الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (2/ 285) -: "هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له، ويوسف بن أسباط دَفَنَ كتبَه".
وقد سرّقه من المسيب: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، أخرجه ابن عدي (2/ 746) والخطيب في "التاريخ" (8/ 58). قال ابن عدي:"هذا حديث المسيّب بن واضح عن يوسف بن أسباط، سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء". وقال في الاحتياطي: "يسرق الحديث، منكر عن الثقات".
وأخرجه ابن عدي (3/ 904) من طريق خالد بن عمرو أبي الْأَخْيَل الحمصي عن ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عنه. وخالد كذّبه جعفر الفريابي، وضعّفه الدارقطني، وقال ابن عدي: روى أحاديث منكرة عن
الثقات. (اللسان: 2/ 382).
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(رقم: 466) وابن عدي (7/ 2613) من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عنه.
قال الهيثمي (8/ 17): "وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وهو متروك، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به". أهـ. وقال الحافظ في "الفتح"(10/ 528): "وفي سنده: يوسف بن محمد بن المنكدر ضعّفوه، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسندٍ أحسن منه". أهـ.
12 - باب: السّماحة
1104 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث، وأبو حاتم عدي بن يعقوب، وأبو علي بن آدم في
آخرين، قالوا: نا محمد بن يزيد (1) بن عبد الصمد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن عيّاش: نا ابن جُريج، قال: سمعتُ عطاء بن أبي رباح يقول:
سمعتُ ابنَ عبّاس، يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اسْمَحْ يُسْمَحْ لك".
هكذا رواه محمد بن يزيد (1)، فقال:(ابن عيّاش)، والصواب: الوليد بن مسلم عن ابن جُرَيح.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(17/ ق 451/ أ) من طريق تمّام، وعقّب على كلامه قائلًا:"وفي قول تمّام هذا نظرٌ، فقد رواه سليمان في تضاعيف أحاديث ابن عيّاش عن ابن جريج، ولا يمتنع أن يكون ابن عيّاش سمعه من ابن جريج".
1105 -
حدّثني أبي رحمه الله: نا أبو محمد عبد الله بن محمد السِّمْنَانيّ بالرّي: نا يوسف بن موسى: نا حفص بن غِياث عن ابن جُريج عن عطاء.
عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْمَحْ يُسْمَحْ لك". في حديثٍ طويلٍ.
عزا هذا الطريق إلى "فوائد تمّام": السخاوي في "المقاصد"(ص 58).
وأخرجه ابن عساكر (17/ ق 451/ أ) من طريق يوسف بن موسى به، ولفظه: قال ابن عبّاس: صنع هذه الِمَطْهرة (2)، وقد عَلِمَ أنّه يتوضّأ الأحمر والأسود، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
والحديث أخرجه أحمد (1/ 248) والبزّار والطبراني في "الأوسط"
(1) كذا في الأصول إلَّا (ظ) ففيها: (يزيد بن محمد) وبالهامش: (في الأصل: محمد بن يزيد بن عبد الصمد، وهو غلطٌ)، وما في كتب الرجال موافق لما في (ظ).
(2)
إناءٌ يُتطهّر به، والإِداوة، وبيتُ يتطهَّر فيه. "قاموس".
-كما في "المجمع"- و"الصغير"(2/ 141 - 142) والقضاعي في "مسند الشهاب"(648) والبيهقي في "الشُّعب"(7/ 537) وابن عساكر (17/ ق 450/ ب- 451/ أ) من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جريج به.
وإسناده صحيح، وقد صرّح الوليد بالتحديث عند الطبراني والبيهقي وابن عساكر، كما صرّح شيخه بالتحديث أيضًا عند تمّام وابن عساكر.
وقال الحافظ المنذري في "الترغيب"(2/ 563): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلّا مهدي بن جعفر". أهـ. وقال الهيثمي (10/ 193): "رواه البزّار عن شيخه مهدي بن جعفر البرمكي، وقد وثّقه غير واحدٍ وفيه كلام، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح". وقال في موضعٍ آخر (4/ 74): "رواه أحمد، وفيه مهدي بن جعفر وثّقه ابن معين وغيره، وفيه ضعفٌ. وبقية رجاله رجال الصحيح". أهـ. ولم ينفرد به مهدي، فقد تابعه جماعة (1) عند غير أحمد والبزّار.
وقال العراقي في "تخريج الإِحياء"(2/ 81) والسخاوي (ص 58): "رجاله ثقات".
وروى ابن عساكر (17/ ق 451/ أ) عن أبي حاتم الرازي أنه قال: لم يروِ هذا الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا ابن عبّاس، ولا عن ابن عباس إلا عطاء، ولا عن عطاء إلا ابن جريج، ولا عن ابن جريج أحدٌ علمته إلَّا الوليد بن مسلم، وهو من ثقات الناس وأفاضلهم. وتعقبه ابن عساكر قائلًا:"كذا قال! وقد رُوي عن حفص بن غياث وإسماعيل بن عيّاش عن ابن جريج".
والحديث حكم عليه الصغاني في "الدر الملتقط"(رقم: 27) بالوضع، وهذه مجازفةٌ منه! وقد ردّ عليه العراقي في رسالته في الدفاع عن
(1) انظرهم في "شرح الإِحياء" للزبيدي (5/ 499).
أحاديث الشهاب التي حكم عليها الصغاني بالوضع، والملحقة بمسند الشهاب، فقال (2/ 363):"وهذا حديثٌ حسنٌ، أخرجه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط من حديث ابن عبّاس، ورجاله ثقات". أهـ. وقال السخاوي (ص 58): "لم يُصب من حكم عليه بالوضع".
ورُوي الحديث عن ابن عباس موقوفًا:
أخرجه عبد الرزّاق في "المصنف"(1/ 178) عن ابن جريج قال: حدثني حسن بن مسلم أن ابن عباس، وفيه قصةٌ. وابن مسلم لم يدرك ابن عباس، وإنما أدرك أصحابه.
كما رُوي مرسلًا عن عطاء:
أخرجه عبد الرزاق (1/ 73) عن ابن جريج عنه، وأخرجه ابن عساكر (17/ ق 451/ ب) من طريق خارجة بن مصعب ومندل بن علي -الأول متهم، والثاني ضعيف- عن ابن جريج عنه.
وألّف جماعة من الحفاظ في جمع طرق هذا الحديث أجزاءً، وهم:
1 -
الخطيب البغدادي:
قال العراقي في ردّه الآنف الذكر (2/ 363): "وقد جمع الحافظ أبو بكر الخطيب طرقه في جزءٍ اتّصل لنا عاليًا"(1).
2 -
أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري الدمشقي المعروف بـ"ابن الأكفاني"(2):
قال السخاوي (ص 58): "وقد أفرد الحافظ أبو محمد ابن الأكفاني طرقه". أهـ. وذكره الزَّبيدي في "شرح الإِحياء"(5/ 499) ونقل عنه.
(1) وفات الشيخ محمود الطّحان في كتابه عن الخطيب -ومن قبله الأستاذ يوسف العش- ذكر هذا الجزء في تصانيف الخطيب، والكمال لله وحده.
(2)
أحد تلاميذ الخطيب، والمتوفى سنة (524). انظر ترجمته في "سير النبلاء"(19/ 576).