المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الأوجه الجائزة في المضاف إلى المثنى] - تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد - جـ ١

[ناظر الجيش]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌أما قسم الدراسة فقد جعلناه في: تمهيد وعشرة فصول

- ‌وأما القسم الثاني وهو «التحقيق» فقد سرنا فيه وفق الخطوات التالية:

- ‌تمهيد

- ‌العصر الثقافي أو الحياة العلمية في عصر ناظر الجيش:

- ‌خصائص المدرسة النحوية في عصر «ناظر الجيش»:

- ‌الفصل الأول حديث موجز عن ابن مالك صاحب «التسهيل»

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌كنيته ولقبه:

- ‌مولده وموطن ولادته:

- ‌ثناء الناس على ابن مالك:

- ‌مؤلفات ابن مالك (النحوية فقط):

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثاني حديث عن ناظر الجيش صاحب «شرح التسهيل»

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌لقبه وكنيته:

- ‌مولده وموطن ولادته:

- ‌شيوخه:

- ‌1 - أبو حيان:

- ‌2 - تاج الدين التبريزي:

- ‌3 - التقي السبكي:

- ‌4 - التقي الصائغ:

- ‌5 - الجلال القزويني:

- ‌تلاميذه:

- ‌ثقافته:

- ‌ مؤلفاته

- ‌صفاته وأخلاقه:

- ‌المناصب التي تولاها:

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثالث كتاب التسهيل لابن مالك وقيمته العلمية

- ‌ قيمة التسهيل العلمية:

- ‌شروح التسهيل:

- ‌أثر التسهيل في المؤلفات النحوية بعده:

- ‌باحث معاصر حقق الكتاب:

- ‌الفصل الرابع كتاب شرح التسهيل لناظر الجيش المسمى «تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد»

- ‌ اسم الكتاب:

- ‌نسبة الكتاب لناظر الجيش:

- ‌الغاية من تأليفه:

- ‌زمن تأليف الكتاب:

- ‌قيمة الكتاب العلمية:

- ‌الفصل الخامس مصادر ومراجع كتاب شرح التسهيل لناظر الجيش

- ‌أما النحاة فنجد من أبرزهم:

- ‌ومن اللّغويين:

- ‌وأما رجال الحديث، والمفسرون، والقراء، والصحابة، فمنهم:

- ‌وأما الشعراء والرجاز:

- ‌الفصل السادس منهج ناظر الجيش في شرحه للتسهيل وأسلوبه فيه

- ‌ أولا: منهجه في التأليف:

- ‌ثانيا: أسلوبه في شرح التسهيل:

- ‌الفصل السابع شخصية ناظر الجيش النحوية

- ‌أولا: ناظر الجيش وسيبويه إمام النحاة:

- ‌ثانيا: ناظر الجيش وأبو علي الفارسي:

- ‌ثالثا: ناظر الجيش وابن جني:

- ‌رابعا: ناظر الجيش والزمخشري:

- ‌خامسا: ناظر الجيش وابن الحاجب:

- ‌سادسا: ناظر الجيش وابن عصفور:

- ‌سابعا: ناظر الجيش وابن مالك:

- ‌ثامنا: ناظر الجيش وأبو حيان:

- ‌الفصل الثامن موقف ناظر الجيش من قضية الاستشهاد والأدلة النحوية

- ‌أولا: القرآن الكريم:

- ‌ثانيا: القراءات القرآنية:

- ‌ثالثا: الحديث الشريف:

- ‌رابعا: الشعر:

- ‌خامسا: النّثر:

- ‌الفصل التاسع ناظر الجيش مذهبه النحوي - بعض اختياراته

- ‌ أولا: مذهبه النحوي:

- ‌ثانيا: اختياراته النحويّة:

- ‌الفصل العاشر شرح ناظر الجيش - بين التأثر والتأثير - ما له وما عليه

- ‌ أولا: التأثر:

- ‌ثانيا: التأثير:

- ‌ميزات الكتاب:

