الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فصل في أحاديث نبويَّة تفسِّرُ آياتٍ قرآنية منقولة محذوفة الأسانِيد من صحيح البخاري
راجياً من اللَه حُسْن الخاتمة للناقل والقارئ:
(غير الْمَغْضوبِ عليهم) : اليهود.
(ولا الضالَين) : النصارى.
(أزْوَاج مطَهَّرَة) :
من الحيض والغائط والنّخامة والبصاق.
(عَدْل) : فدية.
(سجَّدًا) :
على وجوههم، فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا حبة في شعرة.
(وَيْل) :
وادٍ في جهنم يهوي به الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغَ قَعْرَه.
(يتْلونَه حَقَّ تِلَاوَته) :
يتّبعونه حقّ اتباعه.
(لا ينَالُ عَهْدِي الظَّالين) :
لا طاعةَ إلا في المعروف، وليس لظالم عليك عهد أنْ تطيعه في معصية الله.
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) :
اذكروني يا معشر العباد بطاعتي أذكركم بمغفرتي.
(الذين إذا أصابَتْهم مصيبةٌ) :
ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة.
(يَلْعَنهم اللَاّعِنون) :
يُضرب الكافر ضربة بين عينيه فيسمعه كل دابة إلا الثقلين، فتلعنه كلّ دابة سمعَتْ صوتَه، فذلك قوله:(أولئكَ يَلعَنهم الله ويلعَنهم اللَاّعنون) :
يعني دوابَّ الأرض.
(الحجُّ أشْهُر معلومات) :
شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.
(فلا رَفَثَ ولا فسوقَ ولا جِدالَ في الحج) :
الرفَثُ: التعرض للنساء بالجماع، والفسوق المعاصي، والجدال: جدال الرجل صاحبه.
(لا يؤَاخِذكم الله باللغْوِ في أيمانكم) :
هو كلام الرجل في بيته كلا والله، وبلى والله.
(الطّلَاقُ مَرَّتان) ، والثالثة تسريح بإحسان.
(الذي بِيَدهِ عُقْدَة النكاح) ، الزوج.
(الصَّلَاةِ الوسْطَى) : صلاة العصر.
(سَكينة) : ريح خَخوج.
(يؤْتي الحكمَةَ) ، أي القرآن والعمل به، لأنه قد قرأه
البَرّ والفاجر.
(فيَتَبِغونَ ما تشَابَهَ منه) : هم الخوارج.
وهم الذين تسوَدّ وجوههم.
(الرّاسِخون في العِلْم) :
من برّت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، وعفّ بطنه وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم.
(القَنَاطِير الْمقَنْطَرة) :
القنطار ألف أوقية.
(ولَه أسْلَم مَنْ في السماوات والأرْضِ طوْعاً وَكَرْهاً) .
أما من في السماوات فالملائكة، وأما من في الأرض فمن وُلد على الإسلام، وأما كَرْهاً فمن أتي به من سبايا الأمم في السلاسل والأغلال يقَادون إلى الجنة وهم كارهون.
(مَنِ استطاعَ إليه سبِيلاً) :
الزاد والراحلة.
(ومَنْ كفَر فإن الله غَنيّ عن العالَمين) :
مَنْ تركه يخاف عقوبته ولا يرجو ثوابه.
(اتّقوا الله حَقَّ تقَاتِه) :
أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا يُنسى.
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) :
الخير اتباع القرآن وسنّتي.
(مسَومِين) :
معلمين، وكانت سيما الملائكة يوم بَدْر عمائم سود، ويوم أحد عمائم حمر.
(ولا يَحْسَبَنّ الذين يَبْخَلون بما آتاهم الله مِنْ فَضْله) :
مَنْ آتاه الله مالاً فلم يؤَدِّ زكاته، مثل له شجاع أقْرع له زبيبتان يطوقه
يوم القيامة فيأخذ بلهزمَيْهِ يقول: أنا مالك، أنا كنْزك.
(ألَاّ تَعولوا) :
ألاّ تَجوروا.
(بَدَّلْنَاهم جلوداً غيرها) :
تبدل في ساعةٍ مائة مرة.
(فجزَاؤه جَهنَّم) : إن جازاه.
(فيوَفِّيهم أجُورَهم ويزِيدهمْ مِنْ فَضله) :
الشفاعةُ فيمن وجبت له النار ممَّنْ خرج إليهم المعروف في الدنيا.
(الكلَالَة) : ما خلا الولد والوالد.
(ملوكاً) :
كانت بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم ودابة وامرأة كتب ملكاً.
(فسوف يَأتي اللَّهُ بِقَوم يحِبُّهم) :
أبو موسى الأشعري منهم.
(أو كِسْوَتهم) :
عباءة لكل مسكين.
(لا يَضُرّكم مَنْ ضَلَّ إذا اهتَدَيْتُنم) :
إذا رأيت شُحًّا مطاعاً، وهوًى مَتّبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصّة
نفسك، ودعَ العوام.
وفي حديث آخر: لا يضركم من ضَل من الكفار إذا اهتديتم.
