المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ عناصر القصة في سورة " البقرة - خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية - جـ ١

[عبد العظيم المطعني]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌تقديم

- ‌الباب الأولمدخل إلى البحث* وظيفة التعبير اللغوي وتطورها.* قيمة الوجوه البلاغية في جمال التعبير اللغوي

- ‌الفصل الأولوظيفة التعبير اللغوي وتطورها

- ‌‌‌ الآراء حول نشأة اللغة:

- ‌ الآراء حول نشأة اللغة:

- ‌ أنواع التعبير اللغوي:

- ‌ تطور التعبير اللغوي:

- ‌ اللغة - إذن - - ما هي

- ‌ عناصر اللغة:

- ‌ عناصر المعنى اللغوي:

- ‌ الجملة اللغوية:

- ‌ رأى عبد القاهر الجرجانى:

- ‌ رأي ابن خلدون:

- ‌ الفروق بين العلمي والأدبي:

- ‌ صلة التعبير اللغوي بالتفكير:

- ‌ مناقشة سريعة:

- ‌ صلة التعبير اللغوي بالذكاء:

- ‌ وظيفة اللغة - إذن - ما هي

- ‌الفصل الثانيقيمة الوجوه البلاغية في جمال التعبير اللغوي

- ‌ العصر الجاهلي:

- ‌ العصر الإسلامي:

- ‌ العصر الأموي:

- ‌ العصر العباسي:

- ‌ كتاب البديع وسبب تأليفه:

- ‌ محاسن الكلام:

- ‌ قدامة بن جعفر:

- ‌ ابن طباطبا:

- ‌ أبو هلال العسكرى:

- ‌ قيمة الكتاب:

- ‌ الطبع والصنعة:

- ‌ صلة البلاغة بقضايا النقد الكبرى:

- ‌ تقديم اللفظ على المعنى:

- ‌ قيمة هذا المذهب:

- ‌ نظرة عادلة:

- ‌ وقفة:

- ‌ قيمة مذهب عبد القاهر:

- ‌ الموازنة بين معنى ومعنى:

- ‌ القاضي الجرجاني:

- ‌ حصيلة هذه الجولات

- ‌ الألفاظ:

- ‌ المعاني:

- ‌ منارات على الطريق:

- ‌الباب الثانيخصائص التعبير في القرآن الكريم* الإعجاز العلمي والتشريعي.* الإعجاز البياني الأدبي.* خصائص يغلب عليها جانب الألفاظ.* خصائص يغلب عليها جانب المعنى

- ‌الفصل الأولالإعجاز العلمي والتشريعي

- ‌ رأى آخر للنظام:

- ‌ تعقيب:

- ‌ رأى متطرف:

- ‌ ابن حزم والصرفة:

- ‌ الرماني والقول بالصرفة:

- ‌ ما هو مذهب الجاحظ في الإعجاز

- ‌ نقد مذهب الصرفة:

- ‌ مقارنة جديدة:

- ‌ وهم زائل:

- ‌ كيف تحدى القرآن العرب

- ‌ دليل آخر في إبطال القول بالصرفة:

- ‌ هل عورض القرآن

- ‌ التسليم بوجود المعارضة يخدم قضية الإعجاز:

- ‌ القيمة التاريخية لقصص القرآن:

- ‌ حكمة أُميًة النبي صلى الله عليه وسلم وقومه:

- ‌ قيمة هذه النظريات:

- ‌الفصل الثانيالإعجاز البياني الأدبى

- ‌ اضطراب الرماني في الرأي:

- ‌ نماذج من تحليلاته:

- ‌ وقفة مع الباقلاني:

- ‌ البديع والإعجاز عند الباقلاني:

- ‌ والخلاصة:

- ‌ الإعجاز كائن في النظم:

- ‌ استداراك منصف:

- ‌ والخلاصة:

- ‌ نماذج من تحليلاته البيانية:

- ‌ وجوه الإعجاز البياني عند الرافعي:

- ‌ إيضاح لازم:

- ‌ قيمة ما انتهى إليه الرافعي:

- ‌ ما يؤخذ عليه:

- ‌ دفاع عنه:

- ‌ خصائص أسلوب القرآن عند دراز:

- ‌ تعقيب:

- ‌ اجتهد فخالف نصاً

- ‌ ليس في الجديد جديد

- ‌ تنويه:

- ‌ آراء منثورة في الإعجاز القرآني:

- ‌ تعقيب ونقد:

- ‌ دور البلاغة في الأسلوب الجميل:

- ‌ رأي جامع:

- ‌الفصل الثالثخصائص يغلب عليها جانب الألفاظ

- ‌ نقد وتحليل:

- ‌ أرجح الآراء في هذا المجال:

- ‌ تمثيل وإيضاح:

- ‌ المجموعة الشرطية:

- ‌ خصائص المجموعة الشرطية:

- ‌ سر الحروف الساكنة:

- ‌ حقيقة كبرى:

- ‌ معان إضافية موحية:

- ‌ مطالع سور المجموعة الشرطية:

- ‌ سِرُّ " إذا

- ‌ إيثار غير " إذا

- ‌ ظاهرتان عامتان:

- ‌ آراء العلماء حول السجع في القرآن:

- ‌ دليل السجع من القرآن نفسه:

- ‌ رد هذا الدليل:

- ‌ وظيفة الفواصل اللفظية:

- ‌ وظيفة الفواصل المعنوية:

- ‌ اختلاف الفواصل لاختلاف المعاني:

- ‌ اختلاف الفواصل مع اتحاد المعنى:

- ‌ فواصل تحتاج إلى تأمل:

- ‌ دليل من الشعر العربي:

- ‌ أقسام الفواصل:

- ‌ بحث جديد في الفوصل القرآنية:

- ‌ فواصل الآي الطوال:

- ‌ فواصل الآي القصار:

- ‌ غرضان من سورة " الغاشية

- ‌ تحليل آية " التداين

- ‌ دليل يؤيد هذه الفكرة:

- ‌ روعة اللفظ القرآني في نفسه

- ‌ ألفاظ حسنت في القرآن وعيبت في غيره:

- ‌ سمات أخرى لحسن اللفظ في القرآن:

- ‌ سياسة لغوية:

- ‌ توجيه القرآن لانتقاء الألفاظ:

- ‌ ملحظ بياني دقيق:

- ‌ إيثار أحد اللفظين للمناسبة:

- ‌ كنايات القرآن عما يقبح التصريح به:

- ‌ شُبه مردودة:

- ‌ وجوه الرد:

- ‌ إصابة اللفظ القرآني:

- ‌ طريق الدلالة في اللفظ القرآني:

- ‌الظل

- ‌ الجرس:

- ‌ الظل والجرس:

- ‌ تناسب اللفظ القرآني مع معناه:

- ‌ الذم:

- ‌ إجمال:

- ‌ الترغيب:

- ‌ العتاب:

- ‌ عتاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ عتاب المؤمنين:

- ‌ التشريع:

- ‌ منهج الالتزام:

- ‌ وجه آخر لنظرية الالتزام:

- ‌ الأب ليس والداً

- ‌ ملحظان هامان:

- ‌ اعتراض مدفوع:

- ‌ والوالدة. . أب

- ‌ سر التغليب:

- ‌ النعمة ليست نعيماً:

- ‌ مغزى السؤال:

- ‌ والمرأة. . ليست زوجاً:

- ‌ استعمال كلمة " المرأة

- ‌ شُبهة وردها:

- ‌ استعمال كلمة " زوج

- ‌4 - النغم القرآني:

- ‌ فرق جديد بين القرآن وغيره:

- ‌ مجيئه على تفاعيل الشعر في الظاهر:

- ‌ النغم القرآني عند المحدَثين:

- ‌ مطاعنهم في القرآن. . مبعثها الإعجاب:

- ‌ لماذا سموه شِعرا:

- ‌ خاصتان بارزتان:

- ‌ النغم في الآيات القصار:

- ‌ مراحل إعداد الطعام:

- ‌ مشاهد مطوية:

- ‌ هندسة الجمل:

- ‌ ثلاث فواصل متحدة:

- ‌ مغزى الفاصلة معنوي أولاً:

- ‌ شمس الدين ابن الحنفى، والفواصل القرآنية:

- ‌ وقفة ناقدة:

- ‌ التكرار:

- ‌ وظيفة التكرار في القرآن:

- ‌ تكرار الكلمة مع أختها:

- ‌ تكرار الفاصلة:

- ‌ تكرار الفاصلة في " القمر

- ‌ تكرار آخر في " القمر

- ‌ التكرار في " الرحمن

- ‌ التكرار في " المرسلات

- ‌ سبب عام:

- ‌ التكرار في القصة:

- ‌ دواعي التكرار في القصة:

- ‌دراسة تحليلية لقصة آدم

- ‌ عناصر القصة في سورة " ص

- ‌ عناصر القصة في " طه

- ‌ عناصر القصة في " الإسراء

- ‌ عناصر القصة في " الحِجْر

- ‌ عناصر القصة في " الكهف

- ‌ عناصر القصة في سورة " البقرة

- ‌ ملاحظة جديرة بالتسجيل:

