المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - باب: فضل الجهاد والرباط - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ٣

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌(13) " كتاب الطلاق

- ‌1 - باب: في كراهية الطلاق

- ‌2 - باب: من حدّث نفسه بالطلاق ولم يتكلّم

- ‌3 - باب: قول الرجل لامرأته: (الحقي بأهلك)

- ‌4 - باب: في التخيير

- ‌5 - باب: الخُلْع

- ‌6 - باب: الرّجعة والإِباحة للأول

- ‌7 - باب: الإِيلاء

- ‌8 - باب: اللّعان

- ‌9 - باب: الولد للفراش

- ‌10 - باب: عدّة المُختارة

- ‌(14) " كتاب القصاص والحدود

- ‌1 - باب: تحريم القتل

- ‌2 - باب: من شهر السّلاح

- ‌3 - باب: في القصاص

- ‌4 - باب: من قُتِل دون ماله

- ‌5 - باب: رجم الزاني المُحصَن

- ‌6 - باب: في السِّحاق

- ‌7 - باب: حدّ شارب الخمر

- ‌8 - باب: القطع في السرقة

- ‌9 - باب: حدّ الحِرابة

- ‌10 - باب: قتل المرتدِّ

- ‌11 - باب: من سبّ نبيًّا أوصحابيًّا

- ‌(15) " كتاب الجهاد

- ‌1 - باب: فضل الجهاد والرِّباط

- ‌2 - باب: الشهيد وفضله

- ‌3 - باب: عون الله للمجاهد

- ‌4 - باب: ثواب تبليغ كتاب المغازي

- ‌5 - باب: الترهيب من ترك الجهاد

- ‌ أبواب السَّفَر

- ‌6 - باب: سافروا تصحّوا

- ‌7 - باب: السفر قطعة من العذاب

- ‌8 - باب: استحباب الخروج يوم الخميس

- ‌9 - باب: خروج الرجل بامرأته دون سائر نسائه

- ‌10 - باب: كراهية السفر وحده

- ‌11 - باب: النّهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو

- ‌12 - باب: كراهية الجرس في السفر

- ‌13 - باب: العُقْبة بالسَّهر

- ‌14 - باب: تلقّي المسافر

- ‌15 - باب: فضل الخيل

- ‌16 - باب: الشُّقْر في الخيل

- ‌17 - باب: المسابقة والرّهان

- ‌18 - باب: خير السَّرايا والجيوش

- ‌19 - باب: القتال قتالان

- ‌20 - باب: وصيّة الإِمام للجيش قبل الغزو

- ‌21 - باب: تحريم الغَدر

- ‌22 - باب: الاستنصار بالضعفاء

- ‌23 - باب: الشعار في الحرب

- ‌24 - باب: الإِمساك عن الإِغارة إذا سمع أذانًا

- ‌25 - باب: الحرب خُدْعة

- ‌26 - باب: النهي عن قتل النّساء والصّبيان

- ‌27 - باب: قِوام هذه الأمة بشرارها

- ‌28 - باب: من تحيّز إلى فئة

- ‌ أبواب قسم الغنيمة والفيء

- ‌29 - باب: تحريم الغلول

- ‌30 - باب: للعربي سهمان وللهجين سهم

- ‌31 - باب: التنفيل

- ‌32 - باب: الخُمُس

- ‌33 - باب: مصرف الخمس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(16) " كتاب الإِمارة والقضاء