(يَتَوَفَّاكُمْ بالليل) :
مع كل إنسان ملك إذا نام يأخذُ نفسه، فإن أذن الله بقَبْض روحه قبضه وإلا ردّه إليه، فذلك قوله تعالى:(يتوفّاكُم بالليل) .
(ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بظلْمٍ) :
ليس الذي تعنون من الظلم، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح:(إنَّ الشركَ لظلْمٌ عظيم) ، إنما هو الشرك.
(لا تدْرِكهُ الأبصارُ) :
لو أن الجنّ والإنسَ والملائكة والشياطين منذ خُلقوا إلى أنْ فنوا صُفَّوا صفًّا واحداً ما أحاطوا بالله أبداً.
(فَمَنْ يرِدِ الله أنْ يَهْدِيه يَشْرَحْ صَدْرَه للإسلام) :
قالوا كيف يشرح صَدْرَه، يا رسولَ الله، قال: نور يقذف به فينشرح له وينفسح.
قالوا: فهل لذلك من أمارة يُعرف بها، قال: الإنابةُ إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قَبْل لقاء الموت.
(وآتوا حَقّه يَوْمَ حَصَادِه) :
ما سقط من السنبل.
(لا نُكلِّفُ نَفْساً إلا وُسْعَها) :
من أربى على نفسه في الكيل والميزان، والله يعلم صحةَ نيّته بالوفاء فيهما لم يؤاخذ، وذلك تأويل وسعها.
(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا) .
طلوع الشمس من مغربها.
(إنّ الذين فرَّقُوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً) :
هم أصحابُ البِدعَ وأصحاب الأهواء.
(خُذُوا زِينَتَكمْ عند كل مَسْجد) :
صلوا في نعَالكم.
(لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) :
إذا قُبضت روح العبدِ الكافر يُصعد بها إلى السماء فلا يمرون بها على مَلأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفْتح له، فيقول اللَه: اكتبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السّفْلى، فتطرح روحه طرْحاً، اقراءوا إنْ شئتم:(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) .
(ونَاَدَى أصحابُ الأعرافِ) :
هم من استوت حسناته وسيئاته.
وفي حديث آخر: هم ناس قُتلوا في سبيل الله.
وفي حديث آخر: إنهم مؤمنو الجن.
(الطُّوفَان) : الموت.
(تجلّى رَبُّه لِلْجَبَلِ جعله دَكًّا) :
أشار صلى الله عليه وسلم بطرف إِبْهامه على أنملة أصبعه اليمنى فساح الجبَل وخَرَّ موسى صَعِقاً فمن نورها جعله دَكًّا.
(وكتبنا له في الألواح) :
كانت من سِدْرَة النتهى، طول كلّ لوح اثنا عشر ذراعاً.
(وإذْ أخذَ رَبُّكَ مِنْ بني آدمَ من ظُهورهم ذُرِّيَّتَهُم) :
إن الله أخذ الميثاقَ من ظَهْر آدم يوم عرفة، فأخرج من صُلْبِه كلّ ذرية ذرّاها
فنثرها بين يديه ثم كلّمهم، فقال:(ألَسْتُ بربكم قالوا بلى) .
وفي رواية: أخذ من ظهره كما يؤخذ بالْمشط من الرأس، فقال لهم: ألست بربكم، قالوا: بلى.
قالت الملائكة: شهدنا.
(فلما آتاهمَا صالحاً جَعَلَا له شُرَكاء) :
لما ولدت حوَّاء طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال لها: سمِّيه عبد الحارث، فإنه يعيش، فسمَّتْه عبد الحارث، فعاش، فكان ذلك من وَحْي الشيطان وأمْرِه.
(خُذِ العَفْوَ) :
هو أن تَعْفُو عمن ظلمك، وتُعْطِى مَنْ حرمك، وتصِل مَنْ قطعك.
(تخافونَ أنْ يَتَخَطَّفَكم الناسُ) :
هم أهْل فارس.
(وهم يَسْتَغْفِرون) :
أنزل الله عليَّ أمانين لأمتي: (وما كان الله ليعذِّبهم وأنْتَ فيهم) ، فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.
(وَأعِدوا لهم ما استَطَعْتُم من قوة) :
ألَا إن القوةَ الرَّمْي.
(وآخرين مِنْ دونهم لا تَعلَمونهم) :
هم الجن.
(يَوْمَ الحجِّ الأكبر) :
يوم النحر، وقيل: يوم عرفة.
(إنما يَعْمرُ مَساجدَ الله) :
إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشْهدوا له بالإيمان.
(ومَساكِنَ طَيّبةً في جنات عَدْن) :
قال: قصر من لؤلؤ، في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء، في كل بيت سرير، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراش زوجة من الحورِ العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام، في كل بيت سبعون وصيفاً ووَصِيفة، ويعطى المؤْمن في كل غداةٍ من القوة ما يأتي على ذلك كله أجمع.
(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ) :
هو مسجدي.
(يحبون أنْ يتطَهَّروا) :
هو الاستنجاء بالماء.
(السائحون) : هم الصائمون.
(للَّذِينَ أحسنوا الحسْنَى وزِيادة) :
الحسنى الجنة، والزيادة: النَّظَرُ إلى ربهم.
