الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[جمع فعلة جمعا مؤنثا وحكم العين فيه]
قال ابن مالك: (والمؤنّث بهاء أو مجرّدا ثلاثيّا صحيح العين ساكنة غير مضعّفة، ولا صفة تتبع عينه فاءه في الحركة مطلقا، وتفتح وتسكّن بعد الضّمة والكسرة، وتمنع الضّمّة قبل الياء والكسرة قبل الواو باتفاق وقبل الياء بخلف، ومطلقا عند الفرّاء فيما لم يسمع. وشذّ جروات والتزم فعلات في لجبة، وغلّب في ربعة؛ لقول بعضهم: لجبة وربعة، ولا يقاس على ما ندر من كهلات خلافا لقطرب. ويسوغ في لجبة القياس، وفاقا لأبي العبّاس، ولا يقال فعلات اختيارا فيما استحقّ فعلات إلّا لاعتلال اللّام أو شبه الصّفة.
وتفتح هذيل عين جوزات وبيضات ونحوهما واتّفق على عيرات شذوذا).
ــ
وربما قيل في أم أمّهة قال قصي بن كلاب (1):
148 -
إنّي لدى الحرب رخيّ لببي
…
عند تناديهم بهال وهبي
معتزم الضّربة عال نسبي
…
أمّهتي خندف والياس أبي (2)
قال ناظر الجيش: مراده أن يذكر حكم الاسم الثلاثي المؤنث إذا جمع بألف وتاء -
(1) هو قصي بن كلاب بن مرة سيد قريش في عصره ورئيسها، وهو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي. وسمي قصيّا لبعده عن دار قومه؛ حيث انتقل إلى أطراف الشام مع أمه، ولما كبر عاد إلى الحجاز وكان موصوفا بالدهاء، هدم الكعبة وجدد بناءها، ولقب مجمعا؛ لأنه جمع قومه وأسكنهم مكة لتقوى بهم عصبيته، وكانت له الحجابة والسقاية على البيت الحرام، لم ينازعه أحد في الرئاسة على قريش، وقد اتخذ لنفسه دار الندوة التي كانت قريش تقضي أمورها فيها، وكان أمره في قومه كالدين المتبوع، مات بمكة ودفن بالحجون. انظر ترجمته في الأعلام (6/ 43).
(2)
الأبيات أربعة من الرجز المشطور قالها قصي بن كلاب يفتخر بشجاعته وبأصله في العرب.
اللغة: رخيّ لببي: كناية عن كثرة مبارزته للأقران. هال: اسم فعل زجر للخيل. هبي: اسم فعل دعاء لها. أمهتي: أمي. خندف: هي ليلى بنت عمران زوجة إلياس بن مضر من أجداد النبي عليه السلام.
وقد استشهد النحاة بهذه الأبيات في مواضع مختلفة:
فابن جني: يستشهد بها في المحتسب: (2/ 224): على أن همزة إلياس قد تأتي وصلا.
والرضي: في شواهد الكافية (ص 301): على أن الهاء في أمهتي زائدة فوزن أمهة فعلهة.
وشراح التسهيل: على أنه قد يقال في أم أمهة.
والأبيات في معجم الشواهد (ص 445)، وفي شرح التسهيل (1/ 99) وفي التذييل والتكميل (2/ 46).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
بالنسبة إلى إتباع عينه لفائه وعدمه.
والإتباع في مسائل هذا الفصل واجب وممتنع وجائز على ما يبين.
وقد أورد المصنف ذلك في المتن والشرح أحسن إيراد؛ فلنقتصر على كلامه - رحمه الله تعالى - إذ لا مزيد عليه، قال (1):
المراد بذي الهاء نحو تمرة وغرفة وكسرة، وبالمجرّد نحو دعد وجمل وهند؛ فإن سيبويه سوى بينهن فيما ذكرته؛ فلدعد وجمل وهند ما لتمرة وغرفة وكسرة إذا جمعن بالألف والتاء (2). واحترز بصحيح العين من معتله نحو جوزة وديمة ودولة.
وبساكن العين من متحركه كشجرة وسمرة ونمرة. وبنفي التضعيف من نحو حجّة وحجّة وحجّة. وبنفي الوصفية من نحو ضخمة وجلفة وحلوة (3).
وأشير بإطلاق الإتباع إلى عدم الفرق فيه بين المفتوح الفاء والمضمومة والمكسورة من ذي الهاء، والمجرد: نحو تمرات وغرفات وكسرات ودعدات وجملات وهندات.
