الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طرقٍ عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر نحوه.
قال الحافظ في "المطالب" والبوصيري في "مختصر الإِتحاف"(2/ ق 61/ ب): "إسناده حسن". أهـ. وهو كما قالا، وإنّما اقتصرا على تحسينه لأنّ أبا سفيان -واسمه طلحة بن نافع- لا بأس به كما قال أحمد وابن عدي. وقال الهيثمي (5/ 89):"ورجالهم رجال الصحيح".
وأخرجه البزّار (كشف- 3025، 3026) من طريق المسعودي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة نحوه. قال الهيثمي (5/ 89): "وفيه المسعودي، وهو ثقة، وقد حَصَلَ له الاختلاطُ، وبقية رجاله ثقات".
وللحديث شاهد من حديث أم قيس بنت مِحْصَن الأسديّة عند البخاري (10/ 167)، ومسلم (4/ 1734، 1735).
8 - باب: نبات الشَّعْرِ في الأنف
1027 -
أخبرنا أبو عمر بن محمد بن عيسى القزويني الحافظ ببيت لَهْيا. وحدّثني أبي رحمه الله وأبو عبد الله أحمد بن محمد الطبرستاني، قالوا: نا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضُّرَيس الرازي: أنا أبو زكريّا يحيى بن هاشم الكوفي السِّمسار الغسّاني: نا هشام بن عروة عن أبيه.
عن عائشة رضي الله عنها (1) - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نباتُ الشَّعْرِ في الأنفِ أمانٌ من الجُذَامِ".
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ ق 94/ أ) من طريق تمام.
(1) ليس في (ظ) و (ر).
1028 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن المقابري البغدادي -قَدِمَ دِمشقَ-: نا الحسن بن علي بن المُتوكّل: نا يحيى بن هاشم السِّمسار: نا هشام بن عروة عن أبيه.
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَبْتُ الشَّعْرِ في الأنفِ أمانٌ من الجُذَامِ".
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 32/ ب) وابن حبّان في "المجروحين"(3/ 125) والخطيب في "التاريخ"(12/ 437 و 13/ 141) -ومن طريقهما ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 169، 170) - من طريق يحيى بن هاشم به.
ويحيى هذا كذّاب كذّبه ابن معين وأبو حاتم وصالح جزرة، واتهمه بالوضع العقيلي وابن حبّان وابن عدي. (اللسان: 6/ 279 - 280).
1029 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السّراج بالرقَّةِ: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا محمد بن عبد الرحمن القُشَيري: نا هشام بن عروة عن أبيه.
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّعْرُ في الأنفِ أمانٌ من الجُذَامِ".
الحديث ذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 123 - 124) بسنده ومتنه معزوًّا إلى فوائد تمّام.
ومحمد القشيري قال الأزدي: كذّابٌ متروك الحديث. وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن عدي: منكر الحديث. (اللسان: 5/ 250 - 251).
وتابعهما -أعني السمسار والقشيري- من هو مثلهما:
فأخرجه أبو يعلى (4368) -وعنه ابن حبّان في "المجروحين"(1/ 172) - والبزّار (كشف-3030) والطبراني في "الأوسط"(1/ 387)
وابن عدي في "الكامل"(1/ 368) -ومن طريقه السهمي في "تاريخ جُرجان"(ص 190) - وابن السنِّي في "الطب" -كما في "اللآلىء"(1/ 123) - وأبو نعيم في "الطب"(ق 54/ أ) وابن الجوزي (1/ 169) من طريق أبي الربيع السمّان عن هشام به.
وأبو الربيع -واسمه: أشعث بن سعيد- كذّبه هُشيم، واتهمه ابن حبّان بالوضع، وتركه الفلّاس والدارقطني وابن الجُنَيد.
وقال ابن عدي: سرقه منه جماعة من الضعفاء، منهم: نعيم بن مورع، ويعقوب بن الوليد، ويحيى بن هاشم الغساني.
وأخرجه البزّار (كشف- 3030) والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 295) وابن عدي (7/ 2481) وابن الجوزي (1/ 169، 170) من طريق نُعيم بن مورّع عن هشام به.
