الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حكم سنين وبابه]
قال ابن مالك: (وشاع هذا الاستعمال فيما لم يكسّر من المعوّض من لامه هاء التّأنيث بسلامة فاء المكسورها وبكسر المفتوحها وبالوجهين في المضمومها، وربّما نال هذا الاستعمال ما كسّر ونحو رقة وحرّة وأضاة وإوزّة).
ــ
نزل نقصها منزلة نقص لام سنة فاستويا في جمع التعويض (1).
ومنه عشرون وأخواته إلى تسعين: وشذوذها بيّن لأنها ليست بجموع [1/ 101] ولانتفاء شروط الجمعية منها. وقال بعضهم:
ثلاثون وأخواتها جموع على سبيل التعويض كما ذكر في أرض؛ لأن تاء التأنيث من مفرداتها سقطت حين عد بها المؤنث وكان من حقها ألا تسقط؛ فجمعت هذا الجمع تعويضا وعوملت العشرة بذلك وإن لم يكن في عشرين معنى الجمعية؛ لأن المثنى قد يعرب إعراب هذا الجمع. وغيرت عينها كما غيرت سين سنة وراء أرض.
قال المصنف: وهذا قول ضعيف لأن ذلك لو كان مقصودا لم يكن واحد من هذه الأسماء مخصوصا بمقدار؛ إذ لم يعهد ذلك في شيء من الجموع قياسية كانت أو شاذة (2).
قال ناظر الجيش: هذا الاستعمال إشارة إلى الرفع بالواو والنصب والجر بالياء وزيادة النون بعدهما. ومراده: أن
الاستعمال المذكور شاع أي كثر فيما حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث؛ لكن شرطه: ألا يكون كسر فنحو شفة وشاة لم يستعملا كذلك لأنهما قد كسرا على شفاه وشياه؛ فلأجل تكسيرهما لم يجمعا جمع سلامة لا بالألف والتاء ولا بالواو والنون.
أما ما لم يكسر نحو سنة وثبة فجعل لهما ولأمثالهما هذا الاستعمال عوضا فيقال: سنون وثبون وسيأتي أنهما يجمعان بالألف والتاء أيضا (3).
وخرج بذكر الهاء: بنت وأخت لأنهما وإن كانت اللام منهما محذوفة معوضا عنها فلا يجمعان هذا الجمع. -
(1) انظر: شرح التسهيل (1/ 82).
(2)
المرجع السابق.
(3)
قال ابن مالك: فصل: يجمع بالألف والتّاء قياسا ذو تاء التأنيث مطلقا
…
إلخ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأشار بكسر الفاء وفتحها وضمها إلى ما حكى ابن كيسان عن الكسائي: إن المعوّض من لامه هاء التأنيث إن كان مضموم الأول كقلة وثبة جاز في جمعه الضمّ والكسر وإن كان مفتوح الأول أو مكسورها كسنة ومائة لم يجز في جمعه إلا الكسر (1).
ثم أشار المصنف إلى أن هذا الاستعمال قد يجيء فيما كسر لكنه قليل، وذلك نحو برة فإنه يقال: برى وبرات وبرون (2)، وكذلك ظبة فإنه قيل في جمعها ظبى وظبات وظبون.
وذكر أنه يقال في نحو رقة، وأراد بذلك ما حذفت فاؤه وعوض عنها: رقون.
قال المصنف: «وهو قليل، والمحفوظ منه رقة ورقون ولدة ولدون وحشة وحشون. والرقة: الفضة، واللدة: القرب، والحشة: الأرض الموحشة» (3).
ومن الوارد على هذا الاستعمال على قلة: أضاة وإضون، وإوزة وإوزون، والأضاة: الغدير ويجمع على إضين بكسر الهمزة وحذف الألف:
قال الشاعر:
131 -
خلت إلّا أياصرا أو نؤيّا
…
محافرها كأسرية الإضين (4)
-
(1) انظر فيما حكاه ابن كيسان عن الكسائي: شرح التسهيل (1/ 83)، التذييل والتكميل (1/ 323) وفي علة تغيير حركة الفاء قيل: ليعلم بذلك أنه قد خرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون.
