الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يهجرْ أحدُكم أخاه فوقَ ثلاثةِ أيامٍ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا".
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(6/ ق 221/ أ) من طريق تمّام، وقال: "هذا حديث غريبٌ، والمحفوظ: ما أخبرنا
…
وساق السند إلى تمام بنفس سنده (باستثناء شيخه أبي الطيّب) إلى: زهير بن محمد عن قيس بن سعد عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيّوب مرفوعًا: "لا يحل لمسلم أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
وحديث أبي أيوب هذا عند البخاري (10/ 492) ومسلم (4/ 1984)، وعندهما من طريق مالك عن الزهري عن أنس مرفوعًا:"لا يحلُّ لمسلم أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ".
وفي سند تمام: عبد الملك بن محمود بن سميع وشيخه، وقد ذكرهما ابن عساكر في "التاريخ"(10/ ق 251 أو 6/ ق 221/ أ) ولم يحك فيهما جرحًا ولا تعديلًا. ودحية بن الأصبغ لم أعثر على ترجمته.
47 - باب: القَصْد في الحبّ والبُغض
1189 -
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَيْش الفرغاني: نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا يحيى بن الفَضْل العَنَزي: نا أبو عامر العَقَدي: نا هارون بن إبراهيم الأهوازي عن محمد بن سيرين عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيَريّ.
عن عليٍّ رضي الله عنه، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أَحْبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبْغِضْ بَغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".
1190 -
أخبرنا أبو جُحوش محمد بن أبي جُحوش الخُزَيميّ: نا محمَّد بن إسحاق بن خُزيمة: نا يحيى بن الفَضْل الخِرَقيُّ: نا أبو عامر العَقَدي: نا هارون بن إبراهيم الأهوازي عن محمد بن سيرين عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيري.
عن عليٍّ، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكر مثلَه.
أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(112) من طريق يحيى بن الفَضْل به.
ويحيى هذا لم يوثّقه غير ابن حبّان، وقال: يُغرِب. ففيه جهالة. وخالف زيدُ بن الحُباب -وهو صدوق- العقديَّ، فرواه عن هارون عن ابن سيرين مرسلًا. ذكره الدارقطني في "العلل"(4/ 33).
1191 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي: نا مسلم بن إبراهيم: نا الحسن بن أبي جعفر عن أيّوب عن حُمَيد بن عبد الرحمن الحِمْيَري.
عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (1)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبِبْ حبيبَك هَونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبْغِضْ بغيضَك هَونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".
1192 -
أخبرنا عبد الرحمن بن حَيْش: نا أحمد بن علي بن سعيد (ح). وأخبرنا أبو جُحوش: نا محمد بن إسحاق بن خُزيمة، قالا: نا يحيى بن الفضل: نا مسلم بن إبراهيم: نا الحسن بن أبي جعفر عن أيّوب
…
فذكره بإسناده مثلَه.
أخرجه أبو الشيخ (113) من طريق يحيى به، وأخرجه البيهقي في "الشُّعب"(5/ 260 - 261) من طريق آخر عن مسلم به.
والحسن بن أبي جعفر ضعيف الحفظ مع عبادته وفضله. كذا في
(1) ليس في (ظ).
"التقريب". وقد ضعّف الترمذي هذا الطريق فقال (4/ 360): "وهو حديث ضعيف أيضًا، والصحيح عن عليٍّ موقوفٌ قولُه".
وقد خالفه حمّاد بن سلمة فرواه عن أيّوب به موقوفًا كما سيأتي بيانه في تخريج الحديث رقم (1194).
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1321) من طريق محمد بن عُبيد الكِنْدي عن أبيه عن عليٍّ موقوفًا. ومحمد وأبوه لم يُوثِّقهما غير ابن حبَّان، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 24) عن عُبيد الكندي:"لا يُعرف".
وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(رقم: 484) وابن عساكر في "التاريخ"(9/ ق 359/ ب) من طريق الحجّاج بن دينار عن أبي مَعْشَر عن إبراهيم النَّخعي عن علقمة بن قيس عن عليّ موقوفًا.
وأبو معشر هو نَجيح بن عبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب".
وأخرجه ابن عساكر (9/ ق 359/ 1) من طريق شُعيب بن ميمون الواسطي عن حُصين بن عبد الرحمن عن عبد خيرٍ عنه موقوفًا.
وشُعيب ضعيف عابد كما في "التقريب".
وأخرجه البيهقي في "الشُعب"(5/ 260) من طريق أبي بَدْرٍ -وهو شجاع بن الوليد- عن عطاء بن السائب عن أبي البَخْتَري سعيد بن فيروز عنه موقوفًا. وعطاء مختلط، وأبو البَخْتَري لم يسمع من علىٍّ كما قال ابن معين.