(قل بفَضْلِ الله) :
القرآن، (وبرحمته) : أن جعلكم من أهله.
(ألَا إنَّ أولياءَ الله لا خَوْفٌ عليهم ولا هم يحْزنُون) :
إن من عباد الله ناساً يَغبطهم الأنبياء والشهداء.
قيل: مَنْ هم يا رسول الله، قال:
قوم تحابّوا في الله من غير أموال ولا أنساب، لا يفزعون إذا فزع الناسُ، ولا
يحزنون إذا حزنوا.
(لهم البشْرَى في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة) :
هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو تُرى له، فهي بشراه في الحياة الدنيا، وبُشْراه في الآخرة الجنة.
(إلَاّ قَوْمَ يونس لما آمَنُوا) : لما دعوا.
(ليَبْلوَكُمْ أيكمْ أحسَنُ عَمَلاً) :
أحسنكم عقلاً، وأحسنكُم عقلاً أورعكم عن محارم الله.
وأعملكم بطاعة الله، لم أرَ شيئاً أحسن طلباً ولا أحسن إدراكاً من حسنةٍ حديثة لسيئة قديمة، (إن الحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات) .
(وما كانَ رَبُّك لِيُهْلِكَ القُرَى بظلْم وأهلُها مصْلحون) :
أي يُنْصف بعضهم بعضاً.
(إني رأيتُ أحدَ عشر كوكبا) :
خرثان، وطارق، والذيال، وذو الكنعان، وذو الفزع، ووثاب، وعمودان، وقابس، والذروح، والمصبح، والفيلق، والضياء، والضوء، والنور، يعني أباه وأمه رآها في أفق السماء ساجدة
له، فلما قصَّ رؤياه على أبيه قال: أرى أمْراً مشتتاً يجمعه الله.
(أني لم أخنْه بالغَيْبِ) :
لما قالها يوسف قال له جبريل: اذكر همَّك.
قال: (وما أُبَرِّئُ نَفْسي) .
(ونُفَضِّل بَعْضَها على بعْض في الأكُل) :
الدقل، والفارسي، والحلو والحامض.
(ويسَبِّح الرَّعْد) :
هو ملك من ملائكةِ الله موكَّل
بالسحاب يسوقُه حيث أمره اللَه، وهذا الصوت الذي يسمع صوتُه.
وفي رواية: الرعد يزجر السحاب، والبرقُ طرف ملك يقال له روفيل.
وفي حديث آخر: إن ملكاً موكّلٌ بالسحاب يلمّ القاصية ويلحم الرابية، في يده مخراق، فإذا رفع برقَتْ، وإذا زجر رعدت، وإذا ضرب صعقت.
(طُوبَى لهم) :
هي شجرة في الجنة، مسيرة مائةِ عام.
(يمحو الله ما يشاءُ ويُثْبِت) ، من المحو، ويزيد فيه.
وفي رواية: كلّ ذلك في ليلة القدر، يرفع ويجبر، ويرزق غير الحياة والموت، والشقاء والسعادة، فإن ذلك لا يبدَّل.
وفي رواية عن علي: أنه، سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن هذه
الآية، فقال: لأقِرنَّ عينكَ بتفسيرها، ولأقِرَّنَّ عين أمتي من بعدي بتفسيرها:
الصدقة على وجهها، وبرّ الوالدين، واصْطناع المعروف يحول الشقاء سعادة، ويزيد في العمر.
(لئنْ شَكرْتُمْ لأزِيدَنَّكم) :
من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة.
(ويُسْقَى مِنْ ماء صَدِيد يتَجرَّعُه:
يقربه الله منه فيتكرهه، فإذا أدني منه شوَى وَجْهَه، ووقع فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، يقول الله:(وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) .
وقال: (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ) .
(سواء علينا أجَزعْنا أم صَبرنَا ما لنا مِنْ مَحِيص) :
يقول أهلُ النار: هَلُموا فلنصبر، فيصبرون خمسمائة عام، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا: هلمّوا فلنجزع فيبكون خمسمائة ِ عام، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا:(سواء علينا أجزِعْنَا أم صَبَرْنَا ما لنا مِنْ مَحِيص) .
(مَثَلاً كلمةً طيبة كشجرةٍ طَيِّبة) : هي النخلة.
(ومَثَلُ كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) : هي الحنظل.
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) :
إذا سُئل المسلم في القبر ويشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، فذلك هو التثبيت.
(يوْمَ تبَدَّلُ الأرضُ غَيْرَ الأرضِ) .
يكون الناس يومئذ على الصراط.
وفي رواية: أرض بيضاء كأنها فضّة لم يسفَكْ فيها دَمٌ حرام، ولم يُعمل فيها
خطيئة.
(رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) :
يخرج الله ناساً من المؤمنين من النار بعد ما يأخذ نقْمَته منهم لما أدخلهم النار مع المشركين، قال لهم المشركون: تدّعون أنكم أولياء الله في الدنيا، فما بالكم معنا في النار، فإذا سمع الله ذلك أذِن الله في الشفاعة لهم فتشفَعُ الملائكة ُ والنبيئون والمؤمنون حتى يخرجوا بإذن الله، فإذا رأى المشركون ذلك قالوا: يا ليتنا كنّا مثْلهم، فتدركنا الشفاعة، فنخرج معهم، فذلك قول الله:(رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) .