- ‌ ملاحظات:

- ‌ سكنى الجنة:

- ‌ وسوسة الشيطان لهما وما ترتب عليها:

- ‌ أمر الله لهم بالهبوط إلى الأرض:

- ‌ الجديد في القصة في العهد المدني:

- ‌ ملاحظة مهمة أخرى:

- ‌ الملامح الخاصة بكل مصدر من مصادر قصة آدم:

- ‌ لماذا اختلفت أساليب الحكاية والمحكي عنه واحد

- ‌ خلاصة:

- ‌الفصل الرابعخصائص يغلب عليها جانب المعنى

- ‌ لماذا كان المعنى في القرآن ثريا

- ‌ توارد المعاني على اللفظ الواحد:

- ‌ السوء:

- ‌ احتمال اللفظ لمعان متعددة:

- ‌ الجمل والفقرات:

- ‌ القراءات وتعدد المعنى:

- ‌ القيود وتعدد المعنى:

- ‌ سر هذه الظواهر:

- ‌ سؤال لا بدَّ منه:

- ‌ الباقلاني وبلاغة القرآن:

- ‌ الرافعي وبلاغة القرآن:

- ‌ نصح وعناد:

- ‌ طى اسم الرسول:

- ‌ جواب اليهود:

- ‌ دور الرد والمناقشة:

- ‌ إفحام الخصم:

- ‌ صناعة القرآن:

- ‌ هل في القرآن اقتضاب

- ‌ مبنى الشُّبهة:

- ‌ رد الشبهة:

- ‌ حسن التخلص في القرآن:

- ‌ قانون الربط بين الكلام:

- ‌ فيما بين الزركشي والباقلاني:

- ‌ رد جديد على الشُّبهة:

- ‌ الكوثر وجارتاها في المصحف:

- ‌ ملاحظتان مهمتان:

- ‌ سياسة حكيمة:

- ‌ الناس ثلاثة أنواع:

- ‌ المستحيل. . ممكن

- ‌ التسامح مع المخالفين:

- ‌ عودة للتشريع:

- ‌ لقطات مثيرة:

- ‌ نصيب العاطفة:

- ‌ إغراء:

- ‌ ترقيق العاطفة:

- ‌ الدعوة إلى الإصلاح:

- ‌ الجدل القرآني:

- ‌ قضية التوحيد

- ‌ عرض مقولة المشركين:

- ‌ موقف القرآن من هذه الشُّبهة:

- ‌ طريقان لدعوة الناس إلى الحق:

- ‌ استدراج يؤدى إلى العجز:

- ‌ نماذج أخرى فيها دلالة التوحيد:

- ‌ حوارٌ حيٌّ:

- ‌ منطق تصويري:

- ‌ الكون دلالة التوحيد الكبرى:

- ‌ ضعف الأصنام:

- ‌ نُذُر على ألسنة الرسل:

- ‌ إبراهيم يجادل قومه:

- ‌ و (هودٌ) يجادل قومه:

- ‌ نجاة وهلاك المخالفين:

- ‌ السخرية من الأصنام:

- ‌ منهج تربوي:

- ‌ عرض ونقد:

- ‌ هدفنا من النقد:

- ‌ قطب واحد:

- ‌ المشكلة الثانية - قضية البعث:

- ‌ رد شُبه الإنكار:

- ‌ سببان للإنكار:

- ‌ صحة البعث حقيقة:

- ‌ استدلال ممتع:

- ‌ دعوى مردودة:

- ‌ منزع الأدلة في المشكلتين:

- ‌ خصائص الجدل القرآني

- ‌ حقيقة مهمة:

- ‌ جرائم ثلاث:

- ‌ نقض ". . في القرآن:

- ‌ نتيجة:

- ‌ القطع والوصل:

- ‌ ضعف العقيدة:

- ‌ صورة أدبية موحية:

- ‌ إثارة الخيال:

- ‌ صورتان متماثلتان:

- ‌ مقومات الجمال في النص:

- ‌ مجازان تمثيليان:

- ‌ تحليل المجاز في (شَفَا حُفْرَةٍ) :

- ‌ موازنة بين الصور الثلاث:

- ‌ أثر هذه الفروق:

- ‌ ملاحظة أخرى في الموازنة:

- ‌ سر الاختلاف

- ‌ كواكب مضيئة:

- ‌الريح

- ‌ الليل والنهار والصبح:ولكنها في القرآن أنفس حية

- ‌ الأرض تهتز وتنشط:

- ‌ الدعاء له طول وعرض:

- ‌ الحيرة والقلق:

- ‌ لفتة خاطفة:

الفصل: ‌ عناصر القصة في سورة " البقرة

6 -

اعتذار إبليس وحُجته.

