الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - باب في كَراهِيَة التَّقَذُّر لِلطَّعامِ
3784 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدٍ النُّفَيْليُّ، حَدَّثَنا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنا سِماكُ بْن حَرْبٍ حَدَّثَني قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ عَنْ أَبِيهِ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقالَ إِنَّ مِنَ الطَّعامٍ طَعامًا أَتَحَرَّجُ مِنْهُ. فَقالَ: "لا يَتَخَلَّجَنَّ في صَدْرِكَ شَيء ضارَعْتَ فِيهِ النَّصْرانِيَّة"(1).
* * *
باب في كراهية التقذر للطعام
[3784]
(حدثنا) عبد اللَّه بن محمد (النفيلي) نسبة إلى جده نفيل، روى عنه البخاري في آخر تفسير (2) سورة البقرة (3)(حدثنا زهير، حدثنا سماك بن حرب، قال: حدثني قبيصة بن هلب) بضم الهاء وسكون اللام بعدها باء موحدة، ويقال: هلب بفتح الهاء وكسر اللام، وصوبه بعضهم، وهو لقب له، واسمه يزيد بن قتادة، وقيل: يزيد بن عدي بن قتادة، وقيل: بل هو هلب بن يزيد (عن أبيه) هلب الطائي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرع فمسح رأسه، فنبت شعره، فسمي الهلب لذلك، وهو كوفي (قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسأله رجل) عن شيء من طعام النصارى (فقال: إن من الطعام طعامًا أتحرج
(1) رواه الترمذي (1565)، وابن ماجه (2830)، وأحمد 5/ 226.
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(7663).
(2)
ساقطة من (ل)، (م).
(3)
البخاري (4545).
منه) أي: أضيق على نفسي الأكل منه، يقال: تحرج فلان إذا فعل فعلًا تحرج به، من الحرج، وهو الإثم والضيق.
(فقال: لا يتحلجن) بفتح التحتانية والفوقانية والحاء المهملة واللام المشددة والجيم (في صدرك) طعام، أي: لا يدخل قلبك منه شيء يتردد فيه؛ فإنه نظيف، فلا يدخل فيه الريب والشك، وأصله من الحلج بفتح الحاء وسكون اللام، وهو الحركة والاضطراب، ومنه سمي حلج القطن، قال في "النهاية" وغيرها: ويروى بالخاء المعجمة من الخلج، أي: لا يتحركن الشك في قلبك، إن ما شابهت فيه النصارى حرام أو خبيث أو مكروه (1)، وهو الجذب والنزاع، ومنه الحديث:"لتردن عليَّ الحوض، ثم لتختلجن دوني"(2) أي: تجتذبون وتقتطعون دوني (شيء ضارعت) أي: لا يتحركن في صدرك وقلبك ما شابهت (فيه النصرانية) أي: تشابه به النصارى، فإنه حرام أو خبيث أو مكروه، وفيه النهي عن التشبه بالنصارى واليهود بما يقع في قلوبهم من الشكوك والاعتقادات الباطلة والتقذر من الأطعمة التي أباحها الشارع (3).
* * *
(1)"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 85.
(2)
رواه البخاري (6576).
(3)
في (ل)، (م): الشرع.