المحتسب في القراءات الشاذة وغير ذلك وكلها مطبوعة. ولد قبل سنة (330 هـ) وتوفي سنة (392 هـ). انظر ترجمته في نزهة الألباء:(ص 342)، بغية الوعاة:(2/ 132)، الأعلام (4/ 364).
(2)
انظر: الخصائص (1/ 25) طبعة بيروت.
(3)
انظر: الكتاب (1/ 12) وهو عنوان أول باب من أبواب كتاب سيبويه.
(4)
هو أبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي الأصل، ولد في فسا من أعمال فارس. ودخل بغداد سنة (307 هـ) وتجول في كثير من البلدان، وأقام عند سيف الدولة في حلب مدة سنة (341 هـ)، ثم عاد إلى فارس، وصحب عضد الدولة وعلمه النحو وصنف له كتبا.
مصنفاته: صنف لعضد الدولة كتاب الإيضاح في النحو الذي شرحه كثيرون. ولما استصغره عضد الدولة عمل له أبو علي التكملة، كما صنف
الحجة في القراءات وهو مطبوع في سوريا ومصر. كما صنف التذكرة وهي مفقودة، وسئل في حلب وبغداد والبصرة وشيراز أسئلة كثيرة، فصنف في أسئلة كل بلد كتابا سماه باسمها. وكلها بدور العلم في مصر، توفي ببغداد سنة (377 هـ).
انظر في ترجمته: نزهة الألباء (ص 315)، بغية الوعاة (1/ 497)، الأعلام (2/ 194).
(5)
النبق: فيه الأوزان الثلاثة التي في: كتف. وهو ثمر شجر معروف. الواحدة نبقة وفي معناه السدر أيضا.
(6)
انظر كتاب التكملة لأبي علي (ص 155) رسالة ماجستير بجامعة القاهرة. قال أبو علي: «باب في دخول التاء الاسم فرقا بين الجمع والواحد منه:
وذلك نحو: تمر وتمرة وشعير وشعيرة وجراد وجرادة؛ فالتاء إذا لحقت في هذا الباب دلّت على المفرد، فإذا حذفت دلت على الجنس والكثرة. ثم قال: فإذا حذفت التاء ذكر الاسم وأنث، وجاء في القرآن الأمران جميعا. وبعد تمثيله قال: ومؤنث هذا الباب لا يكون له مذكر من لفظه لما كان يؤدي إليه من التباس المذكر الواحد بالجمع. فإذا أرادوا المذكر قالوا: هذا حمامة ذكر، وهذا بطة ذكر».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ثم القائلون بأنه اسم جنس اختلفوا فيه على ثلاثة مذاهب:
أحدها: وهو قول الأكثرين أنه لا يقع إلا على ما فوق العشرة. وإذا قصد به ما دون ذلك جمع بألف وتاء لأنه جمع قلة (1).
الثاني: أنه يقع على القليل والكثير. قال بعضهم: «وهذا مقتضى كونه اسم جنس كعسل» [1/ 16].
وأما الثالث: أنه لا يقع على أقل من ثلاث. وهو رأي ابن جني إن كان لا يقول بجمعيته، ورأي المصنف أيضا فإنه قال:
«الكلم اسم جنس جمعيّ؛ كالنّبق واللّبن وأقلّ ما يتناول ثلاث كلمات» (2).
وكأنه احترز بجمعي من اسم الجنس الذي ليس بجمعي؛ كعسل وماء فإنه يقال على القليل والكثير. فالجمعي: هو الذي له أفراد تعد، وغير الجمعي بخلافه.
ومن هنا يظن فساد تعليق المذهب الثاني في إطلاق الكلم على القليل والكثير كعسل؛ لظهور الفرق (3).
والمصنف يوافق الكثيرين في أن اسم الجنس لا يطلق إلا على ما فوق العشرة؛ فإنه قال في باب جمع التكسير من هذا الكتاب (4):
«تكسير الواحد الممتاز بالتّاء محفوظ استغناء بتجريده في الكثرة وبتصحيحه في القلّة» . وهذا صريح في الموافقة، وليس في قوله هنا: وأقلّ ما يتناول ثلاث كلمات، مناقضة؛ فإن القائلين بهذه المقالة معترفون بأن الكلام يطلق مرادا به -
(1) أي: لأن المجموع بالألف والتاء أو الجمع السالم كله جمع قلة.