7 -

أمر الله إبليس بالخروج من الجنة وإحلال لعنة الله على إبليس.

8 -

طلب إبليس من الله أن يجعله من المنظرين إلى يوم البعث

9 -

استجابة الله له.

10 -

عناد إبليس وإعلانه تزيين المعاصي وإغواء الناس إلا المخلصين من

عباد الله.

11 -

إعلام الله إبليس بحصانة عباده المخلصين من إغوائه.

12 -

أن جهنم مصير مَن يتبع إبليس. وأن الله أعد لهم سبعة أبواب

يدخلون منها النار لكل باب منها فريق مقسوم.

*

*‌

‌ عناصر القصة في " الكهف

":

1 -

إخبار الله بأمره الملائكة بالسجود لآدم. وامتثالهم هذا الأمر.

2 -

مخالفة إبليس.

3 -

إنكار أن يتخذ الناس إبليس وذُريته أولياء من دون الله، وهو لهم

عدو.

4 -

مَن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله، فبئس البدل بدله.

وبسورة الكهف تنتهي مصادر القصة في العهد المكي. وتبدأ مرحلة جديدة

فى العهد المدني تتمثل في سورة البقرة.

*

*‌

‌ عناصر القصة في سورة " البقرة

":

1 -

إخبار الله الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة.

2 -

تعجب الملائكة من هذا الجعل، وسببان لهذا التعجب.

ص: 344

3 -

رد الله عليهم.

4 -

تعليم الله آدم الأسماء كلها.

5 -

عرضهم على الملائكة، ومطالبتهم بالإنباء بأسمائهم على سبيل الاختبار

المؤدي إلى العجز.

6 -

تنزيه الملائكة الله. وتفويضهم الأمر إليه.

7 -

أمر الله آدم أن يخبرهم بالأسماء. وامتثال آدم عليه السلام هذا

الأمر.

8 -

استئثار الله بغبب السموات والأرض. وعلمه بظواهر الأمور وبواطنها.

9 -

أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم وامتثالهم هذا الأمر.

10 -

مخالفة إبليس واستكباره وصيرورته من الكافرين.

11 -

أمر الله آدم أن يسكن هو وزوجه الجنة وأن يتمتعا بما فيها من أنعام.

12 -

تحريم الله عليهما قربان شجرة فيها عيَّنها لهما. فإن قرباها صارا

ظالمين.

13 -

إغواء الشيطان لهما. وأكلهما من الشجرة المحرمة. وإخراجه لهما

مما كانا فيه.

14 -

أمر الله لهم بالهبوط من الجنة إلى الأرض مع تحقق العداوة بينهم

واستقرارهم في الأرض واستمتاعهم فيها إلى حين.

15 -

تلقى آدم كلمات من ربه. وتوبة الله عليه.

16 -

تكرار الأمر بالهبوط وترقب هدى الله فمَن اتبع هدى الله آمن وسلم.

ومَن عصاه أدخله النار وأخلده فيها.

* *

ص: 345

وبعد هذا التحليل لعناصر القصة في مصادرها الأصلية ننظر فيها على الوجه

الآتى:

أولاً: المعاني المشتركة في جميع المصادر، مع التعرض لفروق

الصياغة ما أمكن.

ثانياً: المعاني المشتركة في مجموعة دون أخرى، مع التعرض لفروق

الصياغة كذلك.

ثالثاً: المعاني التي لم تتكرر قط.

1 -

المعاني المشتركة في جميع المصادر:

المتأمل في نصوص القصة في جميع مصادرها يدرك أن المعاني التي لم يخل

نص منها - بل هي مشتركة بينها كلها - هي المعاني الآتية:

أمر الله الملائكة بالسجود لآدم.

امتثال الملائكة هذا الأمر.

مخالفة إبليس أمر ربه

ففى " البقرة " جاء قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)

وفي " الأعراف " جاء قوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) .

وفي " الحجْر " جاء قوله: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) .

ص: 346

وفى " الإسراء " جاء قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) .

وفي " الكهف " جاء قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) .

وفي " طه " جاء قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) .

وفي سورة" ص "جاء قوله: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) .

فهذه المعاني الثلاثة وردت - كما ترى - في جميع المصادر لأنها العناصر

الكبرى التي تدور حولها أحداث القصة.

