الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثاً: ورواة الأدب يعتبرون هذا العلم في معرفة الجيد الذي يُروَى، والرديء الذي ينبغى أن يُطرح، وبهذا القياس عاب أبو هلال - الأصمعى - الذي اختار قصيدة للمرقش جاء فى مطلعها:
هَلْ بِالدِّيَارِ أنْ تُجِيبَ صَمَمْ. . . لوأن حَيًّا نَاطِقاً كَلَّمْ
يقول أبو هلال: " ولا أدرى على أي وجه صرف اختياره إليها، وما هى
بمستقيمة الوزن، ولا مونقة الروى، ولا سلسة اللفظ، ولا جيدة السبك،
ولا متلائمة النسج ".
وبه أيضاً عاب الفضل لأنه كان يختار من الشعر ما يقل تداول الرواة له.
ويكثر فيه الغريب. ويعلل نقده للمفضل كما عَلله للأصمعى فيقول:
" لأن الغريب لا يكثر في كلام إلا أفسده، وفيه دلالة الاستكراه
والتكلف ".
رابعاً: وعلماء العربية والنقاد إفادتهم من معرفة البلاغة تفوق إفادة الأدباء
والرواة، لأن البلاغة تقدم لهم المقاييس التي يعتمدونها في الحكم على
الأدباء والتمييز بين آثارهم. . وصاحب العربية إذا أخل بطلب هذا العلم بان جهله، وظهر نقصه.
* * *
*
قيمة الكتاب:
وكتاب " الصناعتين " غنى بالدراسات النقدية والأدبية والبلاغية.
وتظهر فيه سمة التقعيد ورسم الحدود وتقرير الموضوعات واستقلال البحث البلاغى.
وقد درس المؤلف من فنون البلاغة خارج دائرة البديع الفنون الآتية: التشبيه - الإيجاز والإطناب - السجع والازدواج.
ومعروف أن التشبيه من مباحث البيان، والإيجاز والإطناب من مباحث
المعاني. أما السجع والازدواج فمن مباحث البديع، وللعسكرى عذره فى
إخراجهما من دائرة البديع لأن مسائل العلوم الثلاثة لم تتضح كل الوضوح فى
عصره.
أما فنون البديع التي ذكرها في كتاب هذا فقد بلغت خمسة وثلاثين وجهاً
هى:
1 -
الاستعارة والمجاز 2 - التطبيق 3 - التجنيس 4 - المقابلة
5 -
صحة التقسيم 6 - صحة التفسير 7 - الإشارة 8 - الإرداف
والتوابع 9 - المماثلة 10 - الغلو 11 - المبالغة 12 - الكناية
والتعريض 13 - العكس والتبديل، 1 - التذييل 15 - الترجيع
16 -
الإيغال 17 - الترشيح 18 - رد الأعجاز على الصدور
19 -
التكميل والتتميم 20 - الالتفات 21 - الاعتراض 22 - الرجوع
23 -
تجاهل المعارف 24 - الاستطراد 25 - المؤتلف والمختلف
26 -
السلب والإيجاب 27 - الإستثناء 28 - المذهب الكلامى
29 -
التشطير 30 - المجاورة 31 - الاستشهاد والاحتجاج
32 -
التعطف 33 - المضاعف 34 - التطريز 35 - التلطف.
هذه أنواع البديع كما ذكرها أبو هلال وقد قال إنه زاد على ما ذكره المتقدمون
ستة أنواع بينها وهي: التشطير، والمجاورة، والتطريز، والمضاعف،
والاستشهاد، والتلطف. وقد أفاض في شرح هذه الفنون جميعاً وأكثر من
إيراد الأمثلة عليها.
وجاء سهواً في كتاب "البيان العربي " للدكتور بدوى طبانة أن أبا هلال زاد
فنون البديع المعروفة عند المتقدمين سبعة فنون، وهي كما ذكرنا آنفاً ستة