الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[شروط جمع المذكر السالم]
قال ابن مالك: (وتصحيح المذكّر مشروط بالخلوّ من تاء التّأنيث المغايرة لما في نحو عدة وثبة علمين، ومن إعراب بحرفين، ومن تركيب إسناد أو مزج، وبكونه لمن يعقل أو مشبّه به علما أو مصغّرا أو صفة تقبل تاء التّأنيث إن قصد معناه خلافا للكوفيين في الأول والآخر).
قال ناظر الجيش: لا يجمع الاسم بالواو والنون إلا بشروط. واشتمل كلامه على أنها في الاسم غير الصفة ستة:
وهي تذكير المسمى، والخلو من تاء التأنيث، ومن إعراب بحرفين، ومن تركيب إسناد أو مزج، وكونه لعاقل، ثم السادس أحد أمور ثلاثة: إما كونه علما أو مصغرا أو صفة.
وإذا كان صفة اشترط سابع:
وهو أن تقبل الصفة تاء التأنيث.
واعلم أن المصنف اقتصر هنا على ذكر شروط ما يجمع جمع التصحيح بالواو والنون، وبعض ما ذكره مشروط فيما جمع غير هذا الجمع أيضا.
ومفهوم كلامه: اختصاص الأمور المذكورة بالجمع المذكور، وليس ذلك إلا أن يقال مجموعها هو المختص لا كل منها.
ونحن نذكر الشروط مستوفاة بالنسبة إلى ما يثنى وما يجمع مطلقا، ثم نذكر ما يختص به المصحح بالواو والنون من زيادة الشروط، ثم نرجع إلى شرح لفظ الكتاب فنقول: الاسم لا يثنى ولا يجمع إلا بشروط ستة:
الأول: أن يكون الاسم مفردا أي غير مركب ولا مشبه بالمركب؛ فلا يثنى نحو: تأبط شرّا لتركيب الإسناد، ولا نحو سيبويه ومعدي كرب لتركيب المزج، ولا نحو بزيد ولعمرو، ولا نحو: وعمرو، ولا نحو إنما، ولا كأنما إذا سميت
بشيء منها لشبهه بالمركب.
الثاني: أن يكون معربا وأما اللذان وذان فإنهما جاءا على طريقة التثنية وليسا بمثنيين.
الثالث: ألا يكون معربا بحرفين نحو: زيدين وزيدين واثنين وعشرين إذا سميت بها. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الرابع: أن يكون منكرا فلا تثنى المعرفة ولا تجمع. وقد تقدم الجواب عن ذين واللذين.
الخامس: اتفاق الاسمين أو الأسماء [1/ 96] في اللفظ.
السادس: الاتفاق في المعنى. فهذه الأمور لا بد منها في التثنية وكذا في الجمع مكسرا كان أو مصححا.
ثم المصحح إن كان بالألف والتاء فسيأتي الكلام على ما يطرد منه وما لا يطرد عند ذكر شروطه في الفصل الذي تقدمت الإشارة إليه إلى أنه سيذكر (1).
وإن كان بالواو والنون فيشترط في مفرده أمور زائدة على ذلك، وهي أربعة في الاسم غير الصفة وخمس في الصفة:
الأول: أن يكون مسماه مذكرا فلا يجمع نحو زينب وهند لامرأتين.
الثاني: أن يكون خاليا من تاء التأنيث فلا يجمع نحو طلحة وحمزة.
الثالث: أن يكون لعاقل فلا يجمع نحو لاحق اسم لفرس، ولا نحو سابق صفة له.
الرابع: أحد أمور ثلاثة: إما كونه علما كزيد أو مصغرا كرجيل أو صفة كمسلم؛ فلا يجمع نحو رجل لعروه عن العلمية والتصغير والوصف. لكنه إذا كان صفة اشترط أمر خامس: وهو: ألا يمتنع جمع مؤنثه بالألف والتاء، فلا يجمع بالواو والنون نحو أحمر وصبور وسكران، بخلاف نحو الأفضل فإنه يقال فيه الأفضلون.
