المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌54 - باب: الإغباب بالزيارة - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ٣

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌(13) " كتاب الطلاق

- ‌1 - باب: في كراهية الطلاق

- ‌2 - باب: من حدّث نفسه بالطلاق ولم يتكلّم

- ‌3 - باب: قول الرجل لامرأته: (الحقي بأهلك)

- ‌4 - باب: في التخيير

- ‌5 - باب: الخُلْع

- ‌6 - باب: الرّجعة والإِباحة للأول

- ‌7 - باب: الإِيلاء

- ‌8 - باب: اللّعان

- ‌9 - باب: الولد للفراش

- ‌10 - باب: عدّة المُختارة

- ‌(14) " كتاب القصاص والحدود

- ‌1 - باب: تحريم القتل

- ‌2 - باب: من شهر السّلاح

- ‌3 - باب: في القصاص

- ‌4 - باب: من قُتِل دون ماله

- ‌5 - باب: رجم الزاني المُحصَن

- ‌6 - باب: في السِّحاق

- ‌7 - باب: حدّ شارب الخمر

- ‌8 - باب: القطع في السرقة

- ‌9 - باب: حدّ الحِرابة

- ‌10 - باب: قتل المرتدِّ

- ‌11 - باب: من سبّ نبيًّا أوصحابيًّا

- ‌(15) " كتاب الجهاد

- ‌1 - باب: فضل الجهاد والرِّباط

- ‌2 - باب: الشهيد وفضله

- ‌3 - باب: عون الله للمجاهد

- ‌4 - باب: ثواب تبليغ كتاب المغازي

- ‌5 - باب: الترهيب من ترك الجهاد

- ‌ أبواب السَّفَر

- ‌6 - باب: سافروا تصحّوا

- ‌7 - باب: السفر قطعة من العذاب

- ‌8 - باب: استحباب الخروج يوم الخميس

- ‌9 - باب: خروج الرجل بامرأته دون سائر نسائه

- ‌10 - باب: كراهية السفر وحده

- ‌11 - باب: النّهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو

- ‌12 - باب: كراهية الجرس في السفر

- ‌13 - باب: العُقْبة بالسَّهر

- ‌14 - باب: تلقّي المسافر

- ‌15 - باب: فضل الخيل

- ‌16 - باب: الشُّقْر في الخيل

- ‌17 - باب: المسابقة والرّهان

- ‌18 - باب: خير السَّرايا والجيوش

- ‌19 - باب: القتال قتالان

- ‌20 - باب: وصيّة الإِمام للجيش قبل الغزو

- ‌21 - باب: تحريم الغَدر

- ‌22 - باب: الاستنصار بالضعفاء

- ‌23 - باب: الشعار في الحرب

- ‌24 - باب: الإِمساك عن الإِغارة إذا سمع أذانًا

- ‌25 - باب: الحرب خُدْعة

- ‌26 - باب: النهي عن قتل النّساء والصّبيان

- ‌27 - باب: قِوام هذه الأمة بشرارها

- ‌28 - باب: من تحيّز إلى فئة

- ‌ أبواب قسم الغنيمة والفيء

- ‌29 - باب: تحريم الغلول

- ‌30 - باب: للعربي سهمان وللهجين سهم

- ‌31 - باب: التنفيل

- ‌32 - باب: الخُمُس

- ‌33 - باب: مصرف الخمس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) " كتاب الإِمارة والقضاء

- ‌1 - باب: فضل السلطان العادل

- ‌2 - باب: الانتقام مِن الظالم وممّن لم ينصر المظلوم

- ‌3 - باب: النهي عن طلب الإِمارة

- ‌4 - باب: حقّ الرعيّة والنصح لها

- ‌5 - باب: قلوب الملوك في يد الله

- ‌6 - باب: كم تلي هذه الأمّة

- ‌7 - باب: طاعة الإِمام

- ‌8 - باب: البيعة على الاستطاعة

- ‌9 - باب: إذا بُويع الخليفتين

- ‌10 - باب: حكم من أراد تفريق أمر المسلمين وهو مجتمع

- ‌11 - باب: إعانة الله للأمير العادل

- ‌12 - باب: تعميم الوالي

- ‌13 - باب: هدايا العمّال

- ‌14 - باب: إعانة الله للقاضي العادل

- ‌15 - باب: اجتهاد الحاكم

- ‌16 - باب: ردّ اليمين على طالب الحق

- ‌17 - باب: مجالس القضاة

- ‌(17) " كتاب الأَيمان والنُّذُور

- ‌1 - باب: اليمين الفاجرة

- ‌2 - باب: الاستثناء في اليمين

- ‌3 - باب: اليمين على ما يُصدّقه به صاحبه

- ‌4 - باب: كفارة نذر المعصية

- ‌5 - باب: من مات وعليه نذر

- ‌6 - باب: من نذر وهو مشرك ثم أسلم

- ‌(18) " كتابُ الصَّيْدِ والذَّبَائحِ

- ‌1 - باب: تحريم اقتناء الكلب إلّا لصيدٍ أو ماشيةٍ

- ‌2 - باب: تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وغير ذلك

- ‌3 - باب: في أكل الضبّ

- ‌4 - باب: في أكل الجراد

- ‌5 - باب: في قتل النّمل

- ‌6 - باب: ذبيحة المرأة

- ‌7 - باب: ذكاة الجنين

- ‌(19) " كتابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌1 - باب: المؤمن يأكل في مِعْيً واحد

- ‌2 - باب: الترهيب من كثرة الشِّبَع

- ‌3 - باب: طعام الواحد يكفي الاثنين

- ‌4 - باب: الوضوء قبل الطعام وبعده

- ‌5 - باب: من بات وفي يده ريح غَمَرٍ

- ‌6 - باب: الطعام الحار

- ‌7 - باب: الائتدام

- ‌8 - باب: نِعْمَ الإِدامُ الخلُّ

- ‌9 - باب: سيّد الإِدام

- ‌10 - باب: أكل اللحم

- ‌11 - باب: إكرام الخبز

- ‌12 - باب: الحلواء والعسل

- ‌13 - باب: دفع الباكورة إلى أصغر الولدان

- ‌14 - باب: فضل التمر البَرْنيّ

- ‌15 - باب: تفتيش التمر

- ‌16 - باب: أكل القثّاء بالرُّطَب

- ‌17 - باب: أكل البِطّيخ بالرُّطَب

- ‌18 - باب: في الخبيص

- ‌19 - باب: في الهريسة

- ‌20 - باب: الكمأة من المنّ

- ‌21 - باب: أكل الفولة بقشرها

- ‌22 - باب: أكل المضطّر

- ‌(20) " كتاب الأشربة

- ‌1 - باب: تحريم الخمر

- ‌2 - باب: كلّ مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام

- ‌3 - باب: ما يُتَّخذُ منه الخمرُ

- ‌4 - باب: في النَّبيذ

- ‌5 - باب: أحبّ الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب: الشرب في آنية الذهب والفضّة

- ‌7 - باب: الشُّرب قائمًا

- ‌8 - باب: النهي عن الشرب من ثلمة القدح، وعن النفخ في الشراب

- ‌9 - باب: أدب الشرب

- ‌(21) " كتابُ الطِّبِّ

- ‌1 - باب: الأمر بالتداوي، وأنّه من قَدَر الله

- ‌2 - باب: المَعِدَة حَوْض البدن

- ‌3 - باب: إطعام المريض شهوته

- ‌4 - باب: إطفاء الحمّى بالماء

- ‌5 - باب: موضع الحجامة

- ‌6 - باب: ما جاء في الكي

- ‌7 - باب: ما جاء في الكُسْت الهندي

- ‌8 - باب: نبات الشَّعْرِ في الأنف

- ‌9 - باب: ما رُخِّص فيه من الرُّقيةِ

- ‌10 - باب: ما جاء في الطِّيَرة والكهانة

- ‌11 - باب: من تحسّى سمًّا

- ‌(22) " كتابُ اللِّبَاس والزِّينَةِ

- ‌1 - باب: إظهار النِّعمةِ

- ‌2 - باب: النهي عن المباهاة في الثياب، وإسبال الإِزار

- ‌3 - باب: ثواب ترك لباس الحرير والذهب والفضة وشرب الخمر

- ‌4 - باب: لبس القلانس ذوات الآذان

- ‌5 - باب: كيف ينتعل

- ‌6 - باب: ما جاء في الخاتم

- ‌7 - باب: حلية السيف

- ‌8 - باب: الفَرْق

- ‌9 - باب: تسريح الشعر وتسكينه

- ‌10 - باب: الخِضاب بالحِنّاء والكتَمِ والصُّفْرةِ

- ‌11 - باب: النهي عن حلق المرأة رأسَها

- ‌12 - باب: تحريم وصل الشعر والوشم

- ‌13 - باب: قصّ الشارب

- ‌14 - باب: الكُحْلُ وترٌ

- ‌15 - باب: الطِّيب

- ‌16 - باب: ما جاء في الخَلوق

- ‌17 - باب: التصوير

- ‌18 - باب: وَسْمِ الغنم

- ‌(23) " كتاب الأدب

- ‌1 - باب: فضل حسن الخُلُق

- ‌2 - باب: مكارم الأخلاق

- ‌3 - باب: فضل الرفق

- ‌4 - باب: توقير الكبير

- ‌5 - باب: الحياء

- ‌6 - باب: الحِلم

- ‌7 - باب: الحِدَّة

- ‌8 - باب: الغضب

- ‌9 - باب: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهِ

- ‌10 - باب: فضل الهيّن الليّن

- ‌11 - باب: مداراة الناس صدقة

- ‌12 - باب: السّماحة

- ‌13 - باب: الدّينُ النصيحة

- ‌14 - باب: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا

- ‌15 - باب: أيُّ المسلمين أسلم

- ‌16 - باب: التواضع

- ‌17 - باب: من أخذ بركاب رجل لا يرجوه

- ‌18 - باب: الصمت وحفظ اللسان

- ‌19 - باب: ذم ذي اللسانَينْ والوجهَيْن

- ‌20 - باب: تحريم الكذب

- ‌21 - باب: الكذب لإِصلاح ذات البين

- ‌22 - باب: تحريم الغيبة والنميمة

- ‌23 - باب: ما يُنهى عن سَبّه

- ‌24 - باب: الترهيب من الفحش

- ‌25 - باب: النهي عن مشارّة الناس

- ‌26 - باب: كفارة اللحاء

- ‌27 - باب: لا يُقال: مجنون

- ‌28 - باب: الكلام بالفارسية

- ‌29 - باب: ما جاء في الشعر والبيان

- ‌30 - باب: ذم المدّاحن

- ‌31 - باب: لا يُلدغ مؤمن من جُحرٍ مرتين

- ‌32 - باب: الاحتراس من الناس بسوء الظنّ

- ‌33 - باب: طلب الحوائج بعزّة الأنفس

- ‌34 - باب: المؤمن يُؤلَف

- ‌35 - باب: حقّ المسلم على المسلم

- ‌36 - باب: ما يُصفي الودَّ

- ‌37 - باب: ثواب إفشاء السلام

- ‌38 - باب: السلام عند القيام من المجلس

- ‌39 - باب: النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام

- ‌40 - باب: كيف الردُّ عليهم بالسلام

- ‌41 - باب: السلام على الصبيان

- ‌42 - باب: المصافحة

- ‌44 - باب: التفسّح في المجالس

- ‌45 - باب: النهي عن قيام الرّجل للرجل

- ‌46 - باب: النهي عن التفرّق والتهاجر

- ‌47 - باب: القَصْد في الحبّ والبُغض

- ‌48 - باب: الأرواح جنود مجنّدة

- ‌49 - باب: تَنَقَّه وتَوَقَّه

- ‌50 - باب: المرء مع من أحبّ

- ‌51 - باب: ثواب المتحابّين في الله

- ‌52 - باب: سؤال المحبوب عن اسمه ومنزله

- ‌53 - باب: فضل الزيارة في الله

- ‌54 - باب: الإغباب بالزيارة

- ‌55 - باب: قول الرجل للرجل: (لبّيك)

- ‌56 - باب: النهي عن التكنّي بأبي القاسم

- ‌57 - باب: فيمن سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيّر اسمه

- ‌58 - باب: كنية الصبيّ

- ‌59 - باب: الأذان في أذن المولود

- ‌60 - باب: العطاس والأدب فيه

- ‌61 - باب: وضع الكاتبِ القلمَ على أذنه

- ‌62 - باب: القَبْضُ على اللّحية عند الاهتمام

- ‌63 - باب: الجلوس في الظلمة

- ‌64 - باب: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌65 - باب: النهي عن قطع السّدر

- ‌66 - باب: النهي عن تعذيب الحيوان

- ‌67 - باب: اللّعب بالحمام

- ‌68 - باب: دخول الحمّام

- ‌69 - باب: قطع المراجيح

- ‌70 - باب: النهي عن المزمار والطبل

- ‌71 - باب: النهي عن مجالسة أبناء الملوك

- ‌72 - باب: في المُخنّثين والمُذكَّرات

الفصل: ‌54 - باب: الإغباب بالزيارة

أنه عطاء بن عجلان الكذّاب!.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "المطالب"(ق 88/ ب) - وابن أبي الدنيا (102)، وابن قدامة في "المتحابّين"(38) من طريق الضحاك بن حُمرة عن حماد بن جعفر عن ميمون بن سِياهٍ مثله. والضحاك ضعيف، وشيخه ليّن الحديث. كذا في "التقريب". وابن سياه ضعّفه ابن معين ويعقوب بن سفيان، ووثّقه أبو حاتم.

‌54 - باب: الإغباب بالزيارة

1206 -

أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو محمّد أزهرُ بن زُفَر الورّاق بمصر: نا محمّد بن مَخْلَد الرُّعَيْني أبو أسلم: نا سليمان بن أبي كَريمة عن مكحول عن قَزَعَة بن يحيى.

عن حَبيب بن مَسلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا".

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(7/ ق 316/ أ) من طريق تمّام.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4/ 25 - 26) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 137/ ب) و"الصغير"(1/ 107) وابن عدي في "الكامل"(3/ 1112) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(1239) - والحاكم (3/ 347) من طريق أزهر به.

قال الطبراني: لا يُروى عن حبيب إلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به مسلمة.

وإسناده واهٍ: محمَّد بن مَخْلَد قال ابن عدي: منكرُ الحديث، حدّث بالأباطيل. وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: لم أرَ في حديثه منكرًا. (اللسان: 5/ 375). وشيخه ضعّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامّة أحاديثه مناكير. (اللسان: 3/ 102).

وقال الهيثمي (8/ 175): "وفيه محمد بن مَخْلَد الرُّعيني، وهو ضعيف".

ص: 431

1207 -

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن قبّان البغدادي -قَدِمَ دمشق (1) -: نا أبو علي الحسن بن عُلَيْل العَنَزيّ: نا عبد الله بن المُثنّى: نا عَوْبَد بن أبي عمران الجَوْنيُّ عن أبيه عن عبد الله بن الصّامت.

عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذزٍّ! زُرْ غِبًّا تزدَدْ حُبًّا".

أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 424) -ومن طريقه ابن الجوزي (1232) - وأبو الشيخ في "الأمثال"(رقم: 19) من طريق عبد الله بن المثنّى به.

وأخرجه البزّار (كشف- 1923) وابن عدي (3/ 1144 و 5/ 2019) وأبو الشيخ (رقم: 19) والقضاعي في "مسند الشهاب"(632) من طريقٍ آخر عن عَوْبَد به.

قال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي ذرٍّ إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه عن أبي عمران إلَّا ابنه عوبد، ولم يكن بالقوي، وقد حدّث عنه أهل العلم. وقال العقيلي: لا يُتابع عليه، والروايات في هذا الباب فيها لينٌ. وقال ابن عدي: ليس في أحاديثه -يعني عَوْبَد- أنكرُ من هذا.

وإسناده واهٍ: عَوْبَد قال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: حديثه شبه البواطيل. وتركه النسائي. (اللسان: 4/ 386 - 387). ونقل ابن عدي عن العباس بن يزيد البحراني أنّه قال عن رواية عَوْبَد لهذا الحديث: لقّنه ذاك الفاجر. يعني: سليمان الشاذكوني. أخرجه ابن عدي من طريقه. والشاذكوني متروك متّهم. (اللسان: 3/ 84 - 88).

وقال الهيثمي (8/ 175): "وفيه عَوْبَد بن أبي عمران، وهو متروك".

(1) ما بين الشرطتين ليس في (ظ).

ص: 432

1208 -

أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا إسحاق بن سيّار النَّصيبيّ: نا محمّد بن عمرو بن عثمان الجُعْفي: نا ضِمام بن إسماعيل عن أبي قَبيل.

عن عبد الله بن عمرو، قال: ما زلنا نسمعُ: (زُرْ غِبًّا تزددْ حُبًّا) حتّى سَمِعنا ذلك من النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 229) عن أبيه عن الجُعْفي به.

ومحمد بن عمرو بن عثمان الجُعْفي لعلّه الذي ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح"(8/ 33 - 34) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال أبو حاتم -كما في "العلل"-: "وليس هذا الحديث بصحيحٍ، إنما يرويه ضِمام مبتر [كذا، ولعله: مبتورًا] ".

وقد تابعه سُويْد بن سعيد، أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الإِخوان" (ص 166 - 167) وابن عدي (4/ 1424) وأبو الشيخ (18) وابن الجوزي (1234). وسُويْد قال الحافظ في "التقريب": صدوق في نفسه إلَّا أنه عمي فصار يتلقّن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القولَ. أهـ. فمثله يُستشهد به. وقال الهيثمي (8/ 175): "رواه الطبراني، وإسناده جيّدٌ".

وتابعهما أيضًا أحمد بن عيسى العسكري عند الخطيب في "التاريخ"(9/ 300) وابن الجوزي (1233)، وأحمد كذّبه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الخطيب: ما رأيت لمن تكلم فيه حجّة توجب تركَ الاحتجاجِ بحديثه. وقال الحافظ في "التهذيب"(1/ 65): "قلت: إنّما أنكروا عليه ادّعاء السماع، ولم يُتَّهم بالوضع، وليس في حديثه شيءٌ من المناكير".

1209 -

حدّثنا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري: نا أبو عُلاثة محمد بن عمرو بن خالد بمصر: نا أبي: نا عيسى بن يونس عن بَهْز بن حَكيم عن أبيه.

ص: 433

عن جدِّه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "زُرْ غِبًّا تزددْ حُبًّا".

شيخ تمّام قال الكتّاني: كان يُتَّهم. (اللسان: 5/ 411).

وقد ورد الحديث أيضًا من رواية: علىٍّ، وجابر، وابن عمر، وأبي هريرة، وعائشة:

أما حديث عليٍّ:

فأخرجه ابن أبي الدُنيا في "الِإخوان"(ص 165) وأبو الشيخ (14) وابن الجوزي (1231) من طريق سويد بن سعيد عن القاسم بن غصن عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النُّعمان بن سعد عنه.

وإسناده ضعيف: عبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب". والنعمان لم يرو عنه غير عبد الرحمن ففيه جهالة. وسويد تقدّم الكلام عليه.

وأمّا حديث جابرٍ:

فأخرجه أبو الشيخ (17) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 143) من طريق محمد بن عبيد الله العَرْزَميّ عن أبي الزُّبير عنه، والعَرْزَميّ متروك كما في "التقريب".

وأمّا حديث ابن عمر:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(رقم: 87) وابن عدي (3/ 1005 - 1006) من طريق رَوْح بن صلاح: ثنا ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عنه مرفوعًا: "زوروا

". وقال الطبراني: "لم يروه عن نافع إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا ابن لهيعة، تفرّد به رَوْحٌ".

إسناده ضعيف: ابن لَهِيعة اختلط بعد احتراق كتبه، ورَوْح ضعّفه ابن عدي والدارقطني، ووثّقه ابن حبّان والحاكم. (اللسان: 2/ 465 - 466).

وقال الهيثمي (8/ 175): "وفيه ابن لَهِيعة وحديثُه حسن، وبقيّة رجاله ثقات". أهـ. وأخرجه ابن عدي (2/ 448) من طريق بشر بن عبيد الدّارسي

ص: 434

عن يزيد بن عبد الله القرشي عن عطاء عنه مرفوعًا. والدراسي كذّبه الأزدي وقال ابن عدي: منكر الحديث، بيّن الضعف. (اللسان: 2/ 26).

وأمّا حديث أبي هريرة: فله طرق:

الأول: أخرجه الطيالسي (2535) والحارث بن أبي أسامة (المطالب: ق 88/ ب) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 322) والقضاعي في "مسند الشهاب"(630) - والحربي في "غريب الحديث"(2/ 609) وابن أبي الدنيا في "الِإخوان"(104) والبزّار (كشف- 1922) والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 224 - 225 و4/ 192) -ومن طريقه ابن الجوزي (1235) - وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 148/ ب) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 137/ ب) وابن حبّان في "الثقات"(9/ 172) وابن عدي (4/ 1427) وأبو الشيخ (15) والقضاعي (629، 631) والبيهقي في "الشُّعب"(6/ 328) من طرقٍ عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عنه مرفوعًا.

وإسناده واهٍ: طلبة متروك كما في "التقريب".

وقال البزّار: "لا يُعلم في حديث "زر غبا تزدد حبًّا" حديث صحيح". وقال البيهقي: "وطلحة بن عمرو غير قوي، وقد رُوي هذا الحديث بأسانيدُ هذا أمثلُها".

وقد تابع طلحةَ جماعةٌ، وهم:

1 -

الأوزايُّ: أخرج متابعته الطبراني في "الأوسط"(1775) من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن أيوب السُّكّري عن الوليد بن مسلم عنه. والوليد يُدلّس تدليس التسويّة، ولم يُصرّح بالتحديث. والراوي عنه لم أعثر على ترجمته.

وأخرجه الخطيب (6/ 57) -ومن طريقه ابن الجوزي (1236) - من طريق محمد بن خُليد عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي به. وابن خُليد أورد

ص: 435

ابن حبّان هذا الحديث في ترجمته من "المجروحين"(2/ 302 - 303): وقال: "أمّا هذا الحديث فهو حديث عيسى بن يونس عن طلحة بن عمرو عن عطاء، فجعل مكانَ طلحةَ الأوزاعيَّ". وقال عنه: "يقلبُ الأخبارَ، وُيسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". أهـ. وضعّفه الدارقطني، وقال أبو زُرعة: حدّث بأباطيل. "اللسان": 5/ 158 - 159) ونقل ابن الجوزي عن ابن عدي أنّه قال: يضع الحديث.

2 -

محمد بن عبد الملك الأنصاري: أخرج متابعته ابن عدي (6/ 2169)، وهو متروك كذّبه أحمد. (اللسان: 5/ 265 - 266). وقال ابن عدي: قد رُوي عن طلحة بن عمرو، وهو معروف به.

3 -

ابن جريج: أخرج متابعته العقيلي (4/ 192) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 137/ ب) وابن حبّان في "الثقات"(9/ 172) من رواية منصور بن إسماعيل الحرّاني عنه.

قال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا منصور. ومنصور قال العقيلي: لا يُتابع عليه. وقال عن الحديث: ليس بمحفوظٍ من حديث ابن جريج، وإنّما يُعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قومٌ نحوه في الضعف. أهـ. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يُغرِب.

وذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 341) من رواية بقيَّة عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج به، ونقل عن أبيه أنه قال:"هذا حديثٌ منكرٌ، إنّما يرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم". أهـ. وبقيّة معروف بتدليس التسوية، وروايته هذه عند أبي طاهر الذهلي في الجزء (23) من حديثه (رقم: 114).

4 -

يحيى بن أبي سليمان المدني: أخرج متابعته ابن عدي (7/ 2686) وأبو طاهر الذهلي (113)، والبيهقي في "الشعب"(6/ 328)، والخطيب في "التاريخ"(14/ 108)، "والمُوضح"(2/ 10)، ويحيى قال

ص: 436

البخاري: منكر الحديث. قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يُكتب حديثُه. ووثّقه ابن حبّان والحاكم.

5 -

عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي: أخرج متابعته ابن عدي (5/ 1810) وأبو الشيخ (16). وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، فتعقّبه الذهبي في "الميزان" (3/ 47) قائلًا:"هكذا ذكره ابن عدي هنا فوهم، وإنّما هذا الوقّاصي لا الجُمَحي". أهـ.

والوقّاصي متروك وكذّبه ابن معين كما في "التقريب".

الثاني: أخرجه العقيلي (2/ 138) وابن عدي (3/ 1138) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 217) من طريق سليمان بن كرّان -أو: كرّاز-: ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عنه مرفوعًا.

وسليمان قال العقيلي: الغالبُ على حديثه الوهمُ. وقال البزّار وعبد الحق: ليس به بأس. (اللسان: 3/ 101) والمبارك وشيخه مدلّسان، وقد عنعنا. وقال ابن عدي: لا يحتمل عن المبارك؛ لأنّه لا بأس به. يعني أن سليمان هو علّة الحديث.

الثالث: أخرجه ابن عدي (3/ 1077) -ومن طريقه ابن الجوزي (1237) - من طريق عبد الملك الذِّماري عن زهير بن محمد الخراساني عن إسماعيل بن وَرْدَان عنه مرفوعًا.

وزهير ضعيف إذا روى عنه الشاميون، وعبد الملك دمشقي، وهو ليّن الحديث كما في "التقريب". والتابعيُّ لم أقف على ترجمته.

الرابع: أخرجه أبو نعيم بني "أخبار أصبهان"(2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود: نا هلال بن العلاء: نا معمر بن مَخلد السُّروجي: نا عَبدة عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عنه مرفوعًا.

أورده في ترجمة ابن الجارود ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة.

ص: 437

الخامس: أخرجه العسكري -كما في "المقاصد"(ص 233) - من طريق محمد بن عبد الله بن عُلاثة عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عنه مرفوعًا.

وابن عُلاثة مختلف فيه: فقد وثّقه ابن معين وابن سعد، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وقال البخاري: في حديثه نظر. وتركه الدارقطني، وقال الأزدي: حديثه يدلّ على كذبه. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتجُّ به. وقال ابن حبّان: كان يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الحاكم: ذاهب الحديث، يروي عن الأوزاعي وغيره أحاديثَ موضوعةً.

السادس: أخرجه الخِلَعِيُّ في "فوائده" -كما في "المقاصد"(ص 233) - من طريق عون بن الحكم بن سنان -في الأصل: سنان بن الحكم. وهوقلب- عن أبيه عن يحيى بن عتيق عن ابن سيرين عنه مرفوعًا.

والحكم ضعيف كما في "التقريب".

وأمّا حديث عائشة:

فأخرجه الخطيب (10/ 182) -ومن طريقه ابن الجوزي (1240) - قال: أنا أحمد بن محمد العتيقي: ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن حفص اليمني بمصر: ثنا أبو محمد عبد الله بن وهبان إملاءً: ثنا أبو عقيل الجمّال: ثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا.

قال ابن الجوزي: أبو عقيل مجهول. أهـ. فتعقّبه الحافظ في "التهذيب"(11/ 195): "كذا قال! وقد أخطأ في ذلك". أهـ. وذكر في ترجمة أبي عقيل -واسمه: يحيى بن حبيب الكوفي- عن ابن أبي حاتم أنّه قال: هو صدوق. وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: ربّما أخطأ وأغرب.

قلت: وهذا الإِسناد ليس فيه موضعٌ يُنظر فيه إلا شيخُ شيخِ الخطيب: محمد بن الحسين بن حفص اليمني، فإنّي لم أعثر على ترجمته.

ومما يدلُّ على أنه غير محفوظ عن عائشة: ما أخرجه ابن حبّان (523)

ص: 438

من طريق عثمان بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن زكريّا عن [في الأصل: ابن] إبراهيم بن سُويد النخعي: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، قال: دخلتُ أنا وعُبيد بن عُمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزور. فقال: أقول يا أمّه كما قال الأول: زر غبًّا تزدد حبًّا. قال: فقالت: دعونا من بَطالتكم هذه. ثم ذكرت حديثًا.

وإسناده صحيح. والبطالة بفتح الباء: الهَزْل كما في "القاموس". فلو كانت عائشة قد سمعت هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَا وصفتها بذلك، بل هذا دليل على نكارة ما رُوي عنها.

وأخرج عَبْد بن حميد وابن مردويه في "تفسيريهما" -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 440) - وابن أبي الدُّنيا في "الِإخوان"(رقم: 105) والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 225) -واللفظ لعَبْدٍ- من طرقٍ عن أبي جَنَاب عن عطاء قال: دخلت أنا وابن عمر وعبيد بن عُمير على أم المؤمنين عائشة. ثم قال: قالت: يا عبيد ما يمنعك من زيارتنا؟. قال: ما قال الأول: زُر غِبًّا تزدد حبًّا. قالت: إنّا لنحبُّ زيارتك وغشيانك. قال ابن عمر: دعينا من بَطالتكما هذه.

وأبو جَناب اسمه يحيى بن أبي حيّة ضعّفوه لكثرة تدليسه. كذا في "التقريب".

فصل: في أقوال أهل العلم في هذا الحديث:

تقدّم قولُ البزّار: لا يُعلم فيه حديثٌ صحيحٌ. وقال العقيلي في "الضعفاء"(2/ 139): "ليس في هذا الباب عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيءٌ يثبت". وقال ابن حبّان في "روضة العقلاء"(ص 116): "وقد رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبارٌ كثيرة تُصرّح بنفي الِإكثار من الزيارة حيث يقول: "زُر غبًّا تزدد حبًّا" إلَّا أنّه لا يصحُّ منها خبرٌ من جهة النَّقْلِ، فتنكّبْنا عن ذكرها" أهـ.

ص: 439

وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 252 - 255) من طرق عدّة، ثمّ قال:"هذه الأحاديث ليس فيها ما يثبتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" ثمّ شرع يبيّن عِلَلَها.

وأورده الصغاني في "الدر الملتقط"(رقم: 25) حاكمًا بوضعه! وهذا يدل على عدم معرفته بهذا الفنِّ، إذ إنّ للحديث طرقًا لا يتهيّأ الحكم عليها بذلك.

وقال الحافظ المنذري في "الترغيب"(3/ 367): "وهذا الحديث قد رُوي عن جماعة من الصحابة، وقد اعتنى غير واحدٍ من الحفّاظ بجمع طرقه والكلامِ عليها، ولم أقف له على طريق صحيح كما قال البزّار، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره". أهـ. قلت: حتى أسانيد الطبراني لا تسلمُ من الضعف.

وممن جمع طرقه من المتقدمين الحافظ أبو نعيم -كما في "الفتح"(10/ 498) -، والحافظ ابن حجر فقد قال في "الفتح" (10/ 498):"وقد ورد من طرقٍ أكثرها غرائب، لا يخلو واحدٌ منها من مقال"، ثمّ قال:"وقد جمعتُها في جزءٍ مفردٍ". أهـ. وقد سمّى هذا الجزء -كما نقله السخاوي في "المقاصد"(ص 233) - "الإِنارة بطرق غبّ الزيارة".

والذي يترجّح أن الحديث حسنٌ لغيره، فله طرق ضعاف غير شديدة الضعف (1)، إذا ما ضُمّت إلى بعضها ارتقى بها الحديث إلى مرتبة الحسن، وإلى هذا مال السخاوي في "المقاصد" (ص 233) فقال:"وبمجموعها يتقوّى الحديث، وإن قال البزّار أنّه ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافي ما قلناه". أهـ.

(1) ثلاثة منها عن ابن عَمرو، وواحدٍ عن كلٍّ من علي وابن عُمر وعائشة، وسبعة عن أبي هريرة.

ص: 440