الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمات أخرى في الدلالة على هذا المعني مثل الفاحشة والبهتان والبغاء والسوء والسفاح والإفك.
قال: (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) .
وقال: (وَبكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً) .
وقال: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا) .
وقال: (مَا جَزَاءُ مَنْ أرَادَ بِأهْلِكَ سُوءاً) .
وقال. (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) .
وقال: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) .
قارن بين كنايات النوعين - الحلال والحرام - تجد ما أطلقه القرآن على الحلال كلمات تبعث في النفس الرغبة والارتياح.
وما أطلقه على الحرام كلمات تثير فى النفس شعور النفرة والارتياع، ومتى بلغ أسلوب ما هذه المنزلة من التأثير القوى كان نموذجاً ناجحاً وأدباً رفيعاً. فما بالك بالقرآن وهو في أعلى درجات البلاغة والقوة.
*
شُبه مردودة:
ولعل قائلاً يقول: إذ حالفكم التوفيق فيما ذكرتموه من نزاهة ألفاظ
القرآن وشرفها فيما سقتم من أمثلة. فماذا تقولون في ذكر القرآن " الفَرْج "
و" الفروج " مراداً بها مواضع يُكره ذكرها؟
وماذا تقولون في قوله تعالى: (. . . أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) ؟.
وللإجابة على هذه الشُبه نقول:
وردت كلمة " الفرج " في القرآن الكريم مراداً بها موضع العرض فى
المواضع الآتية: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) .
ومثل هذه جاء قول تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) .
وهاتان الآيتان في شأن مريم لإثبات العفة لها.
وصونها عن كل قبيح فهما إخبار عن أمر قد كان.
وقريب منه في الإخبار عما هو واقع قوله تعالى: (والَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظونَ) . . وقد وردت هذه الآية مرتين في القرآن الكرَيم.
ومثله قوله تعالى: (والحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالحَافِظاتِ) .
ووردت هذه الكلمة في سياق أمر تشريعي على طريقة الإنشاء لا الإخبار
عما وقع ولا عن ما هو واقع. وذلك في قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) .
كما وردت فيه مراداً بها غير هذا المعنى. قال تعالى: (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) .