وذكر ابن الضائع: أن نحو أحمر وصبور وسكران إذا صغّر يجوز جمعه بالواو والنّون قياسا فيقال: رجال أحيمرون وصبيّرون وسكيرانون، وإن كانت هذه الأسماء لا يجوز جمعها مكبّرة.
وذكر أن مؤنثاتها تجمع بالألف والتّاء قياسا أيضا إذا كانت مصغّرة. فيقال:
نساء صبيّرات وإن لم يجز صبورات وسكيرات وإن لم يجز سكرات وحميراوات وإن لم يجز حمراوات (2). -
(1) انظر: تعريف جمع المؤنث السالم الذي سبق ذكره قريبا جدّا في هذا التحقيق.
(2)
انظر شرح الجمل لابن الضائع مخطوط رقم 20 بدار الكتب المصرية قسم النحو، قال في باب -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وإذا كان المؤنث يجمع بالألف والتاء فنحو أحيمر وصبير داخل في الضابط الذي ذكروه.
أما ألفاظ الكتاب:
فقوله: وتصحيح المذكّر أفاد أن الكلام فيه لا في المؤنث فاستغنى عن إيراد التذكير شرطا.
والمراد بالمذكر هنا المسمى لا اللفظ؛ لأن تذكير اللفظ ليس شرطا في صحة هذا الجمع، ولهذا لو سمي رجل بزينب أو سعدى أو أسماء لجاز بإجماع أن يقال فيه:
زينبون وسعدون وأسماوون.
ولو سميت امرأة بزيد مثلا امتنع فيه الجمع لتأنيث مسماه، وإن كان لفظه مذكرا.
وقوله: بالخلو من تاء التّأنيث إشارة إلى أحد الشروط فما فيه التاء لا يجمع هذا الجمع علما كان كطلحة أو غير علم كهمزة.
قال المصنف: «ولأجل الحاجة في النّوعين إلى الخلوّ من التّاء قدّم على سائر الشّروط» (1).
وعبر بتاء التأنيث دون هائه ليدخل في ذلك نحو أخت ومسلمات (2) علمي رجلين؛ فإنه لا يجمع هذا الجمع كما لا يجمع نحو طلحة وهمزة.
ونبه بقوله: المغايرة لما في نحو عدة وثبة علمين على أن ما صار علما من الثلاثي المعوض من لامه أو فائه هاء التأنيث فإنه يجمع بالواو والنون، وإن كان يجمع بالألف والتاء ما لم يكسر قبل العلمية كشفة فيلزم تكسيره بعد التسمية أو يعتل ثانيه -
- التثنية والجمع (جـ 1 ورقة 147 أ):
ثم قال في باب التصغير من الشرح المذكور: (جـ 2 ورقة 98 أ): «إن كان الواحد يجوز أن يجمع جمع سلامة من غير تصغير لم يلزم تصغيره
…
وإن كان لا يجوز جمعه جمع السّلامة لزم تصغيره؛ لأنّ كلّ اسم مصغّر فإنّه يجوز جمعه جمع السّلامة».
(1)
انظر: شرح التسهيل (1/ 77). والمراد بالنوعين: العلم كطلحة وغيره كهمزة.
(2)
في النسخ: ومسلمان وليس بالمقصود وما أثبتناه من شرح التسهيل لابن مالك (1/ 77).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كشية [1/ 97] فيلزم جمعه بالألف والتاء أيضا (1) فيقال فيمن اسمه عدة وثبة:
جاء عدون وثبون ورأيت عدين وثبين، ذكر ذلك ابن السراج في الأصول (2).
قال المصنف: «وهو مأخوذ من كلام سيبويه رحمه الله تعالى» (3).
وأجاز سيبويه - رحمه الله تعالى - في ربت مسمى به رجل مخففة أن يقال فيها: ربون وربات (4). وقد استشكل ذلك من حيث أن التاء ليست عوضا من فاء ولا لام.