- ‌مآخذ الشرح:

- ‌خاتمة

- ‌وقد خرجنا من البحث بالنتائج التالية:

- ‌منهجنا في التحقيق بإيجاز بعد أن ذكرناه بالتفصيل في المقدمة:

- ‌وصف النسخ التي اعتمدنا عليها في التحقيق:

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌الكلام على خطبة الكتاب

- ‌الباب الأول (*) باب شرح الكلمة والكلام وما يتعلّق به

- ‌[تعريف الكلمة]

- ‌[تقسيم الكلمة]

- ‌[تعريف الكلام]

- ‌[تعريف الاسم]

- ‌[تعريف الفعل]

- ‌[تعريف الحرف]

- ‌[علامات الاسم]

- ‌[علامات الفعل]

- ‌[أقسام الفعل]

- ‌[علامات الفعل الماضي والمضارع]

- ‌[زمن الأمر]

- ‌[زمن الفعل المضارع]

- ‌[ترجح زمن الحال في المضارع]

- ‌[تعيين زمن الحال للمضارع]

- ‌[الأمور التي تخلص المضارع للاستقبال]

- ‌[انصراف الفعل المضارع إلى زمن المضي]

- ‌[صرف الماضي إلى الحال والاستقبال]

- ‌[احتمال الماضي للحال والاستقبال]

- ‌الباب الثاني باب إعراب الصّحيح الآخر

- ‌[تعريف الإعراب]

- ‌[الإعراب أصل في الأسماء فرع في الأفعال]

- ‌[متى يعرب المضارع ومتى يبنى

- ‌[وجوه الشبه بين الاسم والحرف]

- ‌[أنواع الإعراب]

- ‌[علامات الإعراب الأصلية]

- ‌[ما ينوب عن الفتحة]

- ‌[ما ينوب عن الضمة]

- ‌[اللغات في الأسماء الستة]

- ‌[اللغات في: فم]

- ‌[إعراب الأمثلة الخمسة عند الرفع]

- ‌[الأمثلة الخمسة عند النصب والجزم]

- ‌[حد البناء وأنواعه]

- ‌الباب الثالث باب إعراب المعتلّ الآخر

- ‌[كيفية إعراب المضارع المعتل الآخر]

- ‌[بناء حرف العلة مع الجازم للضرورة]

- ‌[الضرورة وإعراب الأفعال والأسماء]

- ‌الباب الرابع باب إعراب المثنّى والمجموع على حده

- ‌[تعريف المثنى وإعرابه]

- ‌[الملحق بالمثنى وأنواعه]

- ‌[حكم العطف دون التثنية]

- ‌[تعريف جمع المذكر السالم]

- ‌[إعراب جمع المذكر السالم]

- ‌[الآراء في إعراب المثنى وجمع المذكر والأسماء الستة]

- ‌[تعريف جمع المؤنث السالم]

- ‌[شروط جمع المذكر السالم]

- ‌[الملحق بجمع المذكر السالم]

- ‌[حكم سنين وبابه]

- ‌[إعراب المعتل اللام من جمع المذكر وجمع المؤنث]

- ‌الباب الخامس باب كيفيّة التّثنية وجمعي التّصحيح

- ‌[تعريف المقصور والمنقوص والممدود]

- ‌[تثنية الاسم غير المقصور والممدود]

- ‌[تثنية المقصور]

- ‌[تثنية الممدود]

- ‌[تثنية خاصة لبعض الأسماء]

- ‌[جمع المقصور والمنقوص الجمع الصحيح]

- ‌[تثنية خاصة لأسماء مخصوصة]

- ‌[جمع بعض الأسماء الجمع الصحيح]

- ‌[جمع فعلة جمعا مؤنثا وحكم العين فيه]

- ‌[تثنية محذوف اللام وحكمه]

- ‌[تثنية اسم الجمع وجمع التكسير]

- ‌[الأوجه الجائزة في المضاف إلى المثنى]

- ‌[الأوجه الجائزة في مثل: عيناه حسنتان]

