الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 - باب في الجَمْعِ بَيْنَ لَوْنَيْنِ مِنَ الطَّعَامِ
3818 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ واقِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدي خُبْزَةً بَيْضاءَ مِنْ بُرَّةٍ سَمْراءَ مُلَبَّقَةً بِسَمْنٍ وَلَبَنٍ". فَقامَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ فاتَّخَذَهُ فَجاءَ بِهِ فَقالَ: "في أيِّ شَيء كانَ هذا؟ ". قالَ: في عُكَّةِ ضَبٍّ. قالَ: "ارْفَعْهُ".
قالَ أَبُو داوُدَ: هذا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. قالَ أَبُو داوُدَ: وَأيُّوبُ لَيْسَ هُوَ السَّخْتِيانِيَّ (1).
* * *
باب الجمع بين لونين من الطعام
[3718]
(حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة) بكسر الراء وسكون الزاي اليشكري المروزي، روى عنه البخاري في تفسير سورة اقرأ (2)(أنا الفضل (3) بن موسى) السيناني (عن حسين بن واقد) قاضي مرو، أخرج له مسلم.
(عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) ذات يوم كما في ابن ماجه (4)(وددت) بكسر الدال الأولى (لو أن عندي خبزة) بالنصب اسم إن، الخبز معروف، والخبزة أخص منه، ولعل المراد كسرة من خبز (بيضاء) نقية البياض، وهي السمراء أيضًا (5).
(1) رواه ابن ماجه (3341)، والبيهقي 9/ 326، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(6119).
(2)
البخاري (4953).
(3)
فوقها في (ح، ل): ع.
(4)
"سنن ابن ماجه"(3341).
(5)
ساقطة من (ح).
(من برة) بضم الموحدة وتشديد الراء، وهي الحنطة، [ولفظ ابن ماجه: خبزة (1)] (2)(سمراء) بسكون الميم، لعله ذكره لينبه (3) على جواز أكله، ففي "صحيح البخاري": عن أبي حازم أنه سأل سهلًا: هل رأيتم في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "النقي؟ قال: لا. قال: فكنتم تنخلون الشعير؟ قال: لا، ولكن كنا ننفخه (4). وفي رواية: ما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه اللَّه حتى قبضه (5). والنقي هو الخبز الحوارى، وهو الذي نخل مرة بعد مرة.
(ملبقة) بفتح الباء الموحدة المشددة والقاف بعدها. أي: مخلوطة بالدسم قد لينت به (بسمن) أي: بست بسمن ولبن، وفي الحديث: صنع ثريدة ثم لبقها (6). أي: خلطها خلطًا شديدًا، وقيل: جمعها بالمغرفة، يقال: ثريد ملبق: شديد التثريد ملين بالدسم.
(ولبن) يحتمل أن تكون الواو بمعنى أو، يعني: ملبقة بالسمن أو اللبن. زاد ابن ماجه: نأكلها (7).
فسمعه [رجل (فقام](8) رجل من) الأنصار (القوم فاتخذه فجاء به) إليه. فيه المبادرة (9) إلى ما يريده أهل العلم والصلاح ويشتهونه، فقد ذكر ابن الجوزي في "الموضوعات" عن جابر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(1)"سنن ابن ماجه"(3341).
(2)
و (3) ساقطة من (ل، م).
(4)
البخاري (5410).
(5)
البخاري (5413).
(6)
ذكره ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" 4/ 226 وغيره.
(7)
"سنن ابن ماجه"(3341).
(8)
ساقطة من (ح).
(9)
في (م): المبالغة.
"من لذذ أخاه بما يشتهي كتب اللَّه له ألف ألف حسنة"(1).
وقد استدل به المصنف على جواز الجمع بين لونين من الإدام، وهو السمن واللبن، وهو جائز، وإن كان الأولى تركه؛ لما روى البزار من حديث طلحة بن عبيد اللَّه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بإناء فيه عسل ولبن، فأبى أن يشربه وقال:"إدامان في إناء واحد؟ ! "(2)، وبوب عليه بعضهم: باب الثريد بالسمن والعسل.
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أنس في قصة طويلة: فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت أم سليم عكة فأدمته (3).
(فقال: في أي شيء كان هذا؟ ) السمن (قال: في عكة) من جلد [(ضب، قال: ارفعه)](4)، ولابن ماجه: فأبى أن يأكله (5). يعني: لأنه كان يكره لحم الضب وجلده، كما تقدم.
* * *
(1)"الموضوعات" 2/ 518. وقال: قال أحمد بن حنبل: هذا باطل.
وأورده الألباني في "الضعيفة"(107) وقال: موضوع.
(2)
كذا ذكره العراقي في "المغني" 1/ 858 للبزار بهذا اللفظ، وقال: وسنده ضعيف. وروى أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" 1/ 371 (637)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 161 (1376) من حديث عائشة قالت: أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل، فقال: أشربتان في شربة وإدامان في قدح. . .
وأورده أيضًا الألباني في "الضعيفة"(4875) وقال: ضعيف جدًا.
(3)
البخاري (3578، 5381، 6688)، مسلم (2040).
(4)
ساقطة من (م).
(5)
"سنن ابن ماجه"(3341).