المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - باب: فضل حسن الخلق - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ٣

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌(13) " كتاب الطلاق

- ‌1 - باب: في كراهية الطلاق

- ‌2 - باب: من حدّث نفسه بالطلاق ولم يتكلّم

- ‌3 - باب: قول الرجل لامرأته: (الحقي بأهلك)

- ‌4 - باب: في التخيير

- ‌5 - باب: الخُلْع

- ‌6 - باب: الرّجعة والإِباحة للأول

- ‌7 - باب: الإِيلاء

- ‌8 - باب: اللّعان

- ‌9 - باب: الولد للفراش

- ‌10 - باب: عدّة المُختارة

- ‌(14) " كتاب القصاص والحدود

- ‌1 - باب: تحريم القتل

- ‌2 - باب: من شهر السّلاح

- ‌3 - باب: في القصاص

- ‌4 - باب: من قُتِل دون ماله

- ‌5 - باب: رجم الزاني المُحصَن

- ‌6 - باب: في السِّحاق

- ‌7 - باب: حدّ شارب الخمر

- ‌8 - باب: القطع في السرقة

- ‌9 - باب: حدّ الحِرابة

- ‌10 - باب: قتل المرتدِّ

- ‌11 - باب: من سبّ نبيًّا أوصحابيًّا

- ‌(15) " كتاب الجهاد

- ‌1 - باب: فضل الجهاد والرِّباط

- ‌2 - باب: الشهيد وفضله

- ‌3 - باب: عون الله للمجاهد

- ‌4 - باب: ثواب تبليغ كتاب المغازي

- ‌5 - باب: الترهيب من ترك الجهاد

- ‌ أبواب السَّفَر

- ‌6 - باب: سافروا تصحّوا

- ‌7 - باب: السفر قطعة من العذاب

- ‌8 - باب: استحباب الخروج يوم الخميس

- ‌9 - باب: خروج الرجل بامرأته دون سائر نسائه

- ‌10 - باب: كراهية السفر وحده

- ‌11 - باب: النّهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو

- ‌12 - باب: كراهية الجرس في السفر

- ‌13 - باب: العُقْبة بالسَّهر

- ‌14 - باب: تلقّي المسافر

- ‌15 - باب: فضل الخيل

- ‌16 - باب: الشُّقْر في الخيل

- ‌17 - باب: المسابقة والرّهان

- ‌18 - باب: خير السَّرايا والجيوش

- ‌19 - باب: القتال قتالان

- ‌20 - باب: وصيّة الإِمام للجيش قبل الغزو

- ‌21 - باب: تحريم الغَدر

- ‌22 - باب: الاستنصار بالضعفاء

- ‌23 - باب: الشعار في الحرب

- ‌24 - باب: الإِمساك عن الإِغارة إذا سمع أذانًا

- ‌25 - باب: الحرب خُدْعة

- ‌26 - باب: النهي عن قتل النّساء والصّبيان

- ‌27 - باب: قِوام هذه الأمة بشرارها

- ‌28 - باب: من تحيّز إلى فئة

- ‌ أبواب قسم الغنيمة والفيء

- ‌29 - باب: تحريم الغلول

- ‌30 - باب: للعربي سهمان وللهجين سهم

- ‌31 - باب: التنفيل

- ‌32 - باب: الخُمُس

- ‌33 - باب: مصرف الخمس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) " كتاب الإِمارة والقضاء

- ‌1 - باب: فضل السلطان العادل

- ‌2 - باب: الانتقام مِن الظالم وممّن لم ينصر المظلوم

- ‌3 - باب: النهي عن طلب الإِمارة

- ‌4 - باب: حقّ الرعيّة والنصح لها

- ‌5 - باب: قلوب الملوك في يد الله

- ‌6 - باب: كم تلي هذه الأمّة

- ‌7 - باب: طاعة الإِمام

- ‌8 - باب: البيعة على الاستطاعة

- ‌9 - باب: إذا بُويع الخليفتين

- ‌10 - باب: حكم من أراد تفريق أمر المسلمين وهو مجتمع

- ‌11 - باب: إعانة الله للأمير العادل

- ‌12 - باب: تعميم الوالي

- ‌13 - باب: هدايا العمّال

- ‌14 - باب: إعانة الله للقاضي العادل

- ‌15 - باب: اجتهاد الحاكم

- ‌16 - باب: ردّ اليمين على طالب الحق

- ‌17 - باب: مجالس القضاة

- ‌(17) " كتاب الأَيمان والنُّذُور

- ‌1 - باب: اليمين الفاجرة

- ‌2 - باب: الاستثناء في اليمين

- ‌3 - باب: اليمين على ما يُصدّقه به صاحبه

- ‌4 - باب: كفارة نذر المعصية

- ‌5 - باب: من مات وعليه نذر

- ‌6 - باب: من نذر وهو مشرك ثم أسلم

- ‌(18) " كتابُ الصَّيْدِ والذَّبَائحِ

- ‌1 - باب: تحريم اقتناء الكلب إلّا لصيدٍ أو ماشيةٍ

- ‌2 - باب: تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وغير ذلك

- ‌3 - باب: في أكل الضبّ

- ‌4 - باب: في أكل الجراد

- ‌5 - باب: في قتل النّمل

- ‌6 - باب: ذبيحة المرأة

- ‌7 - باب: ذكاة الجنين

- ‌(19) " كتابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌1 - باب: المؤمن يأكل في مِعْيً واحد

