الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانوا قد حُرِّمَ عليهم الشحم وَلَحْم الإبل وأشياء من الحيتان والطير، فأحلّ
لهم عيسى بعض ذلك.
(وَجيهًا في الدنيا والآخرة)، إلى آخر الآيات: حال
(ويعلمه) ، معطوفة، إذ التقدير ومعلماً للكتاب.
(ورسولاً) يضمر له فعل، تقديره أرسل رسولاً أو جاء رسولاً.
(وما كان مِنَ المشركين) : نَفْيٌ للإشراك الذي هو عبادة الأوثان.
ودخل في ذلك الإشراك الذي يتضَمّنه دين اليهود والنصارى.
(وأنا معكم من الشاهدين) :
تأكيد للعهد بشهادة اللَه جل جلاله.
(وشهدوا) ، عطف على أيمانهم، لأن معناه بعد أن آمنوا.
وقيل الواو للحال.
وقال ابن عطية: عطف على كفروا، والواو لا ترَتب.
(ولو افْتَدى بهِ) :
قيل هذه الواو زائدة.
وقيل للعطف على محذوف، كأنه قال: لن يقبل من أحدهم لو تصدق به، ولو افتدى به.
وقيل نَفَى أولاً القبول جملة على الوجوه كلها، ثم خص الفديةَ بالنفس، كقولك: أَنا لا أفعل أصلاً ولو رغبت إليَّ.
(ومَنْ كفر) :
عطف على (من استطاع) : أي من استطاع الوصول إلى مكة بصحة البدن إما راجلاً وإما راكباً مع الزاد المباح والطريق الآمن، أو الزاد والراحلة - فواجب عليه الحج.
ومَنْ لم يحجَّ فقد كفر، وعبَّر عنه بالكفر تغليظاً، كقوله صلى الله عليه وسلم:" ومَنْ ترك الصلاةَ فقد كفر "؟
فإن الله غنيّ عنه، ولا يعود وَبال ذلك إلا عليه.
وفي الحديث: " من مات ولم يحجَّ ولم يحدًث به نفسه مات على شعبة من
النفاق ".
وقيل: إنما عبر بالكفر إشارة إلى مَنْ زعم أنَّ الحج ليس بواجب.
(واعْتَصِموا بحَبْلِ اللهِ جميعاً ولا تَفَرَّقوا) :
أي تمسكوا بحبل الله.
وهو القرآن، وقيل الجماعة، ولا تفرَّقَوا فتَفْشلوا، لأن الجماعةَ
رحمة، والفرقة عذاب، ومن فارق الجماعة شبرًا خلع رِبْقَة الإسلام من عُنقه، ولأجل الألفة والجماعة أمر الله باجتماع كل درب ومحلة في اليوم خمس مرات، وفي الجمعة لأهل البلد حتى إنها لا تصح إلا في العتيق في العيدين الكبير والصغير
وفي عرفة لأهل الأرض كلّهم، كلّ ذلك للجَمْع.
(ولِيَعْلَم) :
متعلق بمحذوف تقديره: أصابكم ما أصاب ليعلم ذلك علماً ظاهراً لكم تقوم به الحجة عليكم، ويتخذ منكم شهداء في قَتْلكم يوم أُحُد، وليمحِّصَ اللَّهُ المسلمين، لأن إحالة الكفار عليهم تمحيصاً لهم، ونَصر المؤمنين على الكفار هلاكٌ لهم.
(ولقد صَدَقَكم اللَّهُ وَعْده) :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعد المسلمين عن الله بالنصر، فنصرهم اللَّهُ أولا، وانهزم المشركون، وقتل منهم اثنان وعشرون رجلاً، (وعَصيْتم) ، أي خالفتم ما أمِرْتمْ بِه من الثبوت، وجاءت المخاطبة في هذا لجميع المؤمنين وإن كان المخالِف بعضهم، ووعظا للجميع وسَتْراً على مَنْ فعل ذلك.
(ولَقَدْ عَفَا عنكم) ، إعلام بأنّ الذّنْبَ كان يستحق أكثر مما نزل بهم من الهزيمة، لولا عَفْوُ الله عنهم، فمعناه لقد أبقى عليكم.
(وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ)، أي كان يقول في ساقتهم: إليَّ عبادَ الله، ففيه مَدْحٌ له صلى الله عليه وسلم، وعَتْب لهم، لأن الأخرى هو موقف الأبطال، وكيف لا وبه يتأنّس الجيش، ويؤمن من العدو، وعاتَبهم على عدم الوقوف معه.
(وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) :
هم المنافقون كانوا خائفين من رجوع المشركين إليهم.
(ولِيَبتَلِيَ اللَّهُ ما في صدورِكم) ، يتعلق بفعل، تقديره:
فعل بكم ذلك ليبتلي.