وأما قوله: ومن إعراب بحرفين ومن تركيب إسناد أو مزج فقد علم أن ذلك شرط التثنية والجمع مطلقا لا بقيد كونه بالواو والنون وقد قال المصنف هنا بعد تمثيله بزيدين وزيدين واثنين وعشرين وبتأبّط شرّا وسيبويه: «إنّ هذه الأنواع لا تثنّى ولا تجمع، فإن احتيج إلى تثنية شيء منها أضيف إليه ذو. وإن احتيج إلى جمعه أضيف إليه ذوو» .
وبعض النحويين يعامل الممزوج في التثنية والجمع على حدها معاملته في النسب، فيحذف العجز ويولي آخر الصدر العلامة فيقول:
جاء السّيبان والسّيبون، ومررت بالسّيبين والسّيبين ومنهم من ألحق العلامة الاسم بكماله فيقول: سيبويهان وسيبويهون (5). -
(1) ومعناه: أن شرطي جمع المعوض من لامه أو فائه جمع مذكر سالم: ألا يكسر قبل العلمية، وألا يكون ثانيه معتلّا.
(2)
انظر: الأصول في النحو لابن السراج، تحقيق: عبد الحسين الفتلي (2/ 444).
(3)
انظر: شرح التسهيل (1/ 77) وانظر كتاب سيبويه (3/ 399) يقول سيبويه: «ولو سمّيت رجلا أو امرأة بسنة لكنت بالخيار إن شئت قلت سنوات وإن شئت قلت سنون لا تعدو جمعهم إياها قبل ذلك
…
ولو سميته ثبة لم تجاوز أيضا جمعهم إيّاها قبل ذلك ثبات وثبون. ولو سميته بشية أو ظبة لم تجاوز شيات وظبات لأنّ هذا الاسم لم يجمعه العرب إلا هكذا».
(4)
انظر: نصه في كتاب سيبويه (3/ 401).
(5)
قال المبرد في المقتضب (4/ 31): «وأما قولهم عمرويه وما كان مثله فهو بمنزلة خمسة عشر في البناء إلا أن آخره مكسور وسبب كسره؛ لأنه أعجمي فحطّ عن العربي» ثم قال: «وتثني وتجمع فتقول فيه اسم رجل: عمرويهان وعمرويهون؛ لأن الهاء ليست للتأنيث ولو كان كذلك لكانت في الأصل تاء» . -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وأما قوله: وبكونه لمن يعقل فقد قال المصنف (1): «لا حاجة إلى تنكّب التعبير بمن يعقل واستبداله بمن يعلم كما نص قوم، لأن باعثهم على ذلك قصد دخول أسماء الله تعالى فيما يجمع هذا الجمع، والعلم مما يخبر به عن الله
تعالى دون العقل. وباعثهم على ذلك غير مأخوذ به إلا فيما سمع نحو: وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (2)؛ فليس لغير الله تعالى أن يجمع اسما من أسمائه. فقادرون ونحوه من المعبر به عن الله تعالى مقصور على السماع، فإذا لم يدع داع إلى تنكب لفظ العقل فذكره أولى من لفظ العلم (3) لأنه أدلّ على المقصود».
وأما قوله: أو مشبّه به فأشار بذلك إلى نحو: رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (4)؛ لأن المراد به ما لا يعقل إلا أنه بنسبة السجود إليه أشبه ما يعقل فعومل معاملته في الجمع والإضمار.
وهذا مطرد فيما جرى هذا المجرى مما لا يعقل (5).
ومنه قول الشاعر يصف قوسا ونبلا:
127 -
فحالفني دون الأخلّاء نبعة
…
ترنّ إذا ما حرّكت وتزمجر
لها فتية ماضون حيث رمت بهم
…
شرابهمو قان من الدّم أحمر (6)
-
- وقال السيوطي في الهمع (1/ 42): «جوّز الكوفيون تثنية نحو بعلبكّ وجمعه واختاره ابن هشام الخضراوي وأبو الحسن بن الربيع وبعضهم بتثنية ما ختم بويه وجمعه وهو اختياري. وذهب بعضهم إلى أنه يحذف عجزه فيقال: سيبان وسيبون» .
(1)
انظر: شرح التسهيل (1/ 78).