- ‌[ما يجمع بالألف والتاء]

- ‌الباب السادس باب المعرفة والنّكرة

- ‌[أنواع المعرفة]

- ‌[ترتيب المعارف]

- ‌[تفوق الأقل في التعريف]

- ‌[تعريف النكرة]

- ‌[اختلاف النحويين في ترتيب المعارف]

- ‌الباب السابع باب المضمر

- ‌[تعريف الضمير]

- ‌[مواضع استتار الضمير وجوبا]

- ‌[مواضع استتار الضمير جوازا]

- ‌[الحديث عن الضمير المتصل المرفوع]

- ‌[حكم الفعل الماضي المسند إلى الضمائر]

- ‌[نيابة بعض الضمائر عن بعض]

- ‌[بقية الحديث عن نيابة بعض الضمائر عن بعض]

- ‌[الحديث عن الضمير المتصل المنصوب والمجرور]

- ‌[أحكام ضمائر التثنية والجمع]

- ‌[نون الوقاية وأحكامها وماذا تلحق]

- ‌[الحديث عن ضمائر الرفع المنفصلة]

- ‌[اللغات في هو وهي]

- ‌[الحديث عن ضمائر النصب المنفصلة]

- ‌[مواضع انفصال الضمير]

- ‌[مواضع جواز الاتصال والانفصال]

- ‌[المختار في مواضع جواز الاتصال والانفصال]

- ‌[فصل الضمير الواجب الاتصال]

- ‌[مفسّر ضمير الغائب وتقديمه]

- ‌[مفسّر ضمير الغائب وتأخيره جوازا]

- ‌[مفسّر ضمير الغيبة وتأخره لزوما]

- ‌[ضمير الشأن وأحكامه]

- ‌[أحكام أخرى تخص ضمير الشأن]

- ‌[حكم ضمير الشأن من بروزه أو استتاره]

- ‌[أسباب بناء الضمائر]

- ‌[ضمير الفصل وأحكامه]

- ‌[استثناء من بعض أحكام الضمير]

- ‌[مسائل وأحكام أخرى لضمير الفصل]

الفصل: ‌[الأوجه الجائزة في المضاف إلى المثنى]

[الأوجه الجائزة في المضاف إلى المثنى]

قال ابن مالك: (ويختار في المضافين لفظا أو معنى إلى متضمّنيهما لفظ الإفراد على لفظ التّثنية ولفظ الجمع على لفظ الإفراد، فإن فرّق متضمّناهما اختير الإفراد، وربّما جمع المنفصلان إن أمن اللّبس، ويقاس عليه وفاقا للفرّاء.

ومطابقة ما لهذا الجمع لمعناه أو لفظه جائزة).

ــ

وقد علمت أن المصنف لم يصرح بقياس ولا غيره؛ بل قوله (1): مقتضى الدّليل ألّا يثنّى

مشعر بعدم القياس فيه (2).

قال ناظر الجيش: المراد من هذا الكلام: أنه إذا أضيف جزآن إلى ما يتضمنهما من مثنى المعنى وإن لم يكن مثنى اللفظ، فإنه يجوز في لفظ المضافين المذكورين ثلاثة أوجه: الجمع، والإفراد، والتثنية. وسواء كانت الإضافة صريحة أو غير صريحة.

فقوله: في المضافين لفظا إشارة إلى الصريحة؛ ومثال ذلك قوله تعالى: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (3). وقوله: أو معنى إشارة إلى غير الصريحة، كقول الشاعر:

155 -

رأيت ابني البكريّ في حومة الوغى

كفاغري الأفواه عند عرين (4)

-

(1) أي في أول شرحه لهذا الأمر ونصه: مقتضى الدليل ألا يثنى ما دل على جمع؛ لأن الجمع يتضمن التثنية

إلخ. انظر الشرح في الصفحة السابقة من هذا التحقيق.

