الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: فضل الجهاد والرِّباط
841 -
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْزَعي: نا أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن بَحْر العسكري بالرّافِقة: نا عفّان -يعني: ابن مُسلم- نا همّام بن يحيى عن محمَّد بن جُحَادة أنّ أبا حَصين حدّثه أنَّ ذكوان حدّثه.
عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! دُلَّني على عملٍ يعدلُ الجهادَ. قال: "لا أجدُهُ". ثمّ قال: "أتستطيعُ إذا خرج المجاهدون أن تلزمَ بيتك فتصَلّيَ لا تفترَ، وتصومَ لا تُفطِرَ؟! ".
أخرجه البخاري (6/ 4) من طريق عفان به.
وأخرج مسلم (3/ 1498) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحوه.
842 -
حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن: أنا محمد بن سليمان الواسطيّ: نا عبد الله بن سِنان: نا عبد الله بن المثنّى، قال: حدثني سرور: نا رَوْح بن القاسم عن العلاء عن أبيه.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشقَّ على أمتي ما قعدتُّ خلفَ سريّةٍ تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَةً فأحملَهم، ولا يجدون سَعَةً فيتّبِعوني".
سرور هو ابن المغيرة قال أبو حاتم -كما في "الجرح"(4/ 325) - شيخ. ووثّقه ابن حبان، وقال الأزدي: عنده مناكير عن الشعبي. (اللسان: 3/ 11) والراوي عنه لم أقف على ترجمته.
والحديث أخرجه مسلم (3/ 1497) من طريق همّام بن منبّه عن أبي هريرة بهذا اللفظ.
وأخرجه البخاري (6/ 16، 124) ومسلم (3/ 1495 - 1497) من طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه.
843 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المرّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا الفريابي: نا ابن ثوبان عن حسّان بن عطية عن أبي مُنيب الجُرَشيّ.
عن عبد الله بن عمر (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بُعِثتُ بين يَدي الساعةِ بالسيفِ حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وجُعِل رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي، وجُعِل الذُّلُّ على من خالفَ أمري، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم".
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(19/ 96 /أ- ب) من طريق تمام.
وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 313) وأحمد (2/ 50، 92) وعبد بن حميد في "المنتخب"(848) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 111/ أ) والهروي في "ذمّ الكلام"(ق 49/ أ - المتحف البريطاني) والبيهقي في "الشعب"(2/ 75) والذهبي في " السّير"(15/ 509) من طريق ابن ثوبان به. وأخرج أبو داود (4031) الفقرة الأخيرة منه: "من تشبه
…
".
قال المنذري في "مختصر السنن"(6/ 25): "في إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ضعيف". أهـ وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "الاقتضاء"(ص 82): "إسناده جيّدٌ" ثم تكلّم على رجاله وبيّن أنهم محتجٌّ بهم.
وقال الذهبي: "إسناده صالح". وقال الزركشي في "التذكرة"(ص 102): "إسناده فيه ضعف". وقال العراقي في "تخريج الإحياء"(1/ 269): "إسناده صحيح".
وقال الهيثمي (5/ 267): "رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن
(1) في الأصل و (ش): (عمرو)، والتصويب من (ظ) و (ر) ومخرجي الحديث.
ثوبان، وثّقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، وضعّفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات". أهـ.
وقال الحافظ في "الفتح"(6/ 98): "في الإسناد: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختَلفٌ في توثيقه". أهـ.
وقال السخاوي في "المقاصد"(ص 407): "في سنده ضعفٌ".
قلت: وابن ثوبان ضعّفه أيضًا ابن معين والنسائي، ووثّقه دُحَيم، وقال يعقوب بن شيبة وأبو داود: لا بأس به. فمثله يحتمل حديثه التحسين.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1/ 88) من طريق الوليد بن مسلم قال: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به.
وهذا إسنادٌ جيّدٌ إن سلم من تسوية الوليد، فإنه -كما هو مذكور في ترجمته من "التهذيب"(11/ 154) - كان يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء من الإِسناد، إجلالًا منه للأوزاعي عن الرواية عنهم! لكن يوهّن هذا الاحتمال أن الأوزاعي معروف بكثرة الرواية عن حسّان، كما أنهما من بلد واحد (الشام)، ولا حاجة بالتالي إلى واسطة بينهما.
وعلى أي حال فللحديث طرق أخرى:
فقد أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 49/ أ) والذهبي في "السير"(16/ 242) من طريق صدقة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا مثله.
وصدقة هو ابن عبد الله السَّمين ضعيف كما في "التقريب"، وابن أبي كثير مدلّس وقد عنعن.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 129) والهروي (ق 49/ أ) من طريق بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزُّبير بن عدي عن أنس مرفوعًا.
