الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأن الملامة تتجه إلى الإنسان رجلاً كان أو امرأة، فذكره الرجل - هنا - فى
مكان " الإنسان " معيب.
ويلحق بهذا القياس وقوع الكلمة موقعها من القافية في الشعر.
ولذلك مدحوا قول الحطيئة:
هُمُ القَوْمُ الذِينَ إذَا ألمَّتْ. . . مِنَ الأيام مُظلِمَة أضَاءُوا
لأن الإضاءة يتطلبها ظلام الأيام. وما استجد منها من أحداث مدلهمة.
وتوسعوا في أوصاف اللفظ وجعلوا لكل نوع حكماً. . فهناك اللفظ
العذب، واللفظ القوى، واللفظ الرقيق. . . إلى آخر هذه الأوصاف الحسنة.
وهناك اللفظ النازل، واللفظ النابى، والمستكره والقلق. . . إلى آخر هذه
الأوصاف المعيبة.
* * *
*
المعاني:
أما المعنى فيطلبون فيه أن يكون شريفاً.
وشرف المعنى أن يقصد الشاعر فيه إلى الإغراب: اختيار الصفات الم
ثلى، إذا وصف أو مدح لا يبالى بالواقع.
فإذا وصف فرساً وجب أن يكون الفرس كريماً. وإذا تغزل ذكر من أحوال محبوبه ما يمتدحه ذو الوجه الذي برح به الحب.
وإذا مدح فعليه أن يذكر ما يدل على شرف المقام إبداعاً وإغراباً لا مراعاة
لصدق الوقف ولصفات ممدوحه كما يراه.
ويطلبون فيه أن يكون صحيحاً.
وصحة المعنى عندهم أن يسلم من الخطأ التاريخى أو العُرفى. .
وبالاعتبار الأول عابوا قول زهير:
فتَنْتِجْ لكمْ غِلمَانَ أشْأم كُلَهُمْ. . . كأحْمَرِ عَادٍ ثم تُنْتَجْ فتُتْئِم
لأن المشتوم هو قدار أحمر ثمود.
وبالاعتبار الثاني عابوا قول البحترى:
نَصَرْتُ لهَا الشوْقَ اللجُوجَ بأدْمُعِ. . . تَلَاحَقْنَ في أعْقَابِ وَصْلٍ تَصَرمَا
وذلك لأن الآمدى يرى الشوق يشفيه البكاء ولا يزيد منه، وعلى هذا النهج
سار الشعر اء قبل البحترى.
كما عابوا قول أبى تمام:
إذَا ما رحًى دَارَتْ أدَرَّتْ سَمَاحَة. . . رَحَى كُلً إنجازٍ عَلى كلِّ مَوْعِدِ
لأنه جعل إنجاز الوعد بمثابة طحنه بالرحى. وهو قضاء عليه. وذلك فى
عُرف اللغة لا يكون إلا للإخلاف.
ويطلبون فيه الإصابة في الوصف. فعليه أن يذكر المعاني العامة التي هى
أولى بمثال الوصوف من حيث هو مثال. فينأى عن المعاني والصفات المجهولة.
ولهذا حكموا بإصابة زهير في الوصف حين مدح هرم بن سنان. لأنه وصفه
بالصفات العامة التي يجب أن تكون في الرجل الكريم.
كما يطلبون فيه المقاربة في التشبيه. ومناسبة المستعار منه للمستعار له،
على حسب العُرف اللغوي والمجاز.
ولهذا عابوا قول أبى نواس:
بُح صَوْتُ المالِ مِما. . . مِنْكَ يَشْكُو ويَصِيحْ
وذلك لبُعد الشبه بين المال - المشبه - والإنسان - المشبه به.
كذلك يطلبون فيه الاعتدال، ويذمون المبالغة المغرقة. . .
إلى آخر ما شرعوه لتصوير المعاني الكلية والجزئية.
* * *