(2)

الحق هو ما قاله وما فهمه ناظر الجيش من كلام ابن مالك وملخصه: أن المثنى والمجموع على حده لا يثنيان؛ وأما جمع التكسير (غير صيغتي مفاعل ومفاعيل) وأسماء الجمع والجنس فإنه يجوز تثنية هذه الثلاثة ندورا وفي ضرورة الكلام كما سمع في القرآن والحديث والشعر السابق.

قال ابن يعيش: شرح المفصل (4/ 153).

«القياس يأبى تثنية الجمع؛ وذلك أن الغرض من الجمع الدّلالة على الكثرة والتثنية تدل على القلة؛ فهما معنيان متدافعان، ولا يجوز اجتماعهما في كلمة واحدة؛ وقد جاء شيء من ذلك عنهم على تأويل الإفراد، قالوا: إبلان وغنمان وجمالان ذهبوا بذلك إلى القطيع الواحد وضموا إليه مثله فثنّوه» .

(3)

سورة التحريم: 4.

(4)

البيت من بحر الطويل غير منسوب في مراجعه، وهو في المدح وهو غاية في التشبيه والوصف الحسن، حيث يصف الشاعر ممدوحيه في الحرب كأنهما أسدان مفترسان يدافعان عن عرينهما.

اللغة: حومة الوغى: شدة الحرب. كفاغري الأفواه: يقال: فغر فوه انفتح وفغرته فتحته يتعدى ولا يتعدى (المصباح المنير: 2/ 734). عرين: عرين الأسد بيته. والشاهد فيه واضح من الشرح. وانظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص 400). وفي شرح التسهيل (1/ 106). والتذييل والتكميل (2/ 66).

ص: 406

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فإن الأفواه غير مضافة في اللفظ وهي في المعنى مضافة، والتقدير: كفاغرين أفواههما يعني أسدين فاتحين أفواههما عند عرينهما ذابين عن أشبالهما.

وقوله: إلى متضمنيهما إعلام بأن المضافين جزآن مما أضيفا إليه.

وبقي شرط آخر (1) لم يذكره المصنف وهو: ألا يكون لكل من المضاف إليهما من المضاف إلا شيء واحد؛ إذ لو كان أكثر لالتبس حال الجمع؛ فإنه لو قيل قطعت آذان الزيدين يريد أذنيهما لم يجز لأجل اللبس.

فأما قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما (2) فقد أجيب عنه بأن المراد أيمانهما. قالوا: وكذلك قرأ ابن مسعود (3) رضي الله عنه (4). والظاهر أن المصنف لا يشترط ذلك؛ فإنه قال: ولما استقر التعبير عن الاثنين بلفظ الجمع عند وجود الشرط المذكور صارت إرادة الجمع به متوقفة على دليل من خارج. ولذلك انعقد الإجماع على أن لا يقطع في السرقة إلا يد من السارق ويد من السارقة. فلو قصد قاصد الإخبار عن يدي كل واحد من رجلين، لم يكتف بلفظ الجمع، بل يضم إليه قرينة تزيل توهم غير مقصوده، كقوله: قطعت أيديهما الأربع (5). -

(1) الشرط الأول هو ما ذكره من كون المضاف جزءا من المضاف إليه، كما سيمثل برأس شاتين، فإن لم يكن جزءا كالثوب والدرهم فإن له حكما آخر سيأتي قريبا.

(2)

سورة المائدة: 38. ووجه الاعتراض بهذه الآية على أنه لا يجمع المضاف إلى المثنى مما تضمنه إلا بشرط هو: ألا يكون لكل من المضاف إليهما من المضاف إلا شيء واحد، وهنا لكل من السارق والسارقة يدان فكيف جمع؟

وأجيب بأن المراد قطع اليمين من كل واحد كما فصلته الشريعة بعد ذلك بالقول والفعل. وقد أشار المصنف إلى ذلك، كما سيأتي، وقد بينه الشارح أيضا.