وبشر كذّبه الطيالسي وأبو حاتم، وقال ابن حبان والدارقطني: يروي عن الزبير نسخة موضوعة. (اللسان: 2/ 21 - 23).
وأخرج ابن أبي شيبة (5/ 322) قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سعيد عن طاوس مرسلًا. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(رقم: 105) عن الأوزاعي به.
قال الحافظ في "الفتح"(6/ 98): "إسناده حسن". والراوي عن طاوس هو سعيد بن جَبَلة كما في رواية ابن المبارك، قال محمَّد بن خفيف الشيرازي: ليس هو عندهم بذاك. (اللسان: 3/ 25).
وأخرجه سعيد بن منصور (2370) من طريق أبي عمير الصوري عن الحسن مرسلًا، وأبو عمير لم أقف على ترجمته.
فالحديث بمجموع هذه الطرق -باستثناء طريق أنس- حسنٌ أو صحيح، والله أعلم.
844 -
حدثنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع: نا خالد.
عن أبي أُمامة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجلٍ يغبارُّ وجهُهُ في سبيلِ الله إلَّا أمَّنَ اللهُ وجهَه منَ النارِ يومَ القيامةِ، وما من رجلٍ تغبارُ قدماه في سبيل الله إلَّا أمَّنَ الله قدميه من النار يومَ القيامةِ".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (جُميع منكر الحديث).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(110، 118) والطبراني في "الكبير"(8/ 114) والبيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 43) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق آخر عن جميع.
وقال الهيثمي (5/ 287): "وفيه جميع بن ثوب -بالفتح، ويُقال بالضمّ- وهو متروك". أهـ.
قلت: وجميع تركه النسائي، وقال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 2/ 134) فالسند واهٍ.
ويغني عنه: ما أخرجه البخاري (6/ 29) من حديث عبد الرحمن بن جبر مرفوعًا: "ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسّه النار".
845 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع بن ثوب: نا خالد.
عن أبي أمامة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لأن أحرسَ (1) ثلاثَ ليالٍ مُرابِطًا وراءَ بَيْضةِ المسلمين أحبُّ إليَّ من أن تصيبَني ليلةُ القدْرِ في أحد المسجدين: المدينة، وبيت المقدس".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (جُميع منكرُ الحديث).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 42 - 43) من طريق يحيى بن صالح به. وعزاه في "الكنز"(4/ 199) لابن شاهين، وعزاه أيضًا لأبي الشيخ عن أنس.
وإسناده واهٍ كسابقه.
وأشار المنذري في "الترغيب"(2/ 246) أيضًا إلي ضعفه حيث صدّره بـ"رُوي".
846 -
أخبرنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن خالد،
عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات مُرابِطًا في سبيلِ الله أمّنه اللهُ من فتنةِ القبر".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: (جُميع منكرُ الحديث).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4/ 43) من طريق يحيى به.
وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جميع به.
وسنده واه كما تقدّم بيانه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 113 - 114) و"الأوسط"(مجمع البحرين - نسخة الحرم: ق 122/ أ) من طريق محمَّد بن حفص الوصّابي
(1) في الأصل و (ش) و (ر): (لأحرس)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ).
عن محمَّد بن حِمْيَر عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي أمامة.
والوصّابي ضعّفه ابن منده، وقال ابن أبي حاتم: ليس يصدقُ. (اللسان: 5/ 146).
لكن الحديث صحَّ بلفظٍ آخر:
أخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(رقم: 174) وسعيد بن منصور (2414) وأحمد (6/ 20) وأبو داود (2500) والترمذي (1621) -وقال: حسن صحيح- والطبراني في "الكبير"(18/ 311، 311 - 312) وابن حبان (1624) والحاكم (2/ 79، 144) -وصححه على شرط مسلم في الموضع الأول، وعلى شرطهما في الثاني، وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد مرفوعًا:"كل ميت يُختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنّه يُنمّى له عمله إلى يوم القيامة، وُيؤمّن فتنة القبر".
وإسناده جيّد.
وفي صحيح مسلم (3/ 1520) من حديث سلمان مرفوعًا، وفيه:"وإن مات [أي المرابط] جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجريَ عليه رزقه، وأمِن الفُتَّان".
847 -
أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع: نا خالد.
عن أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المُرابِطُ في سبيلِ الله عز وجل أعظمُ أجرًا من رجلٍ جَمَعَ كعبيه في فالجٍ شهرًا (1) صامه وقامه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذريّ: (جُميع منكر الحديث).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4/ 43) من طريق يحيى بن صالح به.
وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جميع به.
(1) كذا في الأصول.