الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعيسى، وقصص أصحاب الجنة والإسكندر ذى القرنين وأهل الكهف والرقيم، وغير ذلك من الأمم الغابرة.
بعض هذه القصص ورد في التوراة. لكن القرآن اختص بإيراد قصص لم ترد
فى التوراة وليس لها مصدر تاريخى سوى القرآن. مثل قصة هود، وقصة
صالح، وقصة لقمان، وقصة أهل الكهف، وقصة ذى القرنين.
إذن فالقصص في القرآن نوعان:
أولهما: نوع له مصدر تاريخى سوى القرآن كالتوراة، مثل قصة آدم عليه
السلام.
ثانيهما: نوع ليس له مصدر تاريخى سوى القرآن كقصص هود وصالح،
وقصتى لقمان وأهل الكهف وفى كلا النوعين ينفرد القرآن بخاصة فريدة هى
الصدق، ومطابقة القصة الواردة فيه للواقع.
* * *
*
القيمة التاريخية لقصص القرآن:
وهنا تبرز القيمة التاريخية لقصص القرآن، وهي تصحيح الوقائع التاريخية
فيما كان له مصدر سواه. وإيرادها على وجه لا يتطرق إليه الشك.
أو يحتمل الطعون.
ثم إمداد الفكر الإنسانى بمادة وأحداث تاريخية جديدة، فيما ليس له مصدر
سواه. كالقصص التي ذكرنا قبلاً.
وقد قارن مالك بن نبى بين قصة يوسف - كما جاءت في القرآن - وبين
نصوصها التي جاءت في التوراة (الكتاب القدس: العهد القديم: سفر
التكوين) .
والمنهج الذي اتبعه في المقارنة منهج دقيق حيث قابل النص القرآني بما يقابله
من نصوص القصة في الكتاب المقدس. وبعد إجراء المقارنة الكاملة بين نصوص المصدرين وضع جدولاً تفصيلياً لورود عناصر القصة في المصدرين. واضعاً ملاحظاته على ما بينها من اتفاق واختلاف.
وعند رصد النتائج توصل إلى ورود خطأ بين في الكتاب المقدس ويحسن أن
نثبت نص المؤلف عنها دون تغيير:
" والرواية الكتابية تكشف عن أخطاء تاريخية تثبت صفة الوضع التاريخى
للفقرة التي نناقشها. فمثلاً فقرة: " لأن المصريين لا يجوز لهم أن يأكلوا مع
العبرانيين لأنه رجس عند المصريين " يمكننا التأكيد أنها من النُسَّاغ الميَّالين إلى
أن يذكروا فترة المحن التي أصابت بنى إسرائيل في مصر. وهي بعد زمن
يوسف ".
" وفي رواية التوراة استخدم إخوة يوسف في سفرهم حميراً بدلاً من العِير فى
رواية القرآن. على حين أن استخدام الحمير لا يمكن أن يتسنى للعبرانيين إلا
بعد استقرارهم في وادى النيل بعد ما صاروا حَضريين. إذ الحمار حيوان حَضرى عاجز في كل حالة عن أن يجتاز مسافات صحراوية شاسعة لكى يجيء من فلسطين. وفضلاً عن ذلك فإن ذُرية إبراهيم ويوسف كانوا يعيشون في حالة الرعاة الرُحل. رعاة المواشى والأغنام ".
قصة يوسف - إذن - لها مصدر تاريخى غير القرآن. وقد وضح لنا من
اطلاعنا على النص المنقول من كتاب " الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبى أن
المصادر التاريخية لم تلتزم الدقة في النص، والأمانة في النقل، كما هو الحال
فى القرآن الكريم.