(3)

هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن، صحابيّ جليل ومن أكابر الصحابة فضلا وعقلا وقربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أهل مكة ومن السابقين في الإسلام وأول من جهر بقراءة القرآن في مكة. كان خادم رسول الله الأمين وصاحب سره ورفيقه في حله وترحاله، وروى عنه عددا كبيرا من الأحاديث بلغت 848 حديثا. وتعد قراءته من الشواذ. تولى بعد وفاة الرسول بيت مال الكوفة، له خطب ومختارات في البيان والتبيين للجاحظ، توفي في خلافة عثمان سنة 32 هـ.

انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي (4/ 280).

(4)

انظر القراءة المذكورة في: معاني القرآن للفراء (1/ 306) وشرح المفصل (4/ 155) والهمع (1/ 173).

(5)

انظر نص ذلك في شرح التسهيل لابن مالك: (1/ 117).

ص: 407

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأشار المصنف إلى أن لفظ الإفراد مختار على لفظ التثنية، ولفظ الجمع مختار على لفظ الإفراد. فعلم منه أن لفظ الجمع مختار أولا ثم يليه لفظ الإفراد، ثم يليه لفظ التثنية؛ قال المصنف: وذلك أنهم استثقلوا تثنيتين في شيئين هما كشيء واحد لفظا ومعنى؛ فعدلوا إلى غير لفظ التثنية، فكان الجمع أولى؛ لأنه شريكهما في الضم وفي مجاوزة الإفراد، وكان الإفراد أولى من التثنية؛ لأنه أخف منها والمراد به حاصل؛ إذ لا يذهب وهم في نحو: أكلت رأس شاتين إلى أن معنى الإفراد مقصود، ولكن لفظ الجمع جاء في الكتاب العزيز نحو: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (1)، وفَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما (2).

وفي قراءة ابن مسعود: (فاقطعوا أيمانهما)(3)، وفي الحديث:«إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه» (4). وجاء لفظ الإفراد أيضا في الكلام الفصيح دون ضرورة، ومنه الحديث في وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ومسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما» (5).

ولم يجئ لفظ التثنية إلا في شعر، كقوله:

156 -

فتخالسا نفسيهما بنوافذ

كنوافذ العبط التي لا ترقع (6)

-

(1) سورة التحريم: 4.

(2)

سورة المائدة: 38.

(3)

انظر تخريج القراءة المذكورة قريبا.

(4)

الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل (3/ 5، 6) وهو أيضا في الموطأ للإمام مالك بن أنس (ص 57)(كتاب اللباس) وهو بنصه في سنن ابن ماجه: (2/ 1183) وهو كذلك في كتاب:

النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 44) الإزرة: الحالة وهيئة الائتزار مثل الركبة والجلسة.

(5)

نص الحديث في سنن ابن ماجه في كتاب الطهارة: باب ما جاء في مسح الأذنين: (1/ 151) وهو كذلك في مسند الإمام أحمد بن حنبل (6/ 358).

(6)

البيت من بحر الكامل من قصيدة طويلة لأبي ذؤيب الهذلي، سبق الحديث عنها. وهو في هذا البيت يصف شجاعين يتبارزان كل واحد منهما يريد أن يصرع الآخر.

اللغة: فتخالسا: أي كل واحد طلب اختلاس نفس صاحبه بطعنات نافذة.

العبط: جمع عبيط والعبط: شق الجلد الصحيح، وقال: لا ترقع؛ تعظيما لشأن الطعنة وأنه لا يرتجى شفاؤها.

والبيت وشرحه في ديوان الهذليين (ص 20) والشاهد في البيت قوله: نفسيهما، حيث ثنى المضاف إلى ما يتضمنه المثنى والأصل فيه الإفراد ثم الجمع.

والبيت في معجم الشواهد (ص 227) وهو في شرح التسهيل (1/ 107) وفي التذييل (2/ 69).

ص: 408

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[1/ 118] أو في كلام (1) نادر كقول سيبويه (2): وزعم يونس أنهم يقولون ضربت رأسيهما وزعم أنه سمع ذلك من رؤبة. انتهى.