- ‌1 - باب: فضل السلطان العادل

- ‌2 - باب: الانتقام مِن الظالم وممّن لم ينصر المظلوم

- ‌3 - باب: النهي عن طلب الإِمارة

- ‌4 - باب: حقّ الرعيّة والنصح لها

- ‌5 - باب: قلوب الملوك في يد الله

- ‌6 - باب: كم تلي هذه الأمّة

- ‌7 - باب: طاعة الإِمام

- ‌8 - باب: البيعة على الاستطاعة

- ‌9 - باب: إذا بُويع الخليفتين

- ‌10 - باب: حكم من أراد تفريق أمر المسلمين وهو مجتمع

- ‌11 - باب: إعانة الله للأمير العادل

- ‌12 - باب: تعميم الوالي

- ‌13 - باب: هدايا العمّال

- ‌14 - باب: إعانة الله للقاضي العادل

- ‌15 - باب: اجتهاد الحاكم

- ‌16 - باب: ردّ اليمين على طالب الحق

- ‌17 - باب: مجالس القضاة

- ‌(17) " كتاب الأَيمان والنُّذُور

- ‌1 - باب: اليمين الفاجرة

- ‌2 - باب: الاستثناء في اليمين

- ‌3 - باب: اليمين على ما يُصدّقه به صاحبه

- ‌4 - باب: كفارة نذر المعصية

- ‌5 - باب: من مات وعليه نذر

- ‌6 - باب: من نذر وهو مشرك ثم أسلم

- ‌(18) " كتابُ الصَّيْدِ والذَّبَائحِ

- ‌1 - باب: تحريم اقتناء الكلب إلّا لصيدٍ أو ماشيةٍ

- ‌2 - باب: تحريم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وغير ذلك

- ‌3 - باب: في أكل الضبّ

- ‌4 - باب: في أكل الجراد

- ‌5 - باب: في قتل النّمل

- ‌6 - باب: ذبيحة المرأة

- ‌7 - باب: ذكاة الجنين

- ‌(19) " كتابُ الْأَطْعِمَةِ

- ‌1 - باب: المؤمن يأكل في مِعْيً واحد

- ‌2 - باب: الترهيب من كثرة الشِّبَع

- ‌3 - باب: طعام الواحد يكفي الاثنين

- ‌4 - باب: الوضوء قبل الطعام وبعده

- ‌5 - باب: من بات وفي يده ريح غَمَرٍ

- ‌6 - باب: الطعام الحار

- ‌7 - باب: الائتدام

- ‌8 - باب: نِعْمَ الإِدامُ الخلُّ

- ‌9 - باب: سيّد الإِدام

- ‌10 - باب: أكل اللحم

- ‌11 - باب: إكرام الخبز

- ‌12 - باب: الحلواء والعسل

- ‌13 - باب: دفع الباكورة إلى أصغر الولدان

- ‌14 - باب: فضل التمر البَرْنيّ

- ‌15 - باب: تفتيش التمر

- ‌16 - باب: أكل القثّاء بالرُّطَب

- ‌17 - باب: أكل البِطّيخ بالرُّطَب

- ‌18 - باب: في الخبيص

- ‌19 - باب: في الهريسة

- ‌20 - باب: الكمأة من المنّ

- ‌21 - باب: أكل الفولة بقشرها

- ‌22 - باب: أكل المضطّر

- ‌(20) " كتاب الأشربة

- ‌1 - باب: تحريم الخمر

- ‌2 - باب: كلّ مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام

- ‌3 - باب: ما يُتَّخذُ منه الخمرُ

- ‌4 - باب: في النَّبيذ

- ‌5 - باب: أحبّ الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب: الشرب في آنية الذهب والفضّة

