الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سامعةً مطيعة، وإن كان الإخبار الأول عن السماء والآخر عن الأرض فلا
تكرار.
(والليلِ وما وَسَق)،:
أقسم اللهُ بالليل وما جمع فيه لأنه يضمُّ الأشياء ويسترها بظلامه.
ومنه الوَسْق.
(والقمر إذا اتَّسَقَ) ، أي امتلأ نوره، مشتق من الوَسْق.
(وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)
.
الضمير عائد على النار، يعني أنَّ من تنفعه الذكرى وتؤَثّر فيه لا تحرقه النار
الكبرى، وسماها بذلك بالنظر إلى نار الدنيا وقيل بالنظر إلى غيرها من نار
جهنم، فإنها تتفاضَلُ بالنظر إلى مَنْ فيها، وكِلَا القولين صحيح، إلا أن الأوَّل أظهر للحديث: " ناركم هذه التي توقد جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم.
ونزلت الآية في الوليد بن المغيرة، أو عُتبة بن ربيعة، وضمير المفعول للذكرى.
(وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) .
أقسم اللهُ بهذه المخلوقات.
وقد أكثر علماؤنا رضي الله عنهم الأقوالَ فيها، فقيل: إن الفجر الصبح، وقيل بانفجار الماء من أصابع نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل بانفجار الصخرة، وإخراج الناقةِ لقوم صالح، وقيل بانفجار دموع العاصين، وقيل بانفجار الموتى من القبور، وقيل بانفجار الملائكة من السماء في قوله:(يوْم تَشَقَقُ السماءُ بالغَمَامِ) ، وقيل بانفجار المعرفة من قلوب المطيعين، لقوله:(أفَمَنْ شَرحَ اللهُ صَدْرَه للإسْلَام) ، وانفجار المعصية من
قلوب العاصين، لقوله تعالى:(يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) .
وكذلك الليالي العشر، قيل: هي الليالي العشر من أول ذي الحجة، وقيل أوائل المحرم، وقيل أوائل رمضان، وقيل العشر المذكورة في قوله تعالى:(وأتممناها بعَشرٍ) .
وقيل بالعشر الآيات
المذكورة في قوله تعالى: (فأتُوا بعَشْرِ سوَرٍ مثله مفْتَريات) .
وهذا بعيد لعدم دخول الليالي فيها.
(تواصَوْا بالصَّبْرِ وتواصَوْا بالْمَرْحمة) .
أى وصى بعضُهم بعضاً بالصبر على قضاء الله ورحمة المساكين وغيرهم من المخلوقات.
وفي هذه الآية إشارةٌ إلى صبر المسلمين على إذايةِ الكفار، وعلى هذا فهي منسوخة بآية السيف.
والظاهر أنها عامةٌ بالتحذير من الانزعاج والصبر على مَنْ أوذي من
المسلمين، ورحمتهم بالدعاء لهم بالهداية والتوفيق.
(والشمس وضُحَاهَا) .
بالفتح والمد ارتفاع الضوء وكماله إلى الزوال، وقيل الضحى النهار كلّه، والأول هو المعروف في اللغة.
(والقمر إذا تلَاها) .
أى تبعها، والضمير للشمس، واتباعه لها بكثرة ضَوْئه، لأنه أضوأ الكواكب بعد الشمس ولا سيما ليلة البدر، أو يتبعها في طلوعه، لأنه يطلع بعد غروبها، وذلك في النصف الأول من الشهر، أو يتبعها في أخذه من نورها، لقوله تعالى:(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمَحَوْنَا آيةَ الليلِ وجعلنا آيةَ النهار مُبْصِرَة) .
وقد صح أن جبريل مسحها فأذهب بعْضَ ضوئِها، وبهذا احتجت الشمس بتفضيلها على القمر.
(والنهارِ إذا جَلَاّها) .
أي كشفها وأظهرها، وضمير المفعول للشمس، وضمير الفاعل للنهار، لأن الشمس تنجلي بالنهار، فكأنه هو جَلَاّها.
وقيل ضمير الفاعل للَه.
وقيل: الضمير المفعول للظلمة أو للأرض أو للدنيا.
وهذا كله بعيد، لأنه لم يتقدم ما يعودُ الضمير إليه.
فإن قلت: النصب في (إذا) مُعْضل، لأنك لا تخلو إما أن تجعل الواوات عاطفة فتنصب بها فتخير في العطف على عاملين، وفي نحو مررت أمس بزيد واليوم عمرو.
وإما أن تجعلهن للقسم، فتقع فيما اتفق الخليل وسيبويه على استكراهه؟
والجواب فيه: أنَّ واو القسم مطرح معها إبراز الفعل اطراحاً كلِّيًّا، فكان لها