- ‌2 - باب: الترهيب من كثرة الشِّبَع

- ‌3 - باب: طعام الواحد يكفي الاثنين

- ‌4 - باب: الوضوء قبل الطعام وبعده

- ‌5 - باب: من بات وفي يده ريح غَمَرٍ

- ‌6 - باب: الطعام الحار

- ‌7 - باب: الائتدام

- ‌8 - باب: نِعْمَ الإِدامُ الخلُّ

- ‌9 - باب: سيّد الإِدام

- ‌10 - باب: أكل اللحم

- ‌11 - باب: إكرام الخبز

- ‌12 - باب: الحلواء والعسل

- ‌13 - باب: دفع الباكورة إلى أصغر الولدان

- ‌14 - باب: فضل التمر البَرْنيّ

- ‌15 - باب: تفتيش التمر

- ‌16 - باب: أكل القثّاء بالرُّطَب

- ‌17 - باب: أكل البِطّيخ بالرُّطَب

- ‌18 - باب: في الخبيص

- ‌19 - باب: في الهريسة

- ‌20 - باب: الكمأة من المنّ

- ‌21 - باب: أكل الفولة بقشرها

- ‌22 - باب: أكل المضطّر

- ‌(20) " كتاب الأشربة

- ‌1 - باب: تحريم الخمر

- ‌2 - باب: كلّ مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام

- ‌3 - باب: ما يُتَّخذُ منه الخمرُ

- ‌4 - باب: في النَّبيذ

- ‌5 - باب: أحبّ الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب: الشرب في آنية الذهب والفضّة

- ‌7 - باب: الشُّرب قائمًا

- ‌8 - باب: النهي عن الشرب من ثلمة القدح، وعن النفخ في الشراب

- ‌9 - باب: أدب الشرب

- ‌(21) " كتابُ الطِّبِّ

- ‌1 - باب: الأمر بالتداوي، وأنّه من قَدَر الله

- ‌2 - باب: المَعِدَة حَوْض البدن

- ‌3 - باب: إطعام المريض شهوته

- ‌4 - باب: إطفاء الحمّى بالماء

- ‌5 - باب: موضع الحجامة

- ‌6 - باب: ما جاء في الكي

- ‌7 - باب: ما جاء في الكُسْت الهندي

- ‌8 - باب: نبات الشَّعْرِ في الأنف

- ‌9 - باب: ما رُخِّص فيه من الرُّقيةِ

- ‌10 - باب: ما جاء في الطِّيَرة والكهانة

- ‌11 - باب: من تحسّى سمًّا

- ‌(22) " كتابُ اللِّبَاس والزِّينَةِ

- ‌1 - باب: إظهار النِّعمةِ

- ‌2 - باب: النهي عن المباهاة في الثياب، وإسبال الإِزار

- ‌3 - باب: ثواب ترك لباس الحرير والذهب والفضة وشرب الخمر

- ‌4 - باب: لبس القلانس ذوات الآذان

- ‌5 - باب: كيف ينتعل

- ‌6 - باب: ما جاء في الخاتم

- ‌7 - باب: حلية السيف

- ‌8 - باب: الفَرْق

- ‌9 - باب: تسريح الشعر وتسكينه

- ‌10 - باب: الخِضاب بالحِنّاء والكتَمِ والصُّفْرةِ

- ‌11 - باب: النهي عن حلق المرأة رأسَها

- ‌12 - باب: تحريم وصل الشعر والوشم

- ‌13 - باب: قصّ الشارب

- ‌14 - باب: الكُحْلُ وترٌ

- ‌15 - باب: الطِّيب

- ‌16 - باب: ما جاء في الخَلوق

- ‌17 - باب: التصوير

- ‌18 - باب: وَسْمِ الغنم

- ‌(23) " كتاب الأدب

- ‌1 - باب: فضل حسن الخُلُق

- ‌2 - باب: مكارم الأخلاق

- ‌3 - باب: فضل الرفق

- ‌4 - باب: توقير الكبير

- ‌5 - باب: الحياء

- ‌6 - باب: الحِلم

- ‌7 - باب: الحِدَّة

- ‌8 - باب: الغضب

- ‌9 - باب: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهِ

- ‌10 - باب: فضل الهيّن الليّن

- ‌11 - باب: مداراة الناس صدقة

- ‌12 - باب: السّماحة

- ‌13 - باب: الدّينُ النصيحة

- ‌14 - باب: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا

- ‌15 - باب: أيُّ المسلمين أسلم

- ‌16 - باب: التواضع

- ‌17 - باب: من أخذ بركاب رجل لا يرجوه

- ‌18 - باب: الصمت وحفظ اللسان

- ‌19 - باب: ذم ذي اللسانَينْ والوجهَيْن

- ‌20 - باب: تحريم الكذب

- ‌21 - باب: الكذب لإِصلاح ذات البين

- ‌22 - باب: تحريم الغيبة والنميمة

- ‌23 - باب: ما يُنهى عن سَبّه

- ‌24 - باب: الترهيب من الفحش

- ‌25 - باب: النهي عن مشارّة الناس

- ‌26 - باب: كفارة اللحاء

- ‌27 - باب: لا يُقال: مجنون

- ‌28 - باب: الكلام بالفارسية

- ‌29 - باب: ما جاء في الشعر والبيان

- ‌30 - باب: ذم المدّاحن

- ‌31 - باب: لا يُلدغ مؤمن من جُحرٍ مرتين

- ‌32 - باب: الاحتراس من الناس بسوء الظنّ

- ‌33 - باب: طلب الحوائج بعزّة الأنفس

- ‌34 - باب: المؤمن يُؤلَف

- ‌35 - باب: حقّ المسلم على المسلم

- ‌36 - باب: ما يُصفي الودَّ

- ‌37 - باب: ثواب إفشاء السلام

- ‌38 - باب: السلام عند القيام من المجلس

- ‌39 - باب: النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام

- ‌40 - باب: كيف الردُّ عليهم بالسلام

- ‌41 - باب: السلام على الصبيان

- ‌42 - باب: المصافحة

- ‌44 - باب: التفسّح في المجالس

- ‌45 - باب: النهي عن قيام الرّجل للرجل

- ‌46 - باب: النهي عن التفرّق والتهاجر

- ‌47 - باب: القَصْد في الحبّ والبُغض

- ‌48 - باب: الأرواح جنود مجنّدة

- ‌49 - باب: تَنَقَّه وتَوَقَّه

- ‌50 - باب: المرء مع من أحبّ

- ‌51 - باب: ثواب المتحابّين في الله

- ‌52 - باب: سؤال المحبوب عن اسمه ومنزله

- ‌53 - باب: فضل الزيارة في الله

- ‌54 - باب: الإغباب بالزيارة

- ‌55 - باب: قول الرجل للرجل: (لبّيك)

