الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
مجيئه على تفاعيل الشعر في الظاهر:
ومن ذلك: (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ) . .
فقد جاءت هذه الآية على نظام بحر الرمل وتفاعيلهَ: َ
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن. . . فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فإذا جاز لنا أن نُقطع الآية تقطيعاً عروضياً. وجدنا تفاعيلها على النحو
الآتى:
فعلاتن فاعلاتن. . . فعلاتن فاعلاتن
فهى - إذن - على غرار مجزوء الرمل، لحذف إحدى تفاعيله من كل شطر.
كما نرى أن التفعيلة الأولى حُذِفَ منها الحرف الثاني الساكن. ويسمى هذا
" خبناً "، ونلاحظ أن التفعيلة الأولى فيما أشبه الشطرين تساوتا في الحذف
الذي سُمِىَ خبناً في عُرف العروضيين أما التفعيلتان الباقيتان فقد سلمتا من
جميع ما أطلقوا عليه زحافا أو عِللا.
وبهذا قابلت " جفان ": " قدور " من حيث الوحدات الصوتية فيهما.
وقابلت " كالجواب ": " راسيات " فيها كذلك.
ومن ذلك أيضاً: (وَمَن تَزكى فَإنما يَتَزكى لنَفْسه) . .
فقد جاء على مجزوء الخفيف. وتفاعيله كاملاً: ً
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن. . . فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
أما مجزوؤه فيصبح:
فاعلاتن مستفع لن. . . فاعلاتن مستفع لن
هذا باعتبار سلامته من الزحافات والعلل، وتفاعيل الآية كالآتى:
فاعلاتن متفع لن. . . فعلاتن متفع لن
ومنه أيضاً قوله تعالى: (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)
فقد وزنوه على بحر الوافر. وتفاعيله:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن. . . مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
فقد تساوت فيه التفعليتان الثانية والثالثة في الجزء الأول مع نظيرتيهما فى
الجزء الثاني.
واختلفت الأولى في الجزء الأول مع الأولى في الجزء الثاني حيث جاءت
الثانية سليمة من الحذف والإسكان واعترى الأولى بعض ذلك.
كما وزنوا قوله سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) . ونسبوه إلى بحر المتقارب.
وقوله تعالى: (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لمَا تُوعَدُونَ)
وقالوا: إنه على غرار بحر السريع.
ومما أشبه الشعر أيضاً قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) .
وبدهى أن موافقة هذه الآيات لبعض أوزان الشعر لا تُسوَغَ إطلاق كلمة
الشعر عليه ولا المواضع التي جاء الشبه فيها. لأن الشعر لا بدَّ من قصد الوزن فيه والقافية والقرآن فوق ذلك.
* * *