الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تعيين زمن الحال للمضارع]
قال ابن مالك: (ويتعيّن عند الأكثر بمصاحبة الآن أو ما في معناه وبلام الابتداء ونفيه بليس وما وإن).
ــ
يذكر ما هو بالوضع للفعل، فلا يناسب أن يذكر المدلول عليه بالمجاز مع المدلول عليه بالحقيقة.
وأما اضطراب كلامه في الشرح؛ فإنه قال أولا (1):
وقال ثانيا (2): «إنّ دلالته على الحال راجحة» وهذا ينافي القول بالاشتراك، والحق أنه لا يحكم بترجح الحال عند
التجريد من القرائن؛ لما تبين من أن أصح المذاهب أنه مشترك بين الحال والاستقبال؛ فلا يتعين لأحدهما إلا بقرينة كسائر المشتركات.
قال ناظر الجيش: هذا شروع في ذكر القرائن المخلصة لكل من الزمانين، وذكر أن القرائن التي تخلصه للحال خمس.
ونازع المصنف في كل منها؛ فالظاهر أنه ليس عنده قرينة تخلصه للحال.
فمن القرائن المذكورة: الآن وما في معناه وهو الحين والساعة وآنفا.
قال المصنف (3): «وبعض العلماء يجيز بقاء المقرون بالآن مستقبلا؛ لأنّ الآن قد يصحب فعل الأمر مع أنّ استقباله لازم. قال الله تعالى: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ (4).
فعبّر عن المدّة التي رفع فيها الحرج عن المباشرين نساءهم ليالي الصّوم وعن مدة بلوغ ذلك إلى المخاطبين، وعن المدة التي تقع فيها المباشرة؛ لأن الآن ليس عبارة عن المدة المقارنة لنطق الناطق فحسب [1/ 39] بل الآن عبارة عن مدة ما حضر كونه. فلو أن الكائن لا يتم إلا في شهر فصاعدا، جاز أن يقال فيه الآن وهو كائن، ومنه قوله تعالى: فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (5). -
(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 18).
(2)
المرجع السابق: (ص 21).
(3)
انظر: شرح التسهيل (1/ 21).
(4)
سورة البقرة: 187.
(5)
سورة الجن: 9، قال في شرح التسهيل: ومنه أيضا قول علي رضي الله عنه في الخضاب: «كان ذلك والإسلام قلّ؛ فأمّا الآن فقد اتسع نطاق الإسلام، فامرؤ وما اختار» .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإذا ثبت هذا فقد يقال: الآن يكون كذا وكذا بقصد التعبير بالآن عن المدة التي يقع الكون في بعضها أو بقصد المبالغة في القرب إلا أنّ هذا خلاف الظاهر» (1) انتهى.
والجواب: أن الآن حقيقة في الزمان الحاضر؛ فإذا صحب الفعل المستقبل كان ذلك قرينة صارفة له عن إرادة الحال ويكون استعماله في المستقبل مجازا بالقرينة؛ فالتجوز حينئذ في الظرف. وإذا لم يكن الفعل مستقبلا ولا ماضيا كان على حقيقته؛ إذ لا قرينة تصرفه فيتعين أن يكون الفعل معه للحال كما ذهب إليه الأكثر.
ويؤيد هذا قول الأبذي:
«ويعني بالآن المستعملة على حقيقتها؛ لأنّها إن تجوّز فيها واستعملت تقريبا صلحت مع الماضي والمستقبل، نحو قوله تعالى: قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ (2)، الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ (3)، ونحو قوله تعالى: فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ، (4) فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ (5).
لأن فعل الشرط مستقبل. وقال الشاعر:
20 -
فإنّي غير خاذلكم ولكن
…
سأسعى الآن إذ بلغت إناها (6)
وقول المصنف: «إلا أنّ هذا خلاف الظّاهر» يحتمل أن يرجع إلى قوله:
«أو بقصد المبالغة في القرب» وهو الأقرب. ويحتمل أن يرجع إلى ما ذكره بأثره فيكون مختارا لقول الأكثر في هذه الصورة.
ومن القرائن: لام الابتداء: نحو إني لأحبك.
قال المصنف: «هي مخلصة للحال عند أكثرهم وليس كما ظنّوا؛ بل جائز أن يراد الاستقبال بالمقرون بها، كقوله تعالى: وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (7)، -
(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 22) مع حذف يسير.
(2)
سورة البقرة: 71.
(3)
سورة يوسف: 51.
(4)
سورة البقرة: 187.
(5)
سورة الجن: 9.
(6)
البيت من بحر الوافر لعنترة بن شداد، سبق الحديث عنه في الشاهد رقم (12)، وقد استشهد به هنا مرة أخرى على أن لفظ الآن لم يقصد به الحال؛ وإنما تجوز فيه واستعمل في المستقبل.
(7)
سورة النحل: 124.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ (1)؛ فيحزنني مقرون بلام الابتداء وهو مستقبل؛ لأنّ فاعله الذهاب وهو عند نطق يعقوب عليه الصلاة (2) والسّلام بيحزنني غير موجود. فلو أريد بيحزنني (3) الحال لزم سبق معنى الفعل لمعنى الفاعل في الوجود وهو محال»، انتهى (4).
وشرط الأبذي وغيره في تخليص اللام الفعل للحال: ألا تقترن بالفعل قرينة تشهد للاستقبال؛ فعلى هذا لا ينهض استدلال المصنف على ما ادعاه (5) بقوله تعالى:
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (6)؛ لأن عمله في الظرف المستقبل الذي هو يوم القيامة قرينة تخلصه للاستقبال كما سيأتي، وكذا الآية الثانية أيضا لوجود القرينة الصارفة له إلى الاستقبال، وهو كون المسند إليه متوقعا كما سيأتي (7).
وقال ابن الحاجب (8): «إنّ كون اللّام مخلّصة للحال هو مذهب الكوفيّين» ، واعتذر عن الزمخشري في كونه جعله هنا بما يوقف عليه من كلامه.
ثم قال: «وقد صرّح بذلك يعني الزّمخشري في قوله في الحرف: ويجوز عندنا: إن زيدا لسوف يقوم، ولا يجيزه الكوفيّون» (9). -
(1) سورة يوسف: 13.
(2)
كلمة الصلاة ناقصة من الأصل.
(3)
في نسخة (ب)، (جـ): فلو أريد بيحزن.
(4)
انظر شرح التسهيل: (1/ 22).
(5)
في نسخة (ب)، (جـ): على مدعاه.
(6)
سورة النحل: 124.
(7)
انظر ذلك قريبا (بعد عدة صفحات).
(8)
انظر الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب (جـ 2 ص 6) تحقيق الدكتور موسى بناي العليلي (العراق).
(9)
معناه أن ابن الحاجب جعل من كلام الزمخشري مذهبا ثالثا مخالفا الكوفيين والبصريين، وذلك أن الزمخشري عند ما قال:«ويجوز عندنا: إن زيدا لسوف يقوم ولا يجيزه الكوفيون» (المفصل ص 328)، شرحه ابن الحاجب فقال:
«وإنما جاز عند البصريين لأن اللام عندهم ليست للحال، وإنما هي لام الابتداء أخرت؛ فجاز أن تجامع ما معناه الحال والاستقبال؛ إذ لا مناقضة بينهما وبينها.
وعند الكوفيين أنّها للحال فإذا جامعت سوف تناقض المعنى؛ لأنه يصير حالا باللام مستقبلا بسوف، وهو متناقض فكان يلزمه ألا يجيزه أيضا؛ لأنه قد تقدم من قوله أنها للحال، فقد وافق الكوفيين في كونها للحال؛ وخالفهم في مجامعتها لسوف».
ثم قال: والذي يدل على ما ذكره البصريون قوله تعالى: لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [مريم: 66]؛ فقد دخلت اللام مع وجود سوف (انظر الإيضاح في
شرح المفصل 2/ 273 - 274 قسم التحقيق).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومن القرائن: نفيه بليس وما وإن:
فمثال نفيه بما في قوله تعالى: وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ (1).
ومثاله بإن في قوله تعالى: وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (2).
ومثاله بليس قول الشاعر:
21 -
فلست وبيت الله أرضى بمثلها
…
ولكنّ من يمشي سيرضى بما ركب (3)
[1/ 40] قال المصنف (4): «والأكثرون أيضا على أن النفي بهذه الثلاثة قرينة مخلصة للحال مانعة من إرادة الاستقبال. وليس ذلك بلازم، بل الأكثر كون النفي بها حالا، ولا يمتنع كونه مستقبلا، كما قال حسّان (5) في وصف الزبير:
22 -
وما مثله فيهم ولا كان قبله
…
وليس يكون الدّهر ما دام يذبل (6)
أي ما مثله في هذا العصر، ولا كان فيما مضى ولا يكون فيما يستقبل. وهذا جليّ غير خفي.
