الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا لغيرك أبداً. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجِذُه. قال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وبقية رجاله ثقات. انتهى.
وصية أبي بكر لرافع الطائي في أمر الإِمارة
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن رافع الطائي قال: صحبت أبا بكر رضي الله عنه في غزوة، فلما قفلنا قلت: يا أبا بكر أوصني. قال: أقم الصلاة المكتوبة لوقتها، وأدِّ زكاة مالك طيبة بها نفسك، وصم رمضان، واحجج البيت، واعلم أن الهجرة في الإسلام حسن، وأن الجهاد في الهجرة حسن، ولا تكن أميراً. ثم قال: هذه الإمارة التي ترى اليوم سَبْرة قد أوشكت أن تفشو وتكثر حتى ينالها من ليس لها بأهل، وإنه من يكن أميراً فإنه من أطول الناس حساباً، وأغلظه عذاباً؛ ومن لا يكون أميراً فإنه من أيسر الناس حساباً، وأهونه عذاباً؛ لأن الأمراء أقرب الناس من ظلم المؤمنين ومن يظلم المؤمنين فإنما يخفر الله، هم جيران الله وهم عباد الله؛ والله إن أحدكم لتصاب شاة جاره أو بعير جاره فيبيت وارم العَضَل، يقول: شاة جاري أو بعير جاري، فإن الله أحق أن يَغْضَبَ لجاره. كذا في الكنز.
ما وقع بين أبي بكر ورافع في الإِمارة
وأخرج الطبراني عن رافع قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه على جيش ذات السلاسل، فبعث معه مع ذلك الجيش أبا بكر،
وعمر، وسراة أصحابه رضي الله عنه. فانطلقوا حتى نزلوا جبلي طيِّء. فقال عمر رضي الله عنه؛ أنظروا إلى رجل دليل بالطريق. فقالوا: ما نعلمه إلا رافع بن عمرو فإنه كان ربيلاً. فسألت طارقاً: ما الربيل؟ قال: اللص الذي يغزو القوم وحده فيسرق. قال رافع: فلما قضينا غَزاتنا وانتهيت إلى المكان الذي كنا خرجنا منه توسمت أبا بكر رضي الله عنه فأتيته فقلت: يا صاحب الحلال، إِني توسمتك من بين أصحابك فائتني بشيء إِذا حفظته كنت منكم ومثلكم. فقال: أتحفظ أصابعك الخمس؟ قلت: نعم. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة إن كان لك مال، وتحج البيت وتصوم رمضان؛ حفظت؟ فقلت: نعم. قال وأخرى: لا تَأمَّرَنَّ على إثنين. قلت: وهل تكون الإِمرة إلا فيكم أهل بدر؟ قال: يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك. إن الله عز وجل لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم دخل الناس في الإِسلام، فمنهم من دخل فهداه الله، ومنهم من أكرهه السيف، فهم عوّاذ الله عز وجل وجيران الله في خفارة الله. إنَّ الرجل إذا كان أميراً فتظالم الناس بينهم فلم يأخذ لبعضهم من بعض إنتقم الله منه. إنَّ الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره فيظل نأتيَ عضلته غضباً لجاره، والله من وراء جاره. قال رافع: فمكثت سنة ثم إن أبا بكر رضي الله عنه أستُخلِف فركبت إليه. قلت: أنا رافع، كنت نقيبك بمكان كذا وكذا. قال: عرفت قال: كنت نهيتني عن الإِمارة ثم ركبت أعظم من ذلك: أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال: نعم، فمن لم يقم فيهم كتاب الله فعليه بَهْلة الله - يعني لعنة الله -. قال الهيثمي: رجاله ثقات. انتهى.