الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل الضمير الواجب الاتصال]
قال ابن مالك: (ونحو: ضمنت إيّاهم الأرض، ويزيدهم حبّا إليّ هم - من الضّرورات).
ــ
وجعل المصنف خلف ثاني مفعولي نحو: أعطيت زيدا درهما في باب الإخبار كهاء أعطيتكه (1)، فيكون الاتصال فيه مختارا. ومثال ذلك: الذي أعطيته زيدا درهم، هذا على الاتصال؛ وإن جئت به منفصلا مراعاة للترتيب الأصلي قلت:
الذي أعطيت زيدا إياه درهم، والاتصال رأي أبي عثمان المازني. قال المصنف:
قال ناظر الجيش: لما اقتصر المصنف على ذكر مواضع انفصال الضمير، ومواضع اتصاله وانفصاله - علم أن ما سكت عنه يجب فيه الاتصال، فصار كأنه قال:
«وما عدا ما ذكر من مواضع وجوب الانفصال ومواضع جواز الأمرين - يجب اتصاله» ولهذا ساغ له أن يحكم بالضرورة على ما أنشده والضمير فيه منفصل.
أما ضمنت إياهم الأرض فمن قول الفرزدق:
258 -
بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت
…
إيّاهم الأرض في دهر الدّهارير (4)
-
(1) هذه هي مسألة الإخبار الملحقة بالباب الأول «أعطيتكه» الذي اختار فيه ابن مالك الاتصال. وانظر في المسألة أيضا: التذييل والتكميل.
(2)
في الأصل: فلو عضد بهذا قول المازني لاعتضد، وما أثبتناه من نسخة (ب)، وهو الصحيح؛ لأن غير المازني يختار الانفصال في باب: أعطيت زيدا درهما أيضا.
(3)
شرح التسهيل (1/ 156).
(4)
البيت من بحر البسيط من قصيدة للفرزدق يمدح فيها يزيد بن عبد الملك، ويهجو يزيد بن المهلب (ديوان الفرزدق: 1/ 213).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فلولا الضرورة لقال ضمنتهم.
وأما يزيدهم حبّا فمن قول الشاعر:
259 -
وما أصاحب من قوم فأذكرهم
…
إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم (1)
فهم الآخر فاعل يزيد. قال المصنف: «وظن بعضهم أنّ هذا جائز في غير الشعر؛ لأن قائله لو قال يزيدونهم لصح. فيجعل المتّصل وهو الواو فاعلا والمنفصل توكيدا، وهذا وهم؛ لأنّ ذلك جمع بين ضميرين متصلين لمسمى واحد أحدهما فاعل والآخر مفعول، وذلك لا يكون في غير فعل قلبي» انتهى (2).
قال الشيخ: الذي ظنه هذا الظّان صحيح، وما ردّ به المصنف فاسد؛ لأنه اعتقد أنّ الفاعل بيزيد هو المفعول به، وليس كذلك، بل الفاعل بيزيد عائد على قوم.
وهم المتصل بيزيد عائد على من سبق ذكره في الشّعر من الّذين فارقهم. فاختلف مدلول الفاعل والمفعول. انتهى (3). -
- ونسب إلى أمية بن أبي الصلت وليس في ديوانه. وشاهده واضح من الشرح، ودهر الدهارير معناه الزمن الطويل.
وهو في شرح التسهيل (1/ 156)، وفي التذييل والتكميل (2/ 247)، وفي معجم الشواهد (ص 183).
(1)
البيت من بحر البسيط، وقد اختلف في قائله، فقيل: زياد بن حمل، وقيل: زياد بن منقذ، وهو من قصيدة طويلة في مدح قوم بالكرم والوفاء والأخلاق، وهي في شرح ديوان الحماسة (3/ 1389)، وفي الشعر والشعراء (2/ 701) بعض أبياتها.
وبعد بيت الشاهد قوله:
كم فيهم من فتى حلو شمائله
…
جمّ الرماد إذا ما أحمد البرم
والبرم: هو الذي يتجنب الناس في الأكل والشراب لبخله.
ومعنى البيت: أنه لم يخالط أحدا بعد فراقه هؤلاء الأحباب من قومه، فيذكر قومه لهم - إلا أثنوا عليهم، وبالغوا في مدحهم، فيزيده ذلك تعلقا بأهله حين يعرف أنهم أفضل الناس.
وقد روي الشاهد برواية أخرى وهي:
لم ألق بعدهم حيّا فأخبرهم
…
إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم
ومعناه: ما عرفت جماعة فانكشف لي سوء أخلاقهم إلا ازددت تعلقا بقومي لحبهم مكارم الأخلاق.
والشاهد في البيت والتعليق عليه واضح من الشرح.
والبيت في معجم الشواهد (ص 346)، وهو في شرح التسهيل (1/ 156)، وفي التذييل والتكميل (2/ 248).
(2)
شرح التسهيل (1/ 156).
(3)
التذييل والتكميل (1/ 508، 509).