(لكل بابٍ منهم جُزْءٌ مَقْسوم) :
جزء أشركوا في الله، وجزء شكّوا في الله، وجزء غفلوا عن الله.
(كما أنزلنا على الْمقْتسِمين) :
اليهود والنصارى.
(الذين جعلوا القرآن عِضِين) :
آمنوا ببعض، وكفروا ببعض.
(فورَبِّك لنسألنَّهم أجمعين) :
عن قول لا إله إلا الله.
(زِدْنَاهُمْ عذَابا فَوْقَ العذابِ) :
عقارب مثل النخل الطوال ينهشونهم في جنوبهم.
(جعلنا الليلَ والنهار آيتين) :
كانا شمْسين.
(فمَحَوْنَا آيةَ الليلِ) :
فالسواد الذي رأيت هو المحوُ.
(ولقد كَرَّمْنَا بني آدم) : بالأكل بالأصابع.
(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) :
يُدْعَى كلّ قوم بأصنام لهم، وكتاب ربهم.
(أقِم الصلاةَ لدلوكِ الشّمْسِ) : هو زوالها.
(إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كان مشهوداً) :
تشهده ملائكة الليل وملائِكة النهار.
(عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مقاماً محموداً) :
هو المقام المحمود أشفع فيه لأمتي.
وفي لفظ: هي الشفاعة.
(ونَحْشُرهم يَوْمَ القيامة على وجوههم) :
قيل: يا رسول الله، كيف يحشرون على وجوههم، قال: الذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ أن يُمشيهم على وجوههم.
(سُرادِقُها) :
لسرادق النار أربعة أجدر، كثافة على جدار
مثل مسافة أربعين سنة.
(يغَاثُوا بمَاءٍ كالمُهْل) :
كعَكر الزيت، فإذا قرّبه إليه سقطت فروةُ وجْهه فيه.
(الباقِيَاتُ الصالحات) :
التهليل والتكبير، والتسبيح والحمد للهِ، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله.
وفي لفظ آخر: سبحان الله، والحمد للهِ، ولا إله إلا الله، والله أكبر هي الباقياتُ الصالحات.
(فظَنُوا أنهم مُوَاقِعوها) .
فينصب الكافر مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا، وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة.
(وكان تحته كَنْزٌ) :
هو لوح من ذهب مصمت عجبت
لمن أيقن بالقَدر كيف ينصب، وعجبت لمن ذكر النار كيف يضحك، وعجبت لمن ذكر الموت كيف غفل.
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
(جناتُ الفردوس نُزُلاً) :
إذا سألْتُم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تُفجَّرُ أنهار الجنة.
(تحْتَك سريًّا) :
نهراً، أخرجه الله لتشربَ منه.
(يا أختَ هارون) :
كانوا يسمّون بالأنبياء والصالحين قبلهم.
(وأنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحسْرَة) :
هو يوم يدخلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهل النار النار، ويجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون هذا، قال: فيشرئبُّون وينظرون، فيقولون: نعم، هذا الموت، فيؤمَر به فيذبح ويقال: يا أهل الجنة، خلود لا موتَ، ويا أهل النار، خلود لا موت، ثم أشار بيده، وقال: أهل الدنيا في غفلة، غيّ وآثام بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديدُ أهلِ النار.
(وإنْ منكُمْ إلَاّ وارِدُها) :
لا يبقى برٌّ ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن بَرْداً وسلاماً، كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار ضجيجاً من بردهم، ثم يُنَجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيًّا.
(ولا يُفْلحُ الساحِرُ حيث أتى) :
إذا وجَدْتم الساحر فاقتلوه، ولا يُؤمَّنُ حيث وُجد.
(مَعيشةً ضَنْكاً) : عذاب القبر.
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) :
كل شيء خلق من الماء.
(ومَنْ يُرِدْ فيه بإلحادٍ بظلْم) :
احتكار الطعام بمكة إلحاد.
(البيت العَتيق) :
إنما سمِّي البيت العتيق، لأنه لم يظهر عليه جَبَار.
(واجتَنِبُوا قَوْل الزور) :
عدلت شهادة الزورِ بالإشراك.
(والذِين يُؤتُون ما آتوا وقلوبهم وَجِلةٌ) :
هو الذي يصلّي ويصوم ويتصدق ويخاف الله.
(وهم فيها كالِحون) :
تشويه النار فتقلص شفَته العليا حتى تبلغَ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفْلَى حتى تضرب سُرَّته.
(حتى تَسْتأنِسوا) :
يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة، ويتنَحْنَح فيؤذِن أهلَ البيت.
(وإذا ألْقُوا منها مكاناً ضَيقاً مقَرَّنين) :
والذي نفسي بيده إنهم ليُستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط.
(أيَّمَا الأجلَيْنِ قضَيْتُ) :
قضى أوفاهما وأبرهما، وتزوّج الصغرى من البنتين.
