الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خجل من مزاحمة، وفي ذلك فتنة وفساد عريض، وقد «خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد، وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «استأخرن؛ فإنه ليس لكنَّ أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق» . فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق به من لصوقها» (1)، ذكره ابن كثير عند تفسير قوله تعالى:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} » (2).
وقد جاء في فتنة النساء أحاديث كثيرة
، منها:
1 - حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما
- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ» (3).
2 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
-، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» (4).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وفي الحديث: أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد لهذا قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
(1) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق، برقم 5272، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 856.
(2)
رسالة الحجاب، ص 20 - 22.
(3)
البخاري، برقم 5096، ومسلم، برقم 2740، وتقدم تخريجه.
(4)
مسلم، كتاب العلم، باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة بالنساء، برقم 2742.
الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ} فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك
…
وقد قال بعض الحكماء: «النساء شر كلهن، وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن، ومع أنهن ناقصات عقل ودين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين» (1).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «ففتنة النظر أصل كل فتنة، كما ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ» (2).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الدنيا واتقوا النساء» (3).
وفي مسند محمد بن إسحاق السرّاج من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أخوف ما أخاف على أمتي النساء والخمر» (4).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «لم يكفر ممن كفر ممن مضى إلا من قبل النساء، وكفر من بقي من قبل النساء» (5)
…
(1) فتح الباري، لابن حجر، 9/ 138.
(2)
البخاري، برقم 5096، ومسلم، برقم 2740، وتقدم تخريجه.
(3)
مسلم، برقم 2742، وتقدم تخريجه.
(4)
علل الحديث لابن أبي حاتم، برقم 1311، ومسند السراج، ص 26، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، برقم 6052.
(5)
مصنف ابن أبي شيبة، 3/ 46، برقم 17643، وقال الشيخ التويجري في إتحاف الجماعة، 1/ 338:«إسناده حسن» .
إلى أن قال: «والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه، كما قيل:
كل الحوادث مبدؤها من النظر
…
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
…
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
…
في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته
…
لا مرحباً بسرور عاد بالضرر» (1)
(1) روضة المحبين، ص 113.