(2)
سورة المؤمنون: 18.
(3)
في النسخة (جـ): فذكره أولى من ذكر العلم.
(4)
سورة يوسف: 4.
(5)
قال الزمخشري في هذه الآية: رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ: «فإن قلت فلم أجريت مجرى العقلاء؟
قلت: لأنّه لما وصفها بما هو للعقلاء وهو السجود أجرى عليها حكمهم كأنها عاقلة وهذا كثير شائع وفي كلامهم أن يلابس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكما من أحكامه إظهارا لأثر الملابسة».
تفسير الكشاف (2/ 303).
(6)
البيتان من بحر الطويل وهما في الفخر ولم أقف على قائلهما، وقد وردا في شروح التسهيل لابن مالك (1/ 78) ولأبي حيان (1/ 307) وللمرادي (1/ 79). وليسا في معجم الشواهد.
اللغة: النبع: شجر قوي تتخذ منه القسيّ ومن أغصانه السهام، الواحد نبعة. الفتية: السهام، قان:
بمعنى أحمر. -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومن المشبه بما يعقل: الدواهي والعجائب والأشياء المستعظمة نحو: أصابهم الأمرّون والفتكرون والبرحون (1)، وعمل بهم العملّين أي الأعمال العجيبة التي كأنها تعلم غاية ما أريد منها، وقالوا للمطر الذي يعظم شأنه ويعم نفعه: وابلون.
وقوله: علما واضح فنحو رجل وفتى لا يجمع بالواو والنون وإن اجتمعت الشروط لخلوه من العلمية.
ونقل الشيخ على المازني: «أنّه يمنع جمع العلم المعدول كعمر وتثنيته، فلا يجمع جمع سلامة ولا جمع تكسير وإنه إذا قصد الجمع أو التثنية يقال:
جاءني رجلان كلاهما عمر ورجال كلهم عمر» (2).
وأما قولهم في الحكاية: أيّون. وإنه ليس بعلم فقيل: إنه من باب حرّون فجمع بالواو والنون عوضا عن [1/ 98] النقص المتوهم بالإدغام (3).
قال الشيخ أيضا (4): «أما لو صغّر نحو غلام وفتى لقيل غليّمون وفتيّون وكذا سكران وأحمر إذا صغّرا قيل فيهما: سكيرانون وأحيمرون» . -
- وهو يصف تفرق الإخوان عنه وبقاء سيفه الماضي معه وسهمه الباتر.
ويستشهد بهما على وصف ما لا يعقل بوصف العاقل في قوله: لها فتية ماضون.
(1)
انظر: مجمع الأمثال (3/ 113) ونصه فيه: لقيت منه الأقورين والفتكرين والبرحين والأمرّون:
بفتح الميم وتشديد الراء مضمومة أي الشر والأمر العظيم، والفتكرون: بكسر الفاء وسكون التاء وفتح الكاف ومعناه الداهية والأمر العجيب. والبرحون بضم الباء وفتح الراء بمعنى ما سبق.
والأقورين في المثل بمعناه أيضا. وقوله: عمل بهم العملّين: هو بكسر العين والميم وتشديد اللام ومعناه:
بالغ في أذاهم (انظر القاموس المحيط مواد الكلمات السابقة) وفيها ضوابط أخرى غير ما ذكر.
(2)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 309) قال أبو حيان بعده: ولا أعلم أحدا منع من تثنيته ولا جمعه؛ بل يجوز أن تقول: عمران وعمرون. وقالت العرب: سنوا بنا سنّة العمرين
…
وإذا كان يثنّى على سبيل التّغليب فلأن يثنّى مع اتفاق اللّفظ والمعنى أولى وأحرى.
(3)
الحرّون: بفتح الحاء وتشديد الراء جمع حرة ولها معان كثيرة. انظر القاموس المحيط: مادة حرر (2/ 7) منها الكلمة الكبيرة والعذاب الموجع وموضع وقعة حنين ويروى بالهمزة «أحرّة» مفتوحة ومكسورة.