(وتأتُون في نادِيكم المنْكر) :
كانوا يخوّفون أهْلَ الطريق، ويستخرجون منهم، فهو المنْكر الذي كانوا يأتون.
(ومِنَ الناسِ مَنْ يَشْتري لَهْوَ الحديثِ) :
لا تبيعوا القينات ولا تشتروهنّ ولا تعلمونهن، ولا خير في تجارة فيهنّ، وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت:(ومن الناس. . .) الآية.
(أحْسَنَ كلَّ شيء خلقَهُ) :
أما إن است القردة ليست بحسنة، ولكنه أحكم خَلْقها.
(تتجَافَى جُنوبُهم عن المضاجع) :
قيام العبد من الليل.
(وجعلناه هدى لبنى إسرائيل) .
قال: جُعل موسى هدى لبني إسرائيل.
(فلا تَكنْ في مِرْيةٍ مِنْ لقائه) :
من لقاء موسى ربه.
(فمنهم مَنْ قَضَى نَحْبَه) :
طلحة ممن قضى نَحْبه.
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) :
دعا فاطمة وعليًّا وحسناً وحُسيناً، فجلّلهم بكساء، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرٌجسَ وطهرهم تطهيراً.
(لقد كان لسبأ) :
هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستةٌ، وبالشام منهم أربعة.
(ثم أوْرَثْنَا الكتابَ الذين اصطفَيْنَا مِنْ عِبَادنا) :
أما الذين سبقوا فأولئك يدخَلون الجنةَ بغير حساب، وأما الذين اقتصدوا
فأولئك الذين يحاسبون حسابا يسيرا.
وأما الذين ظلموا أنْفُسهم فأولئِك الذين يُحْبَسون في طول المحشر، ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته، وهم الذين يقولون (الحمد لله الذي أذْهَب عنا الحزنَ. . .) الآية.
(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) :
إذا كان يوم القيامة قيل: أين أبناء الستين، وهو العمر الذي قال الله:(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) .
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) :
مستقرّها تحت العرش.
وفي لفظ آخر: إنها تسجد تحت العرش.
(حُورٌ عِين) :
العِين: الضخام العيون، شُفْر الحوراء، مثل جناح النسر، وهو بالفاء مضاف إلى الحوراء، وهو هدب العين، وإنما ضبطته وإن كان واضحاً لأني رأيتُ بعْضَ المهملين من أهل عصرنا صحّفه بالقاف.
وقال: الحوراء مثل جناح النّسر مبتدأ وخبر، يعني في الخفة والسرعة، وهذا
كذبٌ وجَهل وإلحاد في الدين وجرأة على الله ورسوله.
(كأنهن بَيْضٌ مَكنون) :
رقتهن كرقة الجلدة التي داخل البيضة التي تلي القِشر.
(وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) :
حام، وسام، ويافث.
وأخرج من طريق آخر، قال: سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم.
(وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) :
قال: يزيدون عشرين ألفاً.
(وإنا لنَحْنُ الصافّون) :
أطّت السماء وحقّ لها أن تئطّ، ليس منها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد لله.
(له مَقَالِيدُ السماواتِ والأرض) :
تفسيرها لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، أستغفر الله، ولا حوْلَ ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت
…
الحديث غريب، وفيه نكارة شديدة.
(فصَعِقَ مَنْ في السماوات ومَن في الأرض إلا مَنْ شاء الله) :
هم الشهداء.
(إنَّ الذِين يستَكبرُون عن عِبَادتي) ، أي دعائي.
(إنَّ الذين قالُوا رَبُّنا الله ثم استقَامُوا) :
قد قالها ناس من الناس، ثم كفر أكثَرُهم، فمن قالها حتى يموت فهو من استقام عليها.
(ما أصابَكم مِن مُصِيبة) .
أي من مرض، أو عقوبة، أو بلاء في الدنيا فبما كسبَتْ أيديكم، والله أحلم مِنْ أن يثنّي عليه العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا فاللهُ أكرمُ من أن يعودَ بعد عفوه.
(ما ضَرَبُوه لكَ إلا جَدَلاً) :
ما ضلَّ قوم بعد هُدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدَل.
(وتِلْكَ الجنّةُ التي أُورِثتُموها بما كنْتُم تَعْمَلون) :
كلّ أهل النارِ يرى منزلته في الجنة حسرةً، فيقول: لو أن الله هداني لكنتُ من المتقين، وكلّ أهل الجنة يرى منزلته من النار فيقول:(وما كُنّا لنَهْتَدِيَ لولا أنْ هَدانا الله) ، فيكون له شكر.
وما مِنْ أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فالكافرُ يرِثُ المؤمنُ منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة.
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تأتي السماء بدُخَان مُبين) :
إن ربكم أنذركم ثلاثاً: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه.
والثانية الدابة.
والثالثة الدجّال.
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) :
ما من عَبْد إلا وله في السماء بابان: باب يخرج منه رزْقُه، وباب يدخل فيه عمله وكلامه، فإذا مات فقَداه وبَكيَا عليه.
وذكر أنهم لمَ يكونوا يعملون على وَجْهِ الأرضِ عملا صالحا تبكي عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عَمَلٌ صالح، فتفقدهم فتبكي عليهم.