وجعل ابن الضائع وابن عصفور التثنية مقدمة على الإفراد، وقالا:

إن الإفراد أيضا لم يأت إلا في ضرورة أو نادر كلام (3)، كقول الشاعر:

157 -

كأنّه وجه تركيّين قد غضبا

مستهدف لطعان غير تذبيب (4)

والظاهر ما اختاره المصنف من تقديم الإفراد على التثنية، ومنه قراءة من قرأ فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما (5). -

(1) قوله: أو في كلام نادر

إلخ ليس في شرح ابن مالك في النسخة المحققة التي بين أيدينا وإنما آخر الشرح هو بيت أبي ذؤيب. ولعل ناظر الجيش وأبا حيان نقلا من نسخة فيها بقية الكلام بدليل قولهم معا: انتهى. وانظر التذييل والتكميل.

(2)

انظر: الكتاب (3/ 622) قال: وزعم يونس أنهم يقولون ضربت رأسيهما، وزعم أنه سمع ذلك من رؤبة؛ أجروه على القياس، قال هميان بن قحافة (من السريع):

ظهراهما مثل ظهور التّرسين

وقال الفرزدق (من الطويل):

هما نفثا في فيّ من فمويهما

على النّابح العاوي أشدّ رجام

وقال أيضا (من الطويل):

بما في فؤادينا من الشّوق والهوى

فيجبر منهاض الفؤاد المشعّف

(3)

انظر شرح الجمل لابن عصفور المحقق (1/ 412)، (3/ 25) تحقيق الشغار ومراجعة إميل يعقوب، والتذييل والتكميل (1/ 358) وكذلك شرح الجمل لابن الضائع المخطوط، يقول ابن الضائع في شرحه:«إنّ التعبير بالجمع عن التثنية أولى من المفرد لصحّة حقيقة الجمع في التّثنية فلذلك اطّرد - وكثر لفظ الجمع وقل لفظ المفرد فلم يأت إلا في ضرورة أو نادر كلام» . وأنشد البيت المذكور: كأنه وجه تركيين

إلخ.

(انظر شرح الجمل لابن الضائع مخطوط رقم 20 نحو جـ 2 ورقة 260 أ). وانظر هذا القول في التذييل والتكميل (2/ 69).

(4)

البيت من بحر البسيط وهو للفرزدق في هجاء أم جرير أو زوجته، وهو من أفحش الهجاء. والبيت ليس في ديوان الفرزدق الطبعة الحديثة (بيروت) وهو في الطبعة المصرية القديمة (ص 371) من مقطوعة طويلة على قافية الراء. والمقطوعة في الهجاء الفاحش حيث يصف الفرزدق عضو التناسل في المرأة.

وقد روي الشطر الثاني في بيت الشاهد هكذا: مستهدف لطعان غير منحجر.

وشاهده: قوله: وجه تركيين، حيث أفرد الشاعر المضاف إلى ما يتضمنه المثنى وهو نادر.

والبيت في التذييل والتكميل (1/ 358) وفي معجم الشواهد (ص 63، 169).

(5)

هي قراءة الحسن البصري وهي بعض آية من سورة طه رقم: 121، وأولها: فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ -

ص: 409

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وزعم بعض المتأخرين أنه لم يؤت بلفظ التثنية إلا مع الإضافة إلى ضميرها، وسببه أن ضمير التثنية اسم مفرد في اللفظ، فكأنه لم يضف إلى مثنى؛ وهذا مما يقوي اختيار المصنف.

وإذا فرق المضاف إليه كان الإفراد مختارا وإليه أشار بقوله: فإن فرق متضمناهما وذلك كقوله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (1) وفي حديث زيد بن ثابت (2) رضي الله عنه: «حتّى شرح الله صدري لما شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما» (3).

قال المصنف: «ولو جيء في مثل هذا بلفظ الجمع أو لفظ التثنية لم يمتنع» (4).

وفي كلام الشيخ ما يقتضي أن التثنية في مثل هذا مقدمة على الإفراد وعلى الجمع، وأنها هي القياس، وأنه يقتصر في الجمع والإفراد على مورد السماع.

