الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب الكَلامِ في كِتَابِ الله بغَيْرِ عِلْمٍ
3652 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحاقَ المُقْرِئُ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ مِهْرَانَ - أَخُو حَزْمٍ القُطَعيِّ - حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرانَ، عَنْ جُنْدُبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قالَ في كِتَابِ اللهِ عز وجل بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ"(1).
* * *
باب الكلام في كتاب الله بغير علم
[3652]
(حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن يحيى) الطرسوسي المعروف بالضعيف قال النسائي: شيخ صالح ثقة، والضعيف لقب له لكثرة عبادته (2). وقيل: كان ضعيفا في جسمه (حَدَّثَنَا يعقوب) بن إسحاق (الحضرمي المقرئ) مقرئ البصرة، ثقة (حَدَّثَنَا سهيل بن) عبد الله أبي حزم، واسمه (مهران) القطيعي البصري، قال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه (3)(حَدَّثَنَا أبو عمران) عبد الملك بن حبيب الجوني (عن جندب) بن عبد الله البجلي.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في كتاب الله برأيه) أي: بما سنح في وهمه، وخطر على باله (فوافق هواه الصواب)(4) دون نظر فيما قاله
(1) رواه الترمذي (2952)، والنسائي في "الكبرى"(8086).
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(5736).
(2)
"المجتبى" 4/ 165.
(3)
"الجرح والتعديل" 4/ 247.
(4)
بعدها في (ل)، (م): نسخة: فأصاب.
العلماء واقتضته قوانين العلم كالنحو والأصول واستدلال بقواعدها (فقد أخطأ) في حكمه على القرآن بما لا يعرف أصله، وأن من استنبط معناه بحمله على الأصول المحكمة المتفق على معناها فهو ممدوح، قاله القرطبي، قال: وليس يدخل في هذا الحديث أن (تفسير اللغويين لغة، والنحويين نحو)(1)، والفقهاء معانيه، ويقول كل واحد باجتهاده [المبني](2) على قوانين علم الشريعة (3)، فإن القائل على هذِه الصفة ليس قائلًا برأيه (4). بخلاف القائل بهواه، فإنه كالكاذب على الله.
ولهذا حسنت المناسبة بذكر هذا الباب عقب باب: الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لو قدم حديث الكذب على كتاب الله على الكذب على رسول الله كان أولى، لكن المصنف تبع في هذا الحديث الجامع بين الحديثين ذكره الترمذي عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اتقوا الحديث علي إلا ما علمتم، فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار"(5).
قال ابن عطية: وهذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحوهما مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق (6) الله تعالى، ومن جملة مغيباته
(1) كذا بالأصل. والعبارة في "تفسير القرطبي": أن يفسر اللغويون لغته والنحويون نحوه.
(2)
من "الجامع لأحكام القرآن".
(3)
كذا بالأصول، وفي "الجامع لأحكام القرآن": ونظرٍ.
(4)
"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 32 - 33.
(5)
"سنن الترمذي"(2951)، وضعفه الألباني في "الضعيفة"(1783).
(6)
كذا بالأصول، و"الجامع لأحكام القرآن" وفي "تفسير ابن عطية": بتوقيف.
ما لم يُعْلِم [الله](1) به كوقت قيام الساعة ونحوها، [ومنها ما](2) يستقرأ من ألفاظه، كعدد النفخات في الصور (3).
وقال أبو بكر (4) محمد بن القاسم في كتاب "الرد": فسر حديث ابن عباس بتفسيرين: أحدهما: من قال في مشكل القرآن بما لا يعرف من مذهب الأوائل من الصحابة والتابعين فهو مُتَعَرِّضٌ لسخط الله. والجواب الآخر وهو أثبت القولين وأصحهما معنًى: من قال في القرآن قولا يعلم أن الحق غيره فليتبوأ مقعده من النار (5).
* * *
(1) من "المحرر الوجيز".
(2)
في الأصول: مما. وكذا في "الجامع لأحكام القرآن" والمثبت من "المحرر الوجيز".
(3)
"المحرر الوجيز" 1/ 28.
(4)
في الأصول: مكي، وهو خطأ، إنما هو أبو بكر ابن الأنباري، وكتابه "الرد على من خالف مصحف عثمان".
(5)
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 1/ 32.