وفي كتاب سيبويه: (3/ 599): «وزعم يونس أنهم يقولون حرّة وحرّون يشبّهونها بقولهم: أرض وأرضون» وفيه (3/ 600): «وزعم يونس أنهم يقولون أيضا: حرّة وإحرون يعنون الحرار كأنه جمع إحرة ولكن لا يتكلم بها» .
(4)
انظر: التذييل والتكميل (1/ 309) وهو منقول بالمعنى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أما في الأسماء فلأن التصغير وصف في المعنى، وأما في الأوصاف التي كان يمتنع جمع مكبرها فلتعذر تكسيرها؛ لأن التكسير يؤدي إلى حذف ياء التصغير فيذهب المعنى الذي جيء بها لأجله. وقد يجعل هذا علة لنحو رجل أيضا فتكون العلة في الأسماء والصفات واحدة.
ونبه الشيخ على أن الكلمة إذا كانت مبنية على التصغير جاز تكسيرها، نحو كميت وكعيت فيقال: كمت وكعتان، لأن المعنى الذي أوجب التصغير ملازم لهما بخلاف نحو رجيل وأحيمر؛ فإنك إذا قلت فيهما رجال وحمر، لم يدر هل هما جمع المكبر أو المصغر (1).
وأما قوله: أو صفة تقبل تاء التّأنيث فنبه به على أن الصفة إذا لم تقبل التاء لم يلحق بها هذا الجمع كأحمر وسكران في لغة غير بني أسد (2)، وكصبور وقتيل؛ ويرد على هذه العبارة أفعل التفضيل؛ فإنه لا يقبل تاء التأنيث ويجوز جمعه كالأفضلين.
والعبارة الجيدة ما قاله الجزولي (3): «وهو ألا يمتنع جمع مؤنّث ذلك الاسم بالألف والتّاء» فلا يرد أفعل التفضيل، وتشمل هذه العبارة الأقسام كلها.
وأما قوله: إن قصد معناه فلا أدري مما احترز به، إلا أن الشيخ أورد على المصنف نحو خصيّ وهو ما كان من الأوصاف مختص المعنى بالمذكر؛ فإنه يجمع هذا -
(1) انظر: التذييل والتكميل (1/ 309). والكميت كزبير من لون الكمتة وهو الذي خالط حمرته سواد.
والكعيت: قال في اللسان (مادة كعت): إنه البلبل مبني على التصغير كما ترى والجمع كعتان
…
إلخ.
وفي نسخ المخطوطة: كتيع وهو خطأ. وانظر في جمع كميت وكعيت، كتاب سيبويه:(1/ 477).
(2)
انظر: شرح التسهيل (1/ 79).
ومعناه أن لغة بني أسد لا تمنع التاء وصفا للمؤنث في سكران؛ وعليه لا مانع من جمعه جمع مذكر سالم.
(3)
هو أبو موسى عيسى بن عبد العزيز سبقت ترجمته، وانظر ما نقله عنه الشارح في كتابه القانون المسمى بالمقدمة الجزولية في النحو (ص 22). يقول فيه: «المجموع جمع السّلامة من المذكّر إمّا أن يكون جامدا أو صفة؛ فإن كان جامدا اشترط فيه أربعة شروط: الذّكوريّة
والعلميّة والعقل وخلوّه من هاء التّأنيث. وإن كان صفة اشترط فيه ثلاثة شروط: الذّكوريّة والعقل وألّا يمتنع مؤنّثه من الجمع بالألف والتّاء».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الجمع وهو لا يقبل التاء (1). فيمكن الجواب عن هذا الإيراد بأن يقال: خصيّ يقبل تاء التأنيث عند قصد معنى التأنيب فلو قصد لقبل. فاللفظ صالح للقبول عند الإرادة؛ لكن لا يراد ذلك لانتفاء المقتضي لإرادته في المؤنث.
وقوله: خلافا للكوفيين في الأوّل والآخر أي في الشرط الأول وهو الخلو من تاء التأنيث وفي الشرط الآخر وهو قبول تاء التأنيث. فأجازوا أن يقال في هبيرة:
الهبيرون، وفي أحمر أحمرون. والبصريون لا يجيزون ذلك (2) فإن سمع منه شيء عدوه نادرا كقول العرب: علانون في جمع علانية وهو الرجل المشهور.
