الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب في الدّاذيِّ
3688 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا زَيْدُ بْن الحُبابِ، حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ عَنْ حاتِمِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ مالِكِ بْنِ أَبي مَرْيَمَ قالَ دَخَلَ عَلَيْنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ فَتَذَاكَرْنَا الطِّلاءَ، فَقالَ: حَدَّثَني أَبُو مالِكٍ الأشْعَريُّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَشْرَبَنَّ ناسٌ مِنْ أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّونَها بِغَيْرِ اسْمِها"(1).
3689 -
قالَ أَبُو داوُدَ، حَدَّثَنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ واسِطٍ قالَ: حَدَّثَنا أَبُو مَنْصُورٍ الحارِثُ بْن مَنْصُورٍ قالَ: سَمِعْتُ سُفْيانَ الثَّوْريَّ وَسُئِلَ، عَنِ الدّاذيِّ فَقالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَشْرَبَنَّ ناسٌ مِنْ أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّونَها بِغَيْرِ اسْمِها".
قالَ أَبو داوُدَ: وقالَ سُفْيانُ الثَّوْريُّ: الدّاذيُّ شَرابُ الفاسِقِينَ (2).
* * *
باب في الداذي
بالدال مهملة، وبعد الألف ذال معجمة، سئل سفيان الثوري عن الداذي فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تستحل أمتي الخمر باسم يسمونها به".
قال الأزهري: الداذي هو حب يطرح في النبيذ فيشتد حتى يسكر (3).
[3688]
(حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا زيد بن الحباب) بضم الحاء المهملة، وتخفيف الموحدة، العكلي، أخرج له مسلم (حدثنا معاوية بن
(1) رواه ابن ماجه (4020)، وأحمد 5/ 342.
قال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(2378): صحيح لغيره.
(2)
في "علل أحمد"(2003): حدثنا يحيى بن يمان، قال: سمعت سفيان ينهى عن الداذي، وينهى الصيادلة أن يبيعوه.
(3)
لم أقف عليه في كتبه، وهو في "النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 147.
صالح) بن حدير الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس، أخرج له مسلم (عن حاتم بن حريث) بضم الحاء المهملة مصغر، الطائي، قال أبو حاتم: شيخ (1)(عن مالك بن أبي مريم) الحكمي، حكم بن سعد العشيرة، له هذا الحديث فقط (2) (قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غنم) بفتح (3) الغين المعجمة وسكون النون، الأشعري، أخرج له البخاري في باب من يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه (4)(فتذاكرنا الطلاء) بكسر الطاء المهملة ممدود، وهو الشراب المطبوخ من عصير العنب حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، ويصير ثخينًا مثل طلاء الإبل، ويسمى المثلث.
(فقال: حدثني أبو مالك) قيل: اسمه الحارث بن الحارث. وقيل: اسمه عبد اللَّه (الأشعري) واقتصاره على أبي مالك يدل على أن الشك الوارد في البخاري: أبو عامر أو أبو [مالك (5)، المراد به: أبو](6) مالك الأشعري، كما قاله علي بن المديني وغيره (أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول) واللَّه (ليشربن) بفتح الباء الموحدة ونون التوكيد (ناس من أمتي الخمر) لفظ رواية البخاري: الأشعري واللَّه ما كذبني، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر،
(1)"الجرح والتعديل" 3/ 257.
(2)
"تاريخ دمشق" 56/ 494 (7183)، "تهذيب الكمال" 27/ 156 (5751).
(3)
في (ل)، (م): بضم.
(4)
"صحيح البخاري"(5590).
(5)
البخاري (5590).
(6)
ساقطة من (م).
والمعازف" انتهى (1).
يعني: يشربونها و (يسمونها بغير اسمها)[يعني: يسمونها](2) الداذي، كما بوب عليه المصنف، ويسمونها الطلاء كما تذاكروه في الحديث، يريد أنهم يشربون النبيذ المسكر المطبوخ، ويسمونه طلاء، تحرجوا من أن يسموه (3) خمرًا، وقد جاء فيه توعد شديد لم يذكره المصنف.
وأشار إليه البخاري في التبويب ولم يذكره؛ لكونه ليس على شرطه، وقد جاء مبينًا فيما قال ابن أبي شيبة: حدثنا زيد بن الحباب، عن معاوية ابن صالح قال: حدثنا حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم قال: حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يشرب ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات، يخسف اللَّه بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير"(4).
وقال ابن وهب: حدثني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن عبد اللَّه، أن أبا مسلم الخولاني حج فدخل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها، فقال: يا أم المؤمنين، إنهم يشربون شرابًا لهم يقال له: الطلاء. فقالت: صدق اللَّه وبلغ حبيبي، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ناسًا من أمتي
(1) البخاري (5590).
(2)
ساقطة من (م).
(3)
في النسخ الخطية: يسمونه. والمثبت هو الصواب.
(4)
"مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 67 (23748).
يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها" (1).
فيجمع بين هذِه الأحاديث بأن الذين يسمونها بغير اسمها هم الذين يستحلون الخمر، ودليله ما رواه ابن أبي شيبة من حديث عبادة بن الصامت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ليستحلن آخر أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها"(2).
* * *
(1)"الجامع" لابن وهب (46)، ورواه من طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/ 147، والبيهقي 8/ 294.
(2)
"مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 67 (23749)، في "سنن أبي داود" بعد حديث الباب حديث (3689)، وقد أشار إليه المصنف بعد ترجمة الباب وهو حديث الثوري مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.