الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقسام: الإيجاز - التشبيه - الاستعارة - التلاؤم - الفواصل - التجانس -
التصدير - التضمين - المبالغة - حسن البيان. .
وسيأتى رأيه مفصلاً.
* * *
*
ما هو مذهب الجاحظ في الإعجاز
؟
هل قال الجاحظ بالصرفة؟ حقيقة لا بدَّ من عرضها هي أن الجاحظ لم يذكر
رأيه صراحة في الإعجاز. وإنما يفهم رأيه فيه من ثنايا حديثه عن القرآن.
وقد جاء عنه: " وفي كتاب الله المنزل الذي يدلنا على أنه صدق نظمه
البديع الذي لا يقدر على مثله العباد ".
وإذا ضممنا إلى هذا القول ما كتبه الجاحظ عن القرآن - وتحليله لبعض
نصوصه - قوى الرأي لدينا بأن الجاحظ يقول بإعجاز القرآن من حيث نظمه
البديع.
* * *
*
نقد مذهب الصرفة:
لم تثبت لهذا الرأي حُجة، ولم يبق له دليل، منذ تعرض العلماء لنقده ورده
لضعف أدلته.
فهل استطاعوا جميعاً، أو استطاع واحد منهم أن يأتينا بمثال أو مثالين
أو أدنى من ذلك أو أكثر من شِعر العرب أو نثرهم.
مما أثبتت الرواية أنهم قالوه قبل سلب تلك العلوم، تتضح فيه الخصائص التي جاء بها الأسلوب القرآني.
فيكونا سواء في القوة والروعة.
لم يفعل أحد منهم ذلك، فظلت آراؤهم لا تتجاوز دائرة الظن والتخمين،
وهل كان القائلون بالصرفة أدرى من العرب أنفسهم الذين تحداهم القرآن أن يأتوا
بمثله فيثبتوا لهم ما يذعوه لأنفسهم. لو كان عندهم ذلك لجاءوا به ولوضعوه
فى حلبة المباراة ولقالوا لمحمد عليه السلام: هذا قولنا، قلناه قبل أن تعرف
القرآن. . وهو يساويه في البلاغة وقوة البيان، فما بالك تطلب جديداً وقد
سبقناك؟
إن القرآن يحكى عنهم أنهم لم يدعوا هذه الدعوى بل علقوا ذلك على أن
تريده مشيئتهم فيقولوه، لا أنهم قالوه فعلاً.
القرآن ينقل عنهم قولهم:
(قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا) .
وفي هذا يقول الباقلاني: " ولو كان مقدوراً للعباد، لكان قد اتفق إلى
وقت مبعثه من هذا القبيل ما كان يمكنهم أن يعارضوه به، وكانوا لا يفتقرون
إلى تكلف وضعه. وتعمل نظمه في الحال. فلما لم نرهم احتجوا عليه بكلام
سابق وخطبة متقدمة، ورسالة سالفة، ونظم بديع، ولا عارضوه، فقالوا: هذا أفصح مما جئت به وأغرب منه أو هو مثله. عُلِمَ أنه لم يكن إلى ذلك سبيل وأنه لم يوجد له نظير ".
وقد قارن العلماء بين قول العرب: " القتل أنفى للقتل " وقد كان قولهم
هذا مضرب الأمثال في البلاغة والفصاحة وحسن الدلالة، لما فيه من الإيجاز
وثراء المعنى، وبين قوله تعالى:(وَلكُم فِى القِصَاصِ حَيَاةٌ) وجاءت
نتيجة المقارنة تثبت التفوق للنص القرآني من عدة وجوه لا من وجه واحد.
* * *