الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويريد أستاذنا العمارى بذكره هذه الوقائع أن يدعم شكه الذي سبقت الإشارة إليه في نسبة هذا الرأي إلى النظام. وقد عزاه إلى عيسى بن صبيح الزدار شيخ الاعتزال في بغداد. والذي يلقب براهب المعتزلة.
وإلى الجعد بن درهم مؤدب مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين.
والجعد - هذا - كان معروفاً بالتطرف في الرأي.
وعلى هذا فليس النظام هو أول مَن قال بهذا الرأي.
وإنما نُسِبَ إليه المذهب وعُرِف به لأنه أكثر القول فيه.
* * *
*
رأى آخر للنظام:
وكما نُسِب القول بالصرفة إلى النظام. . فقد نُسِب إليه قول آخر هو أن القرآن معجز لا فيه من الإخبار بالأمور الماضية والآتية.
كما يذكر الدكتور العمارى حقيقة أخرى. هي: أن القائلين بالصرفة - سواء أكانوا معتزلة أم غير معتزلة - لم يحطوا من شأن بلاغة القرآن. وجمال
أسلوبه، لأن القول بالصرفة لا ينال من القول ببلاغة القرآن وعلو طبقته.
* * *
*
تعقيب:
لسنا في موضع دفاع عن المعتزلة والتظام. ومهما استند إليه الباحثون من
التشكيك في نسبة هذا القول إليهم. فإن المعتزلة قد عُرِفوا بالجرأة في مسائل
العقيدة والسياسة فلا يُستساغ: لا يُقبل أن يبرأ النظام وأشياعه عن ابتداع هذا القول في فهم الإعجاز.
وإن لم يكونوا هم القائلين به فمَن يكون مبتدعه إذن؟
ليكن عيسى بن صبيح المزدار، أو الجعد بن درهم، أو حتى الرواندى.
أوَ ليسوا هم معتزلين؟
وكيف يُستهان بشهادة الجاحظ؟ والدكتور العمارى نفسه قد ذكرها في كتابه.
والجاحظ ممن يعتد برأيه في هذا المجال؟
إن المسألة أخذت من الدكتور العمارى - فيما أرى - أكثر مما تستحق. .
* * *
" أشياع المذهب من غير الاعتزال:
راق القول بالصرفة كثيراً من غير المعتزلة. فأخذوا به واعتنقوه مذهباً فى
فهم الإعجاز.
من هؤلاء الجاحظ في أحد آرائه، والرماني صاحب النكت في إعجاز القرآن
وهما من المعتزلة.
ومنهم الشريف الرضى، وابن سنان الخفاجى، وهما من الشيعة.
وأبو إسحق الإسفرائينى من الأشاعرة.
والإمام محمد بن حزم من أهل الظاهر.
يقول ابن سنان الخفاجى: ". . وإذا عدنا إلى التحقيق. وجدنا وجه إعجاز
القرآن صرف العرب عن معارضته بأسلوبه بأن سلبوا العلوم التي كانوا يتمكنون بها من المعارضة في وقت مرامهم ذلك ".
ساق ابن سنان هذا الكلام، وهو بصدد الرد على الرماني وإنكاره ما ذهب
إليه من تقسيم التأليف إلى ثلاثة أقسام: