الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - باب في صِفَةِ النَّبِيذِ
3710 -
حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبانيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمي عَنْ أَبِيهِ قالَ أَتَيْنا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنا: يا رَسولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مَنْ نَحْنُ وَمِنْ أَيْنَ نَحْنُ فَإلَى مَنْ نَحْنُ؟ قالَ: "إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولهِ". فَقُلْنا: يا رَسولَ اللَّهِ إِنَّ لَنا أَعْنابًا ما نَصْنَعُ بِها قالَ: "زَيِّبُوها". قُلْنا ما نَصْنَعُ بِالزَّبِيبِ قالَ: "انْبِذُوهُ عَلَى غَدائِكُمْ، واشْربُوهُ عَلَى عَشائِكُمْ، وانْبِذُوهُ عَلَى عَشائِكُمْ، واشْرُبوهُ عَلَى غَدائِكُمْ، وانْبذُوهُ في الشِّنانِ وَلا تَنْبِذُوهُ في القُلَلِ، فَإِنَّهُ إِذا تَأَخَّرَ عَنْ عَصْرِهِ صارَ خَلًّا"(1).
3711 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الُمثَنَّى، حَدَّثَني عَبْدُ الوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ الثَّقَفيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدِ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: كانَ يُنْبَذ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سِقاءٍ يُوكَأُ أَعْلاهُ وَلَهُ عَزْلاءُ يُنْبَذُ غدْوَةَ فَيَشْرَبُهُ عِشاءً وَيُنْبَذُ عِشاءً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً (2).
3712 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا المُعْتَمِرُ قالَ: سَمِعْتُ شَبِيبَ بْنَ عَبْدِ المَلِكِ يُحَدِّث، عَنْ مُقاتِلِ بْنِ حيّانَ قالَ: حَدَّثَتْني عَمَّتي عَمْرَةُ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها كانَتْ تَنْبِذُ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم غُدْوَةً فَإذا كانَ مِنَ العَشيِّ فَتَعَشَّى شَرِبَ عَلَى عَشائِهِ وَإِنْ فَضَلَ شَيء صَبَبْتهُ -أَوْ فَرَغْتُهُ- ثُمَّ تَنْبِذُ لَهُ بِاللَّيْلِ فَإِذا أَصْبَحَ تَغَدَّى فَشَرِبَ عَلَى غَدائِهِ قالَتْ: نَغْسِل السِّقاءَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَقالَ لَها أَبي: مَرَّتَيْنِ في يَوْمٍ. قالَتْ: نَعَمْ (3).
3713 -
حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ خالِدٍ، حَدَّثَنا أَبو مُعاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبي عُمَرَ
(1) رواه النسائي 8/ 332، وأحمد 4/ 232.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1573).
(2)
رواه مسلم (2005).
(3)
رواه أحمد 6/ 124.
وحسن إسناده الألباني في "صحيح سنن أبي داود".
يَحْيَى البَهْرانيِّ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قالَ: كانَ يُنْبَذُ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الزَّبِيبُ فَيَشْرَبُهُ اليَوْمَ والغَدَ وَبَعْدَ الغَدِ إِلَى مَساءِ الثّالِثَةِ، ثمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسقَى الخَدَم أَوْ يُهَراقُ. قالَ أَبو داوُدَ: مَعْنَى يُسْقَى الخَدَمُ: يُبادَرُ بِهِ الفَسادُ.
قالَ أَبُو داوُدَ: أَبُو عُمَرَ يَحْيَى بْن عُبَيْدٍ البَهْرانيُّ (1).
* *
باب في صفة النبيذ
[3710]
(حدثنا عيسى بن محمد) أبو عمير ابن النحاس الرملي، حافظ، عابد، فقير (حدثنا ضمرة) بن ربيعة الفلسطيني الرملي، مولى علي بن أبي حملة، أخرج له البخاري في "الأدب" والأربعة.
(عن) السري بفتح السين المهملة وهو ابن يحيى البصري الرملي (2)(السيباني) بفتح السين المهملة وسكون المثناة تحت بعدها باء موحدة مخففة نسبة إلى سيبان بطن من حمير، وهو سيبان بن الغوث بن سعد، أخرج له البخاري في "الأدب". وقال يحيى القطان: ثقة، ثبت (عن عبد اللَّه بن الديلمي) بفتح الدال واللام، نسبة إلى الديلم، وهي بلاد معروفة. قيل: إن الديلم من ولد يافث بن نوح، ووثقه ابن معين والعجلي (3).
(1) رواه مسلم (2004).