والضمير في تفتح وتسكن عائد إلى العين، أي: ويجوز مع ضم العين في المضموم الفاء الفتح والتسكين وهما أيضا جائزان في المكسور الفاء فيكون في كل واحد منهما ثلاثة أوجه (4).
وسكت عن ذكر عدم الإتباع في المفتوح الفاء، فعلم أن الإتباع فيه لازم، فلا يعدل عن فتح عينه وهو مستوف للشروط إلا إذا اعتلت لامه. فإن ذلك يسكن عند قوم من العرب لتسكين العين في الاختيار. ومن ذلك ظبيات وشريات في جمع ظبي وشرية، حكاه أبو الفتح، واللغة المشهورة ظبيات وشريات.
[1/ 113] وربما عدل عن الفتح إلى السكون لشبه الصفة كقولهم: أهل -
(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 100).
(2)
قال سيبويه (3/ 599): «وسألت الخليل عن قول العرب: أرض وأرضات فقال: لمّا كانت مؤنثة وجمعت بالتّاء ثقلت كما ثقلت طلحات وصفحات» .
ومراد ابن مالك أن ذا الهاء وغيره يجيء فيه إتباع العين للفاء.
(3)
أي فإن حكم هذه الأسماء كلها عند جمعها عدم إتباع العين للفاء بل تظل العين في الجمع كما كانت في المفرد.
(4)
هي الفتح والتسكين والإتباع «وهو الضم أو الكسر» وينطبق ذلك على جمل وهند وغرفة وكسرة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأهلات وأهلات بالفتح أشهر (1). وأنشد سيبويه (2):
149 -
وهم أهلات حول قيس بن عاصم
…
إذا أدلجوا باللّيل يدعون كوثرا (3)
وقيل أيضا أهلة بمعنى أهل، حكاه الفراء (4)، فالأولى بأهلات أن يكون جمعا له لا لأهل. وقد تسكن عين فعلات جمع فعلة إذا كان مصدرا كحسرات تشبيها بجمع فعل صفة؛ لأن المصدر قد يوصف به.
وقال أبو الفتح: ظبيات أسهل من رفضات لاعتلال اللام، ورفضات أسهل من ثمرات؛ لأن المصدر يشبه الصفة (5).
قلت: فإذا قيل امرأة كلبة ففي جمعه الفتح باعتبار الأصل والتسكين باعتبار العارض (6)، ولا يعدل عن فعلات إلى فعلات فيما سوى ذلك إلا في ضرورة وهو -
(1) في شرح الأشموني: (4/ 117) يقول: «أفهم كلامه أن نحو دعد وجفنة لا يجوز تسكين عينه مطلقا واستثنى من ذلك في التسهيل معتلّ اللام كظبيات، وشبه الصفة نحو أهل وأهلات فيجوز فيهما التّسكين اختيارا» .
(2)
انظر: الكتاب (3/ 600).
(3)
البيت من بحر الطويل قاله المخبل السعدي (انظر اللسان: أهل) وانظر أبياتا قبل بيت الشاهد في شرح المفصل: (5/ 33) وهي أبيات في المدح.
اللغة: وهم أهلات: أي هم أقارب. حول قيس بن عاصم: أي محيطون به حيث كان سيدهم. أدلجوا:
ساروا الليل كله. كوثرا: قيل: الجواد الكثير العطاء وقيل: إن كوثرا كان شعارا لهم وهم سائرون بالليل. ويستشهد بالبيت في فتح هاء أهلات لاسميته.
انظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص 140)، وورد البيت في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 101).
ترجمة الشاعر: المخبل هو المجنون وبه سمي المخبل الشاعر واسمه ربيعة بن مالك من بني شماس بن لأي ابن أنف الناقة، شاعر مخضرم عمر طويلا عاش في الجاهلية والإسلام ومات في خلافة عثمان، انظر بعض أخبار له في الشعر والشعراء (1/ 427) وخزانة الأدب (6/ 93).
(4)
في اللسان (أهل) والأهل: أهل الرجل وأهل الدار وكذلك الأهلة، قال أبو الطمحان:
وأهلة ودّ قد تبرّيت ودّهم
…
وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلي
(5)
في النسخ روضات والصحيح ما أثبتناه بمقتضى التعليل بعده، وهو أيضا كذلك في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 101) ومنه قول الشاعر:
أتت ذكر عودن أحشاء قلبه
…
خفوقا ورفضات الهوى في المفاصل
وانظر: شرح المفصل لابن يعيش (5/ 28).
