الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب: اليمين على ما يُصدّقه به صاحبه
941 -
حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي: نا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن عبّوية بالرقّة: نا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني (1): نا هُشَيم عن عبد الله بن أبي صالح عن أبيه.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمينُك على ما يصدقك به صاحبُك".
عبد الله بن أبي صالح أخو سُهَيل بن أبي صالح.
أخرجه مسلم (3/ 1274) من طريق هُشَيم به.
4 - باب: كفارة نذر المعصية
942 -
أخبرنا أبو الطيّب محمد بن حُميد بن سليمان الكلابي، قال: نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي: نا أيّوب بن سليمان بن بلال، قال: حدثني أبو بكر عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أُويس، قال: حدثني سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عُقبة عن ابن شهاب عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة حدّثه أنه سَمِع أبا سلمة بن عبد الرحمن يُخبر:
عن عائشة ابنة أبي بكر أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا نَذْرَ في معصيةِ اللهِ عز وجل، وكفّارتُها كفّارةُ يمينٍ".
(1) في الأصل: (الميداني)، والتصويب من (ظ) و (ر) و (ف) و"تاريخ بغداد"(7/ 175).
أخرجه الترمذي (1525) والنسائي (3839) عن شيخهما محمد بن إسماعيل الترمذي به.
وأخرجه أبو داود (3292) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتأريخ"(3/ 4) والطحاوي في "المشكل"(3/ 42) و"شرح المعاني"(3/ 130) وابن عدي في "الكامل"(3/ 1103) والبيهقي (10/ 69) والبغوي في "شرح السنة"(10/ 33 - 34) من طريق أيّوب بن سليمان به.
وسنده واهٍ، سليمان بن أرقم متروك باتّفاقهم.
وقال البيهقي: "هذا وهم بن سليمان بن أرقم، فيحيى بن أبي كثير إنّما رواه عن محمد بن الزّبير الحنظلي عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك رواه علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير". أهـ.
ونقل أبو داود عن شيخه أحمد بن محمد المروزي أنّه قال: إنّما الحديث حديث علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو داود: "أراد أن سليمان بن أرقم وهم فيه، وحمله عنه الزهري وأرسله عن أبي سلمة عن عائشة". أهـ.
وحديث عمران المشار إليه أخرجه الطيالسي (839) وأحمد (4/ 433، 440، 443) والنسائي (3840 - 3844) والطحاوي في "المشكل"(3/ 42، 43) و"الشرح"(3/ 129، 130) وابن عدي (6/ 2209، 2210) والطبراني في "الكبير"(18/ 164، 174، 200، 201) والحاكم (5/ 304) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 97) والبيهقي (10/ 70) والخطيب في "التاريخ"(13/ 56). وهو عند بعضهم بلفظ: "لا نذر في غضب .. ".
وفيه محمد بن الزبير الحنظلي متروك كما في "التقريب"، وقد اضطرب فيه: فمرة يرويه عن عمران، ومرة عن أبيه عن عمران، ومرة عن أبيه عن
رجل عن عمران، ومرة عن الحسن عن عمران، ومرة عن رجل صحب عمران عن عمران!!.
ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عائشة:
هكذا أخرجه أحمد (6/ 247) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 3، 4) وأبو داود (3290، 3291) والترمذي (1524) والنسائي (3834 - 3838) وابن ماجه (2125) والطحاوي في "المشكل"(3/ 42) والبيهقي (10/ 69) والخطيب (5/ 127).
وقال الترمذي: "هذا حديثٌ لا يصحُّ، لأنّ الزهريَّ لم يسمعِ الحديث من أبي سلمة. سمعت محمدًا (يعني البخاري) يقول: روى غير واحدٍ منهم موسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال محمد: والحديث هو هذا". أهـ. وقال البيهقي: "هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أبي سلمة". أهـ.
وقال الحافظ في "الفتح"(11/ 587): "رواته ثقات، لكنّه معلولٌ، فإنّ الزهريَّ رواه عن أبي سلمة، ثم بيّن أنّه حمله عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة. فدلّسه بإسقاط اثنين وحسّن الظنّ بسليمان وهو عند غيره ضعيف باتفاقهم" ..
قلت: ويؤيّده أن في إحدى الروايات: (عن الزهري قال: حدّث أبو سلمة)، وفي أخرى:(بلغني عن أبي سلمة) فهذا يدل على أنه لم يسمعه منه. لكن جاء في رواية للنسائي التصريح بتحديث أبي سلمة إيّاه، وفي رواية ليعقوب بن سفيان. (أخبرني أبو سلمة).
قال السِّندي رحمه الله في حاشيته على سنن النسائي (7/ 27): "وحديث عائشة في بعض إسناده: (عن الزهري عن أبي سلمة). وفي بعضها: (حدثنا أبو سلمة) وهذا يُثبت سماع الزهري من أبي سلمة. وفي
بعضها: (عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير حدّثه أنه سمع أبا سلمة). وهذا الاختلاف يمكن دفعه بإثبات سماع الزهري مرّةً عن سليمان عن يحيى عن أبي سلمة، ومرّة عن أبي سلمة نفسه. وعند ذلك لا قطع بضعفه سيّما حديث عقبة وعمران يؤيد الثبوت". أهـ
قلت: حديث عقبة عند مسلم (3/ 1265) بلفظ: "كفّارة النذر كفّارة اليمين". وحديث عمران تقدّم تخريجه.
ومهما يكن من أمرٍ فإن للحديث طريقًا سالمةً من التعليل:
فقد أخرجه أحمد (6/ 247) من طريق الزهري عن عروة عن عائشة. وسنده صحيح على شرط الشيخين.
وللحديث شاهد من رواية ابن عباس:
أخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(935) ومن طريقه البيهقي (10/ 72) من طريق خطّاب بن القاسم عن عبد الكريم عن عطاء بن أبي رباح عنه مرفوعًا: "النذر نذران: فما كان لله فكفّارته الوفاء، وما كان للشيطان فلا وفاء فيه، وعليه كفارة يمين".
وضعّفه البيهقي. وفيه خطاب بن القاسم وثّقه ابن معين وابن حبّان وأبو زرعة في رواية، وقال في أخرى: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: يُكتَب حديثُه. فسنده حسن إن شاء الله.
وأخرجه أبو داود (3322) والدارقطني (4/ 158 - 159) والبيهقي (10/ 72) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن بكير بن عبد الله عن كُريب مولى ابن عباس عن مولاه مرفوعًا.
هكذا رواه ابن جريج والضحاك بن عثمان، وطلحة ابن يحيى. قال أبو داود: روى هذا الحديث وكيع وغيره عن عبد الله بن سعيد أوقفوه على ابن عباس. ورجّح وقفه أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 441). وحسّن الحافظ في "التلخيص"