(2)
كذا في الأصول: السري بفتح السين المهملة، وهو ابن يحيى البصري الرملي. وهو خطأ، والصواب أنه يحيى بن أبي عمرو، والسري بن يحيى هو ابن إياس الشيباني بالشين المعجمة، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 31/ 480 (6893).
(3)
"تاريخ ابن معين" برواية الدارمي (ص 174)(631)، "ثقات العجلي" 2/ 26 (876).
(عن أبيه) فيروز الديلمي، قاتل الأسود الكذاب، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم (قال: أتينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قد علمت من نحن ومن أين جئنا نحن وإلى من) جئنا (نحن؟ قال) جئتم (إلى اللَّه تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول اللَّه، إن لنا) في بلادنا (أعنابا) كثيرة (فما) ذا (نصنع بها؟ قال: زببوها) توضحه رواية النسائي قال (1) فيروز: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، إنا أصحاب كرم، وقد أنزل اللَّه تحريم الخمر، فماذا نصنع؟ قال:"تتخذونه زبيبًا"(2).
(قلنا: ما) ذا (نصنع بالزبيب؟ قال: انبذوه) بوصل الهمزة وكسر الباء، رواية النسائي توضحه، ولفظه: قلت: فنصنع بالزبيب ماذا؟ قال: "تنقعونه"(3).
(على غدائكم) يشبه أن تكون (على) بمعنى (عند)، أي: تنقعون الزبيب عند وقت عشائكم (4)[(واشربوه على عشائكم) أي: اشربوا منه بعد عشائكم (وانبذوه على عشائكم) أي: انقعوه وقت عشائكم](5)(واشربوه على غدائكم) ونظير هذا رواية عائشة الآتية بعده: ينبذ غدوة فيشرب عشاء، وينبذ عشاء فيشرب غدوة.
وعلى هذا فلا تطول المدة، ويكون هذا أحلى ما يكون من الشراب (وانبذوه) أي: اطرحوا الزبيب (في الشنان) بكسر الشين المعجمة
(1) ساقطة من (ح).
(2)
"المجتبى" 8/ 332، "السنن الكبرى" 3/ 243.
(3)
السابق.
(4)
هكذا في النسخ. ولعل الصواب: غدائكم.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
[وتخفيف النون](1) جمع شن، كسهام جمع سهم، ويقال في الواحد: شنة أيضًا، ومنه الحديث:"فإن كان عندكم ماء بات في شنة"(2) وهي القربة الخلقة البالية أو الرقيقة، وهي أشد تبريدًا للماء من الجديدة، لا سيما إن كانت معلقة كما في "الصحيح": فقام إلى شنٍّ معلقة (3). (ولا تنبذوه في القلل) بضم القاف جمع قلة كغرف جمع غرفة.
وفي رواية للنسائي: "ولا تنتبذوه في القلال"(4) وهو بكسر القاف جمع قلة أيضًا مثل برام جمع برمة، والقلة: إناء للعرب كالجرة الكبيرة شبه الحب الكبير، وهو بضم الحاء المهملة، فارسي معرب، وهو الجابية، سميت قلة؛ لأن الرجل يقلها، أي: يحملها، وكل شيء حملته فقد أقللته.
(فإنه إذا تأخر عن عصره) المعتاد (صار خلًّا) وانقلبت حلاوته حموضة، وزال عنه اسم النبيذ، وصار إدامًا يؤتدم به بعد أن كان شرابًا.
[3711]
(حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الوهاب (5) بن عبد المجيد) بن الصلت بن عبيد اللَّه بن الحكم بن أبي العاص (الثقفي) بفتح المثلثة والقاف، نسبة إلى ثقيف، [وهو ثقيف](6) بن منبه بن بكر.
(1) ساقطة من (م).
(2)
رواه البخاري (5621) من حديث جابر بن عبد اللَّه.
(3)
رواه البخاري (183)، ومسلم (763/ 182) من حديث ابن عباس.
(4)
"المجتبى" 8/ 332، "السنن الكبرى" 3/ 243.
(5)
فوقها في (ح)، (ل):(ع).
(6)
ساقط من (م).
قيل: إن اسم ثقيف: قسي، نزلوا الطائف وانتشروا في بلاد الإسلام (عن يونس بن عبيد) الثقفي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(1).
(عن الحسن) البصري (عن أمه) خيرة؛ بفتح الخاء المعجمة، وكانت مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، الظاهر أنها تابعية، روى عنها ابناها الحسن البصري وسعيد (2).