(2)
انظر: شرح التسهيل (1/ 7). وانظر فيما يطلق عليه لفظ الكلم: الهمع (1/ 12) فقد لخص ما قاله شارحنا هنا.
(3)
وهو أن الكلم له أفراد تعد. وهي الاسم والفعل والحرف؛ فلا يطلق عليه اسم جنس جمعي ذلك الذي يصدق على القليل والكثير بلفظ واحد كعسل وإنما يطلق عليه اسم جنس إفرادي.
(4)
انظر: تسهيل الفوائد (ص 268) تحقيق: محمد كامل بركات. وزارة الثقافة (1967 م).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الثلاث، ويعتذرون عن ذلك بما سنذكره؛ فاستقام كلام المصنف ثم، وهنا.
وقد اعتذر الشّلوبين (1) عن إطلاق الكلم على الثلاث التي هي الاسم والفعل والحرف بأن قال: «أرادوا الأجناس والأجناس لا تنحصر أفرادها» (2).
وردّ عليه (3) بأن آحاد الكلم إنما هي الكلمة التي يراد بها جنس الأسماء، والكلمة التي يراد بها جنس الأفعال، والكلمة التي يراد بها جنس الحروف، فالكلم إذا لم يقع مما يقع عليه واحده إلا على ثلاث خاصة.
واعتذر ابن عصفور (4) عن ذلك بـ «أنّ العرب إنّما أوقعت اسم الجنس على ما فوق العشرة وجمعته بالألف والتّاء فيما دون ذلك؛ تفرقة بين القليل والكثير؛ حتّى لا يلتبس أحدهما بالآخر، وهذه التفرقة لا تتصوّر هنا، لأن الكلم إذا كان جمعا للكلمة الواقعة على كل واحد من الأجناس الثّلاثة لم يكن لها جمع قليل -
(1) هو الأستاذ أبو علي الإشبيلي عمر بن محمد المعروف بالشلوبين. وهو لقب أبيه ومعناه الأبيض الأشقر. إمام العربية في عصره بالمشرق والمغرب تتلمذ على الأبذي (الهمع 2/ 100) وغيره، وتخرج على يديه كثيرون كالسهيلي وابن عصفور وأبي الحسن بن الضائع.
مصنفاته: التوطئة، محقق مرتين، شرح على الجزولية بمعهد المخطوطات وقد طبع بتحقيق د/ تركي العتيبي شرح على المفصل بمعهد المخطوطات أيضا، تعليق على كتاب سيبويه.
عاش أبو علي أكثر من ثمانين سنة فقد ولد سنة (562 هـ) وتوفي سنة (645 هـ) انظر ترجمته في بغية الوعاة (2/ 225)، الأعلام (5/ 224).
(2)
جاء في شرح الجزولية لأبي علي قوله عن صاحب الجزولية (أبو موسى الجزولي): «وقسمته الجنس إلى أنواعه ممكنة، وأمّا قسمته
الجنس إلى أشخاصه أو النّوع إلى أشخاص فغير ممكنة في الحقيقة؛ لأن الأشخاص لا تنحصر
…
ثم قال: فالقسمة إلى الأشخاص مسامحة وإلّا فالقسمة حقيقة إليها غير ممكنة لما ذكر من عدم انحصارها» انظر شرح الجزولية (1/ 202) بتحقيق د/ تركي العتيبي (مؤسسة الرسالة - بيروت).
(3)
انظر: التذييل والتكميل.
(4)
هو أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن علي بن عصفور الحضرمي الإشبيلي، إمام أهل الأندلس وحامل لواء النحو عند المغاربة، تخرج على يديه كثيرون ولم يكن عنده إلا النحو ليؤخذ عنه، ولم يكن عنده ورع؛ بل كان يحضر مجالس اللهو، ولد سنة (597 هـ) وتوفي سنة (663 هـ).
مصنفاته: المقرب، وهو مطبوع مشهور. وقد شرحه الدكتور/ علي محمد فاخر في عدة أجزاء، وشرح الجمل وهو مطبوع أيضا. الممتع في التصريف وهو مطبوع مشهور. وكتب أخرى مفقودة. ترجمته في بغية الوعاة (2/ 210)، الأعلام (5/ 179). ولم أجد رأيه هذا في المقرب ولا في شرح الجمل وهو في التذييل والتكميل (1/ 29) منسوبا لابن عصفور أيضا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ولا كثير فيفرّق بينهما، ألا ترى أنّه ليس للكلم ولا للكلمات ما يقعان عليه إلّا الأجناس الثّلاثة خاصّة، فلمّا لم تتصوّر التّفرقة شاع وقوع اسم الجنس موقع الجمع بالألف والتّاء؛ لأنّ اللّبس إذ ذاك قد أمن» (1).