- ‌7 - باب: الشُّرب قائمًا

- ‌8 - باب: النهي عن الشرب من ثلمة القدح، وعن النفخ في الشراب

- ‌9 - باب: أدب الشرب

- ‌(21) " كتابُ الطِّبِّ

- ‌1 - باب: الأمر بالتداوي، وأنّه من قَدَر الله

- ‌2 - باب: المَعِدَة حَوْض البدن

- ‌3 - باب: إطعام المريض شهوته

- ‌4 - باب: إطفاء الحمّى بالماء

- ‌5 - باب: موضع الحجامة

- ‌6 - باب: ما جاء في الكي

- ‌7 - باب: ما جاء في الكُسْت الهندي

- ‌8 - باب: نبات الشَّعْرِ في الأنف

- ‌9 - باب: ما رُخِّص فيه من الرُّقيةِ

- ‌10 - باب: ما جاء في الطِّيَرة والكهانة

- ‌11 - باب: من تحسّى سمًّا

- ‌(22) " كتابُ اللِّبَاس والزِّينَةِ

- ‌1 - باب: إظهار النِّعمةِ

- ‌2 - باب: النهي عن المباهاة في الثياب، وإسبال الإِزار

- ‌3 - باب: ثواب ترك لباس الحرير والذهب والفضة وشرب الخمر

- ‌4 - باب: لبس القلانس ذوات الآذان

- ‌5 - باب: كيف ينتعل

- ‌6 - باب: ما جاء في الخاتم

- ‌7 - باب: حلية السيف

- ‌8 - باب: الفَرْق

- ‌9 - باب: تسريح الشعر وتسكينه

- ‌10 - باب: الخِضاب بالحِنّاء والكتَمِ والصُّفْرةِ

- ‌11 - باب: النهي عن حلق المرأة رأسَها

- ‌12 - باب: تحريم وصل الشعر والوشم

- ‌13 - باب: قصّ الشارب

- ‌14 - باب: الكُحْلُ وترٌ

- ‌15 - باب: الطِّيب

- ‌16 - باب: ما جاء في الخَلوق

- ‌17 - باب: التصوير

- ‌18 - باب: وَسْمِ الغنم

- ‌(23) " كتاب الأدب

- ‌1 - باب: فضل حسن الخُلُق

- ‌2 - باب: مكارم الأخلاق

- ‌3 - باب: فضل الرفق

- ‌4 - باب: توقير الكبير

- ‌5 - باب: الحياء

- ‌6 - باب: الحِلم

- ‌7 - باب: الحِدَّة

- ‌8 - باب: الغضب

- ‌9 - باب: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيهِ

- ‌10 - باب: فضل الهيّن الليّن

- ‌11 - باب: مداراة الناس صدقة

- ‌12 - باب: السّماحة

- ‌13 - باب: الدّينُ النصيحة

- ‌14 - باب: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا

- ‌15 - باب: أيُّ المسلمين أسلم

- ‌16 - باب: التواضع

- ‌17 - باب: من أخذ بركاب رجل لا يرجوه

- ‌18 - باب: الصمت وحفظ اللسان

- ‌19 - باب: ذم ذي اللسانَينْ والوجهَيْن

- ‌20 - باب: تحريم الكذب

- ‌21 - باب: الكذب لإِصلاح ذات البين

- ‌22 - باب: تحريم الغيبة والنميمة

- ‌23 - باب: ما يُنهى عن سَبّه

- ‌24 - باب: الترهيب من الفحش

- ‌25 - باب: النهي عن مشارّة الناس

- ‌26 - باب: كفارة اللحاء

- ‌27 - باب: لا يُقال: مجنون

- ‌28 - باب: الكلام بالفارسية

- ‌29 - باب: ما جاء في الشعر والبيان

- ‌30 - باب: ذم المدّاحن

- ‌31 - باب: لا يُلدغ مؤمن من جُحرٍ مرتين

- ‌32 - باب: الاحتراس من الناس بسوء الظنّ

- ‌33 - باب: طلب الحوائج بعزّة الأنفس

- ‌34 - باب: المؤمن يُؤلَف

- ‌35 - باب: حقّ المسلم على المسلم

- ‌36 - باب: ما يُصفي الودَّ

- ‌37 - باب: ثواب إفشاء السلام

- ‌38 - باب: السلام عند القيام من المجلس

- ‌39 - باب: النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام

- ‌40 - باب: كيف الردُّ عليهم بالسلام

- ‌41 - باب: السلام على الصبيان

- ‌42 - باب: المصافحة

- ‌44 - باب: التفسّح في المجالس

- ‌45 - باب: النهي عن قيام الرّجل للرجل

- ‌46 - باب: النهي عن التفرّق والتهاجر

- ‌47 - باب: القَصْد في الحبّ والبُغض

- ‌48 - باب: الأرواح جنود مجنّدة