قال: «وأما قوله تعالى: عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فيحتمل أن يراد باللسان هنا الرسالة أو الكلام لا الجارحة. فلا يكون جزءا من المضاف إليهما، فلا يتم دليل المصنف» انتهى (5).

ولا يخفى ما في هذا التخريج من التكلف مع البعد. -

- لَهُما سَوْآتُهُما وانظر القراءة في: المحتسب لابن جني (1/ 243) وإعراب القرآن للنحاس (1/ 119) والبحر المحيط (4/ 279) والهمع (1/ 51) والتذييل والتكميل (2/ 69).

(1)

سورة المائدة: 78.

(2)

هو زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي أبو خارجة، من أكابر الصحابة، كان كاتب الوحي، ولد بالمدينة سنة (11 هـ) ونشأ بمكة

وقتل أبوه وهو ابن ست سنين، وهاجر مع النبي عليه السلام.

كان رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض، وكان أحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، وهو الذي كتبه في المصحف لأبي بكر ثم لعثمان حين جهز المصاحف إلى الأمصار.

ولما توفي قال فيه أبو هريرة: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس خلفا له.

روى 92 حديثا وتوفي سنة (45 هـ)(الأعلام: 3/ 95).

(3)

الحديث في صحيح البخاري: (6/ 225) في باب جمع القرآن وفي: (9/ 74) في كتاب الأحكام. والحديث أيضا في مسند الإمام أحمد بن حنبل: (5/ 188).

(4)

انظر نصه في: شرح التسهيل (1/ 107).

(5)

انظر نصه في: التذييل والتكميل (2/ 75).

ص: 410

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإن لم يكن المضافان جزأي المضاف إليه (1) لم يعدل عن لفظ التثنية، نحو:

قبضت درهميكما؛ لأن العدول في مثل هذا عن لفظ التثنية إلى لفظ الجمع يوقع في اللبس؛ فإن أمن اللبس جاز العدول إلى الجمع سماعا عند غير الفراء وقياسا عنده (2).

قال المصنف: «ورأيه في هذا أصح لكونه مأمون اللبس مع كثرة وروده في الكلام الفصيح كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «ما أخرجكما من بيوتكما» (3) وقوله صلى الله عليه وسلم لعليّ وفاطمة رضي الله عنهما: «إذا أويتما إلى مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين ..» الحديث (4) وفي حديث آخر: «فلانة وفلانة تسألانك عن إنفاقهما على أزواجهما: ألهما فيه أجر؟» (5).

وفي حديث علي وحمزة رضي الله عنهما: «فضرباه بأسيافهما» (6) وأمثال ذلك كثيرة (7).

ومثال مطابقة ما لهذا الجمع لمعناه دون لفظه (8) قول الشاعر:

158 -

قلوبكما يغشاهما الأمن عادة

إذا منكما الأبطال يغشاهما الذّعر (9)

-

(1) هو نظير ما ذكره أول كلامه من كون المضافين جزأي المضاف إليه.

(2)

انظر في تحقيق رأي الفراء: التذييل والتكميل (2/ 76) وشرح التسهيل (1/ 107).

(3)

الحديث في صحيح مسلم: (6/ 117) في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك واستحباب الاجتماع

على الطعام.

(4)

الحديث في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار من صحيح مسلم: (8/ 84) باب التسبيح أول النهار وعند النوم، ونصه في مسند الإمام أحمد بن حنبل:(1/ 96، 107، 136، 146).

(5)

الحديث في صحيح مسلم: (3/ 80) في كتاب الزكاة باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين.

(6)

الحديث في صحيح مسلم (5/ 149) في كتاب الجهاد باب استحقاق القاتل سلب القتيل؛ وأصله بعد مقدمة طويلة

فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتّى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال:

أيكما قتله؟ فقال كلّ واحد منهما: أنا قتلت، فقال: هل مسحتما سيفيكما؟ قالا: لا فنظر في السيفين، فقال: كلاكما قتله.

