الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الحميد بن محمود بن خالد السّلمي سنة أربع وستين ومائتين -وفيها مات-: نا إبراهيم بن المنذر: نا مَعْن بن عيسى: نا مالك بن أنس عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن عروة.
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ عز وجل يُحبُّ الرفقَ في الأمر كلّه".
عبد الحميد بن محمود ذكره ابن عساكر في "تاريخه"(9/ ق 403/ ب- 404/ أ) ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وأخرجه البخاري (10/ 449) ومسلم (4/ 1706) من طريق ابن شهاب به.
4 - باب: توقير الكبير
1085 -
أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد: نا يوسف بن موسى: نا مُخيمر بن سعيد: نا رَوْح بن عبد الواحد عن خُلَيد بن دَعْلَج عن الحسن.
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من لم يُوقِّرْ كبيرَنا ويرحمْ صغيرَنا".
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 918) من طريق روح به.
وإسناده ضعيف، وقد تقدّم بيان ذلك في تخريج الحديث (1076)، وله طرق أخرى:
الأول: أخرجه الترمذي (1919) وأبو يعلى (4241، 4242) والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 84) وابن عدي (3/ 1094) من طريق زَرْبيِّ بن عبد الله عن أنس مرفوعًا. وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، وزَرْبيّ له أحاديث مناكير عن أنس وغيره". أهـ.
وزَرْبيٌّ ضعيف كما في "التقريب". وقال العقيلي: "وقد رُويَ بغير هذا الإسناد بإسنادٍ صالحٍ".
الثاني: أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 254) من طريق محمد بن يعقوب الغزال عن عبد الله بن عمر بن يزيد عن عبيد بن واقد عن عبد القدوس عن أنس مرفوعًا. وإسناده ضعيف: عبيد ضعيف كما في "التقريب"، وشيخه لم أعثر على ترجمته، ولا أظنه عبد القدوس بن حبيب المتروك فذاك من الأتباع. ومحمد ذكر أبو نعيم الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وشيخه بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(5/ 111).
الثالث: أخرجه أبو يعلى (رقم: 3476) من طريق يوسف عن ثابت عنه مرفوعًا.
قال الهيثمي (8/ 14): "وفيه يوسف بن عطيّة، وهو متروك". أهـ. وقد تابعه عند ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 88/ أ- ب) والبيهقي في "الشُّعب"(7/ 459): زائدة بن أبي الرُّقاد، وهو منكر الحديث كما في "التقريب".
الرابع: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 140/ ب) من طريق جُنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان عنه مرفوعًا. قال الطبراني: لم يروه عن أنس إلَّا الحارث.
قال الهيثمي (8/ 14): "وفيه غير واحد ضعيف". أهـ. قلت: الحارث ضعيف كما في "التقريب"، وجُنادة قال أبو حاتم: ليس بقويٍّ في الحديث. ووثّقه ابن حبان. (اللسان: 2/ 139 - 140).
وقد رَوى هذا الحديث أيضًا: عبد الله بن عمرو، وابن عباس، وأبو هريرة، وعبادة بن الصامت، وأبو أمامة، وجابر، وواثلة، وعليّ، وابن مسعود، وابن عمر، وأبو زيد.
1 -
أمّا حديث عبد الله بن عمرو: فله طريقان:
الأول: أخرجه الحميدي (586) -ومن طريقه الحاكم (1/ 62) وصحّحه على شرط مسلم وسكت عليه الذهبي- وأحمد (2/ 222) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 703) والبخاري في "الأدب"(354) وأبو داود (4943) والبيهقي (7/ 457، 458) من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نُجيح عن عبيد الله بن عامر عنه مرفوعًا. وتابع ابنَ أبي نجيح: ابنُ جريج عند البخاري في "الأدب"(354).
وإسناده جيّدٌ، فابن عامر قد روى عنه اثنان فارتفعت جهالة عينه، ووثّقه ابن معين فزالت جهالة حاله. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء" (2/ 196):"سنده حسن".
والثاني: أخرجه أحمد (2/ 185، 207) والبخاري في "الأدب"(355) والترمذي (1920) -وقال: حسن صحيح- والسمعاني في "أدب الإملاء"(ص 135) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مرفوعًا.
