الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقي أباه بعد الثمانين، وتوفي وله مائة وعشرون سنة.
وفي الصحيح أنه أعطِيَ شَطْرَ الحسن، قال بعضهم: وهو من المرسلين، لقول موسى:(ولقد جاءكم يوسف من قَبْلُ بالبينات) .
وقيل: ليس هو يوسف ابن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب.
ويشبه هذا ما في العجائب للكرماني في قوله: (وَيرِثُ مِنْ آل يعقوب) ، إن الجمهور على أنه يعقوب بن ماثان، وإن امرأةَ زكَرياء كانت
أخْتَ مريم بنت عمران، قال: والقول بأنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم غريب.
وما ذكره أنه غريب هو المشهور، والغريب الأول، ونظيره في الغرابة قول نَوْف البِكاليِّ إن موسى المذكور في سورة الكهف في قصة الخضر ليس هو موسى نبي بني إسرائيل بل موسى بن مَنشا بن يوسف.
وقيل ابن إفرائيم بن يوسف، وقد كذبه ابن عباس في ذلك.
وأشدُّ من ذلك غرابة ما حكاه النقَّاش والماوردي أن يوسف
المذكور في سورة غافر من الجن، بعثَه الله رَسولاً إليهم، وما حكاه ابن عسكر أن عمران المذكور في آل عمران هو والد موسى لا والد مريم.
وفي يوسف من اللغات تثليث السين مع الياء والهمزة وبتركه، والصواب أنه أعجمي لا اشتقاق له.
فإن قلت: أين يوسف من فرعون في مخاطبة موسى له؟
والجواب: ما قدمناه لك من أنَّ ملك مصر يسمى فرعون، وإنكارهم لبعث
الرسالة لا يدلُّ على أنهم مؤمنون برسالة يوسف، وإنما مُرادُهم أن يأتي أحد
يدَّعي الرسالة بعد يوسف، قاله ابن عطية.
وقال الزمخشري: إنما هو تكذيب
لرسالةِ مَنْ بعده مضموم إلى تكذيب رسالته.
(يونس)
بن مَتّى، بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية مقصور.
ووقع في تفسير عبد الرزاق أنه اسم أمِّه.
قال ابن حجر: وهو مردود بما في حديث ابن عباس في الصحيح، ونسبه إلى أبيه، قال: فَهَذَا أَصَحّ.
قال، ولم أقِفْ في شَيءً من الأخبار على اتصال نسبه، وقد قيل: إنه كان في زمان ملوك الطوائف من الفرس، فبعثه
الله إلى أَحدهم فأعرضوا عنه، ووعدهم بالعذاب، فخاف منهم وهرب فالتقمه الحوت كما قدمنا أنه مكث في جوفه أربعين يوماً.
وقيل الْتَقَمَه ضحى ولفَظَه عشية.
وفي يونس ست لغات: تثليث النون مع الياء والهمزة، والقراءة المشهورة
بضم الياء مع النون قال أبو حيان: وقرأ طلحة بن مصرّف بكسر يونِس
ويوسِف، أراد أن يجعلهما عربيين مشتقين من أنِس وأسِف وهو شاذّ.
(يسومونَكم سوءَ العذابِ يذَبِّحونَ أبناءكم) .
قد قدمنا أنَّ الخطاب لبني إسرائيل قبل هذا الحرف.
فإن قلت: أي فائدة لخطاب المعاصرين بهذا، وتعبيره في سورة الأعراف
بالقَتْل؟
والجواب: لأنهمٍ من ذرّيتهم وعلى دينهم ومتّبعون لهم، وهم راضون بذلك، فعدّد عليهم بما مَنَّ على آبائهم وهم عالمون بذلك.
وورد في آية البقرة مضعّفاً، لأن المقصود فيها كما قدمنا تعديد وجوهِ الإنعام عَليهم، وبيانُ المنَّة، ومقابلتهم لهذه النعمة بالكفْر من الأمر الشنيع، ألَا ترى أنه لما ذكر دعوة الناسِ عموماً، وذكر مبدأهم دعا بني إسرائيل خصوصاً.
وأيضاً لما كان الذبح منبئ عن القَتْل وصِفَته، ولا يُفهم من القتل غير إعدام الحياة بتناول من غير المقتول في الغالب عَبَّر هنا بما يوفي المقصود من الإخبار بالقتل وصِفته، مع إحراز الإيجاز، إذ لو ذكر القتل وأتبع بالصفة لما كان إيجازاً، فعدل إلى ما يحصلُ منه المقصودُ مع إيجاز، فقال (يُذَبِّحون) .
وعَبَّر في سورة الأعراف بالقتل، لأنه أوجز من لَفْظِ (يُذَبِّحون) ، لأجل التضعيف، إذ لفظ يذبحون أثقل لتضعيفه.
وقد حصلت صفة الفعل في سورة البقرة.
(يَهْبِطُ مِنْ خشيةِ الله) :
صفة للحجر، وذلك أنَّ الله تعالى جعل خَوْفَه في المتحرك والساكن، فكلّ حجر يرمى من علو إلى سفل فمِنْ خشية الله، ومنهم من يتفجَّر منه الأنهار، كما قال تعالى، هذا مع أنهم غَيْر مخاطبين ولا مكلفين، وأنْتَ يا محمديّ مكلّف مخاطب، وقد قسا قَلْبك، فهل هذا