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان ينبذ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكأ) قال النووي: هذا مما رأيته يكتب ويضبط هكذا، وصوابه: يوكي بالياء يعني: المكسور ما قبلها غير مهموز. انتهى (3)، أي: يشد بالوكاء (أعلاه) والوكاء هو الخيط الذي يشد به رأس القربة (وله عزلاء) هي بفتح العين المهملة وإسكان الزاي وبالمد، وهي الثقب الذي يكون في أسفل المزادة والقربة. (ينبذ) ولفظ مسلم والترمذي: كنا ننبذ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكأ أعلاه وله عزلاء، ننبذه (4) (غدوة فيشربه عشاء) قال النووي: هو بكسر العين وفتح الشين وبالمد. قال: وضبطه بعضهم: عشيًّا بفتح العين وكسر الشين وزيادة ياء مشددة (5).
(وينبذ) ولهما: ينبذه. بزيادة هاء، كما تقدم (عشاء فيشربه غدوة) قال القرطبي: هذا يدل على أن أقصى زمان الشرب فيه؛ فإنه لا تخرج حلاوة
(1)"الثقات" 5/ 554.
(2)
"مسلم بشرح النووي" 13/ 176.
(3)
انظر: "تهذيب الكمال" 35/ 166 - 167 (7832).
(4)
"صحيح مسلم"(2005/ 85)، "سنن الترمذي"(1871).
(5)
"مسلم بشرح النووي" 13/ 176.
التمر أو الزبيب في أقل من ليلة أو يوم، والحاصل من هذِه الأحاديث أنه يجوز شرب النبيذ ما دام حلوًا، غير أنه إذا اشتد الحر أسرع إليه التغير في زمان الحر دون زمان البرد (1).
[3712]
(حدثنا مسدد، حدثنا المعتمر)(2) بن سليمان بن طرخان التيمي (قال: سمعت شبيب (3) بن عبد الملك) التميمي البصري، ذكره ابن حبان في "الثقات"(4)، وقال أبو زرعة: صدوق (5). روى له المصنف هذا الحديث والنسائي حديثًا (6).
[(عن مقاتل بن حيان) بفتح المهملة وتشديد المثناة تحت، البلخى أبي بسطام الخزاز، مولى بكر بن وائل، أخرج له مسلم](7)(قال: حدثتني عمتي (8) عمرة) لا يعرف حالها ووهم من جعلها بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة.
(عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تنبذ) بفتح أوله وكسر ثالثه (للنبي صلى الله عليه وسلم غدوة) النهار (فإذا كان من العشي) بتشديد الياء آخره (فتعشى) بالف في آخره دون همز (شرب على عشائه) منه.
(1)"المفهم" 5/ 272 - 273.
(2)
فوقها في (ح): (ع).
(3)
في (ل): سعيد.
(4)
"الثقات" 8/ 310.
(5)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 4/ 359.
(6)
"السنن الكبرى" 5/ 113 (5190).
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م)، (ل).
(8)
ساقطة من (م)، (ل).
فيه استعمال الحلو بعد العشاء، وإن كان شرابًا فهو أولى (وإن فضل) بفتح الضاد، وكسرها لغة (شيء) منه (صببته) بفتح الباء الأولى (أو فرغته) في إناء آخر. وحديث عائشة هذا محمول على نبيذ [قليل يفرغ في يومه، أو يفضل منه شيء يسير لا يكفي عشاء، فيصبه أو يفرغه من الوعاء؛ لينبذ فيه عوضه؛ ليشربه بعد العشاء.
وأما حديث ابن عباس الآتي بعده محمول على نبيذ] (1) كثير يبقى منه شيء كثير فيتأخر اليومين والثلاثة، أو يحمل حديث عائشة على ما ينبذ في زمن الحر بحيث يخشى فساده إذا أقام أكثر من يوم. وحديث ابن عباس في زمن بارد لا يخاف تغيره قبل الثلاث.
(ثم تنبذ له بالليل) أي: في الليل، فـ (الباء) بمعنى (في) كقوله تعالى:{مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ} (2)(فإذا أصبح تغدى) فيه الأكل أول النهار (فشرب على غدائه) فيه أكل الحلو (3) وشربه عقب الغداء وكذا العشاء، ويدخل في الحلو الشراب من العسل المذاب، والتمر والزبيب الذي ينبذ في الماء، وكذا مأكول الحلو من حلوى وغيرها.
قال بعضهم: الحلاوة بعد الطعام خير من كثرة الألوان، والتمكن على المائدة خير من زيادة لونين، وأكل الحلو أو شربه عقب الأكل من الطيبات التي تورث الرضا عن اللَّه تعالى وتخلص الشكر له (4).
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(2)
الصافات: 137 - 138.
(3)
ساقطة من (م)، (ل).
(4)
انظر: "إحياء علوم الدين" 2/ 16.