(7)

انظر: شرح التسهيل.

(8)

معناه: إذا عاد ضمير من كلام تال على هذا الاسم المضاف المجموع والمقصود به المثنى أو أخبر عنه أو وصف، هل يراعى اللفظ فيعود الضمير جمعا أو يراعى المعنى فيعود مثنى. ثم ذكر أنه يجوز مراعاة هذا وذاك.

(9)

البيت من بحر الطويل لم يذكر صاحب معجم الشواهد (ص 152) مرجعا له إلا حاشية التصريح (2/ 122) وهو أيضا في شرح التسهيل وفي التذييل والتكميل والبيت في المدح بالشجاعة والجرأة ولم ينسب فيما ذكر من مراجع. -

ص: 411

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقول الآخر:

159 -

وساقان كعباهما أصمعان

أعاليهما لكّتا بالدّيم (1)

وقول الآخر:

160 -

رأوا جبلا هد الجبال إذا التقت

رءوس كبيريهنّ ينتطحان (2)

ومثال مطابقة ما لهذا الجمع للفظه دون معناه قول الشاعر:

161 -

خليليّ لا تهلك نفوسكما أسى

فإنّ لها فيما به دهيت أسا (3)

-

- والشاهد في البيت واضح من الشرح: حيث أعاد الضمير مثنى إلى المضاف وهو جمع؛ لأن المقصود به التثنية وهو قوله: قلوبكما.

(1)

البيت من بحر المتقارب وهو بهذه الرواية غير منسوب لشاعر في شروح التسهيل إلا أن الشطرة الأولى وجدتها في ديوان امرئ القيس من قصيدة يصف فيها ناقته والبيت كله هكذا:

وساقان كعباهما أصمعا

ن لحم حماتيهما منبتر

وعلى ذلك فلا شاهد فيه.

اللغة: أصمعان: ضامران صغيران. لكتا بالديم: اكتنزتا باللحم، والحماة في بيت امرئ القيس عضلة الساق ومعنى منبتر أي ممتلئ.

والشاهد فيه كما في البيت السابق حيث أعاد الضمير مثنى إلى المضاف وهو جمع، ورد الاستشهاد به أبو حيان قائلا: ليس فيه دليل لاحتمال أن يكون أعاليهما مرفوعا بأصمعان وثني على لغة أكلوني البراغيث ويكون الضمير في لكتا عائد على ساقان أو على كعباهما لا على أعاليهما.

والبيت في شرح التسهيل، وفي التذييل والتكميل.

(2)

البيت من بحر الطويل ولم ينسب في معجم الشواهد (ص 399) وقد وجدته في ديوان الفرزدق من قصيدة طويلة كلها في الفخر إلا عشرة أبيات في وصف ذئب لقيه فصاحبه. وانظر القصيدة في الديوان: (2/ 331). وبيت الشاهد من أبيات الفخر وهو فيه يتحدث عن جد من أجداده.

وسيأتي منها شاهد آخر في باب الموصول. والشاهد فيه كالذي قبله. ورده أبو حيان وقال: يجوز أن يكون ينتطحان حالا من كبيريهنّ لا من رؤوس. والبيت في شرح التسهيل (1/ 109)، والتذييل والتكميل (2/ 78).

(3)

البيت من بحر الطويل ولم ينسب فيما ورد من مراجع، والشاعر فيه يأمر صاحبيه بالصبر على مكايد الزمان؛ فإن الناس كلها تصاب بهذه المكايد.

اللغة: أسى: حزنا. دهيت: أصيبت. أسا: بضم الهمزة وكسرها جمع أسوة بضم الهمزة وكسرها أيضا وهو ما يأتسي به الحزين. القاموس: (أسى). وشاهده واضح من الشرح. وانظر البيت فى شرح التسهيل: (1/ 108) وفي التذييل والتكميل: (2/ 79). وهو في معجم الشواهد (ص 195).

ص: 412