(6)
الأصل هنا: هو الاسمية للحيوان المعروف، والعارض: هو الوصفية ومعناه الذلة أو الإيذاء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
من أسهل الضرورات (1)؛ لأن العين المفتوحة قد تسكن في الضرورة وإن لم تكن في جمع ولا ساكنة في الأصل (2) فلأن تسكن إذا كانت في جمع وكانت ساكنة في الأصل أحق وأولى (3).
قلت: وإلى تسكين نحو ظبيات وأهلات أشار المصنف بقوله في أخريات الفصل: ولا يقال فعلات اختيارا فيما استحقّ فعلات إلا لاعتلال اللّام أو شبه الصّفة.
واحترز بالاختيار من التسكين في الضرورة دون اعتلال لام ولا شبه صفة نحو قوله:
150 -
وحمّلت زفرات الضّحى فأطقتها
…
وما لي بزفرات العشيّ يدان (4)
ونبهت بقولي: وتمنع الضّمّة قبل الياء والكسرة قبل الواو على أن نحو زبية لا يجوز ضم عينه ونحو ذروة لا يجوز كسر عينه، بل يقتصر فيهما على التسكين أو الفتح تخييرا؛ لأن الضمة قبل الياء والكسرة قبل الواو مستثقلتان، لا سيما إذا كانت الياء والواو لامين مع وجدان مندوحة عن ذلك (5). -
(1) وأمثلته قول الشاعر: فتستريح النّفس من زفراتها
…
ومنه قول المتنبي مادحا:
إلى القابض الأرواح والضّيغم الّذي
…
تحدّث عن وقفاته الخيل والرّجل
انظر أبياتا أخرى دخلتها هذه الضرورة في رسالتي: (الأخطاء النحوية والصرفية في شعر المتنبي: ص 449).
(2)
ومنه قول الشاعر (من الرجز):
يا عمرو يا ابن الأكرمين نسبا
…
قد نحب المجد عليك نحبا
انظر أمثلة أخرى في: شرح التسهيل (1/ 101).
(3)
هذا آخر كلام المصنف (شرح التسهيل: 1/ 101) وقوله: قلت، أول كلام ناظر الجيش.
(4)
البيت من بحر الطويل قاله عروة بن حزام العذري وهو في الغزل:
اللغة: حمّلت: كلفت. زفرات: جمع زفرة من زفر يزفر إذا أخرج نفسه. يدان: المراد بهما القوة.
والبيت غاية في الحب والعشق: يتسلى بالنهار وبالليل تقطعه اللوعات.
وشاهده واضح وهو الضرورة الحسنة في تسكين عين فعلات.
والبيت في معجم الشواهد (ص 397) وهو أيضا في التذييل والتكميل (2/ 55).
ترجمة الشاعر: هو عروة بن حزام العذري أحد العشاق المشهورين الذين قتلهم العشق، وصاحبته عفراء بنت مالك العذرية، أحبها حبّا عفيفا وخطبها من أبيها، وكان عمّا له فأبى وزوجها لابن عم لها آخر، فحزن عروة على ذلك حزنا شديدا، وقال فيها شعرا كثيرا، وكانت عفراء تحبه، ويروى أنه لما مات ماتت بعده، فبلغ الخبر معاوية بن أبي سفيان فقال: لو علمت بحال هذين الشريفين لجمعت بينهما.
انظر ترجمته في الشعر والشعراء (2/ 626). خزانة الأدب (1/ 533).
(5)
المندوحة هنا هي التسكين على أصل الاسم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فلو كانت لام المكسور الفاء ياء كلحية ففي كسر عينه خلاف: فمن البصريين من منعه لاستثقال الياء بعد كسرتين (1) ومنهم من أجازه.
ومنع الفراء فعلات مطلقا: (يعني سواء كان من باب ذروة أو من باب لحية أو من باب كسرة وهند فلا يجيزه في الصحيح الآخر أيضا إلا إن سمع فيقتصر عليه)(2).
واحتج بأن فعلات يتضمن فعلا. وفعل وزن أهمل إلا ما ندر كإبل وبلز ولم يثبت منه سيبويه (3)[1/ 114] إلا إبلا، وما استثقل في الإفراد حتى كاد يكون مهملا حقيق بأن يهمل ما يتضمنه من أمثلة الجموع؛ لأن الجمع أثقل من المفرد.