ومثله قول الآخر:
23 -
والمرء ساع لأمر ليس يدركه
…
والعيش شحّ وإشفاق وتأميل (7)
-
(1) سورة الأحقاف: 9.
(2)
سورة الأنبياء: 109.
(3)
البيت من بحر الطويل لعبد الله بن العباس، ذكر ذلك صاحب معجم الشواهد وهو من الحكم ومعناه:
إنّ من لم يجد إلّا القليل رضي به. ويستشهد به على أن المضارع يتخلص للحال بدخول ليس عليه.
والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 21)، والتذييل والتكميل (1/ 93) ومعجم الشواهد (ص 26).
(4)
انظر: شرح التسهيل (1/ 22، 23).
(5)
هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري وكنيته أبو الوليد، جاهلي إسلامي وفد على ملوك الغساسنة قبل إسلامه ومدحهم وأجزلوا له العطاء. ثم أسلم ولكنه لم يشهد مع النبي عليه السلام غزوة؛ إلا أنه دافع عن الإسلام بشعره وهو القائل في لسانه: ما يسرني به مقول أحد من العرب والله لو وضعته على شعر لحلقه أو على صخر لفلقه. عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، ومات في خلافة معاوية. انظر
ترجمته في الشعر والشعراء (1/ 311).
(6)
البيت من بحر الطويل من مقطوعة لحسان بن ثابت يمدح بها الزبير بن العوام.
والشاهد في البيت: قوله: وليس يكون وفيه أن المضارع المنفي بليس لا يتخلص للحال بل يكون للاستقبال أيضا.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 22) والتذييل والتكميل (1/ 94) ومعجم الشواهد (ص 279).
(7)
البيت من بحر البسيط قائله عبدة بن الطبيب وهو يزيد بن عمرو بن وعلة، شاعر مخضرم أدرك الإسلام فأسلم وشهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز (انظر ترجمته في الشعر والشعراء: 1/ 705).
والاستشهاد به على ما في البيت قبله، وسيأتي هذا الشاهد مرة أخرى في باب: تعدد الخبر. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال تعالى في استقبال النفي بما وإن: قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ (1).
وقال أبو ذؤيب (2):
24 -
أودى بنيّ وأودعوني حسرة
…
عند الرّقاد وعبرة ما تقلع (3)
وقال النابغة (4) الجعدي يمدح النبيّ صلى الله عليه وسلم:
25 -
له نافلات ما يغبّ نوالها
…
وليس عطاء اليوم مانعه غدا (5)
-
- والبيت في شرح التسهيل (1/ 22) وفي التذييل والتكميل (1/ 94) وهو فيهما بلا نسبة في الشرح والتحقيق، وهو مما اكتشفت قائله، وليس في معجم الشواهد.
(1)
سورة يونس: 15.
(2)
هو خويلد بن خالد الهذلي، وكنيته أبو ذؤيب: شاعر مجيد مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم وحسن إسلامه. أشهر قصائد أبي ذويب قصيدته التي يرثي فيها أولاده والتي منها الشاهد، وشعره كله على نمط من الجودة وحسن السبك، توفي بمصر وهو عائد مع عبد الله بن الزبير من غزوة في إفريقية وكانوا يحملون بشرى الفتح إلى عثمان بن عفان. انظر ترجمته في معجم الأدباء لياقوت (11/ 83). والشعر والشعراء (2/ 657).
(3)
البيت من بحر الطويل لأبي ذؤيب الهذلي من قصيدته التي اشتهر بها في رثاء أولاده الخمسة الذين ماتوا في عام واحد نتيجة للطاعون الذي أصابهم في مصر، وهي في ديوان الهذليين منسوبة لأبي ذؤيب، (ص 2). ويستشهد بالبيت على أن النفي بما لا يجعل المضارع للحال فقط، بل يراد به الاستقبال كما هنا.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 23) والتذييل والتكميل (1/ 94) ومعجم الشواهد (ص 227).
(4)
هو عبد الله بن قيس بن جعدة، وكنيته أبو ليلى وسمي النابغة لنبوغه في الشعر بعد انقطاعه عنه.