وأما الكلام فهو في اصطلاح النحاة: عبارة عن الجمل المفيدة كما سيتضح عند تفسير قيود حده.
وقد اختلف فيه قبل نقله وتخصيصه بما ذكر: هل هو مصدر أو اسم مصدر؟
فمذهب البصريين: أنه اسم مصدر كالعطاء اسم للمعطى وهو الصحيح؛ لأن الفعل المستعمل من هذه المادة مرادا به معنى الحديث ليس إلا ثلاثة أبنية: كلم وتكلم وكالم، ومصادرها الجارية: التّكليم والتّكلّم والمكالمة والكلام (2).
وليس الكلام جاريا على واحد من الأفعال الثلاثة.
ومذهب الكوفيين: أنه مصدر.
قال الشيخ بهاء الدين النحاس (3) رحمه الله: «واستدلّوا على ذلك بإعماله في قولك: كلامك زيدا حسن. وقال الشّاعر: -
(1) انظر: التذييل والتكميل: (1/ 29) وبعد كلام شارحنا قال أبو حيان موضحا:
ومعنى كلام ابن عصفور: أن ما صدق عليه لفظ كلم من أفراد في الخارج هو ما صدق عليه كلمات؛ فلا تناقض.
(2)
قال في اللسان (كلم): «تكالما: إذا تحدّثا بعد تهاجر، ومن المصدر: تكلّام بكسر الأول والثّاني وتشديد الثّالث» .
(3)
انظر التعليقة على المقرب المسمى شرح المقرب لبهاء الدين النحاس (مخطوطة بالأزهر - 4947 - ورقة 3).
ترجمة النحاس: هو الإمام أبو عبد الله بهاء الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر بن النحاس الحلبي النحوي شيخ الديار المصرية ولد سنة (627 هـ)، وتعلم العربية على يد ابن عمرون وغيره وتخرج على يديه كثيرون منهم أبو حيان، كان كريما ثقة حجة فيما يرويه، فاضلا يسعى في مصالح الناس، عاش في مصر وفوض إليه تدريس التفسير بالمدرسة المنصورية والجامع الطولوني.
قال عنه السيوطي: «لم يصنف شيئا إلا ما أملاه شرحا لكتاب المقرّب» وتوفي سنة (698 هـ).
انظر ترجمته في: بغية الوعاة: (1/ 13)، الأعلام (6/ 187).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
7 -
ألا هل إلى ريّا سبيل وساعة
…
تكلّمني فيها من الدّهر خاليا [1/ 17]
فأشفي نفسي من تباريح ما بها
…
فإنّ كلاميها شفاء لما بيا (1)
فأعمل كلامي في الضّمير». انتهى.
ولا يظهر لي هذا الذي ذكره؛ فإن الكوفيين لا يمنعون إعمال اسم المصدر؛ بل لا يعمله إلا هم.
قال ابن عصفور لما ذكر اسم المصدر: «مذهب الكوفيين العمل وعند البصريّين لا يعمل إلا في ضرورة» (2).
وإذا كان كذلك فكيف يستدل الكوفيون على المصدرية بالعمل؟
وأشكل من ذلك قول الشيخ بهاء الدين مجيبا عن استدلال الكوفيين المذكور:
«إنّ اسم المصدر يعمل عمل المصدر بإجماع» .
وقد علمت خلاف الفريقين؛ اللهم إلا أن يقال: كون البصريين أجازوا عمله -
(1) البيتان من بحر الطويل وهما لذي الرمة في ملحقات ديوانه (ص 676) إلا إن الذي في الديوان بيت واحد ملفق من هذين البيتين. وفيه ميّ مكان ريّا.
والتباريح: جمع تبريح وهو شدة الشوق.
والشاهد في البيت الثاني: على أن لفظ الكلام مصدر، بدليل عمله النصب في ضمير الغيبة بعد إضافته إلى ضمير الفاعل، ورده ناظر الجيش
قائلا: إنه اسم مصدر عامل واسم المصدر يعمل في الشعر عند جميع النحاة، وانظر شرح هذا الموضع بالتفصيل في شرح المفصل لابن يعيش (1/ 21) والبيتان في التذييل والتكميل. وفي معجم الشواهد (ص 425).