والجواب من أربعة أوجه:
أحدها: أن المفرد وإن كان أخف من الجمع، فقد يستثقل فيه ما لا يستثقل في الجمع؛ لأنه معرض لأن يتصرف فيه بتثنية وجمع ونسب. وإذا كان على هيئة مستثقلة تضاعف استثقالها بتعرض ما هي فيه إلى استعمالات متعددة بخلاف الجمع، فإن ذلك فيه مأمون.
الثاني: أن فعلا أخف من فعل فمقتضى الدليل أن تكون أمثلة فعل أخف من أمثلة فعل؛ إلا أن الاستعمال اتفق وقوعه بخلاف ذلك، فأي تصرف أفضى إلى ما هو أحق بكثرة الاستعمال، فلا ينبغي أن يجتنب، بل يجوز أن يؤثر جبرا لما فات من كثرة الاستعمال.
ويؤيد هذا أنهم لا يكادون يسكنون عين إبل بخلاف فعل فإنه يسكن كثيرا (4).
الثالث: أن فعلات يتضمن فعلا وهو من أمثلة الجمع، وفعلات يتضمن فعلا وليس من أمثلة الجمع، وهو أحق
بالجواز؛ لأنه جمع لا يشبه جمع الجمع، بخلاف -
(1) انظر مثل هذا في كتاب سيبويه (3/ 581): قال في لحية لحى، وفرية فرى، ورشوة رشى، ولا يجمعون بالتاء كراهية أن تجيء الواو بعد كسرة واستثقلوا الياء هنا بعد كسرة فتركوا هذا استثقالا واجتزءوا ببناء الأكثر ومن قال كسرات قال لحيات.
(2)
ما بين القوسين كلام لناظر الجيش تخلل نقله كلام ابن مالك، وهي زيادة موضحة.
(3)
قال في الكتاب ذاكرا أوزان الاسم الثلاثي (4/ 244): «ويكون فعلا في الاسم نحو إبل وهو قليل لا نعلم في الأسماء والصفات غيره» .
والبلز: المرأة الضخمة الممتلئة.
(4)
ومن أمثلة تسكين عين فعل قولهم في عنق ورسل: عنق ورسل وهو مشهور.
وهذا الوجه في النسخ المخطوطة مضطرب وفيه عدة مواضع كتب بهامشها: هنا بياض في الأصل، وقد صححته من شرح ابن مالك وهو الأصل المنقول عنه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فعلات فإنه جمع يشبه جمع الجمع، والأصل في جمع الجمع الامتناع؛ فما لا يشبهه أحق بالجواز مما يشبهه.
الرابع: أن فعلات قد استعملته العرب جمعا لفعلة كنعمة ونعمات، وقد أشار سيبويه إلى أن العرب لم تجتنب استعماله، كما لم تجتنب استعمال فعلات (1). وقد رجح بعض العرب فعلات على فعلات؛ إذ قال في جمع جروة جروات فاستسهل النطق بكسر عين فعلات فيما لامه واو، ولم يستسهل النطق بضم عين فعلات فيما لامه ياء كزبيات. فبان مما ذكرته أن فعلات في جمع فعلة كفعلات في جمع فعلة، أو أحق منه بالجواز (2).
وحكى يونس في جمع جروة جروات بكسر الراء، وهو في غاية من الشذوذ (3).
ويقال للشاة إذا قل لبنها: لجبة بسكون الجيم وفتح اللام وكسرها وضمها، ويقال لها أيضا لجبة بفتح الجيم واللام. ولم يقل في جمعها إلا لجبات بفتح الجيم واللام.
وأكثر النحويين يظنون أنه جمع لجبة الساكن الجيم، فيحكمون عليه بالشذوذ؛ لأن فعلة صفة لا يجمع على فعلات، بل على فعلات؛ وحملهم على ذلك عدم اطلاعهم على أن فتح الجيم في الإفراد ثابت (4).
وكذلك اعتقدوا أن ربعات بفتح الباء جمع ربعة بالسكون؛ وإنما هو جمع ربعة بمعنى ربعة للمعتدل القامة. ذكر ذلك ابن سيده (5). -
(1) يقول سيبويه: وما كان فعلة فإنك إذا كسرته على بناء أدنى العدد أدخلت التّاء وحركت العين بكسرة؛ وذلك قولك قربات وسدرات
وكسرات، ومن العرب من يفتح العين
…
إلخ (كتاب سيبويه: 3/ 580).
(2)
هذا آخر الأوجه الأربعة التي ذكرها ابن مالك في شرحه، انظر (1/ 103). وأما قوله: وحكى يونس فهو كلام آخر.
