الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب الأَكْلِ بِاليَمِينِ
3776 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ الزُّهْريِّ، أَخْبَرَني أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ جَدِّهِ ابن عُمَرَ، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِذا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بِشِمالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمالِهِ"(1).
3777 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ لُوَينٌ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ أَبي وَجْزَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبي سَلَمَةَ قالَ: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ادْنُ بُنَي فَسَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمّا يَلِيكَ"(2).
* * *
باب الأكل باليمين
[3776]
(حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا سفيان) بن عيينة (عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبيد اللَّه) بالتصغير (بن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما عن جده) عبد اللَّه (ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه) قال عبد الحق: زاد حمزة بن محمد من حديث أبي هريرة: "وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه"(3) الأمر في الأكل والشرب باليمين على جهة الندب؛ لأنه من باب تشريف اليمين على الشمال؛ وذلك لأنها أقوى في الغالب وأسبق للأعمال،
(1) رواه ومسلم (2020).
(2)
رواه ومسلم (2022).
(3)
رواه ابن ماجه (3266) من حديث هشام بن حسان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وأمكن في الأشغال، وهي مشتقة من اليمن وهو البركة، وقد شرف اللَّه أهل الجنة بأن ينسبهم إليها، كما ذم أهل النار حين نسبهم إلى الشمال فقال:{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27)} (1) ثم قال: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41)} (2).
(فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله) ظاهره أن من أكل بشماله أو شرب بها تشبه بالشيطان في فعله، ولقد أبعد من تعسف من إعادة الضمير من شماله على الآكل وأن الشيطان يأكل معه، زاد أحمد:"ويعطي بشماله"(3) وفي نسخة: "ويأخذ بشماله"(4).
[3777]
(حدثنا محمد بن سليمان) شهرته (لُوَين) بضم اللام، وفتح الواو، وبعد ياء التصغير نون، أبو جعفر الأسدي، سمي لوين؛ لأنه كان إذا باع الفرس قال: هي لوين. يعني: لونها حسن، وقد وثقه النسائي.
(عن سليمان (5) بن بلال) القرشي التيمي.
(عن أبي وجزة) بفتح الواو، وسكون الجيم، وفتح الزاي، ثم هاء (6) واسم أبي وجزة: يزيد بن عبيد السعدي المدني.
(1) الواقعة: 27.
(2)
الواقعة: 41.
(3)
هو عند ابن ماجه (2166)، ولم أجده في "مسند أحمد".
(4)
ابن ماجه (3266).
(5)
فوقها في (ل)، (ح):(ع).
(6)
جاء بعدها في (ح): وفتح الحاء المهملة وسكونها كني بالوجزة، وهي وزغة تلصق بالأرض.
قال يحيى بن معين: ثقة (1).
(عن عمر بن أبي سلمة) بن عبد الأسد، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ابن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من حديث أبي نعيم وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة (2)، وذكر الترمذي أنه روي عن أبي وجزة عن عمر بن أبي سلمة وأخرجه عن رجل من مزينة، كما ذكره الترمذي (3). قال النسائي: هذا هو الصواب.
(قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ادن) بضم الهمزة، وسكون الدال، من الدنو، وهو القرب (بني) حذف منه حرف النداء: يا بني، سماه ابنه تجوزًا؛ لأنه ابن زوجته، وفي البخاري:"يا غلام سم اللَّه"(4). أي: قل (باسم (5) اللَّه) جمع في هذا الحديث ثلاث سنن: الأولى: التسمية في أول الأكل، وإن كان الآكل جنبًا أو امرأة حائضًا (6)، فإن نسي أوله فليقل في أثنائه: باسم اللَّه أوله وآخره. كما تقدم.
(وكل بيمينك) هذِه السنة الثانية وهي الأكل باليمين، قال الطبري: فيه أنه لا يجوز الأكل والشرب باليد اليسرى، إلا لمن بيده اليمنى علة
(1) انظر: "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 187، 203.
(2)
رواه النسائي في "الكبرى" 4/ 175 (6760) و 6/ 78 (10111) من طريق أبي نعيم. ورواه البخاري (5376)، ومسلم (2022)، والنسائي 4/ 175 (6759) و 6/ 77 (10109)، وابن ماجه (3267) من طريق الوليد بن كثير. كلاهما عن وهب بن كيسان به.
(3)
"سنن الترمذي"(1857).
(4)
البخاري (5376)، مسلم (2022).
(5)
كذا في جميع النسخ، وفي "السنن": فسم.
(6)
في جميع النسخ: حائض.
مانعة من استعمالها، ومثله الأخذ والإعطاء والرفع والوضع والبطش.
(وكل مما يليك) هذِه السنة الثالثة: الأكل مما يلي الآكل، فإن كان الطعام نوعًا واحدًا فلا فائدة فيه إلا سوء أدب وتقزز للنفوس مما خاضت فيه الأيدي، لا سيما في الأمراق والأطعمة الرطبة، فإن اختلفت أجناس الطعام فيباح اختلاف الأيدي في الصحفة والطبق؛ ليأخذ الإنسان مما يشتهيه من ذلك، وروى الإمام أحمد عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت يتيمًا في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا غلام سمِّ اللَّه وكل مما يليك"(1).
ويدل على ذلك ما رواه الترمذي من حديث عبيد اللَّه بن عكراش عن أبيه وأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ثريًدا وتخبطت يده في نواحيها، فقبض يده اليسرى على يده اليمنى، وقال له:"يا عكراش، كل من موضع واحد؛ فإنه طعام واحد"، ثم أتينا بطبق فيه رطب، قال: فجعلت آكل من بين يدي، وجالت يد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الطبق وقال:"يا عكراش، كل من حيث شئت؛ فإنه غير لون واحد"، ثم أتينا بماء فغسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يديه ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه، وقال:"يا عكراش، هذا الوضوء مما غيرت النار"(2).
* * *
(1)"المسند" 4/ 26.
(2)
"سنن الترمذي"(1848). ورواه أيضًا ابن ماجه (3274). والحديث أعله ابن الملقن في "البدر المنير" 2/ 415 بعبيد اللَّه بن عكراش. وضعفه الألباني في "الضعيفة"(5098).