ترجمة ذي الرمة: هو أبو الحارث غيلان بن عقبة عربي أصيل، أحد فحول الشعراء، وأحد عشاق العرب المشهورين. وصاحبته مي بنت عاصم وكانت من أجمل النساء فجن بها ذو الرمة وسار شعره فيها. وأخباره كثيرة وله ديوان شعر كبير، وكتبت فيه كتب وعاش أربعين سنة فقط حيث توفي سنة (117 هـ). وللدكتور علي محمد فاخر كتاب كبير يسمى: دراسات نحوية وصرفية في شعر ذي الرمة مطبوع سنة (1996 م).
انظر ترجمته في وفيات الأعيان (4/ 11)، الشعر والشعراء (2/ 531).
(2)
انظر شرح الجمل لابن عصفور (2/ 119) يقول: «فأمّا الاسم الّذي في معنى المصدر فلا يعمل إلّا حيث سمع وذلك في مثل قول الشّاعر:
أكفرا بعد رد الموت عنّي
…
وبعد عطائك المائة الرّتاعا»
ثم قال: «وأهل الكوفيّين يجيزون ذلك ويجعلونه مقيسا وهذا خطأ عندنا؛ لأنّه لم يكثر كثرة توجب القياس» ، وانظر المذهبين في الهمع:(1/ 95).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ضرورة يقتضي صحة جواز نسبة ذلك إليهم في الجملة؛ فلا يمتنع دعوى الإجماع.
ويطلق الكلام في اللغة على أشياء: منها: نفس الفعل الذي هو التكلم، وهو الأصل فيه، وهذا الإطلاق على خلاف فيه (1): أهو مصدر أم اسم مصدر؟ كما تقدم.
ومنها: ما يفهم من حال الشيء. ومنها: الإشارة. ومنها: الخط. ومنها:
المعاني التي في النفس. ومنها: الجمل المفيدة.
ولا خلاف بين النحاة أن إطلاق الكلام في اصطلاحهم على ما سوى الأمرين الأخيرين مجاز.
وأما إطلاقه على المعاني التي في النفس وعلى الجمل المفيدة، فهل هو بطريق الاشتراك (2) فيكون حقيقة فيهما أو يكون حقيقة في أحدهما مجازا في الآخر؟
ثلاثة مذاهب نقلها الشيخ (3). وفي ظني أني وقفت على ذلك في كلام ابن هشام شارح الإيضاح (4).
وفي إطلاق الكلام حقيقة على المعاني النفسية بالنسبة إلى اصطلاح النحاة بعد.
وقد قال المصنف (5): «صرّح سيبويه في مواضع من كتابه بما يدلّ على أنّ الكلام لا يطلق حقيقة إلا على الجمل المفيدة» .
وذكر عنه نصوصا: منها: قوله وقد مثّل بهذا عبد الله معروفا (6): -
(1) كلمة فيه، ساقطة من نسخة (ب)، (جـ).
(2)
المشترك: هو اللفظ الدال على معنيين فأكثر دلالة متساوية، كإنسان للفرد من البشر ولإنسان العين، والخال لأخ الأم وللشامة في الخد وللسحابة الصغيرة وللبعير الضخم. وهو بخلاف المتضاد الذي يدل على معنيين متقابلين، كالصارخ للمغيث والمستغيث. وبخلاف المترادف الذي تدل فيه عدة ألفاظ على معنى واحد.
(3)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 27، 28).
(4)
هو محمد بن يحيى بن هشام الخضراوي أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الأندلسي، من أهل الجزيرة الخضراء ويعرف بابن البرزعي، كان رأسا في العربية، عاكفا على التعليم، أخذ عن ابن خروف وأبي علي الرندي وأخذ عنه الشلوبين وغيره. ولد سنة (575 هـ) وتوفي بعد سبعين عاما عاشها سنة (646 هـ).
مصنفاته: له كتاب الإفصاح في شرح الإيضاح وهو مخطوط بدار الكتب (16 نحو)؛ إلا أنه ينقص منه الكثير، وله غرر الإيضاح في شرح أبيات الإيضاح، والنقض على الممتع لابن عصفور.
انظر في ترجمته بغية الوعاة (1/ 267)، الأعلام (8/ 7).