وفي رواية: ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكتْ عليه السماء والأرض.
(أو أثارةٍ مِنْ عِلْم) : الخط.
(وألزمَهُمْ كَلِمةَ التًقْوى) : لا إله إلا الله.
(ولا يغْتَبْ بَعْضُكم بَعْضاً) :
إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتَبْتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّهُ.
(هل مِنْ مَزيد) :
لا يزال يلقي في النار، وتقول: هل مِنْ مَزِيد، حتى يضعَ قَدمه فيها، فتقول: قط قط.
(والذَّارِيات ذَرْواً) :
هي الرياح.
(فالجاريات يُسْراً) :
هي السفن.
(فالْمُقَسمَاتِ أمْراً) :
هي الملائكة.
(وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) :
إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار.
(وإبراهِيم الذِي وَفَّى) :
وفَّى عَمَلَ يومِه بأربع ركعات من أول النهار.
وقي رواية: كان يقولُ كلما أصبح وأمسى: (فسبحان الله حين
تُمْسُونَ وحين تصبحون. . .) حتى ختم الآية.
(وأنَّ إلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) : تفكروا في مخلوقاتِ الله، ولا تفكروا في ذاتِ الله.
(كُلَّ يَوْم هُوَ في شَأن) :
من شأنه أنْ يغفِرَ ذَنْبا، ويكشف كَرْباً، ويرفع قوماً، ويضَع آخرين.
(ومِنْ دونِهما جَنَّتان) :
جنتان من فضةٍ آنيتهما وما فيهما.
وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما.
(هَلْ جزَاءُ الإحسان إلا الإحسانُ) :
هل تدرون ما قال ربّكم، قالوا: الله ورسولهَ أعلم.
قال: يقول هل جَزاءُ مَنْ أنعمتُ عليه بالتوحيد إلا الجنة.
(في سِدْرٍ مَخْضُودٍ) :
خضد الله شوكه، فجعل مكانَ كلِّ شوكة ثمرة.
(وظِلٍّ مَمْدُود) :
إن في الجنة شجرة يسير الراكبُ في ظلّها مائةَ عام لا يقطعها: اقرؤوا إن شئتم: (وظِلٍّ مَمْدُود) .
(وفرُش مَرْفوعَة) :
ارتفاعُها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام.
(إنَّا أنْشأنَاهُنَّ إنشاءً) :
كنّ في الدنيا عجائز عُمْشاً رُمصاً.
(أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) :
قالت أم سلمة: يا رسول الله، أخبرني عن قول الله:(حور عين)، قال: حور عين بيض ضخام العيون شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر.
قلت: أخبرني عن قوله: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) ؟
قال: صفاؤهنَّ كصفا الدُّر الذي في الأصدَاف الذي لم تمسه الأيدي.
قلت: أخبرني عن قوله: (فيهَنَّ خيراتٌ حسَان)
قال: خَيرات الأخلاق، حِسان الوجوه.
قلت: أخبرني عن قوله: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ)، قال: رِقتهنَّ كرقّة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القِشرة
قلت: أخبرني عن قوله: (عُرُبًا أَتْرَابًا) ؟
قال: هن اللواتِي قُبِضْنَ في الدنيا عجائز رُمصاً شُمْطاً، خلقهُن الله بعد الكبر فجعلهنّ عذَارى عرُباً متعشقات محببات.
أتراباً على ميلادٍ واحد كلامهنّ عربي.
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40) :
هما جميعاً من أمتي.
(ولا يَعْصِينَكَ في مَعروف) : هو النوح.
(ن والْقَلم) : لوح من نور، وقلم من نور يجري بما هو كائن إلى
يوم القيامة.
وفي لفظ آخر: أول ما خلق الله القلم والحوتَ قال: اكتب.
قال: وما أكتب، قال: كلّ شيء كائن إلى يوم القيامة.
(عُتُلّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيم) :
تبكي السماء من عبد أصحَّ الله جسمه، وأرْحَبَ جَوْفَه، وأعطاه من الدنيا مقضماً، فكان للناس ظلوماً، فذلك العتُل الزنيم.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاق) :
عن نور عظيم، يخرون له سجَّداً.
(كان مِقْدَارُهُ خمسين ألْفَ سنَةٍ) :
والذي نفسي بيده ليخفف عن المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاةٍ مكتوبة يصليها في الدنيا.
(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) :
قال: مائةُ آية.
(سارْهِقُه صَعُوداً) :
هو جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا، ثم يَهْوِي به كذلك.
(هو أهْلُ التَّقْوَى وأهْلُ المغفرة) :
قال ربكم: أنا أهلٌ أن أتقى، فلا يجعل معي إله، فمن اتقى أن يجعل معي إلهاً كان أهلاً أنْ أغْفِر له.
(لابثين فيها أحْقَاباً) :
الْحُقب بضع وثمانون سنة، كلّ سنة ثلاثمائةٍ وستون يوماً مما تعدّون.
(إذا الشمسُ كُورَتْ) :
تكويرها وانكدارها في جهنم.
(وإذا النفوسُ زُوِّجَت) :
القرناء كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله.
(فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) :
قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: ما وُلِدَ لك؟
قال: ما عسى أن يولَد لي، إمَّا غلام أو جارية قال:
فمَنْ يشبه، قال: ما عسى أن يشبه إمَّا أباه أو أمه.
فقال صلى الله عليه وسلم: مَهْ، لا تقولنَّ هذا، إن النطفة إذا استقرَّتْ في الرحم أحضرها الله كل نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت:(فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) .
قال: سلَككَ.
(الأبرار) :
إنما سماهم الأبرار، لأنهم بَرّوا الآباء والأبناء.
(يوم يَقُومُ الناسُ لربِّ العالمين) :
حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف اذنيه.
(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .
إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قَلْبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله في القرآن.
(فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا) :
قالت عائشة:
قلت: يا رسول الله، ما الحسابُ اليسير، قال: أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنه مَنْ نوقش الحساب يومئذ هلك.
(واليوم الموْعود) :
يوم القيامة.
(وشاهد) ، يوم الجمعة.
(ومشهود) : يوم عرفة.
(في لوح محفوظ) :
إن الله خلق لَوْحا محفوظاً من دُرّة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمهُ نور، وكتابه نور، لله فيه كلّ يوم ستون وثلاثمائة لحظة، يخلق ويرزق، ويحيى ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء.
(قد أفْلح مَنْ تزَكّى) :
من شهد أن لا إله إلا الله، وخلع الأنداد، وشهد أني رسول الله.
(وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) :
هي الصلوات الخمس، والمحافظة عليها، والاهتمام بها.
(وليال عَشْرٍ) :
عشر الأضحى، و (الوتر) يوم عرفة.
(والشّفع) : يوم النحر.
وفي رواية: الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر.
(فكُّ رَقبة) :
هو الإعانة في عِتْقها، وعتقها أن تنفرد في عِتقها.
(قد أفْلح مَنْ زكاها) :
أفلحت نَفْس زكاها الله.
(ورفَعْنَا لك ذِكْرَك) :
أتاني جبريل، فقال: إنَّ ربك يقول: أتَدْري كيف رُفِع ذكرك، قلت: الله أعلم.
قال: إذا ذُكِرتُ ذكرتَ معي.
(يومئذ تُحذثُ أخبارَها) :
قال: أتدْرُونَ ما أخبارها؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: أن تشهدَ على كل عبد أو أمة بما عمل على ظَهْرها
بأن تقول: عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا.
(إنّ الإنسانَ لربه لكَنُود) :
الذى يأكل وحْدَه، ويضرب عَبْده، ويمنع رفْده.
(ثم لتُسألُنًّ يومئذ عن النعيم) :
الأمن والصحة والماء البارد.
(مؤْصدة) : مطبقة.
(عَنْ صلاتهم ساهُون) :
الذين يؤخرونها عن وَقْتِها.
(الكوثر) : نهر أعطانيه ربي في الجنة، له طرق لا تحصى.
(إذا جاء نَصْر الله والفَتْح) :
لما نزلت قال صلى الله عليه وسلم: نُعيت إليّ نفسي.
(الصَّمَد) :
الذي لا جَوْفَ له.
(الفَلَق) :
جُبٌّ في جهنم مغَطى.
(ومن شَرِّ غاسق إذا وَقَب) :
النجم الغاسق.
وفي رواية عائشة قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ييدي فأراني القَمر حين طلع، وقال: تعوَّذِي بالله من شر هذا، هذا الغاسق إذا وَقَب.
(الوسواس الخَنَّاس) :
إن الشيطان واضع خطمه على قَلْب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسيَ التقم قلبه، فذلك الوسواس الخنّاس.
***
فهذا ما حضرني من التفاسير المرفوعة المصرح برفعها صحيحها وحسنها، ولم
أعول على الموضوعات والأباطيل، واختصرت فيها وفي كلّ هذا الكتاب
للتحريض عليه، ولعل عبدة الناس تَهْوي إليه، إذ العمْرُ قصير، وفي العمل
تقصير، فأسأل من الناقد أن يكونَ غير بصير، لأنه إن بصرَ رأى من المعايب ما لا يخطر ببال، كما قال صلى الله عليه وسلم:" أنا من غير الدجال أخوفُ عليكم من الدجال ".
فقيل: وما هو يا رسول الله، قال: العلماء السوء.
وهذا لأنَّ الدَّجال غايتُه الإضلال، ونحن نصرفُ الناس عن الدنيا بألسنتنا ومقالنا، وندعوهم إليها بأفعالنا وأعمالنا، ولسانُ الحال أنطقُ من لسان المقال، وطباعُ النظر إلى المساعدة في الأعمال أميلُ منها إلى المتابعة في الأقوال، فما أفْسَدْنَا بأعمالنا أكثر مما أصلحنا بأقوالنا، إذ لا يستجرئ الجاهل إلا باستجرائنا، ولو اشتغلت بإصلاح نفسي كان أولى بها وأعظم من هذا، إنه يخيل لنا أنا خير من كثير من عباد الله، وهذا هو أعظم من كل ضلال.