وقولهم: رجال ربعون في جمع ربعة وهو المعتدل القامة.
وكذا قول الشاعر:
128 -
منّا الّذي هو ما إن طرّ شاربه
…
والعانسون ومنّا المرد والشّيب (3)
فجمع عانسا وهو لا يقبل التاء. -
(1) انظر: التذييل والتكميل (1/ 310).
وقوله خصيّ على فعيل ويجوز فيه مخصيّ أيضا على مفعول. انظر القاموس المحيط (مادة: خصا).
(2)
انظر في المسألة الأولى الإنصاف (1/ 40)، والهمع (1/ 45).
قال ابن الأنباري: «ذهب الكوفيون إلى أن الاسم الذي آخره تاء التأنيث إذا سميت به رجلا يجوز أن يجمع بالواو والنون وذلك نحو طلحة وطلحون .. وذهب البصريون إلى أن ذلك لا يجوز، أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه يجوز جمعه بالواو والنون؛ وذلك لأنه في التقدير جمع طلح
…
إلخ.
أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: الدليل على امتناع جواز هذا الجمع بالواو والنون؛ وذلك لأن في الواحد علامة التأنيث والواو والنون علامة التذكير
…
إلخ. وانظر في المسألة الثانية التذييل والتكميل (1/ 292) والهمع (1/ 45) وهي بنص شارحنا.
(3)
البيت من بحر البسيط قاله قيس بن رفاعة وهو شاعر جاهلي كان معاصرا للنعمان بن المنذر اللخمي والحارث بن أبي شمر الغساني وكان يفد عليهما.
اللغة: طرّ: نبت وطلع. العانسون: جمع عانس وهي الجارية يطول مكثها في أهلها حتى تخرج من عداد الأبكار ولم تتزوج ويقال فيها عنست
وأعنست والرجل عانس أيضا (القاموس: عنس).
المرد: جمع أمرد وهو الشاب يبلغ خروج لحيته ولا تخرج. الشيب: جمع أشيب وهو المبيض الرأس؛ وأصله في الجمع فعل بالضم وكسرت فاؤه لتسلم عينه.
والشاعر: يفتخر بوجود أصناف الناس في قبيلته. وشاهده واضح من الشرح.
والبيت في التذييل والتكميل (1/ 314). وفي معجم الشواهد (ص 47).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقول الآخر:
129 -
فما وجدت نساء بني نزار
…
حلائل أسودين وأحمرينا (1)
وأسود وأحمر لا يقبلان التاء أيضا.
قيل: وإنما لم يجمع ما فيه التاء بالواو والنون لما يؤدي إليه الحال: أما من أثبت التاء فيلزم الجمع بين علامتين متضادتين وهما التاء الدالة على التأنيث والواو الدالة على التذكير؛ وأما من حذفها فيلزم حصول الإخلال من جهة أنها حرف معنى وقد صارت بالعلمية لازمة للكلمة.
فأما ورقاوون فالواو فيه ليست بعلامة تأنيث؛ إنما هي بدل من الهمزة المبدلة من ألف التأنيث.
وإنما اشترط قبول التاء في جمع الصفة لأنهم قالوا: إنما جمعت الصفة بشروطها المذكورة دون الاسم [1/ 99] الجامد لشبه الصفة بالفعل من جهة أن الصفة فيها معنى الفعل؛ وإذا كانت للمذكر لم تلحقها التاء، وإذا كانت للمؤنث لحقتها كما أن الفعل كذلك.
فلما كانت الصفة التي للمذكر والمؤنث بغير تاء لا تشبه الفعل لم تجمع إذا كانت لمذكر بالواو والنون.
