الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل المراد الأعداد منها شَفْع ووتر، فهذه عشرة أقوال.
وقيل الشفع الصلوات، والوتر المغرب.
وقيل الشفع رجب وشعبان، والوتْر رمضان.
وقيل الشَّفْع صفات الْخَلْق كالعجز والقدْرة، والعلم والجهل، والعزّ والذل.
وقيل الشّفْع ما يتكرر من الفرائض، كالصلاة، والصوم.
والوتر: ما لا يتكرر.
وقرئ الوتر بفتح الواو وكسرها، وهما لغتان.
(شُرَّعًا) :
بضم الشين: ظاهرة قَرِيبة منهم.
يقال شرع منا فلان، إذا دنا، وقِصَّتهم أن الله تعالى أكرم موسى عليه السلام بيوم السبت، وأمره أنْ يأمر بني إسرائيل بتعظيمه، ولا يشغلوا بشيء من أحوال الدنيا، وكانت بلدة يقال لها أيْلَة، وكان أهلها صيّادين يصطادون السمك، فأرسل الله تعالى إليهم داود عليه السلام، وامره ان يمنع الصيادين عن صَيْد السمك في يوم السبت، وأباح لهم في سائر الأيام، فبلَّغَ داود عليه السلام رسالةَ ربه، فلم يقبل اليهود، فابتلاهم اللَّهُ تعالى، فكانت تدخل سمكُ جميع الأبحر في بَحْرهم يوم السبت، ولا تدخل في سائر الأيام سمكةٌ قط، فوقع القحط والغلاء، وسقَط الله عليهم الجوع، فاضطروا فحفَروا حياضا وأنهاراً، وأسالوا الماءَ من الأنهار في الحياض يوم السبت، فإذا رأوا امتلاءَ الحياض أَلْقَوْا شباكهم يوم الجمعة بعد العصر، وأخرجوها يوم الأحد، فيأكلون ويبيعون، فنصحهم العلماء والحكماء الزّهاد بالكف عن صيدهم، فلم يمتنعوا.
فلما لم يسمعوا مواعظهم خرجوا مِنْ ديارهم كي لا يُعاقَبوا معهم، فلما أراد الله عقوبتهم بعد إمهالهم سنتين أرسل إليهم رسولا لينصحهم ويعظهم، فلم يتعظوا، فيوماً من الأيام دخل العلماء في البلدة فلم يروا فيها أحداً من الناس، ففتحوا أبوابَ البيوت، ودخلوا فرأوا الذكور والإناث كلّهم قد مسخوا قردة، قال تعالى:(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ) ، الآية، والإشارة فيه كأن الله تعالى يقول: مَنِ احتال في صيد السمك جزاؤه أنْ أحَوِّل صورته قِرَدة، فكيف بمن احتال في تحليل ما حرَّمْتُ من خَمر ورِبا، أفلا يخاف من تحويل صورته وإن رَفع اللَّهُ مَسْخَ الظاهر ببركة سيدنا ومولانا محمد الطاهر، فإنَّ مَسْخَ البواطن معلوم كما هو مشاهَدٌ في
الشّرَط والْجَلَاوِزة وشِبْههم، تراهم طولَ يومهم يروعون الناس، ويغضبون في وجوههم، فهؤلاء مُسخوا على صورة الكلاب، ومنهم على صورة الخنازير، وهم أهل القَذَارة والبلادة، وهكذا تَتَبع بنظرك صفةَ كل شخص في خَلْقه تستدلّ بذلك على مسخ قلبه ما هو.
وقد يبقى متحيِّرا لا مَسْخَ في قلبه، إِلا أن قلبه قد مات، وقد أخبر بذلك الصادقُ المصدوق في قوله:
" يأتي على الناس زمان يموت فيه قلْبُ المرء كما يموت بَدَنُه، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
لأن القلب إذا لم تبق فيه تلك الحرارةُ الغريزية حتى يَفْقَه مصالِحه فهو ميت، وقد يكون موته حقيقياً. والله أعلم.
والقدرةُ صالحة أن يكون حسيًّا أو معنويا، فإنه إذا لم ينتفع بقلبه في النوع
الذي أرِيد منه، وتوالَتْ عليه الشهواتُ حتى لا يَرَى إلا هي، فذلك مَوْتُه، لأن الفائدة التي في حياة القلب معدومة منه، ولذلك شبه صلى الله عليه وسلم الذاكر به بالْحَي، والغافل بالميت، واحتمل أن يكون موته حسيًّا حيث شاء الله كما ييبس عُضْو من أعضاء الشخص مثل يَده أو رِجله أو غيره من الجوارح، وباقي بَدنه صحيح القُدْرة صالح.
وقد ذكر بعضُ شُرًاح البخاري عن بعض مَنْ سمع الحديث: أمَا يخشى الذي
يرفع رَأسه قبل الإمام في الصلاة أن يحوِّل الله رأسه رَأسَ حمار! فاستَهْوَنه، ورفع رأسه امتحاناً بما صحَّ عن الصادق المصدوق، فحوَّل اللهُ رَأسَه رَأسَ حمار، وصار عجباً ينظر إليه.