وإسناده جيّد للخلاف المعروف في رواية عمرو عن أبيه عن جدّه.
2 -
وأمّا حديث ابن عبّاس: فله طريقان:
الأول: أخرجه أحمد وابنه عبد الله (1/ 257) وعبد بن حميد في "المنتخب"(586) والترمذي (1921) -واستغربه (1) - والبزّار (كشف- 1955) وابن حبّان (1913) والبيهقي (7/ 458) والسمعاني (ص 135) والبغوي في "شرح السنة"(13/ 39 - 40) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الملك بن أبي بشير [لم يذكر في سند الترمذي والسمعاني، وعند أحمد: عبد الملك بن سعيد بن جبير] عن عكرمة عنه مرفوعًا.
وإسناده ضعيف: ليث ضعيف لاختلاطه، ويظهر ذلك في تسميته لشيخه وإسقاطه -كما في سند أحمد والترمذي والسمعاني-. وقد رواه أيضًا
(1) كذا في "تحفة الأشراف"(5/ 165)، وفي نسخة الترمذي المطبوعة: حسن.
عن مجاهد عن ابن عباس، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 72). والحديث قال ابن القطّان -كما في "الفيض" (5/ 389) -:"ضعيف، فيه ليث ضعّفوه". أهـ. قلت: لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه نُسَير بن ذُعْلُوق -وهو ثقة- عند البزّار (كشف- 1956)، لكنّ الراويَ عنه (قيسَ بن الرّبيع): ضعيفُ الحفظ.
الثاني: أخرجه الطبراني (11/ 449) من طريق محمد بن عبيد الله -وهو العَرْزَمي- عن المِنْهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عنه مرفوعًا.
وإسناده واهٍ: العَرْزَميُّ متروك كما في "التقريب".
3 -
وأمّا حديث أبي هريرة:
فأخرجه البخاري في "الأدب"(353) والحاكم (4/ 178) -وصححه وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (7/ 458) من طريق عبد الله بن وهب عن أبي صخر -وهو حُميد بن زياد- عن ابن قُسيط -وهو يزيد بن عبد الله- عنه مرفوعًا.
وإسناده حسن، حُميد فيه ضعفٌ يُغتفر في الشواهد.
4 -
وأمّا حديث عبادة:
فأخرجه أحمد وابنه عبد الله (5/ 323) والطحاوي في "المشكل"(2/ 133) والحاكم (1/ 122) من طريق ابن وهب عن مالك بن الخير الزّيادي عن أبي قَبيل المَعافِريّ -وهو حُيي بن هانىء- عنه مرفوعًا.
وعزاه الهيثمي (8/ 14) إلى الطبراني، وقال:"إسناده حسن". أهـ. مالك لم يوثقه غير ابن حبّان -كما في "التعجيل"(ص 385) - والحاكم -بعد روايته للحديث-. وقال ابن القطّان: لم تثبت عدالته. قال الذهبي في "الميزان"(3/ 426): "يريد أنّه ما نصّ أحدٌ على أنّه ثقةٌ. وفي رواة الصحيحين عددٌ كثير ما علمنا أنّ أحدًا نصّ على توثيقهم. والجمهور على: أنّ من كان من المشايخ، قد روى عنه جماعة، ولم يأت بما يُنكر عليه أن
حديثَه صحيحٌ". وقال في صدر الترجمة: "محلُّه الصدقُ".
قلت: وفيما ذكره الذهبي بحثٌ يطول انظر تفصيله في كتاب أخينا الشيخ عداب الحمش: "رواة الحديث الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل".
5 -
وأمّا حديث أبي أمامة: فله ثلاثة طرق:
الأول: أخرجه البخاري في "الأدب"(356) والطبراني في "الكبير"(8/ 280 - 281) من طريق الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عنه مرفوعًا.
وسنده لا بأس به: الوليد قال أبو داود: ما به بأس. ووثّقه ابن حبّان، وقال أبو زُرعة: شيخٌ ليّن الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ روى عن القاسم أحاديثَ منكرة. والقاسمُ فيه كلام يسيرٌ.
الثاني: أخرجه الطبراني (8/ 196) من طريق عُفير بن معدان عن سليم بن عامر عنه مرفوعًا.
قال الهيثمي (8/ 15): "وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جدًّا".