(قالت) وكانت (تغسل السقاء له غدوة وعشية) لفظ رواية النسائي: وكان يغسل الأسقية فلا يجعل فيها درديًّا ولا غيره (1). انتهى. ولعل عائشة كانت تغسل السقاء في الأكثر، وربما غسله النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجدها مشتغلة بغيره (فقال لها) يشبه أن يكون مقاتل بن حيان لعمرة (أبي) حيان الخزاز أيغسل السقاء (مرتين في) كل (يوم) غدوة وعشيًّا؟ (قالت) عمرة (نعم) وفيه دليل على استحباب غسل الإناء إذا فرغ من الأكل أو الشرب منه، ويتكرر الغسل بتكرر فراغه من الطعام أو الشراب، ويتولى غسل ذلك الزوجة أو الخادم إن كانا، وإلا فالآكل.
ولم أجد في غير هذا الحديث ذكر هذِه السنة، ولم أقف على ذكرها لأحد من العلماء، ولا يبعد أن تكون مسطورة.
[3713]
(حدثنا مخلد بن خالد) الشعيري العسقلاني، نزيل طرسوس شيخ مسلم (حدثنا أبو معاوية)(2) شيبان بن عبد الرحمن المؤدب النحوي التميمي مولاهم البصري (3).
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش عن أبي عمر يحيى) بن عبيد الكوفي، أخرج له مسلم في الأشربة (البهراني) بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وبعد الألف نون، نسبة إلى بهراء، نزل أكثرها مدينة حمص من الشام، وهو بهراء بن عمرو من قضاعة.
(1)"المجتبى" 8/ 333، "السنن الكبرى" 3/ 244، 4/ 191.
(2)
فوقها في (ح)، (ل):(ع).
(3)
كذا في الأصول وهو خطأ، إنما الصواب: محمد بن خازم الضرير، وانظر ترجمتيهما في "تهذيب الكمال" 12/ 592، 25/ 123.
(عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان ينبذ للنبي (1) صلى الله عليه وسلم الزبيب) زاد مسلم: في السقاء (2)(فيشربه اليوم) لفظ النسائي: كان ينقع له الزبيب أول الليل فيشربه يومه (3). وفي رواية: إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى (4)(والغد وبعد الغد) ليس في هذا مخالفة لحديث عائشة قبله؛ لذكر اليوم فيه واليومين والثلاثة هنا؛ لأن الشرب في يوم لا يمنع الزيادة عليه، ولعل حديث عائشة كان في زمن الحر حيث يخشى فساده في الزيادة على اليوم، وهنا حيث يؤمن فيه التغير قبل الثلاث كما تقدم.
(إلى مساء) الليلة (الثالثة) قال النووي: مساء. الثالثة: تقال بضم الميم وكسرها لغتان مشهورتان، الضم أرجح (5).
(ثم يأمر به فيسقى الخدم) جمع خادم، ويجمع على خدام، والخادم يطلق على الغلام والجارية، والخادمة في المؤنث بالهاء قليل.
لفظ النسائي: فإذا كان في آخر الليلة الثالثة سقاه أو شربه، فإان أصبح منه شيء أهراقه (6)(أو) أمر به فصب [فإذا](7) فضل (8) منه شيء
(1) في (م)، (ل): لرسول اللَّه.
(2)
مسلم (2004/ 82).
(3)
"المجتبى" 8/ 333، "السنن الكبرى" 3/ 244.
(4)
رواه مسلم (2004/ 79).
(5)
"مسلم بشرح النووي" 13/ 175.
(6)
"المجتبى" 8/ 333، "السنن الكبرى" 3/ 244.
(7)
زيادة يقتضيها السياق.
(8)
ساقطة من (م).
بعدما أصبح (يُهراق) بضم أوله؛ لأنه إذا صار مسكرًا حرم شربه (1) وكان نجسًا فيراق ولا يسقيه للخادم؛ لأن الخادم لا يجوز أن يسقى المسكر، كما لا يجوز له شربه، أما إذا كان في مبادئ السكر فيسقيه الخادم ولا يريقه، لأنه مال يحرم إضاعته، ويترك شربه تنزهًا.
(قال: ) المصنف (معنى) قوله: (يسقى الخدم: ) أي: (يبادر به الفساد)، أي يسارع إلى سقيه خادمه أو دابته؛ لئلا يفسد بالإسكار، وفيه المبادرة إلى أكل ما يخاف فساده أو إطعامه لمحتاج إليه ولو دابة أو أشجارًا ونحوها.
* * *
(1) بعدها في (م): أما إذا. ولعل الأصوب أن تكون بعد كلمة: فصب السابقة.