- ‌56 - باب: النهي عن التكنّي بأبي القاسم

- ‌57 - باب: فيمن سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيّر اسمه

- ‌58 - باب: كنية الصبيّ

- ‌59 - باب: الأذان في أذن المولود

- ‌60 - باب: العطاس والأدب فيه

- ‌61 - باب: وضع الكاتبِ القلمَ على أذنه

- ‌62 - باب: القَبْضُ على اللّحية عند الاهتمام

- ‌63 - باب: الجلوس في الظلمة

- ‌64 - باب: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌65 - باب: النهي عن قطع السّدر

- ‌66 - باب: النهي عن تعذيب الحيوان

- ‌67 - باب: اللّعب بالحمام

- ‌68 - باب: دخول الحمّام

- ‌69 - باب: قطع المراجيح

- ‌70 - باب: النهي عن المزمار والطبل

- ‌71 - باب: النهي عن مجالسة أبناء الملوك

- ‌72 - باب: في المُخنّثين والمُذكَّرات

الفصل: ‌1 - باب: فضل حسن الخلق

‌1 - باب: فضل حسن الخُلُق

1070 -

أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم: نا جعفر بن محمد القلانسي، قال: نا سعيد بن منصور: نا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان عن القَعْقَاع بن حَكيم عن أبي صالح.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّما بُعِثتُ لأتَمِّمَ صالحَ الأخلاقِ".

أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(1/ 192) وأحمد (2/ 381) والبزّار (كشف- 2470) والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 2) والبيهقي في "سننه"(10/ 191 - 192) وفي "الشُّعب"(6/ 230، 231) والسمعاني في "أدب الإِملاء"(ص 25) من طريق سعيد بن منصور به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(273) و"التاريخ الكبير"(7/ 188) من طريق آخر عن عبد العزيز به.

وأخرجه الخرائطي (ص 2) والحاكم (2/ 613) -وصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "سننه"(10/ 192) من طريقين عن ابن عجلان به.

وإسناده حسن، ابن عجلان فيه كلام يسيرٌ.

قال الهيثمي (9/ 15) والسخاوي في "المقاصد"(ص 105): "رجاله رجال الصحيح".

والحديث ذكره مالك في "الموطأ"(2/ 904) بلاغًا، وقال ابن عبد البر -كما في "المقاصد" (ص 105) -:"هو متّصلٌ من وجوه صحاحٍ عن أبي هريرة وغيره مرفوعًا".

وله شاهد من حديث معاذ:

أخرجه ابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما -كما في

ص: 293

"المطالب"(ق 87/ أ) - والبزّار (كشف- 1973) والطبراني في "الكبير"(20/ 65 - 66) والبيهقي في "الشعب"(6/ 231) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن مكحول عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم عنه مرفوعًا: "إنما بُعثت على تمام محاسن الأخلاق" ولفظ البزار: "بعثت بمحاسن .. ".

قال الهيثمي (8/ 23): "وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدْعاني، وهو ضعيف". أهـ. قلت: وشهر ليّن.

1071 -

أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عبد اللطيف: نا عبد الأعلى: نا زَيْنٌ عن أسامة عن عمرو عن المُطَّلب.

عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ المؤمنَ لَيُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقه درجةَ الصائمِ القائمِ".

أخرجه أبو داود (4798) وابن حبّان (1927) والحاكم (1/ 60) -وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي في "الشعب"(6/ 236، 237) والخطيب في "الموضح"(2/ 285) والبغوي في "شرح السنّة"(13/ 81، 81 - 82) من طرقٍ عن عمرو -وهو ابن أبي عمرو- به.

ورجاله ثقات إلّا أنه منقطع، المطلب -وهو ابن عبد الله بن حَنْطَب- قال أبو حاتم: روايته عن عائشة مرسلة، ولم يدركها. وقال أبو زُرعة: نرجو أن يكون سمع منها.

وله طريق آخر:

أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1076) من طريق اليَمان بن عدي عن زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة مرفوعًا بنحوه.

وقال ابن عدي: "لا أعلم يرويه عن زهير غير اليمان". أهـ.

وزهير صدوق متكلَّمٌ فيه لا سيّما فيما رواه عنه الشاميون، والراوي عنه

ص: 294

ههنا منهم. واليمان ليّن الحديث كما في "التقريب".

وللحديث شواهد يصحُّ بها:

فأخرجه البخاري في "الأدب"(284) والخرائطي (ص 9) من طريق الفضيل بن سليمان النُّميري عن صالح بن خَوّات بن جُبير عن محمد بن يحيى بن حبّان عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه.

وإسناده ضعيف: الفضيل قال ابن معين: ليس بثقة. وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي. وشيخه لم يوثّقه غير ابن حبان.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 141/ ب) والحاكم (1/ 60) من طريق إبراهيم بن المستمر العُروقي عن حَبّان بن هلال عن حماد بن سلمة عن بُديل عن عطاء عن أبي هريرة، ولفظه:"إنّ الله ليبلّغُ العبدَ بحُسْن خلقه درجةَ الصوم والصلاة".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وسكت عليه الذهبي.

وإسناده حسن.

وأخرجه ابن عدي (4/ 1326) من طريق شَريك القاضي عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة.

وشريك صدوق سيّىء الحفظ، وأبو حازم لم يسمع من أبي هريرة.

وأخرجه أحمد (2/ 177، 220) والخرائطي في "المكارم"(ص 9) والطبراني في "الكبير" -كما في "الترغيب" و"المجمع"- و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 141/ ب) من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن حُجَيرة -وعند الطبراني وكذا في روايةٍ لأحمد: علي بن رباح- عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إنّ المسلم المسدَّد لَيُدركُ درجةَ الصوّامِ القوّامِ بآيات الله بحُسْنِ خُلُقه وكَرَمِ ضَريبته (1) ".

(1) الضريبة: الطبيعة، وزنًا ومعنًى. "ترغيب".

ص: 295

قال المنذري (3/ 404):"رواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة". أهـ. وقال الهيثمي (8/ 22): "وفيه ابن لهيعة وفيه ضعفٌ، وبقيّة رجاله رجال الصحيح".

قلت: الراوي عنه عند أحمد: عبد الله بن المبارك، وهو ممّن روى عنه قبل اختلاطه، فالسندُ قويٌّ.

وأخرجه البزّار (كشف- 35) وأبو يعلى (4166) من طريق زكريّا بن يحيى الطائي عن شعيب بن الحَبْجَاب عن أنس مرفوعًا: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وإنّ حُسن الخلق ليبلغُ درجةَ الصوم والصلاة".

قال الهيثمي (1/ 58) والبوصيري في "مختصر الإِتحاف"(1/ ق 145/ ب): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: وسنده حسن، زكريّا وثّقه ابن حبّان والخطيب، وضعّفه الدارقطني.

وأخرجه الترمذي (2003) واستغربه من طريق قَبيصة بن الليث عن مطرّف -وهو: ابن طريف- عن عطاء -وهو: ابن نافع- عن أمِّ الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من شيءٍ يُوضع في الميزان أثقلَ من حُسن الخُلق، وإن صاحبَ حُسن الخُلُقِ ليبلغُ به درجةَ صاحب الصوم والصلاة".

وإسناده حسنٌ. وأخرجه البزّار (كشف- 1975) من طريق يعلي بن مَمْلَك عن أم الدرداء. ويعلى لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 458):"ما حدّث عنه سوى ابن أبي مُليكة! ". أهـ. ففيه جهالة، ومع هذا قال البزّار:"حسن الإِسناد".!.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6/ 237) من طريق عبد الحميد بن سليمان عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعًا: "إنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القانت الذي يصوم النهار ويقوم الليل". وقال: "تفرّد بإسناده عبد الحميد بن سليمان". أهـ. وهو ضعيف كما في "التقريب".

ص: 296

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(المطالب العالية: ق 87/ أ) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمَّد بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: "إن الرجلَ ليُدركُ درجةَ الصائم القائم بالخُلُقِ الحسن".

وعبد العزيز ضعيف كما في "التقريب".

1072 -

أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد الصائغ: نا إسماعيل بن أَبَان الورّاق: نا أبو بكر النَّهْشَليُ عن عبد الملك بن عمير.

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرّجلَ ليبلغُ بحُسْن خُلُقه درجةَ الصائمِ القائمِ".

أخرجه أَبو الشيخ في "طبقات الإِصبهانيين"(3/ 165 - ط العلمية) من طريق إسماعيل به.

وإسناده جيّدٌ إن ثبت سماع عبد الملك من ابن عمر.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 144) من طريق ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر بلفظ: "إنّ العبدَ لينال بحسن الخلق منزلةَ الصائم نهارَه القائم ليلَه". وابن أبي ليلى سيّىء الحفظ، وفي السند إليه مَنْ لا يُعرف.

1073 -

أخبرنا أبو علي محمد بن هارون: نا أبو القاسم سعيد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن شُرَحْبيل بن شَرَاحيل التَّرْخُمِيُّ بحمص: نا يحيى بن صالح الوُحَاظِي: نا عُفَير بن مَعْدان عن سُليم بن عامر.

عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الرَّجلَ ليُدْرِكُ بحُسْن خُلُقه درجةَ السَّاهِر بالليل الظامىء بالهواجِر".

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(13/ 80 - 81) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 198) من طريق آخر عن عُفَير به.

ص: 297

وإسناده ضعيف، قال الهيثمي (8/ 25):"وفيه عُفَير بن معدان، وهو ضعيف".

1074 -

أخبرنا أبو الحسن مُزاحِم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عبّاد البصري العطّار -قَدِمَ دمشقَ-: نا محمد بن زكريّا الغَلَابي: نا العبّاس بن بكّار الضَّبِّيُّ: نا أبو بكر -يعني: الهُذَليُّ- عن الزُّهريِّ عن أبي سلمة.

عن أبي هريرة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما حَسَّنَ اللهُ عز وجل خَلْقَ امرىءٍ ولا خُلُقَه فتَطْعَمُه النارُ أبدًا".

إسناده تالف: الغَلَابي اتَّهمه الدّارقطنيُّ بالوضع. (اللسان: 5/ 168). وشيخه العبّاس كذّبه الدارقطني، وقال أبو نعيم: لا شيء. (اللسان: 3/ 237 - 238)، وقال ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 190):"لا يجوز الاحتجاج به بحال". أهـ. وأبو بكر الهُذَلي متروك الحديث كما في "التقريب".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 141/ أ) وابن عدي في "الكامل"(3/ 949 - 950، 950) والبيهقي في "الشُّعب"(6/ 249) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 164) من طريق محمد بن مطرّف المديني عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة.

وابن فَراهيج ضعّفه شعبة وأحمد وابن الجارود، وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثّقه يحيى القطّان، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وقال العجلي وابن عدي: لا بأس به. واختلف النقل عن ابن معين في حقِّه. (اللسان: 2/ 424 - 425).

وقال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإِسناد في إسناده بعض النُّكرة". أهـ. وبالغ ابن الجوزي فحكم عليه بالوضع.

وأخرجه أبو الشيخ -كما في "اللآلئ المصنوعة"(1/ 120) - من

ص: 298

طريق محمد بن زياد الشاعر البغدادي عن شَرْقيِّ بن قُطَامى عن أبي المُهزِّم عن أبي هريرة مرفوعًا: "من حسّن الله خَلْقَه وخُلُقَه كان من أهل الجنّة".

وإسناده واهٍ: أبو المُهَزِّم متروك كما في "التقريب"، وشَرْقيُّ كذّبه شعبة، وضعّفه غيره. (اللسان: 3/ 142 - 143)، وابن زياد قال ابن معين: لا شيء. وقال صالح جزرة: ليس بذاك. (الميزان: 3/ 552).

وورد الحديث من رواية ابن عمر، وأنس، والحسن بن علي، وعائشة.

أمّا حديث ابن عمر:

فأخرجه ابن الجوزي (1/ 164) من طريق عمرو بن فيروز عن عاصم بن علي عن الليث بن سعد عن نافع عنه.

قال ابن الجوزي: "فيه عاصم بن علي، وقال يحيى: ليس بشيءٍ". أهـ. وتعقّبه السيوطي في "اللآلىء"(1/ 118) فقال: "قلت: أمّا عاصم فهو أبو الحسين الواسطي، روى عنه البخاري، فكيف يُعَلُّ (في الأصل: يعاب) الحديثُ به". أهـ.

قلت: عاصم ضعّفه النسائي، وقال أحمد: صحيح الحديث، قليل الغلط، وكان صدوقًا. وقال أبو حاتم: صدوق. ووثّقه العجلي وابن سعد وابن قانع.

واتَّهم الذهبي الراويَ عنه:.عمرَو بن فيروز بوضع الحديث، فقال في "تلخيص الموضوعات" -كما في "تنزيه الشريعة" (1/ 201):"وُضِعَ على عاصم بن علي". أهـ. وقال في "الميزان"(3/ 284): "عمرو بن فيروز: أتى عن عاصم بن علي شيخ البخاري بخبرٍ موضوعٍ، لعلّه آفته". أهـ.

وأخرجه الكتاني في "مسلسلاته" -كما في "الجواهر المكلّلة"(نسخة جستربتي- ق 96/ أ) - وأبو طاهر السِّلَفيُّ في"مسلسلاته" -ومن طريقه ابن الجَزَري في كتابه "أحاسن المنن"[كما في "اللآلىء" (1/ 119)] والسخاوي في "الجواهر المكلّلة"(ق 95/ ب- 96/ أ) - وابن الجوزي في

ص: 299

"مسلسلاته"(ق 18/ أ- ب) من طريق أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني عن أبي علي الحسن بن الحجّاج بن غالب الطبري عن أبي العلاء محمد بن جعفر الكوفي عن عاصم بن علي عن الليث بن سعد عن علي بن زيد (1) عن بكر بن الفرات (2) عن أنس مسلسلًا بالاتّكاء، رَفَعه:"ما حسّن الله خَلْق رجلٍ ولا خُلُقَه فتطعَمُه النارُ".

قال السيوطيّ: "رجاله ثقاتٌ"! كذا قال!، وخالفه السخاويُّ فقال:"وفي سنده غير واحدٍ ممّن لم أقف على الحكم فيهم، وأحسبه لا يصح تسلسلًا". أهـ. وهو الصواب.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 751) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 164) - عن الحسن بن علي العَدوي بسنده عن نافع عن ابن عمر عن عمر مرفوعًا.

والعدوي قال ابن عدي: "يضع الحديث ويسرقه ويلزقه على قوم آخرين، ويحدّث عن قوم لا يُعرفون، وهو متّهم فيهم أن الله لم يخلقهم! ". وقال الدارقطني: متروك. وقال الحسن بن علي البصري: كذّاب. (اللسان: 2/ 228 - 231).

وأمّا حديث أنس:

فأخرجه ابن النجّار في "تاريخه" -كما في "اللآلىء"(1/ 119) - من طريق عامر بن محمد بن المعتمر الجُشَمي عن محمد بن بشر بن المزلق عن أبيه عن جدّه عن ثابت البناني عنه مرفوعًا:"من حسّن الله خَلْقه، وحسّن خُلُقَه، ورزقه الإِسلام أدخله الجنة".

ومَن دونَ ثابتٍ لا يُعرفون.

(1) كذا عند ابن الجوزي، وعند السخاوي:(يزيد)، وسقط من "اللآلئ".

(2)

كذا عندهم، وفي "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 93) و"الجرح" (1/ 391) و"ثقات ابن حبان" (4/ 74):"بكر بن أبي الفرات".

ص: 300

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 226) -ومن طريقه ابن الجوزي (1/ 164 - 165) - من طريق أبي سعيد الحسن بن علي العدوي عن خِراش مولى أنس عن مولاه.

والعَدوي تقدّم أنه وضّاع، وخِراش قال ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 288):"كان يزعم أنه خَدَمَ أنسًا، وأتى عنه بنسخةٍ: فيها أشياء مستقيمة، وأشياء موضوعة. لا يحلُّ الاحتجاجُ به ولا كتابةُ حديثه إلا على جهة الاعتبار. وإذا تأمَّل أحاديثه مَنْ هذا الشأن صناعتُه عَلِمَ أنّه كان يضع الحديث وضعًا". وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 651): "ساقطٌ عَدَمٌ، ما أتى به غير أبي سعيد العدوي الكذّاب".

وأمّا حديث الحسن:

فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 287 - 288) من طريق أحمد بن الحصين قال: حدثنا رجل من أهل خُراسان عن محمد بن عبد الله العَقيلي عنه مرفوعًا: "ما حسّن الله خَلقَ أحد ولاخُلُقَه إلّا استحيا أن تطعمَ النارُ لحمَه".

وفي إسناده من لم يُسمَّ. وابن الحصين لم أقف على ترجمته والراوي عن الحسن هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي، ولم أرَ ترجمةً له أيضًا، وروايته عن الحسن منقطعة.

وأما حديث عائشة:

فأخرجه الشيرازي في "الألقاب" -كما في "اللآلىء"(1/ 120) و"تنزيه الشريعة"(1/ 201) - من طريق هراشة بن أحمد بن علي بن إسماعيل الناقد عن إبراهيم بن إسحاق الحربي عن محمد بن الصباح الجرجرائي عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعًا: "ما حسّن الله وجه امرىءٍ مسلم فيريد عذابه".

ص: 301

ورجاله ثقات غير هراشة -ولعله: هراسة- فإنّي لم أقف على ترجمته، وأظنّه المتَّهم به.

* * *

والظاهر -والعلم عند الله تعالى- أن الحديث قريب من درجة الحسن، فطريق ابن فراهيج عن أبي هريرة هي أجودُ طرق الحديث، فليس فيها إلا اختلاف الأئمة في توثيق ابن فراهيج.

1075 -

حدّثني محمد بن موسى بن إبراهيم القرشي، وعبد الجبّار بن عبد الصمد السُّلْميُّ، والحسن بن منير. قالوا: نا أحمد بن الحسن بن هارون الصّباحي: نا عمر بن إسماعيل بن مجالد: نا مَسْعَدة بن صدقة عن الأوزاعيّ عن ميمون بن مِهْران.

عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ اللهَ عز وجل استخصَّ هذا الدينَ لنفسه، ولا يَصلُحُ إلّا بخصلتين -فأكرموه بهما-: السخاء وحُسن الخُلق. وإنّ من تَمامِ حُسنِ الخلق: كرمَ الجوار".

إسناده تالف: عمر بن إسماعيل متروك قال ابن معين عنه: كذّاب خبيث. وشيخه تركه الدارقطني كما في "اللسان"(6/ 22).

وورد الحديث بنحوه من حديث: عمران بن حصين، وجابر، وأبي سعيد:

أما حديث عمران:

فقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 159) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 67/ ب) من طريق عمرو بن الحُصين العقيلي عن إبراهيم بن عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عنه مرفوعًا: "إن الله عز وجل-استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلّا السخاء وحسن الخلق، فزيّنوا دينكم بهما".

وسنده واهٍ، قال الهيثمي (3/ 127) بعدما عزاه "للأوسط" فقط: "وفيه

ص: 302

عمرو بن الحُصين العقيلي، وهو متروك". أهـ. وأشار المنذري في "الترغيب" (3/ 383) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ"رُوي".

وأما حديث جابر:

فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(ص 7، 53) والطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 141/ أ) والبيهقي في "الشُّعب"(7/ 432 - 433) وابن حبّان في "المجروحين"(2/ 134) من طريق عبد الملك بن مسلمة البصري عن إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر عن عمه محمد بن المنكدر عنه مرفوعًا: "قال جبريل عليه السلام: قال الله عز وجل: هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق".

وعبد الملك قال ابن حبّان: يروي عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عُني بعلم السنن". وقال ابن يونس: منكر الحديث. كذا في "الميزان" (2/ 664). وفي "الجرح" لابن أبي حاتم (5/ 371): "سألت أبي عنه، فقال: كتبت عنه، وهو مضطرب الحديث، ليس بالقوي. حدثني بحديث في الكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام بحديثٍ موضوعٍ. وسألت أبا زرعة عنه فقال: ليس بالقوي، هو منكر الحديث". أهـ.

وتابعه عند البيهقي في "الشعب"(7/ 432): عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، وهو متروك ونسبه ابن حبّان إلى الوضع. كذا في "التقريب".

وأخرجه الخرائطي (ص 7، 53) عن شيخه أحمد بن محمد بن غالب بن مرداس البصري -المعروف بغلام خليلٍ- عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن مسلمة بن هشام القرشي عن عمه عن محمد بن المنكدر به.

وإسناده تالف: غلام خليل أقرّ بوضعه للأحاديث، وكذبه أبو بكر بن إسحاق وإسماعيل القاضي، وقال أبو داود: أحاديثه كذِبٌ. ووهّاه غيرهم. (اللسان: 1/ 272 - 274).

ص: 303

وشيخه محمد بن إبراهيم هو ابن العلاء الشامي، فقد ذكر المِزيُّ في "التهذيب"(3/ 1158) غلامَ خليل في الرواة عنه. وابن العلاء كذّبه الدارقطني، وقال ابن حبّان: يضع الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم وأبو نعيم: روى موضوعاتٍ (1).

وأخرجه الخليلي في "الِإرشاد"(3/ 827) والبيهقي في "الشعب"(7/ 432) والضياء في "المختارة" -كما في "اللسان"(5/ 84) - من طريق محمد بن أشرس عن عبد الصمد بن حسان عن الثوري عن محمد بن المنكدر به.

وابن أشرس متروك متهم (اللسان: 5/ 84)، وقال البيهقي: تفرّد به وهو ضعيف بمرّة.

وأشار المنذري في "الترغيب"(3/ 406) إلى ضعف حديث جابر حيث صدّره بـ"رُوي".

وأمّا حديث أبي سعيد:

فقال العراقي في "تخريج الِإحياء"(3/ 50): "أخرجه الدارقطني في كتاب "المستجاد" والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث أبي سعيد الخدري بإسنادٍ فيه لينٌ". أهـ.

قلت: لم أره في النسخة المطبوعة من "المكارم".

1076 -

أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد: نا يوسف بن موسى: نا مُخَيمر: نا روح بن عبد الواحد: نا خُليد بن دَعلج عن الحسن.

عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ الخُلقَ الحسنَ يُذيب

(1) وأعلّ الألباني في "ضعيفته"(3/ 442) هذه الطريق بقوله: "فيها من لم أعرفه"!.

ص: 304

الخطيئةَ كما تُذيبُ الشمسُ الجليدَ، وإنّ الخُلقَ السّيىءَ لَيُفسِدُ العقلَ (1) كما يُفسِد النحلُّ العسلَ".

إسناده ضعيف: خُليد قال الساجي: مجمَعٌ على تضعيفه. وروح قال أبو حاتم: ليس بالمتين روى أحاديث متناقضة. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 2/ 466) ومخيمر هو ابن سعيد المَنْبِجي ولم أعثر على ترجمته. والحسن مدلّس ولم يُصرّح بالسماع.

وله طريق آخر:

أخرجه الخرائطي (ص 7) من طريق بقيّة بن الوليد، قال: حدثني أبو سعيد: حدثني عبد الرحمن بن سليمان عن أنس مرفوعًا مقتصرًا على الشطر الأول من الحديث.

إسناده تالف: أبو سعيد هو عبد القدوس بن حبيب، وقد دلّسه بقية فلم يُصرّح باسمه، ففي مقدمة "صحيح مسلم" (1/ 26) أن ابن المبارك قال: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه كان يُكنِّي الأسامي ويسمِّي الكنى، كان دهرًا يحدّثنا عن أبي سعيد الوُحَاظي، فنظرنا فإذا هو عبد القدوس!.

وعبد القدوس كذّبه ابن المبارك وابن عيّاش، ووهّاه غيرهما (اللسان: 4/ 45 - 48).

وآخر:

أخرجه ابن عدي (7/ 2579) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6/ 247) - من طريق يحيى بن المتوكل الباهلي عن هلال بن أبي هلال القَسْمَلي عنه مرفوعًا: "الخلق السوء يُفسِد الإِيمان كما يُفسد الصَّبِرُ الطعامَ".

(1) كذا في الأصول، وبهامش الأصل:(بخطّ المنذري: العمل)، وبهامش (ظ):(صوابه: العمل)، وبهامش (ر):(العمل)، وكُتبت على الصواب في (ش). وعند مخرّجي الحديث:(العمل).

ص: 305

قلت: سنده ضعيف: هلال المكنّى بـ (أبي ظلال) ضعيف كما في "التقريب"، والراوي عنه قال ابن معين: لا أعرفه.

ورُوي من حديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن عمر:

أما حديث ابن عباس:

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 388) و"الأوسط"(رقم 854) وابن عدي في "الكامل"(5/ 1881 - 1882) والبيهقي في "الشُّعب"(6/ 247) من طريق عيسى بن ميمون المدني عن محمد بن كعب القرظي عنه مرفوعًا.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإِسناد، تفرّد به عيسى بن ميمون. وقال البيهقي: تفرّد به عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب، وكان ضعيفًا.

قلت: عيسى قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيءٍ. وتركه الفلّاس. وقال ابن حبان: يروي أحاديث كلّها موضوعات. (الميزان: 3/ 326).

وقال الهيثمي (8/ 24): "وفيه عيسى بن ميمون المدني، وهو ضعيف".

وأشار. المنذري في "الترغيب"(3/ 411) إلى ضعف الحديث حيث صدّره بـ"رُوي".

وقال البوصيري في "مختصر الإِتحاف"(2/ ق 145/ أ): "سنده ضعيف".

وأمّا حديث أبي هريرة:

فأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 291) وابن حبّان في "المجروحين"(3/ 51) والبيهقي (6/ 247 - 248) من طريق النَّضْر بن معبد أبي قحذم

ص: 306

عن ابن سيرين عنه مرفوعًا: "سوء الخلق يُفسِد العمل كما يفسِد الخلُّ العَسَل".

قال البيهقي: "تفرّد به النضر، وهو ضعيف".

قلت: قال عنه ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. ووثّقه ابن حبّان. (اللسان: 6/ 165 - 166).

وأمّا حديث ابن عمر:

فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند"(رقم: 799) والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "المطالب العالية"(ق 87/ أ) كلاهما عن داود بن المُحبَّر عن سُكين بن أبي سراج عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعًا: "سوء الخلق

إلخ".

وإسناده تالف: داود بن المُحبَّر صاحب كتاب "العقل" الذي أودع فيه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير. وقد كذّبه أحمد وصالح جزرة، واتّهمه بالوضع ابن حبّان والحاكم.

وشيخه سُكين قال ابن حبّان: يروي الموضوعات. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. (اللسان: 3/ 56).

وأعله البوصيري في "مختصر الإِتحاف"(2/ ق 145/ أ) بضعف داود.

1077 -

أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد قراءةً عليه: نا هارون بن عمران بن أبي جميل: نا أبو الجُمَاهِر محمد بن عثمان السّعدي (1)، نا أيّوب بن موسى السّعدي عن سليمان بن حبيب.

عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيمُ ببيتٍ في رَبَضِ الجنّةِ لمن ترك المِراء وإن كان مُحِقًّا، وببيتٍ في وسط الجنةِ لمن

(1) كذا في الأصول، وبهامش (ظ) و (ر):(صوابه: التنوخي). وكذا في كتب الرجال.

ص: 307

ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنّة لمن حسَّنَ خُلُقَه".

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(17/ ق 493/ ب) من طريق شيخ تمام في ترجمة هارون، ثم قال:"كذا قال، وأبو الجُمَاهِر تنوخيُّ لا سعديُّ".

1078 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم قراءة عليه: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا أبو الجُمَاهِر محمد بن عثمان التنوخي: نا أبو كعب أيّوب بن موسى السّعدي، قال: حدّثني سليمان بن حبيب.

عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَض الجنّة لمن ترك المِراء وإن كان محِقًّا، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنّةِ لمن حسَّنَ خُلُقَه".

1079 -

أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف قراءةً عليه: نا أبو زُرعة: نا أبو الجُماهِر بإسناده مثله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 117) عن شيخه أبي زُرعة به.

وأخرجه أبو داود (4800) -ومن طريقه البيهقي في "السنن"(10/ 249) و"الآداب"(رقم: 533) و"الشعب"(6/ 242 - 243) - والدولابي في "الكنى"(2/ 133) من طريق أبي الجُماهِر به.

ووقع عند أبي داود (أيوب بن محمد)، وعند الدولابي (أبو موسى كعب)، وكلاهما خطأ: قال الحافظ في "التهذيب"(1/ 413): "ووقع في روايته [يعني: أبا داود]: (أيوب بن محمد)، ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وهارون بن أبي جميل وأبو حاتم وغيرهم عن أبي الجُماهِر، فقالوا: أيوب بن موسى. قال ابن عساكر: وهو الصواب". أهـ.

