الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشهدُ الملائكةُ شيئًا من لهوكم إلّا الرِّهانَ والنِّضالَ".
هكذا وقع في رواية تمام: (عن عبد الله بن عمرو)، وقد أخرجه البزّار (كشف- 1705) من طريق عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا: "لا يحضر الملائكة من لهوكم إلا
…
" وقال: "لا نعلمه بهذا اللفظ إلّا عن ابن عمر، ولا أسنده إلا عمرو، ورواه غيره عن الأعمش عن مجاهد مرسلًا، وعمرو ليس بالحافظ، وقد حدّث عنه أهل العلم".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ 399) وابن عدي (5/ 1796) من هذا الطريق عن ابن عمر أيضًا بلفظ: "ما تشهد الملائكة
…
". وعند الطبراني: "يشهد".
وقال الهيثمي (5/ 268): "رواه البزّار والطبراني، وفيه عمرو بن عبد الغفار، وهو متروك". أهـ.
قلت: هو الفُقَيْمي اتّهمه ابن عدي بالوضع، وتركه أبو حاتم، وقال العقيلي: منكر الحديث. (اللسان: 4/ 369). وقد خالفه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، فرواه عن الأعمش عن مجاهد مرسلًا. أخرجه عنه سعيد بن منصور (2/ 207) وسنده صحيح، فظهر أن الحديث مرسلٌ.
18 - باب: خير السَّرايا والجيوش
869 -
أخبرنا أبو يعقوب الأذرعي: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أحمد بن يونس: نا زهير بن معاوية: نا عبّاد بن كثير عن عُقيل عن ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله.
عن ابن عباس، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الأصحابِ: أربعةٌ، وخيرُ السّرايا: أربعمائة، وخيرُ الجيوش: أربعةُ آلافٍ".
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما غلِبَ قومٌ قَطٌّ بلغوا اثنا عشرَ ألفًا إذا اجتمعت كَلِمَتُهم".
عبّاد بن كثير هو الثقفي البصري متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب. كذا في "التقريب".
وأخرجه أحمد (1/ 294) وأبو داود (2611) والترمذي (1555) وعبد بن حميد في "المنتخب"(652) وأبو يعلى (2587) وابن خزيمة (2538) والطحاوي في "المشكل"(1/ 238) وابن حبان (1663) والحاكم (1/ 443 و 2/ 101) -وصحّحه على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي- والبيهقي (9/ 156) من طريق وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن يونس بن يزيد عن الزهري به، دون قوله:"إذا اجتمعت كلمتهم".
قال أبو داود: "الصحيح أنّه مرسل". ونقل عنه البيهقي بعد روايته للحديث أنّه قال: "أسنده جرير بن حازم، وهو خطأ". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا يُسنده كبير أحدٍ غير جرير بن حازم، وإنّما رُوي هذا الحديث عن الزهري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وقد رواه حبّان بن علي العنزي عن عُقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا". أهـ.
وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (1/ 347) -: "مرسلٌ أشبه، لا يحتمل هذا الكلام يكون كلامَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم). أهـ.
وقال البيهقي: "تفرّد به جرير بن حازم موصولًا، ورواه عثمان بن عمر عن يونس عن عُقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعًا". أهـ.
وقد أجاب عن هذا الإعلال الحافظ ابن التركماني في "الجوهر النقي"(حاشية البيهقي: 9/ 156)، فقال معقّبًا على قول أبي داود: "قلت: هذا
ممنوعٌ، لأنّ جريرًا ثقة، وقد زاد الإِسناد، فيُقبلُ قولُه. كيف وقد تابعه عليه غيره؟! ". أهـ.
قلت: أما رواية الليث بن سعد التي ذكرها الترمذي فهي من رواية عبد الله بن صالح كاتبه عنه، أخرجها الطحاوي (1/ 239). وعبد الله صدوق كثير الغلط، فلا يُعوّل عليه في مثل هذا الموضع.
وأما رواية عثمان بن عمر -وهو ثقة- التي ذكرها البيهقي فإنّي لم أقف على إسنادها كاملًا فأحكم عليه. لكن رواه حَيْوة بن شُريح التجيبي عن عقيل عن الزهري مرسلًا، أخرجه سعيد بن منصور (2387) عن عبد الله بن المبارك عنه. وحَيْوة ثقة ثبت، وهذا ينصر من رجّح كونه مرسلًا.
وجرير بن حازم ثقة من رجال الشيخين، أنكروا عليه بعض الأحاديث التي رواها عن قتادة خاصّة، وهذا الحديث ليس مما رواه عنه. وأمّا ما ذكروه من أنّه اختلط قبل موته فلا يضّره ذلك، فقد قال الإِمام ابن مهدي: اختلط، وكان له أولادٌ أصحابُ حديث، فلما أحسّوا بذلك منه حجبوه، فلم يسمع أحدٌ منه شيئًا في حال اختلاطه.
وقد تابعه على وصله حبّان بن علي: أخرجه أحمد (1/ 299) والدارمي (2/ 215) وأبو يعلى (2714) والطحاوي (1/ 238) والقضاعي في "مسند الشهاب"(1239)، وزاد:"إذا صبروا وصدقوا".
وأخرجه الطحاوي (1/ 239) ومن طريقه القضاعي (1237) عن حبّان ومندل ابنا علي عن يونس عن عُقيل عن الزهري به موصولًا.
وحبان ومندل ضعيفان من جهة الحفظ.
ورُوي من حديث أنس:
أخرجه ابن ماجه (2827) والقضاعي (1238) والخطيب في "الموضح"(2/ 438) وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(رقم: 951) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عن أبي سلمة العاملي وأبي بشر