الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
44 - باب في الجَمْعِ بَيْن لَوْنَيْنِ في الأَكْلِ
3835 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَريُّ، حَدَّثَنَا إِبْراهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ القِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (1).
3836 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ البِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: "نَكْسِرُ حَرَّ هذا بِبَرْدِ هَذَا وَبَرْدَ هذا بِحَرِّ هَذَا"(2).
3837 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الوَزِيرِ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ قالَ: سَمِعْتُ ابن جابِرٍ، قالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْن عامِرٍ، عَنِ ابني بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ، قالا: دَخَلَ عَلَيْنا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَدَّمْنا زُبْدًا وَتَمْرًا، وَكانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ والتَّمْرَ (3).
* * *
باب الجمع بين لونين في الأكل
[3835]
(حدثنا حفص بن عمر النَّمَري) بفتح النون والميم (حدثنا إبراهيم بن سعد) الزهري (عن أبيه) سعد (4) بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، أخرج له البخاري (عن عبد اللَّه بن جعفر) بن أبي طالب
(1) رواه البخاري (5440)، ومسلم (2043).
(2)
رواه الترمذي (1843).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(57).
(3)
رواه ابن ماجه (3334).
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(4921).
(4)
قبلها في (م)، (ل): سعد بن إبراهيم بن سعد بن. وفي (ع): سعد بن أبي وقاص -أحد العشرة المشهود لهم بالجنة- إبراهيم بن سعد بن.
وكله خطأ. والمثبت هو الصواب، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 2/ 88.
الهاشمي، ولد بالحبشة. (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل القِثاء) بكسر القاف والمد، ويجوز ضم القاف، وقرأ يحيى بن وثاب وطلحة بن مصرف:(من بقلها وقُثائها) بضم القاف، وهي لغة تميم.
(بالرطب) قال النووي: وقد جاء في غير مسلم زيادة: قال: "يكسر حر هذا برد هذا"(1). ورواه الطبراني في حديث طويل عن عبد اللَّه بن جعفر قال: رأيت في يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قثاءً، وفي شماله رطبات، وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة (2).
[3836]
(حدثنا سعيد بن نُصَيْر) مصغر، البغدادي بالرقة.
(حدثنا أبو أسامة)(3) حماد بن أسامة الكوفي (ثنا هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير.
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطِّبيخ) أصله البطِّيخ فجعل الطاء مكان الباء، وهي لغة أهل الحجاز، قال ابن درستويه: كأنه من الطبخ، والعامة تفتح الأول، وهو غلط لفقد فَعليل بالفتح، والبطيخ فاكهة معروفة. وقد صرح في الحديث بكونه من الفاكهة فيما رواه ابن الجوزي وأبو نعيم في "الطب" من رواية أمية بن زيد العبسي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الفاكهة: العنب والبطيخ (4).
(1)"مسلم بشرح النووي" 13/ 227.
(2)
"المعجم الأوسط" 7/ 372 (7761). قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 38: فيه أصرم ابن حوشب وهو متروك. وضعف إسناده الحافظ في "الفتح" 9/ 573.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
"الطب النبوي" 2/ 718 (808).
والمراد بالبطيخ في حديث البابِ: الأخضر، فإنه وصفه بالبرودة، والبارد الأخضر، وأما الأصفر فإنه حار، وقد قال الفقهاء: لو حلف لا يأكل فاكهة يحنث (1) بأكل البطيخ؛ لأن له نضجًا وإدراكًا كالفاكهة. قالوا: ولو حلف لا يأكل بطيخًا حنث بأكل الأصفر دون الأخضر، وفيه نظر؛ لأن أهل الشام يطلقون البطيخ على الأخضر. قال الأذرعي: والظاهر والمختار عدم الفرق.
(بالرطب) زاده الطبراني في "الأوسط" إيضاحًا، فقال: عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه (2). وفي سنده يوسف بن عطية الصفار (3).
(فيقول: يكسر حر هذا) يعني: حر الرطب (برد هذا) يعني: برد البطيخ الأخضر (وبرد هذا حر هذا) فيه معنيان: إثبات الطب والعلاج، ومقابلة الشيء بضده حتى يعتدلا، والثاني: إباحة التوسع في الأطعمة وأكل الملاذ المباحة شرعًا قيل: أراد البطيخ الأصفر قبل أن ينضج ويصير حلوًا، فإنه قبل نضجه وحلاوته يكون باردًا، وأما بعد نضجه فهو حار.
(1) في (ل): حنث، وهي ساقطة من (م).
(2)
"المعجم الأوسط" 4418 (7907). ورواه أيضًا أبو نعيم في "الطب النبوي" 2/ 729 (833).
(3)
قال الحافظ العراقي في "المغني" 1/ 648: مجمع على ضعفه. وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 38: متروك. والحديث ضعف إسناده الحافظ في "الفتح" 9/ 573.
[3837]
(حدثنا محمد بن الوزير) بن الحكم السلمي الدمشقي (حدثنا الوليد بن مَزِيد) بفتح الميم وكسر الزاي، العذري، ثقة (قال: سمعت) عبد الرحمن بن يزيد (ابن (1) جابر) الأزدي الداراني (حدثني سُلَيم) بالتصغير (ابن عامر) الخبائري الكلاعي الحمصي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، روى له البخاري في "الأدب"(عن ابني بُسْر) بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة، قال المنذري عن محمد بن عوف: هما عبد اللَّه وعطية (2). المازنيين الشاميين، أخوا الصماء، وعبد اللَّه كنيته أبو بسر، أحد من صلى القبلتين.
(السُّلَميين) بضم السين وفتح اللام، نسبة إلى سليم بن منصور، قال أبو زرعة: قال لي دحيم: أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم: بسر بن أبي بسر المازني، وابناه عبد اللَّه وعطية، وأختهما الصماء. واسمها بُهية (3). بضم الموحدة وآخر الصحابة موتا بالشام.
(قالا: دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) في بيتنا، زاد ابن ماجه: فوضعنا تحته قطيفة لنا صببناها صبًّا، فجلس عليها، وأنزل اللَّه تعالى الوحي في بيتنا (4).
(فقدمنا) له (زُبْدًا) بضم الزاي بوزن فُعْل، وهو ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم، وأما لبن الإبل فلا يسمى ما يستخرج منه زبدًا، بل
(1) فوقها في (ل)، (م):(ع).
(2)
"مختصر سنن أبي داود" 5/ 333.
(3)
"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"(ص 216).
(4)
"سنن ابن ماجه"(3334).
يقال له: جُبَاب بضم الجيم وتخفيف الباء الموحدة الأولى، وأجود الزبد الطري من لبن الضأن.
(والتمر) وروى أبو بكر الدينوري في "الطب" مسندًا عن أبي شوذب بالشين المعجمة، قال: ما رأيت فارسًا أحسن من زبدة على تمرة (1). وقال: هو نافع للقوبا وخشونة الحلق. وفي أمثال العرب: على التمرة مثلها زبدًا. وهو شاهد على وجوب تقديم خبر المبتدأ عليه.
(وكان يحب الزبد والتمر) يعني إذا قدم إليه اتفاقًا.
* * *
(1) رواه ابن المقرئ في "المعجم"(409).