الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لقوِله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) - وفيه نظر، لأن الخبر لا
يدخله نسخ.
والظاهر أن: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ) - يقتضي الوعيد.
وت
قد
يِره: وما يملكهم، أو ما يدْرِيهم، ونحو هذا من الأفعال التي توجب أن
تكونَ (أن) في موضع نصب.
وقال الطبري: تقديره: وما يمنعهم أن يعذبوا.
قال ابن عطية: والظاهر في قوله: (وما) أنها استفهام على جهة التقرير
والتوبيخ والسؤال، وهذا أفصح في القول، وأقطع في الحجة.
والمعنى: وأيّ شيء لهم في انتفاء العذاب عنهم وهم معذّبون لا محالة، وكيف لا يعذبون وحالُهم أنهم يصدّون عن المسجد الحرام جَوْراً وتعدِّياً عامَ الحديبية، وإخراجهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدّ.
(قد) :
حرف يختص بالفعل المتصرف الْخَبَريّ المثبت المجرَّد من ناصب
وجازم.
وحرف تنفيس ماضياً أو مضارعاً.
ولها معان:
التحقيق مع الماضي، نحو:(قد أفْلَح المؤمنون) .
(قد أْفلح من زَكَّاها) ، وهي في الجملة الفعلية المجابِ بها القسم.
مثل إن واللام في الاسمية المجاب بها في إفادة التوكيد والتقريب مع الماضي
أيضا، تقربه من الحال، تقول: قام زيد، فيحتمل الماضي القريب والماضي
البعيد.
فإن قلت: قد قام، اختص بالقريب.
قال النحاة: وانبنى على إفادتها ذلك أحكام، منها: مَنْع دخولها على ليس.
وعسى، ونِعْم، وبئس، لأنهن للحال، فلا معنى لذِكْرِ ما يقرّب ما هو حاصل، ولأنهن لا يفِدْن الزمان.
ومنها وجوب دخولها على الماضي الواقع حالا، إما ظاهرة، نحو:(وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا) .
أو مقدرة، نحو:(هذه بضاعتنا رُدَّتْ إلينا) .
(أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) .
وخالف في ذلك الكوفيون والأخفش، فقالوا: لا يحتاج إلى ذلك لكثرة وقوعه حالا بدون قد.
وقال السيد الجرجاني وشيخنا العلامة الكافِيجي: ما قاله البصريون غلط، سبَبه اشتباه لفْظِ الحالِ عليهم، فإنَّ الحال الذي يقربه (قد) حال الزمان، والحال المبيّن للهيئة حال الصفات، وهما متغايران.
المعنى الثالث التقليل مع المضارع، قال في المغني: وهو ضربان تقليل وقوع
الفعل نحو: قد يصدق الكذوب.
وتقليل متعلَّق الفعل نحو: (قد يعلم ما أنْتُم عليه) ، أي أنَّ ما هم عليه هو أقل معلوماته تعالى، قال: وزعم بعضهم أنها في هذه الآية ونحوها للتحقيق.
ومِمّن قال بذلك الزمخشري، قال:
إنها دخلت لتوكيد العلم، ويرجع ذلك إلى توكيد الوعيد.
الرابع: التكثير، ذكره سيبويه وغيره، وخرّج عليه الزمخشري: (قد نرى
تقَلب وَجْهك في السماء) ، أي ربما نرى، ومعناه تكثير الرؤية.
الخامس: التوقع، نحو قد يقدم الغائب لمَنْ يُتَوقع وقوعه وينتظره.
وقد قامت الصلاة، لأن الجماعة ينتظرون ذلك، وحمل عليه بعضهم قوله تعالى:(قد سمع اللَّهُ قولَ التي تُجادلك في زوجها) ، لأنها كانت تتوقَّع
إجابة الله لدعائها.