الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمله بها، والوقف قربة إلى الله تعالى فلا تبقى معها، وإن عاد إلى الإسلام لا يعود إلى الوقفية بمجرد العودة، فإن مات قبل أن يجدد فيه الوقفية كان ميراثًا عنه، ولو جعلها وقفًا على ولده ونسله وعقبه ثم من بعدهم على المساكين، ثم ارتد بعد ذلك عن الإسلام فمات أو قُتل عليها؛ يبطل الوقف وترجع ميراثًا، ولو وقف وهو مرتد كان وقفه باطلًا؛ لأن أبا حنيفة لا يجيز تصرفه في المال الذي في يده، حتى لو قُتل على ردته أو مات عليها يكون جميع تصرفاته في ماله باطلة"
(1)
.
(ج) وقف غير أهل الكتاب:
المراد بغير أهل الكتاب عند جمهور الفقهاء عدا اليهود والنصاري
(2)
.
أما الحنفية فقد عبر عن مذهبهم ابن الهمام الحنفي بقوله: الكتابي من يؤمن بنبي ويقر بكتاب، والسامرية من اليهود، أما من آمن بزبور داود وصحف إبراهيم وشيث؛ فهم أهل كتاب، تحل مناكحتهم عندنا
(3)
.
ونتناول بالبحث فيما يأتي وقف طوائف من غير أهل الكتاب:
1 - وقف الصابئة:
المسألة الأولى: تعريف الصابئة:
الصابئة لغة: جمع الصابئ، والصابئ من خرج من دين إلى دين، يقال: صبأ فلان إذا خرج من دينه
(4)
.
(1)
الإسعاف في أحكام الأوقاف، برهان الدين بن موسى بن أبي بكر ابن الشيخ الطرابلسي الحنفي، المطبعة الهندية، مصر، ط 2، 1320 هـ/ 1902 م، 145.
(2)
انظر: مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي، مصطفى بن سعد بن عبده الدمشقي الحنبلي، 5/ 111، والمنتقى شرح الموطأ، أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي، 2/ 172.
(3)
انظر: فتح القدير، كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي المعروف بابن الهمام، 3/ 229.
(4)
انظر: لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، مادة (صبأ) 1/ 107، والمفردات في غريب القرآن، أَبُو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، دار القلم، الدار الشامية، دمشق، بيروت، ط 1، 1412 هـ، 457.
وقد اختلف الفقهاء في تعريف الصابئة على أقوال منها:
القول الأول: أنهم قوم كانوا على دين نوح عليه السلام
(1)
.
القول الثاني: قال أبو حنيفة: الصابئة قوم يؤمنون بكتاب، فإنهم يقرأون الزبور، ولا يعبدون الكواكب، ولكن يعظمونها كتعظيم المسلمين الكعبة في الاستقبال إليها، إلا أنهم يخالفون غيرهم من أهل الكتاب في بعض دياناتهم
(2)
.
القول الثالث: قال أبو يوسف ومحمد: الصابئة قوم يعبدون الكواكب، وعابد الكواكب كعابد الوثن
(3)
.
القول الرابع: المذهب عند الحنابلة أن الصابئة جنس من النصارى
(4)
.
القول الخامس: قال سعيد بن جبير: إنهم بين المجوسية والنصرانية
(5)
.
القول السادس: يرى الشافعية والزيدية أن الصابئة طائفة من النصارى
(6)
.
القول السابع: قال زكريا الأنصاري: تطلق الصابئة على قوم أقدم من النصارى يعبدون الكواكب السبعة ويضيفون الآثار إليها وينفون الصانع المختار
(7)
.
(1)
انظر: المفردات في غريب القرآن، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، 475.
(2)
انظر: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، علاء الدين الكاساني، 2/ 271.
(3)
انظر: المرجع السابق، 2/ 271.
(4)
انظر: المبدع شرح المقنع، أبو إسحاق برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح، 3/ 313.
(5)
انظر: المنتقى شرح الموطأ، أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي، 3/ 112.
(6)
انظر: أسنى المطالب في شرح روض الطالب، زين الدين أبو يحيى زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري السنيكي، 3/ 161، والبحر الزخار الجامع لمذاهب الأمصار، أحمد بن يحيى بن المرتضي، دار الكتاب الإسلامي، 6/ 457.
(7)
انظر: أسنى المطالب في شرح روض الطالب، زين الدين أبو يحيى زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري السنيكي، 3/ 161.