الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلا مطيعك. قال: فأتى بهم أبا بكر فقال: هؤلاء أهدوا لي، وهؤلاء لك. قال: فإنَّا قد سلمنا لك هديتك، فخرج معاذ إلى الصلاة فإذا هم يصلُّون خلفه، فقال معاذ: لمن تصلون؟ قالوا: لله عز وجل، فقال: أفأنتم له، فأعتقهم. قال الحاكم ووافقه الذهبي: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه.
إنفاق ما يحبّ
تصدّق عمر رضي الله عنه بأرضه في خيبر
أخرج الأئمة الستة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر بخيبر أرضاً، فأتى إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبتُ أرضاً لم أصب مالاً قط أنفس منه فكيف تأمرني به؟ قال: «إن شئت حبست أصلها، وتصدَّقت بها» ؛ فتصدّق (بها) عمر رضي الله عنه أنه لا يباع أصلها، ولا يوهب، ولا يورث، (وتصدَّق) بها في الفقراء والقربى والرقاب، وفي سبيل الله والضيف، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقاً غير متمول. كذا في نصب الراية.
إِعتاقه لجارية كان قد طلبها من أبي موسى
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عمر رضي الله
عنه أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن يبتاع له جارية من سبي جَلُولاء، فدعا بها، فقال: إن الله يقول: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: 92) فأعتقها عمر. كذا في الكنز.
قصة ابن عمر وجارية
وأخرج ابن سعد عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كانت له جارية، فلما اشتد عجبه بها أعتقها وزوَّجها مولى له، فولدت غلاماً. قال نافع: فلقد رأيت عبد الله بن عمر يأخذ ذلك الصبي فيقبله ثم يقول: واهاً لريح فلانة يعني الجارية التي أعتق.
قصة ابن عمر إِذ حضرته الآية
وأخرج البزار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: حضرتني هذه الآية: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} فذكرت ما أعطاني الله عز وجل فلم أجد شيئاً أحبّ إليَّ من مرجانة - جارية لي رومية - فقال: هي حرّة لوجه الله، فلو أني أعود في شيء جعلته لله لنكحتها. قال الهيثمي: رواه البزّار وفيه من لم أعرفه اهـ. وأخرجه الحاكم وزاد: فأنكحها نافعاً فهي أم ولده. وأخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق مجاهد وغيره.
حديث نافع في إِنفاق ابن عمر
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما إِذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه عز وجل. قال نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمَّر أحدهم فيلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر رضي الله عنهما على تلك الحالة الحسنة أعتقه. فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن - والله - ما بهم إلا أن يخدعوك فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله عز وجل إنخدعنا له.
قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال عظيم، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه ثم نزل عنه. فقال: يا نافع إنزعوا زمامه ورَحْله، وجلِّلوه وأشعروه وأدخلوه في البُدْن. وفي رواية أخرى عنده أيضاً عن نافع قال: بينا هو يسير على ناقته - يعني ابن عمر - إذا أعجبته فقال: إخ إخ، فأناخها ثم قال: يا نافع، حُطَّ عنه الرَّحْل، فكنت أرى أنه لشيء يريده أو لشيء رابه منها، فحططت الرحل، فقال لي: أنظر هل ترى عليها مثل رأسها؟ فقلت: أنشدك إِنك إن شئت بعتها واشتريت بثمنها. قال: فجلَّله وقلّدها وجعلها في بُدْنه، ما أعجبه من ماله شيء قط إلا قدمه. وعنده أيضاً عن نافع عن ابن عمر: أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عز وجل. قال: وكان ربما تصدَّق في المجلس الواحد بثلاثين ألفاً - قال وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفاً، فقال: يا نافع إِني أخاف أن تفتنني دارهم ابن عامر، إذهب فأنت حر. وكان لا يد من اللحم شهراً إلا مسافراً أو في رمضان. قال: وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مُزعة لحم
وأخرجه الطبراني مختصراً، كذا في المجمع. وأخرجه ابن سعد عن نافع مختصراً.
قصة ابن عمر لما نزل الجحفة
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نزل الجحفة وهو شاك. فقال: إني لأشتهي حيتاناً، فالتمسوا له فلم يجدوا (له) إلا حوتاً واحداً، فأخذته إمرأته صفية بنت أبي عبيد فصنعته ثم قربته إليه، فأتى مسكين حتى وقف عليه فقال له ابن عمر: خذه. فقال أهله: سبحان الله، قد عنَّيتنا ومعنا زاد نعطيه؟ فقال: إنَّ عبد الله يحبّه. وأخرجه أيضاً من طريق عمر بن سعد بنحوه وفيه: قالت إمرأته: نعطيه درهماً فهو أنفع له من هذا، واقضِ أنت شهوتك منه. فقال: شهوتي ما أُريد. وأخرجه أيضاً من طريق نافع. وأخرجه ابن سعد عن حبيب بن (أبي) مرزوق مع زيادة بمعناه.
تصدّق أبي طلحة بعين بيرحاء
وأخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها