الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب في الكَرْعِ
3724 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْن أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا يُونُس بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَني فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الحارِثِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: دَخَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحابِهِ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ وَهوَ يُحوِّلُ الماءَ في حائِطِهِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ:"إِنْ كانَ عِنْدَكَ ماءٌ باتَ هذِه اللَّيْلَةَ في شَنٍّ وَإِلَّا كَرَعْنا". قالَ: بَلْ عِنْدي ماءٌ باتَ في شَنٍّ (1).
* * *
باب في الكرع
[3724]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يونس (2) بن محمد) المؤدب البغدادي (حدثني فليح، عن سعيد بن الحارث) قاضي المدينة.
(عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم و) دخل معه (رجل من أصحابه) ولفظ البخاري: عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له (3). (على رجل من الأنصار) زاد البخاري: فسلم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فردَّ الرجل -يعني: السلام- فقال: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، بأبي أنت وأمي، وهي ساعة حارة (4). انتهى.
(وهو يحول الماء في حائطه) لفظ البخاري: في حائط له (5). والتحويل هو النقل من قعر البئر إلى ظاهره وإجراء الماء من جانب إلى
(1) رواه البخاري (5613).
(2)
فوقها في (ح): (ع).
(3)
البخاري (5613، 5621).
(4)
البخاري (5621).
(5)
السابق دون لفظ: له.
جانب في بستانه.
(فقال) له (رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن كان عندك ماء بات هذِه الليلة في شنٍّ) زاد ابن ماجه: "فاسقنا"(1).
والشنّ والشنّة بفتح الشين المعجمة وتشديد النون هو القربة الخَلَقُ، وهي أشد تبريدًا من الجدد للماء، وفيه جواز تبريد الماء وتبييته في الأواني والأماكن التي يبرد فيها، قال المأمون: شرب الماء بالثلج يخلص الشكر للَّه تعالى (2).
(وإلا كَرَعنا) بفتح الكاف والراء، وقد تكسر الراء، يقال: كرع من النهر وغيره إذا شرب منه بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء كما تكرع البهائم؛ لأنها تدخل فيه أكارعها. قال ابن دريد: إنما يقال: كرع إذا خاض الماء وشرب منه (3). وروى ابن ماجه عن ابن عمر قال: مررنا على بركة، فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تكرعوا، ولكن اغسلوا أيديكم ثم أشربوا فيها؛ فإنه ليس إناء أطيب من اليد"(4). وفي رواية له: نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا -وهو الكرع- ونهانا أن نغترف باليد الواحدة، وقال: "لا يلغ أحدكم
(1) ابن ماجه (3432).
(2)
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 188 بنحوه.
(3)
"جمهرة اللغة" 2/ 771.
(4)
"سنن ابن ماجه"(3433).
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 4/ 48: إسناده ضعيف لضعف ليث وهو ابن أبي سليم.
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(2845).
كما يلغ الكلب، ولا يشرب باليد الواحدة كما شرب القوم الذين سخط اللَّه عليهم، في قوله:{إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} (1) ولا يشرب بالليل من إناء حتى يحركه، إلا أن يكون إناءً مخمرًا، ومن شرب بيده وهو يقدر على الإناء يريد التواضع كتب اللَّه له (2) بعدد أصابعه حسنات، وهو إناء عيسى ابن مريم إذ طرح القدح زهدًا مع الدنيا" (3).
(قال: بلى عندي ماء بات في شن) زاد البخاري: فانطلق إلى العريش (4). ولابن ماجه: وانطلقنا معه (5). ثم قال في البخاري: فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أعاد، فشرب الرجل الذي جاء معه (6).
* * *
(1) البقرة: 249.
(2)
ساقطة من (ح).
(3)
"سنن ابن ماجه"(3431).
والحديث في إسناده بقية بن الوليد، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 4/ 47: إسناده ضعيف لتدليس بقية بن الوليد وقد عنعنه.
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(2168).
(4)
البخاري (5621).
(5)
"سنن ابن ماجه"(3432).
(6)
البخاري (5613، 5621).