وأخرجه مسدّد -كما في "المطالب"(مسندة- ق 92/ ب) - والبيهقي (5/ 260) من طريق أبي إسحاق عن هُبَيرة بن يَريم عنه موقوفًا، وهُبيرة تفرّد عنه أبو إسحاق، وقد ضعّفه ابن خراش، وقال ابن معين: مجهول. وقال أبو حاتم: شبيه بالمجهول. ووثّقه ابن حبّان، وقال أحمد: لا بأس بحديثه.
وقال البوصيري في "مختصر الإتحاف"(2/ ق 157/ أ): "رواه مسدّد موقوفًا بسندٍ حسنٍ".
وممّن رجّح وقفه أيضًا: ابن حبّان، فقال في "المجروحين" (1/ 351 - 352):"إنّما هو قولُ عليّ بن أبي طالب فقط، وقد رفعه عن علىٍّ: الحسن بن أبي جعفر عن أيّوب عن حميد بن عبد الرحمن عن علي، وهو خطأٌ فاحشٌ". أهـ.
ونقل ابن الجوزي في "العلل"(2/ 249) عن الدارقطني أنه قال: "وقد رُوي من حديث عليّ من طرقٍ لا تثبت، والصحيحُ أنّه عن عليٍّ موقوفٌ".
وقال ابن طاهر القَيْسَراني في "تذكرة الموضوعات"(ص 26): "الصحيح أنّه من قول علىٍّ".
وقال البغوي في "شرح السنّة"(13/ 66): "ورفعه بعضهم عن عليٍّ وعن أبي هريرة، والصحيح أنَّه موقوفٌ على علىٍّ".
وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(12/ ق 57/ ب): "الصحيح أنّه موقوف من قول علىٍّ".
وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 253): "إنّما هذا من قول علىٍّ".
1193 -
أخبرنا أبو الفَرَج محمد بن سعيد بن عَبْدان البغدادي: نا الحسن بن الطيب الشُّجاعي: نا شَيبان بن فَرّوخ: نا الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين.
عن أبي هريرة، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أحبِبْ حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضَك يومًا ما، وأبغِض بغيضَك هَوْنًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 711) عن شيخه الحسن بن الطّيب به، وتحرّف في مطبوعة "الكامل"(شيبان) إلى (سفيان)!
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 427 - 428) -ومن طريقه
ابن الجوزي في "العلل"(1225) - من طريق آخر عن شيبان به.
وإسناده تالفٌ: الحسن بن دينار تركه غيرُ واحدٍ، وكذّبه أبو خيثمة وأبو حاتم. (اللسان: 2/ 203 - 205).
1194 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب، ومحمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، ويحيى بن عبد الله بن الحارث، قالوا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي: نا أبو كُرَيب محمد بن العلاء، قال: نا سُوَيْد بن عَمرو الكلبي: نا حمّاد بن سلمة عن أيّوب -يعني: السَّخْتِياني- عن محمد بن سيرين.
عن أبي هريرة -أُراه رفَعَه-: "أحبب حبيبَك هونًا ما
…
" فذكَرَ مثلَه.
1195 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلّان الحرّاني، قال: نا الحسين بن محمد بن أبي مَعْشَر: نا محمد بن العلاء: نا سُوَيْد بن عَمرو الكلبي: نا حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن محمد بن سيرين.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".
ورواه الأعرج عن أبي هريرة.
أخرجه الترمذي (1997) وابن حبّان في "المجروحين"(1/ 351) -وقَرَن مع أيوب هثامَ بن حسّان- وابن عدي في "الكامل"(2/ 712) وأبو الشيخ في "الأمثال"(114) والبيهقي في "الشُّعب"(5/ 260) من طريق أبي كُريب به.
قال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه بهذا الإِسناد إلّا من هذا الوجه". أهـ. قلت: قد رواه الحسن بن دينار أيضًا عن ابن سيرين كما تقدّم، ووجّه الحافظ في "النُّكت الظراف" (التحفة: 10/ 334) استغراب الترمذي
فقال: "قلت: جاء من رواية الحسن بن أبي جعفر (1) -أحدِ الضعفاء- عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. أخرجه ابن عدي. فإمّا أن يكون (ت) [الترمذي]، لم يعتدّ بذلك لشدّة ضعف الحَسَن، وإمّا أن يكون أراد الغرابةَ معتدّةً بكونها من رواية حمّاد عن أيّوب، وإمّا أن يكون ما اطّلع على رواية الحسن". أهـ.
وقال ابن حبّان: "وهذا الحديثُ ليس من حديث أبي هريرة، ولا من حديث ابن سيرين، ولا من حديث أيّوب وهشام، ولا من حديث حمّاد بن سلمة، وإنّما هو قولُ عليِّ بن أبي طالب فقط". وقال في راويه سُويْد بن عمرو: "كان يُقلّب الأسانيد، ويضعُ على الأسانيد الصحاح المتونَ الواهيةَ، لا يجوز الاحتجاجُ به بحالٍ".
