الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البخاري (1)، قال النسائي: لا بأس به. وباقي السند على شرط الصحيحين". أهـ.
قلت: وبوّب له النسائي: (باب: اقتصار الجنب على غسل يديه إذا أراد أن يأكل)، وذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" (5/ 297) أنّ النسائي بوب له في "الكبرى":(باب: غسل الجنب يده إذا طَعِم)، وذكر قبله حديثًا آخر، قال:"وقال النسائي في كتابه الكبير: (باب ترك غسل اليدين قبل الطعام) ثم ذكر من حديث ابن جريج عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرّز ثمّ خرج، فطعم ولم يمسّ ماءً. وإسناده صحيح". ثم قال ابن القيم: "وهذا التبويب والتفصيل في المسألة هو الصواب". أهـ. وقد أفاض ابن القيم في بيان أقوال أهل العلم في هذه المسألة.
5 - باب: من بات وفي يده ريح غَمَرٍ
965 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن غالب بن حرب البغدادي (تَمْتَام): نا أبو همّام الدلّال: نا سفيان بن سعيد عن سُهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح.
عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "من بات في يده (2) غَمَرٌ (3) فأصابه شيءٌ فلا يلومنَّ إلَّا نفسَه".
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 29/ ب) وأبو نُعيم في "الحلية"
(1) كذا بالأصل، والصواب:(أبو جعفر النحّاس).
(2)
في (ش) وكذا عند الترمذي: (ريح غمر)، وليست عند أبي نعيم.
(3)
"الغَمَرُ -بالتحريك-: "الدَّسَمُ والزُّهومة من اللحم". (نهاية).
(7/ 144) من طريق محمد بن غالب به، وقال أبو نُعيم:"غريبٌ من حديث الثوري، تفرّد به عنه أبو همّام".
وأخرجه ابن الأعرابي (ق 24/ ب، 25/ ب) من طرق أخرى عن أبي همّام به.
وأخرجه الترمذي (1860) والحاكم (4/ 137) من طريق منصور بن أبي الأسود عن الأعمش به، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلّا من هذا الوجه". أهـ. وصحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1220) والدارمي (2/ 104) وأبو داود (3852) -ومن طريقه البيهقي (7/ 276) - وابن ماجه (3297) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد"(2768) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(11/ 317) وحسّنه- وابن حبّان (1354) وابن عدي في "الكامل"(4/ 1496) من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه به.
وإسناده جيّدٌ قوي. وحسّنه المنذري في "الترغيب"(3/ 154)، وقال الحافظ في "الفتح" (9/ 579):"سنده صحيح على شرط مسلم".
وأخرجه الترمذي (1859) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد"(2938) وابن عدي في "الكامل"(7/ 2606) والحاكم (4/ 119، 137) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ الشيطانَ حسّاسٌ لحّاس فاحذروه على أنفسكم، من بات
…
" فذكره.
قال الترمذي: "غريبٌ من هذا الوجه". أهـ. وصحّحه الحاكم على شرط الشيخينْ، فتعقّبه الذهبي قائلًا:"قلت: بل موضوع، فإن يعقوب كذّبه أحمد والناس". أهـ. قلت: وكذّبه أيضًا ابن معين، واتهمه ابن حبّان بالوضع.
ووَرَد الحديث من رواية ابن عباس وأبي سعيد وعائشة ومرسل عبيد الله بن عبد الله:
فأخرجه ابن عدي (2/ 702) من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس، وقال فيه:"فأصابه خَبَلٌ". والحسن متروك كما في "التقريب".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 208/ أ - ب) من طريق ليث بن أبي سُلَيم عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عبّاس. وليث ضعيف لشدّة اختلاطه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(رقم: 502) من طريق الزبير بن بكار عن ابن عيينة عن الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
قال المنذري في "الترغيب"(3/ 154) -وتبعه الهيثمي (5/ 30) -: "رجاله رجال الصحيح إلَّا الزُّبير بن بكّار، وقد تفرّد به كما قال الطبراني، ولا يضرُّ تفرّده، فإنّه ثقةٌ إمامٌ". أهـ.
قلت: وقد خُولِفَ فيه:
فرواه معمرُ عند عبد الرزاق في "المصنف (11/ 437)، وسعدانُ -وهو ابن نصر، قال أبو حاتم: صدوق. كما في "الجرح والتعديل" (4/ 291) ووثّقه الدارقطني كما في "تاريخ بغداد" (9/ 205) - عند الذهبي في معجمه اللطيف (بتحقيقي- رقم: 16)، وعلي بن حرب -وهو ثقة من رجال "التهذيب" (7/ 294) - عند الذهبي أيضًا في "سير النبلاء" (4/ 478)، الأول عن الزهري، والآخران عن ابن عيينة عن الزهري، عن عبيد الله مرسلًا.
قال الذهبي في "المعجم": "مرسلٌ نظيف الإِسناد". وقال في "السِّير": "مرسلٌ قويُّ الإِسناد". أهـ.
فرواية هؤلاء الثقات الثلاثة أرجح من رواية الزُّبَير، فالصحيح أنَّه مرسل.