ونُعيم قال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الحاكم والنقاش: روى عن هشام أحاديثَ موضوعةً. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال. (اللسان: 6/ 170 - 171).
وأخرجه أبو الحسن علي بن محمد المقرىء المعروف بـ"الحذّاء" في "فوائده" -ومن طريقه ابن النّجار كما في "اللآلىء"(1/ 123) - من طريق أيّوب بن واقد عن هشام به.
وأيّوب متروك كما في "التقريب"، وفي السند إليه من لم أقف على ترجمته.
ورُوي الحديث عن جابر وأبي هريرة وأنس وابن عباس:
فأما حديث جابر:
فأخرجه ابن عدي (2/ 785) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 168) - من طريق حمزة بن أبي حمزة النَّصَيبي عن أبي الزُّبير عنه.
وحمزة متروك قال ابن عدي: يضع الحديث. وقال ابن حبّان: ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها، ولا تحلُّ الروايةُ عنه. وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة.
وأخرجه ابن عدي (4/ 1368) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 167 - 168) - من طريق شيخ بن أبي خالد الصوفي عن حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار عنه.
وشيخ قال الحاكم والنّقاش: روى عن حمّاد أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: الأحاديث التي رواها عن حماد بهذا الإِسناد بواطيل كلّها.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه ابن عدي (3/ 1011) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 168) - من طريق رِشْدين بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عنه.
قال ابن عدي: هذا الحديث منكر بهذا الإِسناد.
ورِشْدين ضعيف تركه النسائي، وقال ابن يونس: أدركته غفلة الصالحين فخلّط في الحديث. وقال قتيبة: كان لا يبالي، ما دُفِع إليه قرأه. وقال ابن حبان: كان يقرأ كل ما دفع إليه سواءً كان من حديثه أم من غير حديثه، فغلبت المناكير في أخباره.
قلت: والظاهر أن أحد الكذّابين دفع إليه هذا الحديث فقرأه. وتعلّق السيوطي في "اللآلىء"(1/ 122) برواية رشدين هذه في دفع الوضع عن الحديث فقال: "قلت: لم ينته حاله إلى أن يُحكم على حديثه بالوضع". أهـ. وكأنّه لم يتنبّه لما قاله قتيبة وابن حبّان.
وأمّا حديث أنس:
فأخرجه ابن عدي (3/ 977) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 168) - وأبو نعيم في "الطب"(ق54/ أ) من طريق دينار بن عبد الله مولى أنس عنه، وزاد:"والآذان". بعد: "الأنف".
ودينار قال ابن حبّان والحاكم: يروي عن أنس أشياء موضوعة. (اللسان: 2/ 434 - 435).
وأمّا حديث ابن عباس:
فأخرجه ابن عدي (5/ 1671) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 116) من طريق عمر بن موسى الوَجِيهي عن الزهري عن الأعمى عنه.
والوَجِيهي كذّبه ابن معين، واتهمه بالوضع أبو حاتم وابن عدي.
* * *
وقد تبيّن ممّا تقدبم أنّ هذا الحديث كذِبٌ مختلَقٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قلّبه الكَذَبةُ على أكثر من وجه، ولم يزد ذلك الحديث إلا وهاء وإنكشافًا.
فصلٌ: في أقوال الأئمة في هذا الحديث:
نقل ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 171) وابن القيم في "المنار المنيف"(ص 62) أنّ الإِمام أحمد سئل عن هذا الحديث، فقال: ما من ذا شيءٌ.
ونقل ابن عدي (6/ 2236) عن ابن معين أنّه قال: هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له. ونقل أيضًا (1/ 368) عن أبي القاسم البغوي أنّه قال: هذا الحديث عندي باطلٌ. وقال ابن حبّان في "المجروحين"(1/ 172): "هذا متنٌ باطلٌ، لا أصلَ له".
وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع فأصاب -وإن تعقّبه السيوطي كعادته بما لا يُجدي-، ومثّل به ابن القيم في "المنار"(ص 61، 62) على أن من علامات الحديث الموضوع ألّا يُشبَه كلامَ الأنبياء فضلًا عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يُوحى.
وقد ورد هذا الحديث من كلام مجاهد مقطوعًا: