الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذا فإنه عمد إلى سورة كاملة هي سورة النمل، وحللها تحليلاً جميلاً رائعاً
ليكشف مواطن الجمال فيها.
* * *
*
البديع والإعجاز عند الباقلاني:
الباقلاني يرفض أن يكون " البديع " الذي ذكروه وسيلة من وسائل كشف
النقاب عن أسرار الإعجاز، وإن كان البديع فيه على أبهى صورة، وفي أجمل
موقع.
والأساس الذي بنى عليه المؤلف رأيه في البديع من حيث دلالته على وجوه
الإعجاز هو أن هذه الأمور تنقسم، فمنها ما يمكن الوقوف عليه، والتعمل له، ويُدرك بالتعلم فما كان كذلك فلا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن به، وأما ما لا سبيل إليه بالتعلم والتعمل من البلاغة.
فذلك هو الذي يدل على إعجازه.
وعلى هذا فإن بعض وجوه الإعجاز عنده يمكن أن تُفهم من جهة البلاغة. مثل الفواصل، والتصرف في الاستعارة البديعة، والإيجاز، والبسط، وما إلى
ذلك من مظاهر البلاغة.
*
والخلاصة:
أن ما كتبه الباقلاني - مهما أخذَ عليه - ثروة نقدية
عظيمة، ولفتات فنية رائعة. ولهذا فإن كتابه في الإعجَاز هو خير ما كُتِبَ
فى عصره في هذا الموضوع، ولم يُرَ حتى الآن ما يقاربه أو يساويه.
* * *
5 -
عبد القاهر الجرجانى:
فى مقدمة " الدلائل " يحدد عبد القاهر المراد بالنظم وهو أنه: تعليق الكلم
بعضها ببعض.
وهذا التعلق بين الكلم يعتمد على ثلاث حالات:
أولاً: تعلق اسم باسم (الجملة الاسمية) ليكون خبرا عنه أو حالاً.
أو تابعاً له (متعلقات الإسناد) .
ثانياً: اسم بفعل، ليكون فاعلاً له، أو مفعولاً مطلقاً أو فيه أو له أو معه.
ثالثاً: حرف بواحد منهما - أي الاسم والفعل - ويقع ذلك على وجوه
مختلفة.
ويرى أنه من الضرورى في معرفة الفصاحة أن نضع اليد على الخصائص التى
تعرض في نظم الكلام وأن الألفاظ لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة، ولا
من حيث هي كلم مفردة. وإنما تثبت لها المزية وخلافها من ملاءمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها أو ما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ.
فإدراك العلاقات بين الكلمة المفردة من حيث وضعها في جملة، وما ينشأ
عنها من معان أصلية أو ثانوية، ووضع المفردات في تظام معين حسب ترتيب
المعاني في النفس مع اختيار تلك المفردات ليلائم بعضها بعضاً، وتتناسب من
حيث هي نظم مع ما من أجله صيغ النظم.
كل ذلك جهات ضرورية يعلو بها الكلام ويتفاضل في الدلالة وحسن البيان.
وهذه المعاني إنما تأتى من مراعاة قوانين النحو، وتطبيقها عند وضع الكلمة
فى أسلوب. .
قال: " وليس النظم في مجمل الأمر إلا أن تضع كلامك الوضع
الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف مناهجه فلا تزيغ عنهاً.
* * *