- ‌49 - باب: تَنَقَّه وتَوَقَّه

- ‌50 - باب: المرء مع من أحبّ

- ‌51 - باب: ثواب المتحابّين في الله

- ‌52 - باب: سؤال المحبوب عن اسمه ومنزله

- ‌53 - باب: فضل الزيارة في الله

- ‌54 - باب: الإغباب بالزيارة

- ‌55 - باب: قول الرجل للرجل: (لبّيك)

- ‌56 - باب: النهي عن التكنّي بأبي القاسم

- ‌57 - باب: فيمن سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيّر اسمه

- ‌58 - باب: كنية الصبيّ

- ‌59 - باب: الأذان في أذن المولود

- ‌60 - باب: العطاس والأدب فيه

- ‌61 - باب: وضع الكاتبِ القلمَ على أذنه

- ‌62 - باب: القَبْضُ على اللّحية عند الاهتمام

- ‌63 - باب: الجلوس في الظلمة

- ‌64 - باب: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

- ‌65 - باب: النهي عن قطع السّدر

- ‌66 - باب: النهي عن تعذيب الحيوان

- ‌67 - باب: اللّعب بالحمام

- ‌68 - باب: دخول الحمّام

- ‌69 - باب: قطع المراجيح

- ‌70 - باب: النهي عن المزمار والطبل

- ‌71 - باب: النهي عن مجالسة أبناء الملوك

- ‌72 - باب: في المُخنّثين والمُذكَّرات

الفصل: ‌1 - باب: فضل الجهاد والرباط

‌1 - باب: فضل الجهاد والرِّباط

841 -

أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْزَعي: نا أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن بَحْر العسكري بالرّافِقة: نا عفّان -يعني: ابن مُسلم- نا همّام بن يحيى عن محمَّد بن جُحَادة أنّ أبا حَصين حدّثه أنَّ ذكوان حدّثه.

عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! دُلَّني على عملٍ يعدلُ الجهادَ. قال: "لا أجدُهُ". ثمّ قال: "أتستطيعُ إذا خرج المجاهدون أن تلزمَ بيتك فتصَلّيَ لا تفترَ، وتصومَ لا تُفطِرَ؟! ".

أخرجه البخاري (6/ 4) من طريق عفان به.

وأخرج مسلم (3/ 1498) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحوه.

842 -

حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن: أنا محمد بن سليمان الواسطيّ: نا عبد الله بن سِنان: نا عبد الله بن المثنّى، قال: حدثني سرور: نا رَوْح بن القاسم عن العلاء عن أبيه.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشقَّ على أمتي ما قعدتُّ خلفَ سريّةٍ تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَةً فأحملَهم، ولا يجدون سَعَةً فيتّبِعوني".

سرور هو ابن المغيرة قال أبو حاتم -كما في "الجرح"(4/ 325) - شيخ. ووثّقه ابن حبان، وقال الأزدي: عنده مناكير عن الشعبي. (اللسان: 3/ 11) والراوي عنه لم أقف على ترجمته.

والحديث أخرجه مسلم (3/ 1497) من طريق همّام بن منبّه عن أبي هريرة بهذا اللفظ.

ص: 45

وأخرجه البخاري (6/ 16، 124) ومسلم (3/ 1495 - 1497) من طرق أخرى عن أبي هريرة نحوه.

843 -

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمَّد بن الوليد المرّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا الفريابي: نا ابن ثوبان عن حسّان بن عطية عن أبي مُنيب الجُرَشيّ.

عن عبد الله بن عمر (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بُعِثتُ بين يَدي الساعةِ بالسيفِ حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وجُعِل رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي، وجُعِل الذُّلُّ على من خالفَ أمري، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم".

أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(19/ 96 /أ- ب) من طريق تمام.

وأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 313) وأحمد (2/ 50، 92) وعبد بن حميد في "المنتخب"(848) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 111/ أ) والهروي في "ذمّ الكلام"(ق 49/ أ - المتحف البريطاني) والبيهقي في "الشعب"(2/ 75) والذهبي في " السّير"(15/ 509) من طريق ابن ثوبان به. وأخرج أبو داود (4031) الفقرة الأخيرة منه: "من تشبه

".

قال المنذري في "مختصر السنن"(6/ 25): "في إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وهو ضعيف". أهـ وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "الاقتضاء"(ص 82): "إسناده جيّدٌ" ثم تكلّم على رجاله وبيّن أنهم محتجٌّ بهم.

وقال الذهبي: "إسناده صالح". وقال الزركشي في "التذكرة"(ص 102): "إسناده فيه ضعف". وقال العراقي في "تخريج الإحياء"(1/ 269): "إسناده صحيح".

وقال الهيثمي (5/ 267): "رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن

(1) في الأصل و (ش): (عمرو)، والتصويب من (ظ) و (ر) ومخرجي الحديث.

ص: 46

ثوبان، وثّقه ابن المديني وأبو حاتم وغيرهما، وضعّفه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات". أهـ.

وقال الحافظ في "الفتح"(6/ 98): "في الإسناد: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختَلفٌ في توثيقه". أهـ.

وقال السخاوي في "المقاصد"(ص 407): "في سنده ضعفٌ".

قلت: وابن ثوبان ضعّفه أيضًا ابن معين والنسائي، ووثّقه دُحَيم، وقال يعقوب بن شيبة وأبو داود: لا بأس به. فمثله يحتمل حديثه التحسين.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1/ 88) من طريق الوليد بن مسلم قال: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به.

وهذا إسنادٌ جيّدٌ إن سلم من تسوية الوليد، فإنه -كما هو مذكور في ترجمته من "التهذيب"(11/ 154) - كان يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء من الإِسناد، إجلالًا منه للأوزاعي عن الرواية عنهم! لكن يوهّن هذا الاحتمال أن الأوزاعي معروف بكثرة الرواية عن حسّان، كما أنهما من بلد واحد (الشام)، ولا حاجة بالتالي إلى واسطة بينهما.

وعلى أي حال فللحديث طرق أخرى:

فقد أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 49/ أ) والذهبي في "السير"(16/ 242) من طريق صدقة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا مثله.

وصدقة هو ابن عبد الله السَّمين ضعيف كما في "التقريب"، وابن أبي كثير مدلّس وقد عنعن.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 129) والهروي (ق 49/ أ) من طريق بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزُّبير بن عدي عن أنس مرفوعًا.

وبشر كذّبه الطيالسي وأبو حاتم، وقال ابن حبان والدارقطني: يروي عن الزبير نسخة موضوعة. (اللسان: 2/ 21 - 23).

ص: 47

وأخرج ابن أبي شيبة (5/ 322) قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سعيد عن طاوس مرسلًا. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(رقم: 105) عن الأوزاعي به.

قال الحافظ في "الفتح"(6/ 98): "إسناده حسن". والراوي عن طاوس هو سعيد بن جَبَلة كما في رواية ابن المبارك، قال محمَّد بن خفيف الشيرازي: ليس هو عندهم بذاك. (اللسان: 3/ 25).

وأخرجه سعيد بن منصور (2370) من طريق أبي عمير الصوري عن الحسن مرسلًا، وأبو عمير لم أقف على ترجمته.

فالحديث بمجموع هذه الطرق -باستثناء طريق أنس- حسنٌ أو صحيح، والله أعلم.

844 -

حدثنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع: نا خالد.