(5)
انظر: شرح التسهيل (1/ 5).
(6)
انظر: كتاب سيبويه (2/ 78) ولا يوجد نص سيبويه في شرح التسهيل كما ذكر الشارح.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومنها: قوله (1): «واعلم أنّ: قلت في كلام العرب إنّما وقعت على أن يحكى بها ما كان كلاما لا قولا» . عنى بالكلام الجمل وبالقول المفردات.
إذا تقرر ذلك وعلم أن مدار إطلاق الكلام الصناعي على حصول الفائدة، علم أن ما لم يفد ليس بكلام مفردا كان أو مركبا دون إسناد أو مركبا بإسناد غير مفيد؛ لكونه لا يجهل أحد معناه، فاشتمل الحد المذكور (2) على الإشارة إلى قيود يفهم منها ذلك وتضمن الحد زيادة قيدين آخرين على الإفادة. وهما: أن يكون الإسناد مقصودا، وأن يكون القصد لذات الإسناد لا لشيء آخر.
فقول المصنف: ما تضمن من الكلم إعلام بالجنس الذي منه الكلام، وأنه ليس خطّا ولا رمزا ولا نحو ذلك (3)، وإنما هو لفظ أو قول أو كلم، إلا أن اللفظ أبعد الثلاثة؛ لوقوعه على المهمل والمستعمل فعدل عنه، والقول مثل الكلم في القرب؛ لتساويهما في عدم تناول المهمل، لكن قد يقع القول على الرأي والاعتقاد، كما تقدم وإن كان ذلك مجازا؛ فقد قال المصنف:«إنّه شاع حتّى صار كأنّه حقيقة [1/ 18] ثابتة» .
قال: «ولم يعرض هذا للكلم فكان تصدير حدّ الكلام به أولى لكن على وجه يعمّ المؤلّف من كلمتين فصاعدا» ، فلذلك لم يقل: الكلم المتضمن. لأن الكلم أقل ما يتناول ثلاث كلمات كما تقدم، بل قال: ما تضمّن من الكلم. فصدر الحد بما؛ لصلاحيتها للواحد فما فوقه.
ثم خرج بذكر تضمّن الإسناد: الواحد كزيد، والمركب دون إسناد كعندك وخير منك.
وخرج بمفيد: ما لا فائدة فيه؛ لكونه غير مجهول لأحد، نحو: النار حارة، -
(1) انظر: كتاب سيبويه (1/ 122).
(2)
وهو تعريف المصنف للكلام بقوله: «ما تضمّن من الكلم إسنادا مفيدا مقصودا لذاته» .
(3)
في نسخة (ب): ولا غير ذلك.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والسماء فوق الأرض، وتكلم إنسان.
وخرج بمقصود: ما هو غير مقصود كحديث النائم والساهي.
وخرج بقوله: لذاته: ما هو مقصود لغيره، كإسناد الجملة الموصول بها والمضاف إليها؛ فإن الإسناد فيهما لم يقصد هو ولا ما تضمنه لذاته؛ بل قصد لغيره، وليس كلاما؛ بل هو جزء كلام. وذلك نحو: قاموا من قولك: رأيت الذين قاموا، وقمت حين قاموا.
وزاد بعض العلماء في حد الكلام: من ناطق واحد، احترازا من أن يصطلح اثنان على أن يذكر أحدهما فعلا أو مبتدأ ويذكر الآخر فاعل الفعل أو خبر المبتدأ؛ فإن مجموع النطقين مشتمل على ما اشتمل عليه مثله إذا نطق به واحد، وليس بكلام لعدم اتحاد الناطق؛ لأن الكلام عمل واحد فلا يكون عامله إلا واحدا (1).
قال المصنف: «وللمستغني عن هذه الزيادة جوابان:
أحدهما: أن اتحاد الناطق لا يعتبر كما لا يعتبر اتحاد الكاتب في تسمية المكتوب خطّا. ولا يعترض على ذلك بعدم تساويهما في الحكم؛ إذ لا يترتب على نطق المصطلحين ما يترتب على نطق الواحد: من إقرار وتعديل وتجريح وقذف وغير ذلك.
لأنّا نقول: انتفاء ترتب الحكم على الكلام لمانع لا يمنع كونه كلاما؛ فهو كلام لتركّبه من اللفظين؛ لكنه غير صريح بالنسبة إلى كل من الناطقين، إذ لا يعلم السامع ارتباط أحد جزأيه بالآخر، كما يعلم من نطق الناطق الواحد، فلذلك اختلفا في الحكم.