الثالث: أخرجه الطبراني (8/ 271) أيضًا من طريق أبي عبد الملك -وهو علي بن يزيد- عن القاسم عنه مرفوعًا، وفيه قصة.
قال الهيثمي (8/ 15): "وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف". أهـ. قلت: تركه جماعة.
6 -
وأما حديث جابر:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 140/ ب) والبيهقي (7/ 459) والخطيب في "الموضح"(1/ 391) من طريق سهل بن تمّام عن مبارك بن فضالة عن أبي الزُّبير عنه مرفوعًا، وقال الطبراني:"لم يروه عن أبي الزّبير إلا مبارك، تفرّد به سهل".
قال الهيثمي (8/ 14): "وفيه مبارك بن فضالة وثّقه العجلي وغيره، لكنه
مدلّس، وفيه ضعف. وسهل بن تمّام ثقة يخطىء". أهـ. قلت: مبارك وشيخه مدلسان وقد عنعنا، وسهل لم يوثقه غير ابن حبّان، وقال: يخطىء. وقال أبو زرعة: لم يكن بكذّاب، كان ربّما وهم في الشيء. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء"(2/ 196): "سنده ضعيف".
7 -
وأما حديث واثلة:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 95) من طريق عبد الله بن يحيى بن عطاء عن الزهري عنه مرفوعًا.
قال المنذري في "الترغيب"(1/ 114): "رواه الطبراني من رواية ابن شهاب عن واثلة، ولم يسمع منه". أهـ. وكذا قال الهيثمي (8/ 14). قلت: والراوي عن الزهري: بيّض له بن أبي حاتم (5/ 204) فلم يحك جرحًا ولا تعديلًا.
8 -
وأما حديث عليٍّ:
فأخرجه البيهقي في "الشعب"(7/ 459) من طريق الحسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جدّه عنه.
والحسين كذّبه مالك وأبو حاتم وابن الجارود. (اللسان: 2/ 289).
9 -
وأمّا حديث ابن مسعود:
فأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه"(ق 199/ أ) من طريق الوضّاح بن يحيى عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عن زرٍّ عنه مرفوعًا.
والوضّاح قال أبو حاتم: ليس بالمرضيِّ. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به لسوء حفظه. (اللسان: 6/ 221).
10 -
وأما حديث ابن عمر:
فذكره ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 307)، قال: "سألت أبي عن حديثٍ رواه إسحاق بن إبراهيم بن الضيف أبو يعقوب المروزي من حفظه،
قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثني عبد الملك بن قدامة الجُمَحِيّ عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. [فذكره بزيادة]. قال أبي: هذا حديث منكر، وعبد الملك ضعيف الحديث". أهـ.
11 -
وأمّا حديث أبي زيد الأنصاري:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1127) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 135) من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة عن سعيد بن قَطَن عنه مرفوعًا.
هكذا رواه الطيالسي فقال: (عن أبي زيد الأنصاري)، وقد خطّأه الحفاظ في ذلك.
ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 230): "قال أبي: لهذا الحديث علة: رواه غُنْدر عن شعبة عن سعيد بن قَطَن، قال: سمعت أبا يزيد المدني قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منّا .. " الحديث. قال أبي: وهذا أشبه. قلت: ومن أبو يزيد المدني؟ قال: شيخ، روى عنه جرير بن حازم، وسعيد بن أبي عروبة، وأيّوب السختياني. ولا يُسمّى، سُئل مالك عن أبي يزيد، فقال: لا أعرفه". أهـ.
وقال ابن عدي: "قال لنا ابن صاعد: وكانوا يرون أنّه حديث متصلٌ، ويُعدُّ في حديث أبي زيد بن أخطب الأنصاري، إذ قد روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وهو وهمٌ، إنّما رواه شعبة عن قَطَن بن كعب القطيعي [كذا] جد أبي قَطَن عن أبي يزيد المدني أنّه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم فصار مرسلًا". أهـ.
قلت. وتابع غندرًا على روايته مرسلًا: سهل بن حماد عند ابن عدي. وقال ابن عدي: "إرساله أثبت". أهـ. أما أبو يزيد فقد وثّقه ابن معين، وسئل عنه أحمد، فقال: تسأل عن رجل روى عنه أيّوب!.
* * *