فإن قلت: قد صح أنه صلى الله عليه وسلم أمان من المسخ، فكيف يمسخ هذا، وما معنى الحديث؟
فالجواب: أن معناه تحويل بعض الأجزاء من الإنسان لا مَسْخه كله، وهَبْ
أنه مُسخ كله فهو أمَان في الغالب وفي جميع الأمة، وأما في بعض الأفراد
فممكن والله أعلم.
وإذا تأمَّلْتَ إخبارَ الله لرسوله في أصحاب السبت في مواضع
تَجد ذلك تحريضاً وتأكيداً للنهي عن ارتكاب ما حَرّم الله ورسوله، أوّلها قوله:
(إنما جُعِل السَّبْتُ على الذين اختلَفُوا فيه) .
(ولقد علمْتُم الذينَ اعتَدَوْا منكم في السَّبت) .
(أو نَلْعَنَهُمْ كما لَعَنَّا أصحابَ السَّبْت) .
(قلْنَا لهم لا تَعْدُوا في السبت) .
(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ) .
وافترقت بنو إسرائيل ثلاث فرق: فرقة عصت بالصيد يوم السبت، وفرقة
نهت عن ذلك واعتزلت، وفرقة سكتت واعتزلت ولم تَنْهَ ولم تعْص، وإن هذه الفرقة لما رأت مهاجرةَ الناهية وطغيان العاصية قالوا للفرقة الناهية: لم تَعِظُونَ قوماً يُريد اللَهُ أنْ يُهلكهم أو يعذبهم، فقالت الناهية: ننهاهم معذرة إلى الله، ولعلهم يتقون: فهلكت الفِرقةُ العاصية، ونَجَت الناهية، واختلف في الثالثة، هل هلكت لسكوتها أو نجت لاعتزالها وتَرْكها العصيان.
فانظر يا محمدي، كيف يكون حالُك لولا أنَّ الله مَنَّ عليك بني كريم شفع
لك وفيك، كما قال صلى الله عليه وسلم:
" حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، أمّا حياتي فأسنُّ لكم وأشرع لكم الشرائع، وأما مماتي فإن ذنوبكم تُعْرَضُ عليَّ، فما كان منها سيئاً استغفرتُ الله لكم ".
فأكثِر من الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله في كل وقت وحين.
(شُقَّة) ، أى طريق ومسافة.
(شُعُوب) .
جمع شَعب بفتح الشين، وهو أعظمِ من القبيلة، وتحته القبيلة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة، وهم القرابة الأدْنون، فمُضَر وربيعة وأمثالهما شعوب، وقريش قبيلة، وبنو عبد مناف، وبنو هاشم فخذ - ويقال بإسكان الخاء فَرْقاً بينه وبين الجارحة، وبنو عبد المطلب فصيلة.
وقيل الشعوب في العجم والقبائل في العرب، والأسباط في بني إسرائيل.
(شُوَاظ) :
لهب نار.
وقرئ بكسر الشين، وهما لغتان.
(شُهُب) :
جمع شهاب، وهو كل متوقد مضيء.
فإن قلت: ما فائدة تكريره في سورة الجن في موضع واحد؟
والجواب: أنه كرره لاختلاف اللفظ، ووصف الحرس بالشديد، وهو مفرد، لأنه يحتمل أن يُريد به الملائكة الحراس أو النجوم الحارسة.
(شيث) : ولد آدم عليه السلام.
(شيبا) ، وهو في اللغة الأبيض الرأس، وقوله تعالى:(لا شِيَةَ) ، أي لا لون فيها غير الصفرة، وهو من وَشَى، ففاؤه واو محذوفة كعدة.
(شِقَاق) :
عداوة وقصد المخالفة وقد قدمنا أن تنكير العزة والشقاق للدلالة على شدتهما وتفاقم الكفار فيهما.
(شِرْعَة) ، أي شريعة يتبعونها، وقد استدل بها من قال إن شريعة مَنْ قبلنا في الفروع ليست شرعاً لنا.
وقيل الشرعة معناها ابتداء الطريق.
(شِيَعا) :
جمع شيعة، أي متفرقين، كل فرقة تتشيَّع لمذهبها.
وقوله: (في شِيَع الأوَّلين) ، أي أمَم الأولين.
(شِقَ الأنْفس) ، أي مشقَّتها.
(شِرْذِمة) .
أي طائفة من الناس، وفي هذا احتقار لهم، على أنا قدمنا أنهم كانوا ستمائة ألف، ولكن جنود فرعون أكثر منهم بكثير.
(شِرْب) : نصيب.
(شِيعته) :
أعوانه، مأخوذ من الشياع، وهو الحطب الصغار الذي يُشعل به النار ويعين الحطب الكبار على اتّقاد النار.
وقيل الشيعة الأتباع من قولهم: شاعك كذا وكذا إذا اتبعك.
(شِعْرَى) :
نجم في السماء، ويسمى كلب الحيار، وهما شِعرْيَان: الغُمَيْصَاء، والْعَبُور.
وقد قدمنا تخصيصهما بالذكر لعبادةِ بعْض العرب لهما.