ونلحظ من النظر في النصوص أن سجود الملائكة قد عطف في جميع المواضع

على القول لهم بالسجود. قد عطف بالفاء. وهذا يفيد سرعة امتثال الملائكة

لأمر ربهم وأنهم لم يترددوا قيد أنملة.

أما مخالفة إبليس فقد صورت بصياغة مختلفة ففى " البقرة ":

(أبَى وَاسْتَكْبَرَ وكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ) .

وفي " الأعراف ": (لمْ يَكُن منَ السَّاجِدِينَ) .

ص: 347

وفى " الحِجْر ": (إلا إبْلِيسَ أبَى أن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) .

وفي " الإسراء ": (قَالَ أأسْجُدُ لِمَنْ خَلقْتَ طِيناً) .

وفى" الكهف ": (إلا إبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِن فَفَسَقَ عَنْ أمْرِ رَبِّهِ) .

وفي " طه ": (إلا إبْلِيسَ أبَى) .

وفي سورة " ص ": (إلا إبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ) .

والتفنن في العبارة قد أفاد إسناد أقبح أوصاف الذم للَّعين إبليس.

كما نجد فروقاً - كذلك - في التمهيد: ففى " البقرة " لم يتقدم عليها

تمهيد. أما في " الأعراف " فقد كان التمهيد صدر آية: (وَلقَدْ خَلقْنَاكُمْ ثُم

صَورناكُمْ (، ثم قال: (ثُمَّ قُلنَا لِلمَلائكَة اسْجُدُواْ لآدَمَ) .

والعطف بـ " ثم " المفيدة للترتيب مع التراخى يدلَ علَى أن في التَعبير تجوزاً.

إذ ليس المخلوق والمصور هم المخاطبنِ بل آدم عليه السلام ليصح الترتيب.

والمعنى: " خلقنا أباكم آدم طيناً غير مصوَّر ثم صورناه بعد ذلك ".

والمجاز فيها مرسل والعلاقة المصححة هي السببية. إذ وجود المخاطبين

مسبب على وجود المراد بالحديث وهو آدم.

كذلك مهَّد لها في " الحجْر " بالحديث عن خلق الجان والإنسان: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) .

ثم قال: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)

ص: 348

أما " الإسراء " فلم يأت فيها تمهيد مثل " البقرة ". وكذلك " الكهف ".

و" طه " تقدم القصة فيها تمهيد هو في الواقع إجمال بديع للقصة كلها.

ومدخل لسرد أحداثها بالغ الجودة: (وَلقَدْ عَهدنا إلى آدَمَ من قَبْلُ فَنَسِىَ

وَلمْ نَجدْ لهُ عَزْمًا) كان هذا هو مدخل القَصة في " طه ". كما سردت

بعده أحدَاثها سرداً محكماً.

وكذلك خلت سورة " ص " من التمهيد المباشر للقصة.

وبذلك تكون القصة قد مُهِّدَ لها في ثلاثة مواضع هي: الأعراف - الحِجْر - طه.

ولم يُمهد لها تمهيداً مباشراً في أربعة مواضع هي: البقرة - الإسراء -

الكهف - سورة " ص ".

وكذلك نجد فروقاً في الأمر بالسجود. فتارة يكون بصريح الأمر من الفعل

" سجد " نفسه وذلك في خمسة مواضع هي: البقرة - الأعراف - الإسراء - طه - الكهف.

أما في الحِجْر وسورة " ص " فلم يأت بالأمر الصريح من الفعل. بل تقدم

عليه " أمر " من فعل آخر " وقع " وجعل السجود حالاً. من فاعل ذلك

الفعل الذين هم الملائكة. ومن دقة النظم أن هذه العبارة جاءت في السورتين فى سياق حديث واحد: (فَإذَا سَويْتُهُ وَنَفَخْتُ فيه من رُوحي فَقَعُواْ لهُ

سَاجِدِينَ)

ولعل السر في هذا التصرف - (فَقَعُواْ لهُ سَاجدينَ) بدلاً من: (اسْجُدُواْ

لآدَمَ) - أن التفصيل في هاتين السورتين في هذاَ الموضوع بالذات حيث قال:

(فَإذا سَويْتُهُ وَنَفَخْتُ فيه من رُوحي) بعد قوله في الحِجْر: (إنًى خَالق

بَشَراً مًن صَلصَالِ مًنْ حًمَإٍ مَسْنُونٍ) وبعد قوله في سورة " ص ": (إنًى

خَالِق بَشَرًا مًن طِيَنٍ) أن هذا التفصيل فيه شرح أكثر لبيان قُدرة الله سبحانه

ص: 349