جاهلي ثم أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنشده قصيدة طويلة في مدحه وكان النبي يدعو له كل عدة أبيات منها. ولما قال النابغة:
بلغنا السّماء مجدنا وجدودنا
…
وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له الرسول: «إلى أين يا أبا ليلى» فقال: إلى الجنة يا رسول الله، قال له الرسول:«نعم إن شاء الله» .
عمر طويلا جدّا ولقي عمر بن الخطاب وخرج مع علي بن أبي طالب إلى صفين ولقى معاوية وأنشده معاتبا. ثم دخل على ابن الزبير المسجد الحرام ومدحه ثم دخل بيته ولزمه حتى مات وعمر طويلا.
وغالب شعره في الوصف والفخر والهجاء، انظر ترجمته في الشعر والشعراء:(1/ 295).
(5)
البيت من بحر الطويل، نسبته بعض مراجعه إلى الأعشى (معجم الشواهد: ص 93)، وهو كذلك في ديوان الأعشى (ص 46). وفي سيرة النبي لابن هشام (1/ 412) أنه من قصيدة للأعشى يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم ينشدها أمامه.
اللغة: النافلات: العطايا ويروى نائلات وصدقات وكل بمعنى واحد. ما يغب نوالها: ما يتأخر.
والشاهد فيه: كما في البيت السابق، واستشهد به ابن هشام (المغني 1/ 293) على أن ليس تدل على نفي الحال، وتنفي غيره بالقرينة كما في هذا البيت. وانظر البيت في شرح التسهيل (1/ 23) وفي -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقال رجل من طيئ:
26 -
فإنك إن يعروك من أنت محسب
…
ليزداد إلّا كان أظفر بالنّجح (1)
أي ما ينزل بك من أحسبته بالعطاء أي أعطيته عطاء كافيا ليزداد على الكفاية إلّا كان أظفر بالنجح؛ فالمنفي هنا بأن مستقبل لا شكّ في استقباله. انتهى (2).
وذكر الأبذي وغيره: أن هذه القرائن إنما تكون مخلصة للحال إن لم تكن ثمّ قرينة تخلّص للاستقبال. فعلى هذا لا ينهض استدلال المصنف (3).
إلا أن لقائل أن يقول: قد وجدت قرينتان: إحداهما تخلص للحال والأخرى للاستقبال؛ فلأي شيء رجحت قرينة الاستقبال وجعلت غالبة للقرينة الأخرى (4).
وزاد الأبذي في القرائن المخلصة للحال: أن يعطف على الحال أو يعطف الحال عليه، نحو: يقوم زيد الآن ويخرج، ويقوم زيد ويخرج الآن.
والمصنف استغنى عن ذكر ذلك؛ لأنه يشترط في عطف الفعل على الفعل اتفاقهما في الزمان فالمعطوف والمعطوف عليه متفقان (5).
وزاد أيضا (6): أن يقع في موضع نصب على الحال، نحو: جاء زيد يضحك، وهو واضح؛ فلهذا لم يتعرض إليه المصنف. -
- التذييل والتكميل (1/ 94) وفي معجم الشواهد (ص 93).
(1)
البيت من بحر الطويل. لم تذكر المراجع التي اطلعت عليها قائلا له. ومعناه واضح من الشرح.
ويستشهد به على أن نفي المضارع بإن لا يوجب تخليصه للحال؛ بل يجوز أن يكون مستقبلا.
والبيت في شرح التسهيل (1/ 23) والتذييل والتكميل (1/ 94) وليس في معجم الشواهد.
(2)
انظر: شرح التسهيل (1/ 23).
(3)
أي بالآيات القرآنية وأبيات الشعر السابقة التي يستدل بالجميع على أن النفي بليس وما وإن تخلص المضارع للاستقبال.
(4)
يقال في مثل هذا: إذا تعارضت القرينتان سقطتا؛ فإذا اقترن المضارع بما يخلصه للحال ثم عمل في ظرف مستقبل وجب أن يرجع إلى ما يدل عليه حقيقة وهو الحال والاستقبال معا.
(5)
قال ابن مالك في باب المعطوف عطف النسق، من شرحه على التسهيل:
«ويجوز عطف الفعل الماضي على المضارع والمضارع على الماضي إذا كان زمانهما واحدا، نحو: إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً [الفرقان: 10]، وإِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ [الشعراء: 4]. انظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 383)(باب المعطوف عطف النسق).
(6)
فاعل زاد ضمير الأبذي.