(3)
انظر رأي يونس في شرح التسهيل (1/ 102) وهو بنصه وكذلك في شرح الأشموني (4/ 117) قال: «وشذّ كسر جروة فيما حكاه يونس من قولهم جروات بكسر الراء، وهو في غاية من الشّذوذ لما فيه من الكسرة قبل الواو» .
(4)
والقول ما قالت حذام، قال سيبويه (3/ 626):«وقالوا شياه لجبات فحرّكوا الحرف الأوسط؛ لأنّ من العرب من يقول شاة لجبة؛ فإنما جاءوا بالجمع على هذا» .
(5)
انظر المحكم له (2/ 100، 101) قال: «ورجل مربوع ومرتبع ومرتبع وربع وربعة لا بالطويل ولا بالقصير، وصف المذكر بهذا الاسم المؤنث كما وصف المذكر بخمسة ونحوها حين قالوا: رجال خمسة والمؤنث ربعة وربعة كالمذكر وأصله له وجمعها ربعات حركوا ثانيه وإن كان صفة لأن أصل ربعة اسم مؤنث وقع على المذكّر والمؤنث فوصف به وقد يقال ربعات بسكون الباء فيجمع على ما يجمع هذا -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قلت: إذا كان لجبات وربعات إنما هما جمعان لمتحرك العين فكان الأولى أن يقول المصنف: واستغني في لجبات وربعات بجمع المتحرك العين عن جمع الساكنها؛ فإن عبارته في المتن تقتضي أنهما جمعان للساكن العين. وإن العلة فيه تحريك عينهما في لغة أخرى وليس الأمر كذلك.
واختار قطرب فعلات في فعلة صفة كضخمة وضخمات قياسا على ما ليس صفة. ويعضد قوله ما روى أبو حاتم (1) من قول بعض العرب كهلة وكهلات بالفتح، والسكون أشهر وأعرف (2).
[1/ 115] وأجاز أبو العباس المبرد أن يقال في جمع لجبة لجبات بالسكون (3).
والتزم غير هذيل في نحو جوزة وبيضة سكون العين فسووا في ذلك بين الأسماء والصفات؛ وأما هذيل فسلكوا بهذا النوع سبيل ما صحت عينه، فقالوا: جوزات وبيضات، كما قال جميع العرب: ثمرات وجفنات، وقالوا في الصفات: جونات وعبلات بالسكون، كما قال الجميع: ضخمات وصعبات.
وأما عيرات في جمع عير، وهي الإبل التي عليها الأحمال، فجائز عند جميع العرب، مع شذوذه عن القياس؛ لأنه مؤنث مكسور الفاء، فلم يكن في تحريك يائه بفتحة بعد الكسرة ما في بيضات بتحريك الياء؛ لأن تحريك الياء بعد فتحة يوجب إبدالها ألفا؛ فتحريكها إذا كان أصلها السكون بعد فتحة تعريض لها إلى الإبدال -
- الضرب من الصفة. قال الفراء: إنّما حركوا ربعات؛ لأنه جاء نعتا للمؤنث والمذكّر فكأنه اسم نعت به».
(1)
هو سهل بن محمد، أبو حاتم السجستاني البصري، كان إماما في غريب القرآن واللغة والشعر، أخذ عن أبي زيد الأنصاري والأصمعي وأبي عبيدة وقرأ كتاب سيبويه مرتين على الأخفش، وأخذ عنه المبرد وابن دريد وغيرهما. توفي سنة (255 هـ).
مصنفاته: إعراب القرآن، كتاب في القراءات، ما تلحن فيه العامة، وغير ذلك.
انظر ترجمته في: معجم الأدباء (11/ 263).
(2)
انظر: التذييل والتكميل (2/ 54). وشرح الأشموني (4/ 117).
وإنما حركوا في الاسم دون الصفة؛ لأن الاسم أخف من الصفة فاحتمل الثقل والصفة ثقيلة، فوجب لها الخفة بالسكون، وبذلك يتعادلان.
(3)
في المقتضب (2/ 191) قال المبرد: «وأما قولهم شاة لجبة وشاء لجبات فزعم سيبويه أنّهم يقولون لجبة ولجبة وإنما قالوا لجبات على قولهم لجبة. وقال قوم: بل حرّك؛ لأنه لا يلتبس بالمذكر؛ لأنه لا يكون إلّا في الإناث. ولو أسكنه مسكّن على أنّه صفة كان مصيبا» .