الجواب الثاني:
أن يقال: إنما اقتصر كلّ منهما على كلمة واحدة؛ اتكالا على نطق الآخر بالأخرى، فمعناها مستحضر في ذهنه، فكأنه متكلم واحد نطق بكلمة وقدر الأخرى.
كما يقول الرائي شبحا: زيد، أي: المرئيّ زيد، فكل من الناطقين صادر منه كلام.
وقد تبين أن من الكلام ما يكون أحد جزأيه غير منطوق به» انتهى ملخصا (2). -
(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 7) ولم يشر إليه الشارح.
(2)
انظر: شرح التسهيل (1/ 8)، وقد نقل الشارح منه بتلخيص كما قال.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ثم ها هنا أبحاث:
الأول:
قال الشيخ: «لا دليل في كلام سيبويه على اشتراط الإفادة والتمثيل بالمفيد لا يلزم منه الاشتراط بل ظاهر كلام سيبويه أنه لا تشترط الإفادة.
قال: وما أظنّ أحدا يمنع قال زيد: النار حارة، ولا قال زيد: الجزء أقلّ من الكل». انتهى (1).
وهذا الذي ذكره من عدم اشتراط الإفادة خلاف ما يفهم من كلام النحاة، وقد نقل هو في شرحه حدودا للكلام عن جماعة من أئمة النحو. وكلها مشتمل على ذكر الإفادة (2).
وأما كلام سيبويه: فقد فهم المصنف منه خلاف ما فهمه الشيخ كما تقدم فليرجح [1/ 19] أحد الفهمين بالأدلة الخارجية (3).
البحث الثاني:
نقل الشيخ عن أبي الحسن بن الضائع (4) ما معناه: «أنّه لا حاجة إلى ذكر -
(1) انظر: التذييل والتكميل (1/ 34) ونص سيبويه الذي قامت عليه هذه المعركة هو قوله - وقد ذكره الشارح - عن مثال: هذا عبد الله معروفا: ولم يكن ليكون كلاما حتّى يبنى عليه أو يبنى على ما قبله.
فهمه أبو حيان: أي حتى يحصل بينهما إسناد فيكون مبتدأ وخبرا. والإسناد أعم من أن يكون مفيدا أو غير مفيد، والاحتراز إنما هو من المفرد الذي لا يسمى كلاما؛ لأنه لا إسناد فيه.
وفهمه ابن مالك: على أن الكلام لا يطلق حقيقة إلا على الجمل المفيدة.
(2)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 38، 39) وكلها تعريفات لا تخرج عما ذكره ابن مالك منها قوله:
«قال ابن هشام: ما قام من مسند ومسند إليه واستقلّ بمعناه» . ومنها قوله: «وحدّه الجزولي وتبعه ابن عصفور: الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع» .
(3)
الرأي مع أبي حيان، فلا تشترط الإفادة في كل كلام؛ بل يكفي أن يكون مركبا وعلى هيئته المفيدة. ثم انظر إلى أبي حيان وهو يسخر من شرط النحاة الإفادة فيقول:«إنّ الكلام إنما طرق سمع الإنسان فاستفاد منه شيئا، ثم طرقه ثانيا وهو قد علم مضمونه أولا أنه لا يكون كلاما باعتبار المرة الثانية؛ لأنه لم يفده علم ما لم يكن؛ فيكون الشيء الواحد كلاما غير كلام، بحسب إفادة السامع هذا خلف» (التذييل والتكميل 1/ 34، 35).
(4)
هو علي بن محمد بن يوسف الكتامي الإشبيلي المعروف بأبي الحسن بن الضائع، بلغ الغاية في -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
القصد في حدّ الكلام؛ لأنّه إنّما يحترز به عن حديث السّاهي والنّائم والمجنون، والصّادر من هؤلاء يخرج بقيد الإفادة؛ لأنّ مثل هذا لا يفيد بوجه. ولو قال النّائم:
زيد قادم مثلا ووافق ذلك قدومه، فالفائدة لم تحصل من إخباره، وإنما حصلت من مشاهدة القدوم». انتهى (1).
ومناقشة ابن الضائع لا تبعد عن الصواب، إلا أن يقال: المراد بالكلام المفيد ما صورته صورة ما يحصل منه فائدة، أي: ما من شأنه أن يفيد، ولا يلزم إفادته من ذلك المحل بخصوصه. ولا شك أن قول النائم: قام زيد مثلا شأنه ذلك؛ فهو داخل إلى أن يخرج بقيد القصد.