ولم يوافق ابنَ حبّان أحدٌّ على تضعيف سُويْد، بل وثّقه ابن معين والعجلي والنسائي، واحتجّ به مسلم. وقد انتقد بعض الأئمة جرح ابن حبّان لسُويد: قال الذهبي في "الميزان"(2/ 253): "أمّا ابن حبّان فأسرف واجترأ، فقال: كان
…
". أهـ. وقال الحافظ في "التقريب": "أفحش ابن حبّان القولَ فيه ولم يأتِ بدليلٍ". فالإِسناد صحيح، لكن علّته تردّد الراوي في رفعه، وبالتالي لا يجوز الجزمُ بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا سيّما أن هذه الطريق الصحيحة يتيمةٌ، لا تعضدها طريقٌ أخرى قويّة، وما عداها من الطرق إمّا واهٍ مردودٌ أو ضعيف مغلوط الصوابُ فيه الوقفُ لا الرفعُ. ولذا قال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 186): "قلت: رجاله ثقاتٌ رجال مسلم، لكنّ الراوي تردّد في رفعه". أهـ. وقال في أجوبته عن أحاديث الشهاب (2/ 365):"حديثٌ جيّدُ الإِسناد".
(1) كذا، ولعلّه سبق قلم من الحافظ، فالحسن بن أبي جعفر رواه عن أيّوب عن حُميد بن عبد الرحمن عن علي، وابن دينار هو الذي رواه عن ابن سيرين عن أبي هريرة، فهو المقصود قطعًا في هذا المقام.
بل قد خُولِف فيه سُويد:
فقد أخرجه البيهقي في "الشُّعب"(5/ 260) عن شيخه الحاكم قال: أخبرنا علي بن حَمْشاذ: ثنا محمد بن عيسى بن السَّكَن: ثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حمّاد عن أيّوب عن حُميد بن عبد الرحمن عن عليٍّ أنّه كان يقول: فذكر مثله.
وهذا إسنادٌ صحيح موقوف: موسى بن إسماعيل المِنْقري ثقةٌ ثبتٌ كما في "التقريب"، وهو أوثق من سُويد، فروايتُه المحفوظة.
والراوي عنه ابن السَّكَن وثّقه الخطيب في "التاريخ"(2/ 400)، وشيخ الحاكم قال أبو أحمد الحافظ: ما رأيت في مشايخنا أثبت منه في الرواية والتصنيف. (سير النبلاء: 15/ 399).
وقال البيهقي عقبه: "ورواه سُويد بن عمرو عن حمّاد عن أيّوب عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو وهمٌ".
فالعجب بعد ذلك ممّن يقطع بصحة الراوية المرفوعة فيقول: "الحديث من طريق ابن سيرين صحيح مرفوعًا بلا ريب"!.
ورواية الأعرج عن أبي هريرة التي ذكرها تمَّام لم أقف عليها، ولم يذكرها الدارقطني -على استقصائه- في "علله"(4/ 33 - 34).
1196 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن جَبَلة الطرسوسي المُضَري: نا أبو العباس محمد بن طاهر بن أبي الدُّمَيك ببغداد: نا عبد السلام بن صالح أبو الصَّلْت: نا عبّاد بن عوّام عن جَميل بن زيد.
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحببْ حبيبَك هَوْنًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك يومًا ما".
ورواه يحيى البكّاء عن ابن عمر.
أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(739) من طريق ابن أبي الدُّمَيك به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 146/ ب) وابن حبّان في "المجروحين"(2/ 152) من طريق عبد السلام به.
وإسناده واهٍ: جَميل قال ابن معين والنسائي: ليس بثقةٍ. وضعّفه غيرهم. وعبد السلام كذّبه العقيلي وابن طاهر، واتّهمه ابن عدي والدارقطني، وضعّفه غيرهم، وخفي حاله على ابن معين فأحسن القول فيه. وأعلّه الهيثمي (8/ 88) بضعف جَميل فقط.
ومتابعة يحيى البكّاء لم أقف عليها، وهو ضعيفٌ كما في "التقريب".
ورُوي من حديث ابن عمرو:
أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 146/ ب) من طريق محمد بن كثير الفهري قال: ثنا ابن لَهِيعة عن أبي قَبيل عنه.
قال الطبراني: "لا يُروى عن عبد الله بن عمرو إلّا بهذا الإِسناد، تفرّد به محمد بن كثير". أهـ. قلت: وهو متروك كما في "التقريب"، وشيخه اختلط بعد احتراق كتبه.
وأعلّه الهيثمي (8/ 88) بضعف محمد بن كثير.
وقال العراقي في أجوبته عن أحاديث الشهاب (2/ 365): "وقد ورد من حديث عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو، ولا يصحُّ من حديثهما".