فإن قلت: قد أخرج البزار عن عائشة، قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفَسِّر شيئاً من القرآن إلا آياً بعد تعليمه إياهن من جبريل؟
والجواب: أن الصحيح عند ابن تيمية وغيره أنه صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه جميعَ تفسير القرآن أو غالبه.
ويؤيد هذا ما أخرجه أحمد وابن ماجة، عن عمر - أنه قال: مِنْ آخر ما
أنزل الله آية الربا، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبض قبل أنْ يفسرها.
دَلّ فَحْوى الكلام على أنه كان يفسر لهم كلّ ما أَنزل، وأنه إنما لم يفسر هذه الآية لسرعة مَوْته بعد نزولها، وإلا لم يكن للتخصيص بها وَجْه.
وقد أوَّل ابن جرير وغيره حديث عائشة أنه إشارات إلى آياب مشكلات
أشكلن عليه، فسأل الله عِلْمهن، فأنزله الله على لسان جبريل.
فإن قلت: قد صح أنَّ آخر آية نزلت: (يستفتونك قل الله يُفْتيكم في
الكَلَالة) .
وآخر سورة نزلت: براءة.
وفي رواية: آخر آية نزلت: (واتَّقُوا يوماً تُرْجَعُون فيه إلى الله) .
وعاش صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية سبع ليال.
وفي رواية سعيد بن المسيب أنَّ أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدَّيْن، لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، ولأنها في قصة واحدة، فكيف يجمع بين هذه الأحاديث؟
والجواب: أن إخبار بعضهم بآية الربا بأنها ختام الآيات المنزّلة في الربا، إذ هي معطوفة عليها والآخرى في آخر النساء مقيّدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة، ويحتمل عكسه.
والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاة المستلزمة لخاتمة النزول.
قال البيهقي: يجْمع بين هذه الاختلافات إن صحّت الرواية أن كل واحد
أجاب بما عنده.
وقال القاضي أبو بكر في الانتصار: هذه الأقوالُ ليس فيها شيء مرفوع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، وكلٌّ قاله عن الاجتهاد وغلبة الظن.
ويحتمل أنَّ كلاًّ منهم أخبر عن آخر ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل، وغيره سمع منه بعد ذلك، وإن لم يسمعه.
ويحتمل أيضاً أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسولُ صلى الله عليه وسلم مع آياتٍ نزلت معها فيأمر برَسْمِ ما نزل معها بعد رَسْمِ
تلك، فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان
أنه تلى هذه الآية: (فمَنْ كان يَرْجُو لِقَاءَ ربه) .
وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: هذا آخر مشكل، ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغيّر حكمها، بل هي مثبتة محكمة.
ولنختم هذا الكتاب بما ختم اللهُ كتابَه آمِراً لنبيه بالاستعاذة من شَرِّ الحاسد
الذي غلب عليه الجهْل وطمّه، وأعماه حبّ الرياسة وصَمَّهُ لحَمْلِه على الاعتراض عليَّ، وينسب ما يرى فيه من التكرار والنقص إليّ.
ولعمري لو علم ما أنا فيه من شغل البال، وتغيّر البلبال لالْتَمس لي عُذْراً، وصفح عما يرى فيه من التقصير ستراً.
لكن الواجب على مَنْ كان في زمان يتلاعب به الجهال والصبيان.
والكامل عندهم مذموم داخل في كفَّةِ النقصان، أن يلزَم فيه السكوت، ويصير حلْساً من أحلاس البيوت، ويردّ العلم إلى العمل، ولا يتقاعس في القعود مع أهْل الكسل، لكن أرْقُب ممن مَنَّ عليَّ بتلخيص هذا التفسير مع بعض زيادات
شريفة، ونوادر لطيفة، أن يجعله نافعاً ولا يذهب ضَبعاً لَبْعاً، وأن يعصمنا
والناظر فيه، ومَنْ دعا لنا من شرور أنفسنا، ومِنْ سيئات أعمالنا بجاهِ سيدنا
ومولانا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ما دامت أشهراً وجُمعاً.
***
تمَّ الكتابُ المباركُ الميمون المُسَمَّى بمعترك الأقران، في إعجاز القرآن للإمام
الحافظ السيوطي نفعنا الله به وبعلومه وسائرِ العلماء بجاهِ المفضَّل على أهل الأرض والسماء سيدنا ونبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، على يَدِ كاتبه لنفسه ثم لمن شاء المولى بعده.
الحاج أحمد بن محمد المستغانمي منشأ، الجزائري وطناً، أصلح الله أحوالَه.
وسدَّد أقوالَه وأفعاله وَعقبه إلى يوم القيامة بجاه المدفون في تهامة، لثمانية
وعشرين يومًا مضت من شهر الله المعظم ذي القعدة عام 1106 هـ.
والحمد لله رب العالمين عرفنا الله خيره، ووقانا شره.
اللهم اغفر لكاتبه ووالديه وأشياخه وأزواجه وذريَّاته وأحبابه والناظرين فيه.
وكل مَنْ دعا لنا بالرحمة ولجميع المسلمين.
وصلَّى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين عدد ما ذكره الذاكرون وغَفَل عن ذِكره الغافلون.