فأما جمعهم أفعل التفضيل مع أنه لا يشبه الفعل فيما ذكر فعللوه بأن هذه الصفة لا يجوز تنكيرها إلا في ضرورة، فلما لزمت التعريف وهو فرع أشبهت لذلك -
(1) البيت من بحر الوافر من قصيدة لحكيم الأعور أحد شعراء الشام يهجو فيها الكميت بن زيد، وكان قد هرب في ثياب امرأته من حبس خالد القسري له بأمر هشام بن عبد الملك لما كان يهجو بني أمية.
انظر خبر ذلك في خزانة الأدب في الشاهد رقم: 24 (1/ 178).
اللغة: نزار: هو نزار بن معد بن عدنان والد مضر، الحلائل: جمع حليل وهو الزوج وتسمى الزوجة حليلة وسميا بذلك لأن كلّا منهما يحل
للآخر. أسودين وأحمرين: جمع أسود وأحمر أي لما فر الكميت لابسا ثيابا سودا وحمرا كشأن النساء.
وهو موضع الشاهد حيث جمعه جمع مذكر سالم وهو لا يجمع لأن مذكره أفعل ومؤنثه فعلاء؛ وهذا الجمع خاص بما في مؤنثه التاء وأجازه الكوفيون.
وانظر مراجع البيت في معجم الشواهد (ص 386)، وهو في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 85) ولأبي حيان (1/ 394).
قال ابن مالك: (وكون العقل لبعض مثنّى أو مجموع كاف، وكذا التّذكير مع اتّحاد المادّة؛ وشذّ ضبعان في ضبع وضبعان).
ــ
الفعل؛ لأن الفعل فرع على الاسم فلما أشبهته في الفرعية جمعت بالواو والنون.
قالوا: ولهذه العلة نفسها جمع الاسم الجامد إذا كان علما دون النكرة لأن التعريف فرع والتنكير أصل. ولا يخفى ضعف ما ذكروه من العلل.
قال ناظر الجيش: قال المصنف: «إذا قصدت تثنية أو جمعا فيما لم يعمّه العقل غلب ذو العقل وجعل ثبوته له مغنيا عن ثبوته لما زاد عليه فتقول في رجل سابق وفرسين سابقين: سابقون، وكذا يفعل في تثنية أو جمع فيما لم يعمه التذكير مع اتحاد المادة فيقال في امرئ وامرأة: امرآن، وفي مسلم ومسلمة وأحمر وحمراء وسكران وسكرى وابن وابنة وأخ وأخت، وفتى وفتاة: مسلمان وأحمران وسكرانان وابنان وأخوان وفتيان. ولا يقال في رجل وامرأة رجلان، ولا في ثور وبقرة ثوران، ولا في غلام وجارية غلامان. إلا في لغة من قال: رجلة وثورة وغلامة (1) - لأن المادة واحدة.
وأما من لم يقل إلا: رجل وامرأة وثور وبقرة وغلام وجارية فلا يقول رجلان ولا ثوران ولا غلامان إلا في: رجل ورجل وثور وثور وغلام وغلام ويفهم الكلام على الجمع من الكلام على التثنية». انتهى (2).
وفي كلامه مناقشتان: إحداهما قوله: وكون العقل لبعض مثنّى كاف.
ولا شك أن العقل ليس شرطا في التثنية فلا حاجة إلى ذكره بالنسبة إلى المثنى (3).
الثانية: قوله: وكذا التّذكير مع اتحاد المادة؛ إذ لا حاجة إلى التقييد باتحاد -
(1) في اللسان (رجل) يقول: والأنثى رجلة قال:
كلّ جار ظلّ مغتبطا
…
غير جيران بني جبلة
خرقوا جيب فتاتهم
…
لم يبالوا حرمة الرّجلة
قال: وفي الحديث: كانت عائشة رضي الله عنها رجلة الرّأي.
وفي مادة (علم) ذكر أن الأنثى يقال لها غلامة، وروى شعرا لذلك في وصف فرس:
ومركضة صريحيّ أبوها
…
يهان لها الغلامة والغلام
(2)
انظر: شرح التسهيل (1/ 80).
(3)
في هامش نسخة (ب) جاء: الشيخ لم يجعله شرطا. وأرى أن نقد شارحنا صحيح؛ فكلام الشيخ يشير إليه.