وفي جمع سنة على سنون جاء الكسر وهو أشهر والضم أيضا (اللسان مادة: سنو).
وأما الأمثلة لما ذكره من كلمات وما سيذكره ستأتي في هذا التحقيق.
(2)
ذكر ذلك كله ابن منظور في لسان العرب: (برى) وقال في معناه: البرة: الخلخال والبرة: الحلقة في أنف البعير. والظبة بعده: حد السيف أو السنان، قال في القاموس (مادة: ظبي) جمعه: أظب وظبات وظبون بالضم والكسر وظبا كهدى.
(3)
انظر: شرح التسهيل (1/ 84).
(4)
البيت من بحر الوافر ورد في معجم الشواهد (ص 410) ولم يذكر له إلا مرجعا واحدا، التصريح على التوضيح (2/ 310)، والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 84)، وفي التذييل والتكميل (1/ 327) وهو أيضا في أساس البلاغة (مادة: نأي)، وفي لسان العرب (مادة: أضا) وقد نسب فيهما إلى الطرماح بن حكيم، سبقت ترجمته. والشاعر في البيت يصف أطلالا.
اللغة: إلّا: أداة استثناء. أياصر: منصوب على الاستثناء وهو جمع أيصر بفتح أوله وثالثه ومعناه: حبل -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقد كسرت أضاة على آضاء.
وأما إوزون فقد تقدم قول الشاعر:
132 -
تلقى الإوزّون في أكناف دارتها
…
......
البيت (1) وقد جمعوا إحرة فقالوا: إحرّون وحرّون (2)[1/ 102].
قال الشيخ (3): «وقد طول النحاة في تعليل ما جمع هذا الجمع مما لم يستوف الشروط» وملخص ما حوموا عليه: أن العرب لم يجمعوا هذا الجمع إلا عوضا من شيء نقص حقيقة كالذي حذف لامه أو فاؤه أو ما كان يجب له من كونه مؤنثا بالتاء أو نقص توهما كإوزة وإحرة فكأنهما نقصا بالإدغام (4).
- صغير يشد به أسفل الخباء كالإصار (القاموس أصر) نؤي: بضم أوله وكسر ثانيه جمع نؤي بنون مضمومة وهمزة ساكنة بعدها وأصل الجمع على وزن فعول عمل فيه ما يعمل في عسى ونحوه.
محافرها: جمع محفر وهو الحفرة. أسرية: جمع سري كغني وهو نهر صغير يجري إلى النخل.
الإضين: جمع أضاة وهو الغدير.
وشاهده واضح من الشرح. ونون الإضين إن كسرت فالإعراب عليها وإن فتحت فالإعراب بالياء.
(1)
البيت من بحر البسيط وهو للنابغة الذبياني وقد سبق الحديث عنه والشاهد فيه بالتفصيل في هذا التحقيق .. وأما شاهده هنا: فهو جمع إوزة على إوزون كما ذكره الشارح.
(2)
انظر الحديث عن إحرة ومعناها وكيفية جمعها في التعليق على هذا الشرح الذي سبق ذكره.
(3)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 328 - 329).
(4)
بقي بعد ذلك التمثيل من كلام العرب لبعض هذه الكلمات وقد تركها الشارح اختصارا؛ فمن أمثلة ثبة وهو مضموم الفاء محذوف اللام وجمعه على ثبين بالكسر أو الضم قول الشاعر (من الرجز):
والخيل تعدو عصبا ثبينا
ومثال ظبة وهو كثبة وجمعه على ظبين قول الشاعر (من المتقارب):
تعاور أيمانهم بينهم
…
كئوس المنايا بحدّ الظبينا
ومثال برة قول الشاعر (من الطويل):
كأنّ البرين والدّماليج علّقت
…
على عشر أو خروع لم يخضّد
ومثال إحرة وجمعه على إحرين قول الشاعر (من الرجز):
لا خمس إلا جندل الإحرين
…
والخمس قد أجشمتك الأمرّين
ومن ذلك جمع مائة على مئين في قول الشاعر (من الطويل):
ثلاث مئين للملوك وفى بها
…
ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
وجمع رئة على رئين في قوله (من الطويل): -