وأيوب تفرّد عنه أبو الجماهر ووثّقه، لكن جهالة الحال لا تُرفع

ص: 308

إلا برواية اثنين، ففيه إذًا جهالةٌ. وقال الزَّبيدي في "شرح الإِحياء" (1/ 300):"سنده جيد".

وله طريق آخر:

أخرجه الرُّوياني في "مسنده"(ق 209/ أ) والطبراني في "الكبير"(8/ 219) من طريق سليمان بن زياد عن عاصم بن رجاء بن حَيْوَة عن القاسم عنه مرفوعًا: "أنا زعيمٌ لمن ترك المِراءَ وهو محقٌّ ببيتٍ في ربض الجنّة وببيتٍ في وسط الجنّة وببيتٍ في أعلى الجنة".

وسليمان بن زياد هو الواسطي بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 118) ففيه جهالة.

ووَرَدَ الحديثُ من رواية أنس ومعاذ وابن عمر وابن عباس:

أما حديث أنس:

فله طريقان:

الأول: أخرجه الترمذي (1993) وابن ماجه (51) والخرائطي في "المكارم"(47) وابن عدي في "الكامل"(3/ 1181) والبغوي في "شرح السنّة"(13/ 82) من طرقٍ عن سلمة بن وَرْدَان عنه مرفوعًا: "من ترك الكَذِبَ وهو باطلٌ بُني له في رَبَض الجنةِ، ومن ترك المِراءَ وهومُحِقٌّ بُني له في وسطها، ومن حسَّن خُلقَه بُني له في أعلاها".

قال الترمذي: "هذا حديث حسنٌ، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وَرْدَان عن أنس". أهـ.

قلت: سلمة ضعيفٌ كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه: فرواه عن مالك بن أوس بن الحَدَثان مرفوعًا، هكذا أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "الصمت" (رقم: 140).

الثاني: أخرجه البزّار (كشف- 1976) من طريق عبد الواحد بن سُليم عن حُميد عنه مرفوعًا: "بيتٌ في غُرَفِ الجنّة، وبيتٌ في فناء الجنة، وبيتٌ

ص: 309

في وسط الجنة: لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، ولمن ترك المراء وإن كان محقًّا، ولمن حسَّن خُلُقَه".

وعبد الواحد ضعيف كما في "التقريب".

وقال الهيثمي (8/ 23): "وفيه عبد الواحد بن سُليم، وثّقه ابن حبّان، وضعّفه جماعة".

وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(4/ 259 - ط العلمية) من طريق محمد بن مروان عن العلاء بن المسيّب عن أبيه عنه مرفوعًا: "أنا زعيم بقصرٍ في أعلى الجنة، وقصرٍ في وسط الجنّة، وقصرٍ في رياض الجنة: لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، ولمن ترك الكذب وإن كان لاعبًا، ولمن حَسّن خلقه".

ومحمد بن مروان هو السُّدّيُّ الأصغر، كذّبه ابن نُمير، واتّهمه بالوضع صالح جَزَرة.

وأمّا حديث معاذ:

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 110 - 111) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 141/ ب) و"الصغير"(2/ 16) من طريق محمد بن الحصين القصّاص عن عيسى بن شُعيب عن رَوْحٍ بن القاسم عن زيد بن أسلم عن مالك بن يَخَامِر عنه مرفوعًا: "أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة وبيتٍ في وسط الجنّة وبيت في أعلى الجنّة: لمن ترك المراء وإن كان محِقًّا، وترك الكذب وإن كان مازحًا، وحسَّن خُلُقَه".

قال الطبراني: "لم يروه عن رَوْحٍ إلّا عيسى، تفرّد به محمد بن الحُصين".

وإسناده ضعيف: محمد بن الحصين القصاص لم أعثر على ترجمته. وقال الهيثمي (8/ 23): "وفي إسناد الطبراني: محمد بن الحصين

ص: 310

ولم أعرفه، والظاهر أنّه التميمي وهو ثقة. وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: ويبعدُ كونُه التميميَّ؛ لأن التميميَّ من أتباع التابعين. ثم إنّ وصفَه بالثقة غيرُ مسلّمٍ، فقد قال الدارقطني إنه مجهول، ولم يُوثِّقه غير ابن حبّان.

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(رقم: 882) من طريق عقبة بن علي عن عبد الله بن عمر [عن نافع](1) عنه مرفوعًا: "أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنّة لمن ترك المراء وهو محقٌّ، وببيتٍ في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وهو مازحٌ، وببيتٍ في أعلى الجنّة لمن حَسُنت سريرتُه".

قال الهيثمي (1/ 157): "وفيه عقبة بن علي، وهو ضعيف". أهـ. قلت: قال عنه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 352): "لا يُتابع على حديثه، وربّما حدّث بالمنكر عن الثقات". أهـ. وشيخه ضعيف الحفظ.

وأمّا حديث ابن عبّاس:

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 139) من طريق سُويد أبي حاتم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عنه مرفوعًا: "أنا الزّعيمُ ببيتٍ في رباض الجنةِ وبيتٍ في أعلاها وبيتٍ في أسفلها: لمن ترك الجَدَلَ وهو مُحِقٌّ، وترك الكَذِبَ وهو لاعبٌ، وحسَّن خُلُقَه للناس".

قال الهيثمي (8/ 23): "وفيه أبو حاتم سُويد بن إبراهيم، ضعّفه الجمهور، ووثّقه ابن معين، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلت: المنقول عن ابن معين توثيقه وتضعيفه أيضًا لسُويد. وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق سيّىء الحفظ، له أغلاط وقد أفحش ابن حبّان فيه القول".

ويظهر من اجتماع هذه الطرق ثبوت الحديث، وأنّه بالتحسين حريٌّ.

(1) سقط من المطبوع واستدركته من "مجمع البحرين"(ق 13/ ب).

ص: 311