الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[متى يعرب المضارع ومتى يبنى
؟]
قال ابن مالك: (ما لم يتّصل به نون توكيد أو إناث).
قال ناظر الجيش: شرط إعراب المضارع ألا يتصل به إحدى النونين وهما نون التوكيد ثقيلة كانت أو خفيفة ونون الإناث؛ خلافا لمن لم يشترط ذلك، فحكم بإعرابه مطلقا اتصل به ذلك أو لم يتصل.
وأشعر قوله: ما لم يتّصل به: أن المضارع لا يحكم ببنائه لتوكيده بالنون مطلقا.
كما هو رأي الأخفش (1)؛ بل لا يحكم ببناء ما اتصلت به، فالمضارع المسند إلى ضمير اثنين أو جمع أو مخاطب نحو: هل يفعلان وهل يفعلون وهل تفعلين معرب. وما عدا ذلك مبني.
قال المصنف: «وإنما كان كذلك لأن المؤكد بالنون إنما بني لتركبه معها وتنزله معها منزلة صدر المركب من عجزه، وذلك منتف من يفعلان وأخويه» .
«ولو كان موجب البناء المؤكد بالنون كونها مختصة بالفعل، لكان ما اتصل به أحد الثلاثة مبنيّا لأنها أمكن في الاختصاص، وفي عدم بناء ما اتصلت به دلالته على أن موجب البناء التركيب؛ إذ لا ثالث لهما.
وإذا ثبت أن موجب البناء التركيب لم يكن فيه ليفعلان وأخويه نصيب؛ لأن -
- في الفعل. ومنها ما يدخل عليهما بعد التركيب: كالفاعلية والمفعولية في الاسم وكالأمر والنهي والشرط في الفعل (انظر التذييل والتكميل 1/ 126).
(1)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 126).
(2)
كلمة مؤثرا ناقصة سهوا من نسخة (ب).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الفاعل البارز حاجز وثلاثة أشياء لا تركب» (1).
وتقرر أن المذاهب في المؤكد بالنون ثلاثة: البناء مطلقا والإعراب مطلقا والتفصيل بين أن تتصل به فيبنى أو لا تتصل به فيعرب وهو الصحيح.
وأما نون الإناث: فالمتصل بها مبني، وبناؤه على السكون. وذهب بعضهم إلى أنه معرب، وهو ابن درستويه (3) ومتابعوه (4).
قال المصنف: والأصح من أسباب بنائه ما ذهب إليه سيبويه (5): من أنه يبنى حملا على الماضي المتصل بها؛ لأن أصل كل واحد منهما البناء على السكون، فأخرج عنه المضارع إلى الإعراب للمناسبة التي تقدم ذكرها، وأخرج عنه الماضي إلى الفتح؛ تفضيلا له على الأمر لشبهه بالمضارع في وقوعه صفة وصلة وحالا وشرطا ومسندا بعد كان وإن وظن وأخواتها بخلاف الأمر؛ فاشتركا في العود إلى الأصل بالنون كما اشتركا في الخروج عنه بالمناسبتين المذكورتين (6).
وقيل: إنما بني المتصل بنون الإناث لتركبه معها؛ لأن الفعل والفاعل كشيء -
(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 36).
(2)
انظر المرجع السابق.
(3)
هو أبو محمد عبد الله بن جعفر بن المرزبان، اشتهر بالنحو وعلا قدره وانتصر للبصريين، صحب المبرد ولقي ابن قتيبة وأخذ عن الدارقطني، عمر طويلا حيث ولد سنة (252 هـ) ومات سنة (347 هـ) ببغداد.
مصنفاته: صنف الإرشاد في النحو، شرح فصيح ثعلب، غريب الحديث، معاني الشعر، المقصور والممدود، ولم أعثر له على كتاب. انظر ترجمته في بغية الوعاة:(2/ 36)، الأعلام (4/ 204).
(4)
هم السهيلي وابن طلحة وطائفة من النحويين. انظر التذييل والتكميل (1/ 129)، الهمع (1/ 18)، حاشية الصبان (1/ 25).
(5)
انظر: الكتاب (1/ 20).
(6)
انظر: شرح التسهيل (1/ 37).