عن أبي أُمامة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجلٍ يغبارُّ وجهُهُ في سبيلِ الله إلَّا أمَّنَ اللهُ وجهَه منَ النارِ يومَ القيامةِ، وما من رجلٍ تغبارُ قدماه في سبيل الله إلَّا أمَّنَ الله قدميه من النار يومَ القيامةِ".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قال المنذري: (جُميع منكر الحديث).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(110، 118) والطبراني في "الكبير"(8/ 114) والبيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 43) من طريق يحيى بن صالح به. وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق آخر عن جميع.

وقال الهيثمي (5/ 287): "وفيه جميع بن ثوب -بالفتح، ويُقال بالضمّ- وهو متروك". أهـ.

قلت: وجميع تركه النسائي، وقال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 2/ 134) فالسند واهٍ.

ويغني عنه: ما أخرجه البخاري (6/ 29) من حديث عبد الرحمن بن جبر مرفوعًا: "ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسّه النار".

ص: 48

845 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع بن ثوب: نا خالد.

عن أبي أمامة أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لأن أحرسَ (1) ثلاثَ ليالٍ مُرابِطًا وراءَ بَيْضةِ المسلمين أحبُّ إليَّ من أن تصيبَني ليلةُ القدْرِ في أحد المسجدين: المدينة، وبيت المقدس".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قال المنذري: (جُميع منكرُ الحديث).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 42 - 43) من طريق يحيى بن صالح به. وعزاه في "الكنز"(4/ 199) لابن شاهين، وعزاه أيضًا لأبي الشيخ عن أنس.

وإسناده واهٍ كسابقه.

وأشار المنذري في "الترغيب"(2/ 246) أيضًا إلي ضعفه حيث صدّره بـ"رُوي".

846 -

أخبرنا محمد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن خالد،

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات مُرابِطًا في سبيلِ الله أمّنه اللهُ من فتنةِ القبر".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قال المنذري: (جُميع منكرُ الحديث).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرجه البيهقي في "الشعب"(4/ 43) من طريق يحيى به.

وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جميع به.

وسنده واه كما تقدّم بيانه.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 113 - 114) و"الأوسط"(مجمع البحرين - نسخة الحرم: ق 122/ أ) من طريق محمَّد بن حفص الوصّابي

(1) في الأصل و (ش) و (ر): (لأحرس)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ).

ص: 49

عن محمَّد بن حِمْيَر عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي أمامة.

والوصّابي ضعّفه ابن منده، وقال ابن أبي حاتم: ليس يصدقُ. (اللسان: 5/ 146).

لكن الحديث صحَّ بلفظٍ آخر:

أخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(رقم: 174) وسعيد بن منصور (2414) وأحمد (6/ 20) وأبو داود (2500) والترمذي (1621) -وقال: حسن صحيح- والطبراني في "الكبير"(18/ 311، 311 - 312) وابن حبان (1624) والحاكم (2/ 79، 144) -وصححه على شرط مسلم في الموضع الأول، وعلى شرطهما في الثاني، وسكت عليه الذهبي- من طريق أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد مرفوعًا:"كل ميت يُختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنّه يُنمّى له عمله إلى يوم القيامة، وُيؤمّن فتنة القبر".

وإسناده جيّد.

وفي صحيح مسلم (3/ 1520) من حديث سلمان مرفوعًا، وفيه:"وإن مات [أي المرابط] جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجريَ عليه رزقه، وأمِن الفُتَّان".

847 -

أخبرنا محمد بن أحمد بن عرفجة: نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع: نا خالد.

عن أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المُرابِطُ في سبيلِ الله عز وجل أعظمُ أجرًا من رجلٍ جَمَعَ كعبيه في فالجٍ شهرًا (1) صامه وقامه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قال المنذريّ: (جُميع منكر الحديث).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أخرجه البيهقي في "الشعب"(4/ 43) من طريق يحيى بن صالح به.

وأخرجه ابن عدي (2/ 587) من طريق جميع به.

(1) كذا في الأصول.

ص: 50