الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
مناقشة سريعة:
والآن هل يستطيع القائلون بجواز التفكير بدون لغة أن يجيبوا على هذه
الأسئلة، وإذا أجابوا فإلى أي مدى تكون إجاباتهم صائبة؟
س: هل يمكن أن يجرى الإنسان معادلة جبرية دون أن تكون هناك رموز
- نائبة عن اللغة - تمثل حدى المعادلة؟
س: هل يمكن أن يتوصل إنسان إلى نتيجة قياس منطقى ما لم تكن هناك
ألفاظ أو عبارات تتكون منها مقدمتا القياس؟
س: لو عزلنا طفلاً - منذ ولادته - عن أي مؤثر خارجى يتعلم من خلاله
مفردات لغوية وأهملناه من هذه الناحية حتى بلغ قادراً على الكلام.
فإذا طلبنا منه أن يُكوِّن جملة لغوية فهل يمكن أن يفهم ما نقول؟.
وإذا فهم - وهذا محال - فهل يستطيع أن يُكون تلك الجملة؟
لا أظن أن لدى القائلين بإمكان التفكير بدون لغة إجابات مقبولة على هذه
الفروض، وغيرها كثير.
ومن هنا تظهر أهمية اللغة في التفكير إذ هي وسيلته تكويناً ونقلاً. .
والذين يقولون بعكس هذا يجردون اللغة من أخص خصائصها.
* * *
*
صلة التعبير اللغوي بالذكاء:
اللغة من حيث صلتها بالتفكير تكونه وتبرزه، ولها به صلة أخرى بعد
الإيجاد والبروز، هي أنها تسهم في كيفيته فتجعله تفكيراً ذكياً فيكتسب
الفكر عن طريقها مَلكة الذكاء.
والذكاء هو سرعة الفهم والاستنتاج ودقة
القياس وسلامة النتائج.
وقد أشار الأستاذ " تشارلز سنكر " إلى العلاقة بين اللغة والذكاء فقال:
"من المتفق عليه بين علماء اللغة عامة وجود عامل ارتباط إيجابى مهم بين
نتائج قياس الذكاء والقدرة اللغوية. ذلك لأن جزءاً كبيراً من مقاييس الذكاء
المستعملة في العادة لغوي. وعلى هذا فيجوز أن يكون هذا العامل نتيجة لأن
بعض اختبارات الذكاء هي أيضاً لغوية. على أن ثمة أمراً واضحاً يستفاد من
وجود هذا الأمر هو أن الإجابات اللغوية نوع هام من سلوك الإنسان الذي يمكن أن يوصف بالذكاء وعدمه ".
والذي يُفهم من هذا النص أن قُدرة الإنسان اللغوية تتناسب تناسباً طردياً مع
قدرات الذكاء. فكلما زادت مقدرته اللغوية زادت درجة الذكاء عنده. هذه صلة، وصلة أخرى بين الذكاء واللغة باعتبار اللغة جزءاً هاماً من سلوك الذى يوصف بأنه ذكى أو غير ذكى.
ولتوضيح هذا يقول الأستاذ " ألبرت " ما نصه: " فنوع الإنشاء ذو قيمة
أهم من كمها، ولا يدل فقط على ما عند النشء من قدرة لغوية. ولكن يدل أيضاً على ما عنده من قدرة تربوية. بل وقبل هذا يدل على ذكاء المفرد العام، فهو إذن مقياس دقيق من غير شك ".
و" ألبرت " في هذا النص يتخذ " التعبير الإنشائى " مقياساً من مقاييس
الذكاء وكيفية التعبير هي الدلالة دون الكم، وكيفية التعبير المشار إليها تعتمد فى جودتها - كما يرون - على العناصر الآتية: صحة الأفكار وتنسيقها، عمقها وجدتها، ربطها ودقتها، تسلسلها وتتابعها، إصابه الهدف المقصود من الكلام (مراعاة الكلام لمقتضى الحال) ، اختيار اللفظ المناسب.
ولذلك فإنهم يرون أن ضعف الذكاء عند بعض الأطفال سببه ضعف القدرات
العامة عنده. ولا سيما اللغة كالقراءة والهجاء. كما يرون أن الصم البكم
لا تصل نسبة ذكائهم إلى ما تصل إليه نسبة الذكاء عند الأطفال العاديين. ذلك لأنهم محرومون من استخدام اللغة.