وما ذكره من الفهم المذكور غير ظاهر؛ لأن من جعل القصد قيدا إنما احترز به عما يفيد بغير قصد مثل كلام النائم.
وابن الضائع منع أن يكون ذلك مفيدا؛ فلم يحتج إلى ذكر القصد، ولا شك أن كلام غير النائم والساهي والمجنون يصحبه القصد، فلا يقال: إنه لا يشترط القصد؛ لأن ذلك يوهم أن الكلام قد يخلو عنه، وليس كذلك.
وأوهم استدراجه في الكلام إلى أن الفائدة غير مشروطة عند كثير من النحويين أن ابن الضائع لا يشترطها أيضا، وقد تبين خلاف ذلك. -
- النحو وكان متقدما فيه. ومن أساتذته الشلوبين. عاش في القرن السابع الهجري وقارب السبعين عاما، حيث توفي سنة (680 هـ).
مصنفاته: له مخطوط كبير عظيم، وهو شرح الجمل بدار الكتب المصرية، وهو أجزاء ثلاثة من عدة نسخ يكمل بعضها بعضا؛ لأنها مهلهلة. قال السيوطي: وله شرح كتاب سيبويه وهو عجيب، جمع فيه بين شرح السيرافي وابن خروف، كما أن له كتبا أخرى فيها اعتراضات وردود على ابن عصفور وابن الطراوة والبطليوسي، انظر في ترجمته: بغية الوعاة (2/ 204) الأعلام (5/ 154).
(1)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 36).
(2)
المرجع السابق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
البحث الثالث:
قال الشيخ: «لم أر هذا القيد لأحد من النّحويين غير المصنّف» يعني قوله:
لذاته، قال: «ويمكن منازعته فيه من وجهين:
أحدهما: أنّ الصلة كلام. ويدل عليه اشتراطهم فيها أن تكون جملة خبرية.
والخبر أحد أقسام الكلام.
الثاني: منازعته في أن هذه الجملة تضمنت إسنادا مفيدا مقصودا؛ حتّى يحترز منها بقوله: لذاته؛ لأن جملة الصلة كجزء من الاسم الموصول، ولم ينهض أن يكون من قبيل الكلمة؛ بل هي والموصول قبلها كلمة، وأما الجملة المضاف إليها فهي في تقدير المفرد؛ لأنّ معنى قمت حين قاموا: حين قيامهم، فصورتها صورة ما فيه إسناد والمعنى على التّركيب التّقييدي»، انتهى (1).
وفي هذه المنازعة نظر: أما أن جملة الصلة شرطها أن تكون خبرية، والخبر أحد أقسام الكلام، فمسلّم، ولكن إنما تعتبر الخبرية قبل جعل الجملة صلة، وإذا وصل بها صار لها حكم أخر، كما أن: قام زيد، كلام تام غير مفتقر، وإذا دخلت عليه إن الشرطية صار غير تام مفتقرا، فعلى هذا لا منافاة في قولنا (2): شرط جملة الصلة أن تكون خبرية مع أنها حال الوصل بها لا يصدق عليها أنها كلام.
وأما دعواهم أن هذه الجملة لم تتضمن إسنادا مفيدا مقصودا، فممنوع، بل قد تضمنت الإسناد المفيد المقصود، وإنما حكم لها بحكم الجزء من الاسم الموصول [1/ 20] من حيث أنها لا تتقدم عليه ولا يفصل بينها وبينه بالأجنبي. وغير ذلك من الأحكام المذكورة في باب الموصول. والحكم عليها بذلك (3) لا يخرجها عن أن يكون فيها تركيب
إسنادي (4)، ولولا ذلك لما حكم على أفرادها بالإعراب -
(1) انظر التذييل والتكميل.
ومعنى التركيب التقييدي: أنك إذا قلت: قمت حين قاموا، فمعناه أن قيامك مقيد بوقت قيامهم.
(2)
في النسخ: بين قولنا. وما أثبتناه من عندنا؛ لأن بين تقتضي شيئين والذي معنا حال.
(3)
أي بالجزئية.
(4)
في جميع النسخ: تركيبا إسناديّا وهو خطأ. والصحيح ما أثبتناه؛ لأنه اسم كان.